بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
قصة الغرانيق ماهي إلا واحدة من ردات الفعل القرشية .. لكن متى وضعت ومن وضعها ؟!
وكذلك سجلت مصادر إخواننا مع الاسف قصة الغرانيق التي تزعم أن النبي صلى الله عليه وآله قد ارتكب خيانة والعياذ بالله في نص القرآن ، وشهد بالشفاعة لاصنام اللات والعزى ومناة وسجد لها لكي ترضى عنه قريش ، وطار بها المنافقون فرحا ثم الغربيون !! وآخرهم المرتد سلمان رشدي .
وقد روى السيوطي عددا من روايات الغرانيق في الدر المنثور ج 4 ص 194 وص 366 ،وبعضها صحيح السند ! قال في ص 366 :
وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ! قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الاخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ! ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا فجاء جبريل فقال : إقرأ على ماجئتك به ، فقرأ : أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ! فقال ماأتيتك بهذا ! هذا من الشيطان فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى .. إلى آخر الآية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير ...!! انتهى .
وقد ورد في بعض رواياتهم الافتراء على النبي صلى الله عليه وآله بأنه سجد للاصنام ! ( فقال : وإنهن لهن الغرانيق العلى وان شفاعتهن لهي التي ترتجى ، فكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة وذلقت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالواإن محمدا قد رجع إلى دينه الاول ودين قومه . فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر النجم سجد وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك ...) .
وفي بعضها ( ألقى الشيطان على لسانه : وهي الغرانيق العلى شفاعتهن ترتجى فلما فرغ من السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون إلا أبا أحيحة سعيد بن العاص فإنه أخذ كفا من تراب فسجد عليه وقال : قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير ، فبلغ ذلك المسلمين الذين كانوا بالحبشة أن قريشا قد أسلمت فأرادوا أن يقبلوا ، واشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ماألقى الشيطان على لسانه فأنزل الله: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ..الآية ) انتهى . ورواها الهيثمي في مجمع الزوائد ج 6 ص 32 وج 7 ص 70
دافع الرازي وغيره عن البخاري والصحاح فقالوا
إنهم لم يرووا قصة الغرانيق !!
ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق !!
ولكنهم لم يقرؤوا الصحاح جيدا ، وإلا لوجدوا فيها قصة الغرانيق بأكثر من رواية !
غاية الأمر أن أصحابها حذفوا منها أن النبىصلى الله عليه وآله زاد فى السورة مدح أصنام المشركين ، ولكنهم ذكروا دليلا عليه وهو سجود المسلمين والمشركين وحتى سجود أبى أحيحة أو أمية بن خلف أو غيرهما على كف من تراب أو حصى !! فإن سجود المشركين بعد سماع القرآن لم ينقله أي مصدر على الأطلاق فى أي رواية على الأطلاق ، إلا فى رواية الغرانيق !
ومضافا الى رواية البخاري الفظيعة التى ذكرها الرازي فقد روى البخاري أيضا فى ج 5 ص 7 : عن عبدالله رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قرأ والنجم فسجد بها وسجد من معه ، غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته فقال يكفينى هذا ! قال عبد الله : فلقد رأيته بعد قتل كافرا . انتهى . ورواه مسلم فىج 2 ص 88
ـ وروى البخاري أيضا فى ج 6 ص 52 عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضى الله عنه قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم ، قال فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من ترابفسجد عليه ، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا ، وهو أمية بن خلف .
ـ وقال الحاكم فى المستدرك ج 1 ص 221
عن أبى إسحاق عن الأسود عن عبد الله قال : أول سورة قرأها رسول الله صلى الله عليه وآله على الناس الحج ، حتى إذا قرأها سجد فسجد الناس إلا رجل أخذ التراب فسجد عليه فرأيته قتل كافرا . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين بالأسنادين جميعا ولم يخرجاه ، إنما اتفقا على حديث شعبة عن أبى اسحاق عن الأسود عن عبد الله أن النبى صلى الله عليه وآله قرأ والنجم فذكره بنحوه ، وليس يعلل أحد الحديثين الاخيرين فإنى لا أعلم أحدا تابع شعبة على ذكره النجم غير قيس بن الربيع . والذي يؤدي اليه الأجتهاد صحة الحديثين ، والله اعلم .
