رسالة جماهير ائتلاف دولة القانون
كتابات - ظاهر جواد الشمري
لقد غابت الشمس وتلبدت الغيوم في سماء الكثير من السياسيين والإعلاميين المسيسين خلال الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية العراقية على الرغم من أن الشمس لم تغب أبدا ً ! وكانت تنير الدرب لكل ذي بصيرة , وأكثرهم كان يتمنى أو يمني النفس لأسباب بعضها محترمة وتدخل ضمن التنافس الانتخابي المشروع وبعضها غير مشروعة!
وقليل من الإعلاميين والسياسيين يعرفون طبيعة العقلية العراقية المسحوقة والمهمشة سابقا ً! نعم نقول وبكل أمانة أن هذه العقلية لا تقبل بغير شخص وقيم وعقيدة وسلوك الإمام علي(ع)!ولكن هذا لا يعني وضمن الخيارات الممكنة المتاحة أمامها على المدى القريب المنظور استبدال المالكي وائتلاف دولة القانون بقائمة علاوي الغير عراقية مع احترامي لبعض أعضائها !
فقد اثبت أبناء هذه الشريحة المهمشة سابقا ً من الشعب العراقي عدم احتياجهم لبوصلة سياسية,أو لخارطة طريق يستدلون بها على طريق الصواب!
وقد كانوا بحق هم البوصلة وهم القضاة أمام كل الأجندات الداخلية والخارجية الشريفة منها وغير الشريفة,ووضعوا الجميع أمام خيار واحد غير قابل للتفريط! وهل تستطيع الآن أي كتلة تجاوز الرقم الصعب لائتلاف دولة القانون . نعم هم يعرفون جيدا ً القصور الواضح والجلي في أداء الحكومة بقيادة السيد المالكي,وهم يعلمون جيدا ً أن هذا القصور لم يكن بسبب أداء المالكي!بل بسبب الاحزاب الأخرى المشتركة مع المالكي في الحكومة.
فالمواطن أمامه الصورة واضحة جدا ً ! يقرأ ويسمع من الآخرين ويستنتج, ولنكن اكثر صراحة : فمثلا ً :
المجلس الأعلى يمجد في إنجازات السيد باقر جبر الزبيدي وزير المالية ووضع في التسلسل 2 لقائمة الائتلاف الوطني عن العاصمة بغداد! ونحن وكتابات وآخرين يمجدون بإنجازات السيد البولاني في وزارة الداخلية! ووضع على رأس كيان ائتلاف وحدة العراق وهلم ما جرى على باقي الوزراء! ولكن عندما تسأل كل هؤلاء عن أداء الحكومة ككل يجيبك وبكل وضوح أن هذه الحكومة غير كفوئة وفاسدة ودكتاتورية وانفرادية وما إلى ذلك من الأوصاف التي تمتد لكل موجودات ورق العراق!!إذن بربكم كيف تكون الانتقائية وكيف يكون النفاق!
العراقي البسيط يعرف أن هذه الحكومة قد جوبهت بكل الأسلحة الأقليمية والداخلية المحرمة وغير المحرمة,وتكاد تكون الحكومة الوحيدة والفريدة في العالم وعبر كل العصور التي تتعرض لهذا الهجوم الشرس وغير الشريف,وهذا العراقي يعرف أن السبب ليس في أداء المالكي أو شخص المالكي! بل أول الأسباب هو الطائفية الإقليمية التي تستكثر على الشيعة اليعربيين أن يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية التي كفلتها كل الشرائع السماوية!وبالتالي هم متخوفون من القنابل الموقوته بين فخذيهم بسبب سياساتهم الطائفية اللاإنسانية. وآخرين متخوفون من نظام التداول السلمي للسلطة والحريات التي تتيحها الديمقراطية.
