المشاركة الأصلية بواسطة انصار الصدر00
لكن لو شغلوا عقولهم ولو قليلا..... فسيجدون أن تنازل الحسن عليه السلام لمعاوية هو أكبر دليل على نصب معاوية لعنه الله العداء لأهل البيت......
ففضلا عن ما ذكرناه من محاربته لأمير المؤمنين عليه السلام.....
فلماذا تنازل الحسن عليه السلام عن الخلافة لصالح معاوية؟
معاوية لعنه الله رفض مبايعة الحسن عليه السلام...... فقرر محاربته مثلما حارب والده أمير المؤمنين عليه السلام..... وكانت الحرب على وشك أن تبدأ.....
يقول بن الأثير في الكامل:
«كان أمير المؤمنين عليّ قد بايعه اربعون الفاً من عسكره على الموت، لما ظهر ما كان يخبرهم به عن أهل الشام. فبينما هو يتجهز للمسير قتل عليه السلام واذا أراد اللّه أمراً فلا مردّ له. فلما قتل وبايع الناس ولده الحسن بلغه مسير معاوية في أهل الشام اليه، فتجهز هو والجيش الذين كانوا بايعوا علياً، وسار عن الكوفة الى لقاء معاوية - وكان قد نزل مسكن - فوصل الحسن الى المدائن، وجعل قيس بن عبادة الانصاري على مقدمته في اثني عشر الفاً، وقيل بل كان الحسن قد جعل على مقدمته عبد اللّه(1) بن عباس، فجعل عبد اللّه بن عباس على مقدمته في الطلائع قيس بن سعد بن عبادة..».
بيد إن الأمور لم تستقم للإمام الحسن لجملة من الأسباب المعروفة ، أهمها تخاذل أهل العراق أولا ، وكون الشيوخ الذين بايعوا عليا والتفوا حوله كانوا من عبدة الغنائم والمناصب ، ولم يكن لهؤلاء نصيب في خلافة الحسن إلا ما كان لهم عند أبيه من قبل ثانيا .
وإن عددا غير قليل ممن بايع الحسن كانوا من المنافقين ، يراسلون معاوية بالسمع والطاعة ثالثا . كما أن قسما من جيشه كانوا من الخوارج أو أبنائهم رابعا .
فضلا عن ذلك........
فقد كان هناك عدة شروط للصلح:
يقول بن صباغ المالكي في كتاب الفصول المهمة:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان ، صالحه على أن يسلم إليه ولاية المسلمين على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسول الله ، وليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا ، على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعالى في شامهم ويمنهم وعراقهم وحجازهم . على أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث كانوا ، وعلى معاوية بذلك عهد الله وميثاقه . على أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غائلة سوء سرا وجهرا ، ولا يخيف أحدا في أفق من الآفاق . شهد عليه بذلك فلان وفلان ، وكفى بالله شهيدا.
لكن معاوية لم يفي بها:
فقد ورد في الإرشاد للمفيد:
ولما تم الصلح صعد معاوية المنبر وقال في خطبته : إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ، ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك ، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون . ألا وإني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي هاتين لا أفي بشئ منها له.
فبدل أن تتفاخروا بأن الحسن عليه السلام قد صالح معاوية مثلما صالح رسول الله المشركين في الحديبية..... فلماذا لم تسألوا أنفسكم:
1- لماذا رفض الكلب بن الكلبة معاوية بن هند مبايعة الحسن عليه السلام وقرر محاربته.
2- لماذا غدر معاوية ولم يف بشروط الصلح؟
تعليق