بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة على أشرف الخلق أجمعين محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين المظلومين، ولعنة الله على مخالفيهم ومنكري فضائلهم ومخربي شريعتهم أجمعين إلى يوم الدين.
في الجمعة قبل الماضية، استغل حسن الصفار خطبة الجمعة في الدفاع عن الوهابيين الإرهابيين وملكهم عبد الله، والتهجم على المفكر الإسلامي سماحة آية الله المجاهد السيد مجتبى الشيرازي دام ظله. وهذا ردي عليه في خمس نقاط:
أولا: تعييره سماحة السيد بهجرته إلى لندن:
1- لا يعيِّر المهاجر بهجرته إلا جاهل – إن أحسنا الظن به – ، لقوله تعالى:
(إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله، أولئك يرجون رحمة الله، والله غفور رحيم) البقرة 218
(فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي، وقاتلوا وقتلوا، لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله، والله عنده حسن الثواب) آل عمران 195
(والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا، لنبوئنهم في الدنيا حسنة، ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) النحل 41
2- لقد عج التاريخ قديما وحديثا بأسماء المهاجرين من ديارهم. فجعفر بن أبي طالب (ذو الجناحين) سلام الله عليه هاجر وجماعة من المسلمين إلى الحبشة (بلاد الكفر)، والخميني هاجر وجماعة من أنصاره إلى فرنسا (بلاد الكفر)، بعد أن عاش قرابة الخمس عشرة سنة في كنف البعثيين في النجف المقدس وتعاون معهم حتى أنهم أعطوه إذاعة فارسية في بغداد موجهة إلى الشعب الإيراني يحرضهم ضد الشاه عبرها.
فهل الصفار مستعد لأن يتكلم عن ذو الجناحين أو الخميني بنفس الكلمات ويوحي بنفس الإيحاءات ويومئ بنفس الإيماءات؟!
ثانيا: استنكاره على سماحة السيد ما وصفها بالألفاظ النابية:
1- كلمات سماحة السيد التي استعملها في الوهابيين الإرهابيين وملكهم لا تعد شيئا مقابل كلمات المعصومين عليهم السلام تجاه من أرادوا ذمه وتقريعه.
فـ (كذبت لا أم لك، من يفعله أضيق حلقة إست منك. الاحتجاج للطبرسي 1 / 118) التي قالها أمير المؤمنين عليه السلام في خالد بن الوليد وابن ملجم لعنة الله عليهما، أقوى بكثير من (أولاد الزانيات) التي قالها سماحة السيد في الوهابيين الإرهابيين وملكهم.
و (يا عاض إير أبيه. مصباح البلاغة للميرجهاني 4 / 164) التي قالها أمير المؤمنين عليه السلام في أبي موسى الأشعري لعنة الله عليه، أشد بكثير من (أولاد العاهرات) التي قالها سماحة السيد في الوهابيين الإرهابيين وملكهم.
و (أكل فلان بظر أمه. تاريخ مدينة دمشق لابن العساكر 57 / 244) التي قالها سيد الشهداء عليه السلام في مروان بن الحكم لعنة الله عليهما، أعنف بكثير من (أولاد القحبات) التي قالها سماحة السيد في الوهابيين الإرهابيين وملكهم.
ثم (أولاد الزانيات، أولاد العاهرات، أولاد القحبات) في وصف الوهابيين الإرهابيين وملكهم تأتي إطاعة لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله: (إذا اعتزى أحدكم بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا: السنن الكبرى للنسائي 6 / 242). والاستنكار على الأول هو استنكار على الثاني!!
2- ينبغي أن يكون الكلام مرآة للواقع، كما ويجب أن تكون الكلمات تتلاءم ومستوى الشخص أو الشيء المراد وصفه. فكلما صعد الشخص في سلم التكامل كلما ارتقت الكلمات التي تعبّر عنه، وكلما نزل الشخص في دركات النقوص كلما هبطت الكلمات التي تعبّر عنه. فيترجَم الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه في مقدمة كتابه الاختصاص: (فذ من أئمة الدهر وأوحدي من زعماء العالم وعلم مفرد من أعلام الدين وكبير من جهابذة العلم وفطاحل الفضيلة، شيخ الشيعة وزعيمها الأكبر ومعلمها المناضل المجاهد)، ويشار إلى الطاغية صدام بـ (جرذ العوجة).
