منقول من كتاب " مناظرات المستبصرين "
مناظرة
الشيخ الأنطاكي مع أحد مشايخ الأزهر
في سبب تشيعه وأخذه بمنهج أهل البيت ( عليهم السلام )
قال الشيخ الأنطاكي ( رحمه الله ) تعالى : في يوم السابع من شهر ذي القعدة الحرام عام 1371 هـ قبيل الظهر أخبرني أحد وجهاء حلب وهو الأستاذ شعبان أبو رسول بأن أحد مشايخ الأزهر ، وهو علامة كبير ، ومؤلف شهير يقصد زيارتكم فمتى يأتكم ؟
فقلت : يا أهلاً وسهلاً ، فليشرّف في هذا اليوم فجائني بعد العصر ، وبعد أن أخذ بنا المجلس ورحبت به.
الدواعي التي توجب الأخذ بالمذهب الشيعي
سألني قائلاً : إنني قصدتك للإستفسار عن السبب الذي دعاكم على الأخذ بالمذهب الشيعي وترككم المذهب السني الشافعي ؟
فأجبته بكل لطف : الدواعي كثيرة جدا ، منها : رأيت اختلاف المذاهب الأربعة فيما بينهم ، ومنها ، ومنها ، وقد أخذت أعدِّد له الأسباب التي دعتني إلى الأخذ بالمذهب الشيعي.
(53)
ثم قلت : وأهمها أمر الخلافة العظمى التي هي السبب الأعظم في وقوع الخلاف بين المسلمين ، إذ لا يعقل أن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يدع أمته بلا وصي عليهم يقوم بأمر الشريعة التي جاء بها عن اللّه كسائر الأنبياء ، إذ ما من نبي إلا وله وصي أو أوصياء معصومون يقومون بشريعته ، وقد ثبت عندي أن الحق مع الشيعة ، إذ معتقدهم أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أوصى لعلي ( عليه السلام ) قبل وفاته بل من بدء الدعوة وبعده أولاده الأئمة الأحد عشر ، وأنهم يأخذون أحكام دينهم عنهم ، وهم أئمة معصومون في معتقدهم بأدلة خاصة بهم ، لهذا وأمثاله أخذت بهذا المذهب الشريف.
لا دليل على اتباع أحد المذاهب الأربعة
ثم أنّا لم نعثر على دليل يوجب علينا الأخذ بأحد المذاهب الأربعة ، بل ولا مرجح أيضا ، غير أننا عثرنا على أدلة كثيرة توجب الأخذ بمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وتقود المسلم إلى سواء السبيل.
ثم عرضت له كثيرا من الأدلة القطعية الصريحة بوجوب الأخذ بمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وكله سمعٌ يصغي إلىَّ ، إلى أن قلت : يا فضيلة الشيخ أنت من العلماء الأفاضل! فهل وجدت في كتاب اللّه وسنة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دليلاً يرشدك إلى الأخذ بأحد المذاهب الأربعة ؟
فأجابني : كلا.
ثم قلت له : ألا تعرف أن المذاهب الأربعة كل واحد منهم يخالف الآخر في كثير من المسائل ، ولم يقيموا دليلاً قويا ، وبرهانا جليا واضحا على أنه الحق دون غيره ، وإنما يذكر الملتزم بأحد المذاهب أدلة لاقوام لها ، إذ ليس لها معضد من
(54)
كتاب أو سنة ، فهيِّ : ( كَشَجَرَة خَبِيثَة اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار ) (1).
مثلاً لو سألت الحنفي : لِمَ اخترت مذهب الحنفية دون غيره ، ولِمَ اخترت أبا حنيفة إماماً لنفسك بعد ألف عام من موته ، ولم تختر المالكي أو الشافعي ، أو أحمد بن حنبل مع بعض مزاياهم التي يذكرونها ! فلم يجبك بجواب تطمئن إليه النفس !
والسر في ذلك أن كل واحد منهم لم يكن نبي أو وصي نبي وما كان يوحى إليهم ، ولم يكونوا ملهمين بل أنهم كسائر من ينتسب إلى العلم وأمثالهم كثير وكثير من العلماء.