وأهم ما أفرزته الأصابع البنفسجية لهؤلاء المسحوقين المهمشين هو بهتان الاتهامات السابقة لهذه العقلية الانقيادية لعلمائهم من دون أدنى تفكير أو تبصر. والدليل هو حجم الظلم من الأخوان في الوطن ! حيث حاولوا تجيير فتوى السيد السيستاني(دام ظله) لمصلحتهم)! واشاعوا مقولة نحن جند المرجعية!! وقد جندت كل الحسينيات رجالاتها للذهاب على هذا التوجه! وخضنا صراعا ً وجدالا ً مريرا ً معهم من دون جدوى ومن دون مخافة الله الواحد الأحد,وقد كان التسقيط شعارهم مع كل الأسف وقد اضروا أنفسهم بهذا الفعل! ونتيجة الإنتخابات هي الشاهد. فالسيد السيستاني قال كلاما ً واضحا ً مع إنه يحتمل التأويل في عمقه,فمثلا ً أكد السيد السيستاني (حفظه الله) على أن الانتخابات هي الحل الوحيد الأوحد لتحسين أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية, وهذا عين العقل بل هو العقل نفسه والمتوافق مع كل الشرائع السماوية والأرضية!ومتوافقا ً مع أيمان سماحته بوجوب أن يكون الحكم للأمة على نفسهاً (ولاية الأمة على نفسها).
وأكد سماحته أيضا ً على وجوب اختيار الأشخاص في القائمة من ذوي الكفاءة والنزاهة والخبرة ولم يسبقها بكلمة المؤمنين!! ولكنه أضاف اختيار منهم من يحافظ على الثواب الوطنية والدينية للشعب العراقي,ومؤكد أن النائب في القائمة الضعيفة لا يتسنى له وحسب العمل البرلماني من المحافظة على هذه الثوابت كون الأمر يعود للكتل الكبيرة,وهنا يمكن أن نستنتج انه يشجع على انتخاب القائمة القوية والكبيرة.
وقد سألنا طلاب الحوزة عن تكليفهم الشرعي في هذه الانتخابات فأجابوا ( لنا الخيار بين أ و ب )
ومع كل ذلك وعلى الرغم من كل هذا التضليل فان الشعب قال كلمته وفق ما يراه هو لا كما يراه له الآخرين,وفرض مقولة نحن جند المرجعية لتنطبق عليه لا على غيره الذي يستغل هذا لمصالح دنيوية قصيرة النظر بعيدة عن هموم المواطن! فالمرجعية تتشرف بان يكون جنودها من الذين يحظون بثقة الشعب العراقي!! وهذا ما حصل من قائمة ائتلاف دولة القانون!! أليس كذلك. ستقولون: وقول الكذب جاهز لمن لا يؤمن إلا ّ بميكافيلي!! أن الأصوات جاءت بالتزوير ! ونقول اسألوا المحطات الانتخابية وصناديقها ستنطق لكم بالصدق إن كنتم في ريب من هذا.
وهنا نرسل كلامنا إلى دولة المالكي الرجل الفقير المتهم ببيع المحابس والسبح على أرصفة سورية أيام المعارضة للنظام المقبور !! كما يحلوا القول هذه الأيام لمبغضيه وحاسديه!! نقول لهم نيابة ً عنه: أن ذلك شرفا ً له لو صح! ودليل قدمتموه على عدم عمالته لدول الجوار وكل دول العالم,وانظروا إلى أنفسكم قبل النظر لغيركم وسترون أنكم لستم إلا ّ موظفين في مخابرات هذه الدول . فقد كان اشرف الأنبياء راعيا ً للغنم,والنبي عيسى نجارا ً وأكاد اجزم أن معظم الأنبياء والرسل كانوا بسطاء من عامة الناس!
وهذا دليل أيضا ً على أن الخيار كان خيار الشعب العراقي وليس غيره,وقد أحب الشعب المالكي وائتلافه, وله الفخر كل الفخر أن كل هذه الملايين أتت لصورته ولإنجازاته!وستزداد هذه الملايين لكي يودع المواطن وإلى الأبد أيام وعصور الظلم والاستبداد أيام البعث البائد .