والذي يعادي الشيعة لأنهم شيعة يكون ناصبا، والناصب حسب الأحاديث الشريفة لا يكون إلا ابن حرام، فتكون أمه زانية. وكون الزانية من أوضع أنواع النساء، وكون الناصب أشد من اليهودي والنصراني وأنجس من الكلب والخنزير كما في الروايات، يحتّم علينا أن نستعمل أشد الكلمات فيه لتتناسب مع مستواه السافل، ولذلك نسميه (إبن القحبة) لنعبر عن دونيته، في حين أن الاكتفاء بتسميته (ناصبا) أوحتى (ابن الحرام) لا يترجم وضاعته.
فقد روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال : (ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلا يقول أنا أبغض محمدا وآل محمد. ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم إنكم تتولونا وإنكم من شيعتنا. علل الشرائع للصدوق 2 / 601).
ونحوه رواية معلى بن خنيس ، وفيها: (ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم إنكم تتولونا وتتبرؤون من أعدائنا).
وفي موسوعة الغدير للأميني 1 / 336: (وأخرج محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 189 عن أبي بكرلصديق: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خيم خيمة وهو متكئ على قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين. فقال: معشر المسلمين! أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، حرب لمن حاربهم، ولي لمن والاهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء المولد).
ثم بغض النظر عن عداء هؤلاء للشيعة لكونهم شيعة، أليس هدم مراقد المعصومين الأربعة في البقيع عين النصب؟! وأليس إبقائها مهدومة منتهكة الحرمة عين النصب أيضا؟!
ومن المسؤول عن ذلك غير الوهابيين الإرهابيين وملكهم؟!
إذن، فكلمات سماحة السيد هذه حول الوهابيين الإرهابيين وملكهم لا تخرج عن فحوى هذين الحديثين الشريفين. فلمَ كل هذه الرغوة والزبد في فم الصفار؟! ألا يعتبر هؤلاء نواصب؟! أم له اعتراض على كلام رسول الله حول رداءة مولدهم؟!
3- يجب أن تكون ردة الفعل مساوية للفعل وليست أقل منه. فعندما يتعرض الوهابيون الإرهابيون إلى الزوار نساءا ورجالا وأطفالا بالضرب والهتك إضافة إلى القذف والسب والتجريح، فلابد وأن تكون ردود الأفعال قوية بقوة الفعل وفداحته ولا تقتصر على الإدانة والاعتراض الخجول فقط، والذي بدل أن يكون صفعة في وجههم تردعهم، سيكون بمثابة تقديم الخد إليهم ليصفعوه من جديد صفعة أقوى وأردى!!.
4- عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: (المؤمنون في تبارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى: مستدرك الوسائل للنوري 12 / 424).
فلا فرق للشيعي العربي أن تُضرب امرأة شيعية، عربية كانت أو إيرانية أو كردية أو تركية أو أميركية... ولا فرق للشيعي الإيراني أن تُضرب امرأة شيعية، إيرانية كانت أو عربية أو كردية أو تركية أو أميركية... ولا فرق للشيعي الأميركي أن تُضرب امرأة شيعية، أميركية كانت أو عربية أو إيرانية أو كردية أو تركية...
كما لا فرق لهم أن تكون المرأة المضروبة من أقاربهم أو معارفهم أو غريبة عنهم.
كما لا فرق لهم أن يكون هذا الضرب في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية أو في حضورهم...
فالإحساس واحد والألم شديد والموقف خشن.
فإن كان الصفار لا يجد في نفسه هذه الغيرة على نساء الشيعة وهذه الحرقة، ولا يرضى بتسمية المعتدين عليهن بأسمائهم وأوصافهم، فلا يستنكرها في غيره!!
ثالثا: اعتراضه على سماحة السيد لإطلاقه هذه التصريحات غير مكترث بما تسببها من أضرار وأخطار وآثار سيئة وسلبية.