يتبع ...
مناظرة
الشيخ الأنطاكي مع أحد مشايخ الأزهر
في سبب تشيعه وأخذه بمنهج أهل البيت ( عليهم السلام )
قال الشيخ الأنطاكي ( رحمه الله ) تعالى : في يوم السابع من شهر ذي القعدة الحرام عام 1371 هـ قبيل الظهر أخبرني أحد وجهاء حلب وهو الأستاذ شعبان أبو رسول بأن أحد مشايخ الأزهر ، وهو علامة كبير ، ومؤلف شهير يقصد زيارتكم فمتى يأتكم ؟
فقلت : يا أهلاً وسهلاً ، فليشرّف في هذا اليوم فجائني بعد العصر ، وبعد أن أخذ بنا المجلس ورحبت به.
الدواعي التي توجب الأخذ بالمذهب الشيعي
سألني قائلاً : إنني قصدتك للإستفسار عن السبب الذي دعاكم على الأخذ بالمذهب الشيعي وترككم المذهب السني الشافعي ؟
فأجبته بكل لطف : الدواعي كثيرة جدا ، منها : رأيت اختلاف المذاهب الأربعة فيما بينهم ، ومنها ، ومنها ، وقد أخذت أعدِّد له الأسباب التي دعتني إلى الأخذ بالمذهب الشيعي.
(53)
ثم قلت : وأهمها أمر الخلافة العظمى التي هي السبب الأعظم في وقوع الخلاف بين المسلمين ، إذ لا يعقل أن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يدع أمته بلا وصي عليهم يقوم بأمر الشريعة التي جاء بها عن اللّه كسائر الأنبياء ، إذ ما من نبي إلا وله وصي أو أوصياء معصومون يقومون بشريعته ، وقد ثبت عندي أن الحق مع الشيعة ، إذ معتقدهم أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أوصى لعلي ( عليه السلام ) قبل وفاته بل من بدء الدعوة وبعده أولاده الأئمة الأحد عشر ، وأنهم يأخذون أحكام دينهم عنهم ، وهم أئمة معصومون في معتقدهم بأدلة خاصة بهم ، لهذا وأمثاله أخذت بهذا المذهب الشريف.
لا دليل على اتباع أحد المذاهب الأربعة
ثم أنّا لم نعثر على دليل يوجب علينا الأخذ بأحد المذاهب الأربعة ، بل ولا مرجح أيضا ، غير أننا عثرنا على أدلة كثيرة توجب الأخذ بمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وتقود المسلم إلى سواء السبيل.
ثم عرضت له كثيرا من الأدلة القطعية الصريحة بوجوب الأخذ بمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وكله سمعٌ يصغي إلىَّ ، إلى أن قلت : يا فضيلة الشيخ أنت من العلماء الأفاضل! فهل وجدت في كتاب اللّه وسنة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دليلاً يرشدك إلى الأخذ بأحد المذاهب الأربعة ؟
فأجابني : كلا.
ثم قلت له : ألا تعرف أن المذاهب الأربعة كل واحد منهم يخالف الآخر في كثير من المسائل ، ولم يقيموا دليلاً قويا ، وبرهانا جليا واضحا على أنه الحق دون غيره ، وإنما يذكر الملتزم بأحد المذاهب أدلة لاقوام لها ، إذ ليس لها معضد من
(54)
كتاب أو سنة ، فهيِّ : ( كَشَجَرَة خَبِيثَة اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار ) (1).
مثلاً لو سألت الحنفي : لِمَ اخترت مذهب الحنفية دون غيره ، ولِمَ اخترت أبا حنيفة إماماً لنفسك بعد ألف عام من موته ، ولم تختر المالكي أو الشافعي ، أو أحمد بن حنبل مع بعض مزاياهم التي يذكرونها ! فلم يجبك بجواب تطمئن إليه النفس !
والسر في ذلك أن كل واحد منهم لم يكن نبي أو وصي نبي وما كان يوحى إليهم ، ولم يكونوا ملهمين بل أنهم كسائر من ينتسب إلى العلم وأمثالهم كثير وكثير من العلماء.
يتبع ...
تعليق