أيها المالكي يا أبا إسراء وكل رجالات ائتلاف دولة القانون هذه أمنيات نقدمها لكم هي رسالة من جماهيركم:
(1):من الواضح أن رغبة المرجعية العليا (دام ظلها) في تشكيل حكومة مشاركة وطنية وهي ترفض إنفراد طائفة بالسلطة وترفض إستبعاد الإخوان السنة عن المشاركة في صنع القرار العراقي وهذا عين العقل,وكذلك الإخوان الأكراد,ولا يمكن إغفال الرغبة الأمريكية حاليا ً في هذا الإتجاه,حيث تريد تشكيل حكومة ذات أغلبية برلمانية مريحة ممثلة فيها كل الأطياف العراقية ! وذلك لكي يتم التوقيع من قبل كل هذه الاطراف على إتفاقية الاطار الأستراتيجي العسكري والإقتصادي البعيد المدى للتأسيس لعلاقة قوية غير قابلة للهزات واستحالة أعادة العراق إلى مربع العنتريات القومجية !!
لذا وانسجاما ً مع رغبتنا في ذلك أيضا ً نتمنى عليكم فرض آليات عدم عودتنا إلى مربع المحاصصة الحزبية والطائفية من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب,علما ً أن الرجال من هذا النوع متواجدون في كل القوائم الإنتخابية, ونتفهم الصعوبات التي ستواجهونها!ولكن كما إجتزنا المرحلة الماضية التي دخل فيها على الخط وبكل قوة العامل الإقليمي وملياراته الرهيبة وإعلامه الطائفي الزائف, وانهينا معكم نصف الشوط بعون من الله ومن الشعب العراقي ولا فضل لأي جهة إن كانت سياسية إقليمية وداخلية, أو جهة دينية خارجية وداخلية ,وهذا ما ميز قائمتكم ورموزها التي لا تحتاج لمساعدة كل هؤلاء, فالله والشعب كافيان.
ونوصيك نوصيك بفقراء العراق والطبقات الوسطى منه أيضا ً فالملايين التي صوتت لقائمتك كانت هي أصواتهم في الأحياء الفقيرة المعدمة, ولم تكن أصوات غيرهم !
(2): على الرغم من الفضل الواضح لشخص الدختور طارق الهاشمي في تحفيز الملايين للذهاب بكثافة للانتخابات! نظرا ً لتصريحاته الطائفية والاستفزازية أثناء الحملة الانتخابية نرجو منكم أن تضعوه مع كان وأخواتها من رجالات كتلة الحوار اللا وطني الذين تم استبعادهم من الحياة السياسية الديمقراطية إلى حين ظهور الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف).
(3): التحالف مع التيار الصدري وإطلاق سراح معتقلي هذا التيار المجاهد حيث حصد حوالي 80% من مقاعد الائتلاف الوطني العراقي, فهذا التيار الآن هو الأقرب لتوجهات وبرامج ائتلاف دولة القانون.
(4):نرفض رفضا ً قاطعا ً تولي الدكتور طارق الهاشمي منصب رئيس الجمهورية,كونه لا يؤمن بالديمقراطية وبالعراق الجديد وسيكون عثرة في تشريع القوانين البرلمانية التي تقدم الخدمات للشعب العراقي,وساعتها لا ينفع ندم وستذهب السنون والشعب العراقي ينتظر الكثير من الحكومة القادمة.
(5):العمل على مساعدة الإخوان الأكراد في توحيد صفوفهم لكي يشكلوا كتلة بعدد مقاعد معقولة وتوليهم رئاسة البرلمان القادم.
(4):نرشح الأسماء التالية لتولي منصب رئاسة الجمهورية أولهم السيد الدكتور سعدون الدليمي وزير الدفاع السابق على شرط قبول الأخوة السنة في القائمة العراقية, لقلة المقاعد التي حصل عليها ائتلاف وحدة العراق ,وثانيهم السيد الدكتور العيساوي لكفاءتهم أولا ً ولوطنيتهم المجربة ثانيا ً ,ولا غرابة على أبناء الأ نبار الأخيار الأبطال.
(5):نطالبكم بالسعي الجاد لتعديل الدستور العراقي بما يؤمن الحفاظ على وحدة العراق أرضا ً وشعبا ً
تعليق