لم نسمع بأن أحدهم قد قتل أو ضرب أو مسه أذى والسبب إحدى كلمات سماحة السيد، بينما هناك العديد ممن يحترمهم الصفار ويؤيدهم ويواليهم وقد تسببوا بالفعل بأضرار وأخطار وآثار سيئة سلبية، وإليكم بعضها:
أ) إلقاء الخميني للخطب النارية وإصداره للبيانات التحريضية من مأواه في العراق وفرنسا داعيا الشعب الإيراني إلى القيام ضد النظام الشاهنشاهي، والذي تسبب في إراقة دماء عشرات الآلاف.
ب) تحريض الخميني وهو في طهران الحجاج على إقامة مظاهرات (البراءة من المشركين) في مكة، رغم التهديدات السعودية بقمعها ولو بالرصاص، والذي أدى إلى مجزرة مكة التي راح ضحيتها المئات من الحجاج الشيعة بين المقتول والمجروح والمسبية!! ورغم ذلك لم تتعظ إيران مما جرى فهي تصر على إظهار البراءة من المشركين في مكة إلى يومنا هذا!
ت) إصرار النظام الإيراني وإصرار ممثليه في قيادة حزب الله المتمترسين في مخابئهم، على أن يبقى الحزب مسلحا وفي احتكاك مع إسرائيل، والذي أدى فيما أدى إلى الحرب الأخيرة التي راح ضحيتها الآلاف بين المقتول والمجروح.
ث) إدارة المعارضة العراقية وهي في رفاه الخارج للعمل ضد صدام من الداخل، والذي أدى إلى إبادة شعب كامل بالقتل والسجن والتشريد...
ج) عناد قادة المعارضة العراقية لصدام و تجاهل تهديداته والذي تسبب في تصفية عدد كبير جدا من أهاليهم انتقاما، فكم أخ وأخت دخلوا السجون ولم يخرجوا منها؟! فالسيد محمد باقر الحكيم كمثال تسبب في سجن وتعذيب وإعدام حوالي ثمانين نفرا من عائلته وفيهم مجتهدون بعد تجاهله لتهديدات الطاغية.
ح) تحريض الصفار – نفسه – ومن كان معه في الخارج للشعب السعودي على معارضة النظام، والذي أدى إلى كثير من الأضرار والأخطار والآثار السيئة السلبية. فهل بدأ الصفار بالتهجم على نفسه وزملائه لينتهي بسماحة السيد، أم أن بائه جرّت وباء السيد لم تجر؟!
فعظم آثار الفعل (السجن والقتل) لا يخفف بالضرورة من أهمية الفعل (معارضة نظام ظالم)، وتشخيص الحكم في الموارد الشائكة يلقى على عاتق المجتهد.
كما أن الأمر الإعتقادي أعظم من الأمر السياسي والموقف الديني أهم من الموقف السياسي. فإن كان تعطيل الحج لسنوات وقتل وجرح وسبي مئات الحجاج الشيعة مبرَّرا لـ (إظهار البراءة من المشركين) في مكة، فيكون التهجم على الوهابيين وملكهم ردا على أحداث البقيع 1430 مبرَّرا بطريق أولى.
فمن ينكر على سماحة السيد تصريحاته وشجبه ووقوفه مع الحق ونصرته للمظلوم يجب أن ينكر على كل من ذكرتهم كأمثلة وعلى غيرهم.
رابعا: بدفاعه المستميت هذا عن إخوانه السلفيين وملكهم، يغطي الصفار على جرائمهم النكراء في كل من العراق وإيران وباكستان وأفغانستان فضلا عن جرائمهم داخل البلاد نفسها، بل ويشجعهم على الاستمرار فيها.
خامسا: تقول الآية الشريفة (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
والناصبي كما ورد في النصوص الشريفة هو أشر من اليهودي والنصراني. والصفار ومنذ فترة يواصل التدحرج في منزلق تقديم التنازلات في سبيل كسب رضا النواصب متجاهلا هذه الآية الكريمة. فحتى وإن واصل طريقه الخطر ووصل إلى قاع الوادي، بعدما أطال ذقنه حد كنس ما بين قدميه وقصر ثوبه حد ستر ما بين فخذيه، سيأتي يوم وسيلفضونه حد التقيء لأنه لن يكون في نظرهم أكثر من رافضي نجس. وسيكون وقتها لا من الشيعة ولا من البكرية، فيخسر دنياه بعد خسرانه آخرته.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة على أشرف الخلق أجمعين محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين المظلومين، ولعنة الله على مخالفيهم ومنكري فضائلهم ومخربي شريعتهم أجمعين إلى يوم الدين.