ومعنى كلام الحاكم : أنه كان الأولى بالبخاري ومسلم أن يرويا رواية السجود فى سورة الحج لأنها أصح ، ولكنهما تركاها ورويا رواية سورة النجم !! - وقال البيهقى فى سننه ج 2 ص 314
عن عكرمة عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم سجد فيها ، يعنى والنجم وسجد فيها المسلمون والمشركون والجن والأنس . رواه البخاري فى الصحيح عن أبى معمر وغيره ، عن عبد الوارث .
ـ ورواها فى مجمع الزوائد ج 7 ص 115 أيضا وصححها ، قال :
قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ) عن ابن عباس فيما يحسب سعيد بن جبير أن النبى صلى الله عليه وسلم كان بمكة فقرأ سورة والنجم حتى انتهى إلى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ) فجرى على لسانه : تلك الغرانيق العلى الشفاعة منهم ترتجى ، قال فسمع بذلك مشركو أهل مكة فسروا بذلك، فاشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تبارك وتعالى ( وماأرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته ) رواه البزار والطبرانى وزاد إلى قوله ( عذاب يوم عقيم ) يوم بدر . ورجال
هما رجال الصحيح إلا أن الطبرانى قال لا أعلمه إلا عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم وقد
تقدم حديث مرسل فى سورة الحج أطول من هذا ، ولكنه ضعيف الأسناد . انتهى .
ويقصد بالرواية الطويلة الضعيفة ما رواه فى مجمع الزوائد ج 7 ص 70 وقد ورد فيها:
حين أنزل الله السورة التى يذكر فيها ( والنجم إذا هوى ) فقال المشركون لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه ، فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر ، فلما أنزل الله السورة التى يذكر فيها والنجم وقرأ ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) ألقى
الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال : وإنهم من الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهم لترتجى ، وذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان فى قلب كل مشرك وتناقلتها ألسنتهم واستبشروا بها وقالوا إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة التى فيها النجم
سجد وسجد معه كل من حضره من مسلم ومشرك غير أن الوليد بن المعيرة كان كبيرا فرفع ملء كفه تراب فسجد عليه ، فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم فى السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين من غير إيمان ولا يقين ، ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين ، وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبى صلى الله عليه وسلم ،وحدثهم الشيطان أن النبى صلى الله عليه وسلم قد قرأها فى السجدة ، فسجدوا لتعظيم آلهتهم ، ففشت تلك الكلمة فى الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت الحبشة!
فلما سمع عثمان بن مظعون وعبدالله بن مسعود ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس أسلموا وصاروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه ، أقبلوا سراعا ! فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه فأمره فقرأ له ، فلما بلغها تبرأ منها
جبريل وقال : معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربى ولا أمرنى بهما ربك !! فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه وقال : أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركنى فى أمر الله !! فنسخ الله ما يلقى الشيطان وأنزل عليه ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطانثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ، ليجعل ما يلقى فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ، وإن الظالمين لفى شقاق بعيد ) فلما برأه الله عز وجل من سجع الشيطان وفتنته ، انقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم ، فذكر الحديث، وقد تقدم فى الهجرة إلى الحبشة . رواه الطبرانى مرسلا وفيه ابن لهيعة ، ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة . انتهى .
فتبين من مجموع ذلكأن سند القصة فى مصادر السنيين صحيح ، ولا يصح القول بأن الصحاح لم تروها !!
وياليت القرضاوي والرازي وغيرهما من الذين ردوا حديث الغرانيق بدليل مخالفته للقرآن ، يتمسكون بهذا الدليل لرد غيره من المكذوبات التي وضعها منافقوا قريش وروجته الخلافة القرشية ورواتها وما زالت من الاحاديث الصحيحة أو الموثقة عند إخواننا !!
وأخيرا ..
فقد طار أعداء الاسلام بهذه القصة وشنعوا بها على الاسلام ورسوله ، محتجين بأنها وردت في مصادر المسلمين ! وكان آخر من استغلها المرتد سلمان رشدي !
وقد أخذها من المستشرقين بروكلمان ومونتغمري وأمثالهما، وأخذها هؤلاء من الصحاح والمصادر الصحيحة !!! مع الاسف !!
