هناك الكثير من الروايات الواردة عن النبي (ص) الناهية عن طول الأمل والآمرة بالتفكر بقصر الأجل، قال النبي (ص): { أكلكم يحب أن يدخل الجنة؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: قصروا من الأمل، واجعلوا آجالكم بين أبصاركم واستحيوا من الله حق الحياء }.
ولطول الأمل أسباب عديدة ويأتي بحلل كثيرة، لكن يمكن جعلها في ضمن دائرتين أساسيتين أحدها حب الدنيا ، والأخرى الجهل.
أما حب الدنيا: إذا أحب العبد الدنيا وانبهر بزخارفها وبهارجها تعلق بها وأنس بشهواتها ولذائذها، عندها يصعب على قلبه مفارقتها، فيمتنع القلب من التفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها، وطبيعة كل إنسان إن كره شيئا" دفعه عن نفسه، وقد فطر على الإنشغاف بالأماني، فيمني نفسه بما يوافق هواه والذي يوافقها البقاء في الدنيا فيسعى الى تحصيل توابع البقاء وما يحتاج إليه من مال وولد ودار وأصدقاء و... ، وما إليه من أسباب توفر له الراحة ، فيدخل الطمع ويسيطر الجشع، فيتصف بالأنانية وتصقله المفاسد الأخلاقية، ويصير قلبه مليء بهذا التفكير فيلهو حينئذ عن الموت وذكره ويراه بعيدا" عنه وينساه.
قال الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي
ولا يغرنكم طول ابتسامي فالقول مضحك والقول مبكي