في الجمعة قبل الماضية، استغل حسن الصفار خطبة الجمعة في الدفاع عن الوهابيين الإرهابيين وملكهم عبد الله، والتهجم على المفكر الإسلامي سماحة آية الله المجاهد السيد مجتبى الشيرازي دام ظله. وهذا ردي عليه في خمس نقاط:
أولا: تعييره سماحة السيد بهجرته إلى لندن:
1- لا يعيِّر المهاجر بهجرته إلا جاهل – إن أحسنا الظن به – ، لقوله تعالى:
(إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله، أولئك يرجون رحمة الله، والله غفور رحيم) البقرة 218
(فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي، وقاتلوا وقتلوا، لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله، والله عنده حسن الثواب) آل عمران 195
(والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا، لنبوئنهم في الدنيا حسنة، ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) النحل 41
2- لقد عج التاريخ قديما وحديثا بأسماء المهاجرين من ديارهم. فجعفر بن أبي طالب (ذو الجناحين) سلام الله عليه هاجر وجماعة من المسلمين إلى الحبشة (بلاد الكفر)، والخميني هاجر وجماعة من أنصاره إلى فرنسا (بلاد الكفر)، بعد أن عاش قرابة الخمس عشرة سنة في كنف البعثيين في النجف المقدس وتعاون معهم حتى أنهم أعطوه إذاعة فارسية في بغداد موجهة إلى الشعب الإيراني يحرضهم ضد الشاه عبرها.
فهل الصفار مستعد لأن يتكلم عن ذو الجناحين أو الخميني بنفس الكلمات ويوحي بنفس الإيحاءات ويومئ بنفس الإيماءات؟!
ثانيا: استنكاره على سماحة السيد ما وصفها بالألفاظ النابية:
1- كلمات سماحة السيد التي استعملها في الوهابيين الإرهابيين وملكهم لا تعد شيئا مقابل كلمات المعصومين عليهم السلام تجاه من أرادوا ذمه وتقريعه.
فـ (كذبت لا أم لك، من يفعله أضيق حلقة إست منك. الاحتجاج للطبرسي 1 / 118) التي قالها أمير المؤمنين عليه السلام في خالد بن الوليد وابن ملجم لعنة الله عليهما، أقوى بكثير من (أولاد الزانيات) التي قالها سماحة السيد في الوهابيين الإرهابيين وملكهم.
و (يا عاض إير أبيه. مصباح البلاغة للميرجهاني 4 / 164) التي قالها أمير المؤمنين عليه السلام في أبي موسى الأشعري لعنة الله عليه، أشد بكثير من (أولاد العاهرات) التي قالها سماحة السيد في الوهابيين الإرهابيين وملكهم.
و (أكل فلان بظر أمه. تاريخ مدينة دمشق لابن العساكر 57 / 244) التي قالها سيد الشهداء عليه السلام في مروان بن الحكم لعنة الله عليهما، أعنف بكثير من (أولاد القحبات) التي قالها سماحة السيد في الوهابيين الإرهابيين وملكهم.
ثم (أولاد الزانيات، أولاد العاهرات، أولاد القحبات) في وصف الوهابيين الإرهابيين وملكهم تأتي إطاعة لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله: (إذا اعتزى أحدكم بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا: السنن الكبرى للنسائي 6 / 242). والاستنكار على الأول هو استنكار على الثاني!!
2- ينبغي أن يكون الكلام مرآة للواقع، كما ويجب أن تكون الكلمات تتلاءم ومستوى الشخص أو الشيء المراد وصفه. فكلما صعد الشخص في سلم التكامل كلما ارتقت الكلمات التي تعبّر عنه، وكلما نزل الشخص في دركات النقوص كلما هبطت الكلمات التي تعبّر عنه. فيترجَم الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه في مقدمة كتابه الاختصاص: (فذ من أئمة الدهر وأوحدي من زعماء العالم وعلم مفرد من أعلام الدين وكبير من جهابذة العلم وفطاحل الفضيلة، شيخ الشيعة وزعيمها الأكبر ومعلمها المناضل المجاهد)، ويشار إلى الطاغية صدام بـ (جرذ العوجة).