اللهم صلي على محمد وال محمد
قصة الغرانيق ماهي إلا واحدة من ردات الفعل القرشية .. لكن متى وضعت ومن وضعها ؟!
وكذلك سجلت مصادر إخواننا مع الاسف قصة الغرانيق التي تزعم أن النبي صلى الله عليه وآله قد ارتكب خيانة والعياذ بالله في نص القرآن ، وشهد بالشفاعة لاصنام اللات والعزى ومناة وسجد لها لكي ترضى عنه قريش ، وطار بها المنافقون فرحا ثم الغربيون !! وآخرهم المرتد سلمان رشدي .
وقد روى السيوطي عددا من روايات الغرانيق في الدر المنثور ج 4 ص 194 وص 366 ،وبعضها صحيح السند ! قال في ص 366 :
وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ! قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الاخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ! ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا فجاء جبريل فقال : إقرأ على ماجئتك به ، فقرأ : أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ! فقال ماأتيتك بهذا ! هذا من الشيطان فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى .. إلى آخر الآية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير ...!! انتهى .
وقد ورد في بعض رواياتهم الافتراء على النبي صلى الله عليه وآله بأنه سجد للاصنام ! ( فقال : وإنهن لهن الغرانيق العلى وان شفاعتهن لهي التي ترتجى ، فكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة وذلقت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالواإن محمدا قد رجع إلى دينه الاول ودين قومه . فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر النجم سجد وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك ...) .
وفي بعضها ( ألقى الشيطان على لسانه : وهي الغرانيق العلى شفاعتهن ترتجى فلما فرغ من السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون إلا أبا أحيحة سعيد بن العاص فإنه أخذ كفا من تراب فسجد عليه وقال : قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير ، فبلغ ذلك المسلمين الذين كانوا بالحبشة أن قريشا قد أسلمت فأرادوا أن يقبلوا ، واشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ماألقى الشيطان على لسانه فأنزل الله: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ..الآية ) انتهى . ورواها الهيثمي في مجمع الزوائد ج 6 ص 32 وج 7 ص 70
دافع الرازي وغيره عن البخاري والصحاح فقالوا
إنهم لم يرووا قصة الغرانيق !!
ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق !!
ولكنهم لم يقرؤوا الصحاح جيدا ، وإلا لوجدوا فيها قصة الغرانيق بأكثر من رواية !
غاية الأمر أن أصحابها حذفوا منها أن النبىصلى الله عليه وآله زاد فى السورة مدح أصنام المشركين ، ولكنهم ذكروا دليلا عليه وهو سجود المسلمين والمشركين وحتى سجود أبى أحيحة أو أمية بن خلف أو غيرهما على كف من تراب أو حصى !! فإن سجود المشركين بعد سماع القرآن لم ينقله أي مصدر على الأطلاق فى أي رواية على الأطلاق ، إلا فى رواية الغرانيق !
ومضافا الى رواية البخاري الفظيعة التى ذكرها الرازي فقد روى البخاري أيضا فى ج 5 ص 7 : عن عبدالله رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قرأ والنجم فسجد بها وسجد من معه ، غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته فقال يكفينى هذا ! قال عبد الله : فلقد رأيته بعد قتل كافرا . انتهى . ورواه مسلم فىج 2 ص 88
ـ وروى البخاري أيضا فى ج 6 ص 52 عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضى الله عنه قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم ، قال فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من ترابفسجد عليه ، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا ، وهو أمية بن خلف .
ـ وقال الحاكم فى المستدرك ج 1 ص 221
عن أبى إسحاق عن الأسود عن عبد الله قال : أول سورة قرأها رسول الله صلى الله عليه وآله على الناس الحج ، حتى إذا قرأها سجد فسجد الناس إلا رجل أخذ التراب فسجد عليه فرأيته قتل كافرا . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين بالأسنادين جميعا ولم يخرجاه ، إنما اتفقا على حديث شعبة عن أبى اسحاق عن الأسود عن عبد الله أن النبى صلى الله عليه وآله قرأ والنجم فذكره بنحوه ، وليس يعلل أحد الحديثين الاخيرين فإنى لا أعلم أحدا تابع شعبة على ذكره النجم غير قيس بن الربيع . والذي يؤدي اليه الأجتهاد صحة الحديثين ، والله اعلم .