والذي يعادي الشيعة لأنهم شيعة يكون ناصبا، والناصب حسب الأحاديث الشريفة لا يكون إلا ابن حرام، فتكون أمه زانية. وكون الزانية من أوضع أنواع النساء، وكون الناصب أشد من اليهودي والنصراني وأنجس من الكلب والخنزير كما في الروايات، يحتّم علينا أن نستعمل أشد الكلمات فيه لتتناسب مع مستواه السافل، ولذلك نسميه (إبن القحبة) لنعبر عن دونيته، في حين أن الاكتفاء بتسميته (ناصبا) أوحتى (ابن الحرام) لا يترجم وضاعته.
فقد روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال : (ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلا يقول أنا أبغض محمدا وآل محمد. ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم إنكم تتولونا وإنكم من شيعتنا. علل الشرائع للصدوق 2 / 601).
ونحوه رواية معلى بن خنيس ، وفيها: (ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم إنكم تتولونا وتتبرؤون من أعدائنا).
وفي موسوعة الغدير للأميني 1 / 336: (وأخرج محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 189 عن أبي بكرلصديق: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خيم خيمة وهو متكئ على قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين. فقال: معشر المسلمين! أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، حرب لمن حاربهم، ولي لمن والاهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء المولد).
ثم بغض النظر عن عداء هؤلاء للشيعة لكونهم شيعة، أليس هدم مراقد المعصومين الأربعة في البقيع عين النصب؟! وأليس إبقائها مهدومة منتهكة الحرمة عين النصب أيضا؟!
ومن المسؤول عن ذلك غير الوهابيين الإرهابيين وملكهم؟!
إذن، فكلمات سماحة السيد هذه حول الوهابيين الإرهابيين وملكهم لا تخرج عن فحوى هذين الحديثين الشريفين. فلمَ كل هذه الرغوة والزبد في فم الصفار؟! ألا يعتبر هؤلاء نواصب؟! أم له اعتراض على كلام رسول الله حول رداءة مولدهم؟!
3- يجب أن تكون ردة الفعل مساوية للفعل وليست أقل منه. فعندما يتعرض الوهابيون الإرهابيون إلى الزوار نساءا ورجالا وأطفالا بالضرب والهتك إضافة إلى القذف والسب والتجريح، فلابد وأن تكون ردود الأفعال قوية بقوة الفعل وفداحته ولا تقتصر على الإدانة والاعتراض الخجول فقط، والذي بدل أن يكون صفعة في وجههم تردعهم، سيكون بمثابة تقديم الخد إليهم ليصفعوه من جديد صفعة أقوى وأردى!!.
4- عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: (المؤمنون في تبارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى: مستدرك الوسائل للنوري 12 / 424).
فلا فرق للشيعي العربي أن تُضرب امرأة شيعية، عربية كانت أو إيرانية أو كردية أو تركية أو أميركية... ولا فرق للشيعي الإيراني أن تُضرب امرأة شيعية، إيرانية كانت أو عربية أو كردية أو تركية أو أميركية... ولا فرق للشيعي الأميركي أن تُضرب امرأة شيعية، أميركية كانت أو عربية أو إيرانية أو كردية أو تركية...
كما لا فرق لهم أن تكون المرأة المضروبة من أقاربهم أو معارفهم أو غريبة عنهم.
كما لا فرق لهم أن يكون هذا الضرب في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية أو في حضورهم...
فالإحساس واحد والألم شديد والموقف خشن.
فإن كان الصفار لا يجد في نفسه هذه الغيرة على نساء الشيعة وهذه الحرقة، ولا يرضى بتسمية المعتدين عليهن بأسمائهم وأوصافهم، فلا يستنكرها في غيره!!
ثالثا: اعتراضه على سماحة السيد لإطلاقه هذه التصريحات غير مكترث بما تسببها من أضرار وأخطار وآثار سيئة وسلبية.