ومعنى كلام الحاكم : أنه كان الأولى بالبخاري ومسلم أن يرويا رواية السجود فى سورة الحج لأنها أصح ، ولكنهما تركاها ورويا رواية سورة النجم !! - وقال البيهقى فى سننه ج 2 ص 314
عن عكرمة عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم سجد فيها ، يعنى والنجم وسجد فيها المسلمون والمشركون والجن والأنس . رواه البخاري فى الصحيح عن أبى معمر وغيره ، عن عبد الوارث .
ـ ورواها فى مجمع الزوائد ج 7 ص 115 أيضا وصححها ، قال :
قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ) عن ابن عباس فيما يحسب سعيد بن جبير أن النبى صلى الله عليه وسلم كان بمكة فقرأ سورة والنجم حتى انتهى إلى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ) فجرى على لسانه : تلك الغرانيق العلى الشفاعة منهم ترتجى ، قال فسمع بذلك مشركو أهل مكة فسروا بذلك، فاشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تبارك وتعالى ( وماأرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته ) رواه البزار والطبرانى وزاد إلى قوله ( عذاب يوم عقيم ) يوم بدر . ورجال
هما رجال الصحيح إلا أن الطبرانى قال لا أعلمه إلا عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم وقد
تقدم حديث مرسل فى سورة الحج أطول من هذا ، ولكنه ضعيف الأسناد . انتهى .
ويقصد بالرواية الطويلة الضعيفة ما رواه فى مجمع الزوائد ج 7 ص 70 وقد ورد فيها:
حين أنزل الله السورة التى يذكر فيها ( والنجم إذا هوى ) فقال المشركون لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه ، فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر ، فلما أنزل الله السورة التى يذكر فيها والنجم وقرأ ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) ألقى
الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال : وإنهم من الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهم لترتجى ، وذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان فى قلب كل مشرك وتناقلتها ألسنتهم واستبشروا بها وقالوا إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة التى فيها النجم
سجد وسجد معه كل من حضره من مسلم ومشرك غير أن الوليد بن المعيرة كان كبيرا فرفع ملء كفه تراب فسجد عليه ، فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم فى السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين من غير إيمان ولا يقين ، ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين ، وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبى صلى الله عليه وسلم ،وحدثهم الشيطان أن النبى صلى الله عليه وسلم قد قرأها فى السجدة ، فسجدوا لتعظيم آلهتهم ، ففشت تلك الكلمة فى الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت الحبشة!
فلما سمع عثمان بن مظعون وعبدالله بن مسعود ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس أسلموا وصاروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه ، أقبلوا سراعا ! فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه فأمره فقرأ له ، فلما بلغها تبرأ منها
جبريل وقال : معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربى ولا أمرنى بهما ربك !! فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه وقال : أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركنى فى أمر الله !! فنسخ الله ما يلقى الشيطان وأنزل عليه ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطانثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ، ليجعل ما يلقى فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ، وإن الظالمين لفى شقاق بعيد ) فلما برأه الله عز وجل من سجع الشيطان وفتنته ، انقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم ، فذكر الحديث، وقد تقدم فى الهجرة إلى الحبشة . رواه الطبرانى مرسلا وفيه ابن لهيعة ، ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة . انتهى .
فتبين من مجموع ذلكأن سند القصة فى مصادر السنيين صحيح ، ولا يصح القول بأن الصحاح لم تروها !!
وياليت القرضاوي والرازي وغيرهما من الذين ردوا حديث الغرانيق بدليل مخالفته للقرآن ، يتمسكون بهذا الدليل لرد غيره من المكذوبات التي وضعها منافقوا قريش وروجته الخلافة القرشية ورواتها وما زالت من الاحاديث الصحيحة أو الموثقة عند إخواننا !!
وأخيرا ..
فقد طار أعداء الاسلام بهذه القصة وشنعوا بها على الاسلام ورسوله ، محتجين بأنها وردت في مصادر المسلمين ! وكان آخر من استغلها المرتد سلمان رشدي !
وقد أخذها من المستشرقين بروكلمان ومونتغمري وأمثالهما، وأخذها هؤلاء من الصحاح والمصادر الصحيحة !!! مع الاسف !!
تعليق