لم نسمع بأن أحدهم قد قتل أو ضرب أو مسه أذى والسبب إحدى كلمات سماحة السيد، بينما هناك العديد ممن يحترمهم الصفار ويؤيدهم ويواليهم وقد تسببوا بالفعل بأضرار وأخطار وآثار سيئة سلبية، وإليكم بعضها:
أ) إلقاء الخميني للخطب النارية وإصداره للبيانات التحريضية من مأواه في العراق وفرنسا داعيا الشعب الإيراني إلى القيام ضد النظام الشاهنشاهي، والذي تسبب في إراقة دماء عشرات الآلاف.
ب) تحريض الخميني وهو في طهران الحجاج على إقامة مظاهرات (البراءة من المشركين) في مكة، رغم التهديدات السعودية بقمعها ولو بالرصاص، والذي أدى إلى مجزرة مكة التي راح ضحيتها المئات من الحجاج الشيعة بين المقتول والمجروح والمسبية!! ورغم ذلك لم تتعظ إيران مما جرى فهي تصر على إظهار البراءة من المشركين في مكة إلى يومنا هذا!
ت) إصرار النظام الإيراني وإصرار ممثليه في قيادة حزب الله المتمترسين في مخابئهم، على أن يبقى الحزب مسلحا وفي احتكاك مع إسرائيل، والذي أدى فيما أدى إلى الحرب الأخيرة التي راح ضحيتها الآلاف بين المقتول والمجروح.
ث) إدارة المعارضة العراقية وهي في رفاه الخارج للعمل ضد صدام من الداخل، والذي أدى إلى إبادة شعب كامل بالقتل والسجن والتشريد...
ج) عناد قادة المعارضة العراقية لصدام و تجاهل تهديداته والذي تسبب في تصفية عدد كبير جدا من أهاليهم انتقاما، فكم أخ وأخت دخلوا السجون ولم يخرجوا منها؟! فالسيد محمد باقر الحكيم كمثال تسبب في سجن وتعذيب وإعدام حوالي ثمانين نفرا من عائلته وفيهم مجتهدون بعد تجاهله لتهديدات الطاغية.
ح) تحريض الصفار – نفسه – ومن كان معه في الخارج للشعب السعودي على معارضة النظام، والذي أدى إلى كثير من الأضرار والأخطار والآثار السيئة السلبية. فهل بدأ الصفار بالتهجم على نفسه وزملائه لينتهي بسماحة السيد، أم أن بائه جرّت وباء السيد لم تجر؟!
فعظم آثار الفعل (السجن والقتل) لا يخفف بالضرورة من أهمية الفعل (معارضة نظام ظالم)، وتشخيص الحكم في الموارد الشائكة يلقى على عاتق المجتهد.
كما أن الأمر الإعتقادي أعظم من الأمر السياسي والموقف الديني أهم من الموقف السياسي. فإن كان تعطيل الحج لسنوات وقتل وجرح وسبي مئات الحجاج الشيعة مبرَّرا لـ (إظهار البراءة من المشركين) في مكة، فيكون التهجم على الوهابيين وملكهم ردا على أحداث البقيع 1430 مبرَّرا بطريق أولى.
فمن ينكر على سماحة السيد تصريحاته وشجبه ووقوفه مع الحق ونصرته للمظلوم يجب أن ينكر على كل من ذكرتهم كأمثلة وعلى غيرهم.
رابعا: بدفاعه المستميت هذا عن إخوانه السلفيين وملكهم، يغطي الصفار على جرائمهم النكراء في كل من العراق وإيران وباكستان وأفغانستان فضلا عن جرائمهم داخل البلاد نفسها، بل ويشجعهم على الاستمرار فيها.
خامسا: تقول الآية الشريفة (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
والناصبي كما ورد في النصوص الشريفة هو أشر من اليهودي والنصراني. والصفار ومنذ فترة يواصل التدحرج في منزلق تقديم التنازلات في سبيل كسب رضا النواصب متجاهلا هذه الآية الكريمة. فحتى وإن واصل طريقه الخطر ووصل إلى قاع الوادي، بعدما أطال ذقنه حد كنس ما بين قدميه وقصر ثوبه حد ستر ما بين فخذيه، سيأتي يوم وسيلفضونه حد التقيء لأنه لن يكون في نظرهم أكثر من رافضي نجس. وسيكون وقتها لا من الشيعة ولا من البكرية، فيخسر دنياه بعد خسرانه آخرته.
تعليق