إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أبو طالب – مات على الإيمان أم على الكفر؟ قراءة في كتب الشيعة الإثني عشرية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو طالب – مات على الإيمان أم على الكفر؟ قراءة في كتب الشيعة الإثني عشرية

    يطعن الكثير من الشيعة في روايات كفر أبي طالب التي في الصحيحين, وهذا الطعن مردود إذ مبني على التعصب والهوى المذهبي ، وعلى عدم الأمانة العلمية وإذا اجتمع التعصب وعدم الأمانة في النقد أصبح البحث أو النقد مردودا لا قيمة له ..

    وهذه كتبهم تشهد بذلك, ففي تفسير القمي : علي بن إبراهيم في تفسيره قوله تعالى: { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص:56] ، قال: نزلت في أبي طالب فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: يا عم قل لا إله إلا الله أنفعك بها يوم القيامة ، فيقول يابن أخي أنا أعلم بنفسي فلما مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه تكلم بها عند الموت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما أنا فلم أسمعها منه وأرجوا انفعه يوم القيامة .. تفسير القمي (( 2 / 142 )) , (( القصص ص: 56 )) والبرهان (( 3 / 230 )).

    وقال فضل الله الراوندي (الشيعي) في كتابه " نوادر الراوندي " (ص10): ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهون أهل النار عذاباً عمي أخرجه من أصل الجحيم حتى أبلغ به الضحضاح عليه نعلان من نار يغلى منهما دماغه ).

    وقال المجلسي نقلاً عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: اختلف الناس في إسلام أبي طالب فقال الإمامية والزيدية: ما مات إلا مسلماً وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك منهم : الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما، وقال أكثر الناس من أهل الحديث والعامة ومن شيوخنا البصريين وغيرهم: مات على دين قومه ويرون في ذلك حديثاً مشهوراً : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عند موته: قل يا عم كلمة أشهد لك بها غداً عند الله تعالى، فقال: لولا أن تقول العرب أن أبا طالب جزع عند الموت لأقررت بها عينك، وروي إنه قال: أنا على دين الأشياخ ! وقيل: إنه قال: أنا على دين عبد المطلب وقيل غير ذلك .

    وروى كثير من المحدثين أن قوله تعالى:{ مَا كَانَ لِلنَّبِىّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلىِ قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَـبُ الْجَحِيم وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَهِيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبِيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لّلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة:113-114]، أنزلت في أبي طالب لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغفر له بعد موته .

    ورووا أن قوله تعالى:{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} نزلت في أبي طالب .

    ورروا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله قد وعدني بتخفيف عذابه لما صنع في حقي وإنه في ضحضاح من نار. ورووا عنه أيضاً إنه قيل له: لو استغفرت لأبيك وأمك فقال: لو استغفرت لهما لاستغفرت لأبي طالب فإنه صنع إليّ ما لم يصنعا ،و أن عبد الله وآمنة وأبا طالب في حجرة من حجرات جهنم . انظر كل ذلك في البحار (( 35 / 155 )) .

    قلت: والأدهى والأمر إنهم لم يفعلوا ذلك في آباء الأنبياء كآزر الذي ذكره القرآن بأنه كافر، بينما عقيدة القوم زعمت بأنه ليس كافر وأن الآية نزلت في عمه !!

    كما إنهم يستدلون ببعض الروايات في كتب السنة تدل كما يزعمون على إيمان أبي طالب :

    الشبهة الأولى : يحتج الشيعة برواية إبن إسحاق : ( قال ابن إسحاق حدثني العباسُ بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس ... إلي أن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي عم قلها ـ أي كلمة التوحيد ـ استحل لك بها الشفاعة يوم القيامة، فأجابه أبو طالب: يا ابن أخي، والله ـ لولا مخافة السبة عليك وعلى بني أبيك من بعدي، وأن تظن قريش أنني إنما قلتها فزعا من الموت، لقلتها، ولا أقولها إلا لأسرك بها ، فلما تقارب الموت من أبي طالب، نظر العباس إليه فوجده يحرك شفتيه، فأصغى إليه بأذنيه ثم قال: يا ابن أخي لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لم أسمع ) .

    السيرة النبوية لابن هشام (( 2 / 28 ))

    نقول : إسناده فيه مجاهيل فالسند مبهماً لا يعرف حاله وهو قوله عن بعض أهله وهذا إبهام في الاسم والحال، ومثله يتوقف فيه لو انفرد.. والحديث رواه البيهقي في الدلائل (( 2 / 346 )) وقال : " هذا إسناد منقطع ولم يكن أسلم العباس في ذلك الوقت " .

    الشبهة الثانية : هي حديث رواه القاضي عياض في كتاب الشفاء (( 1 / 183 )) : ( أن أبا طالب كان يرى بطلان عقيدة قومه من مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالإسلام، فقد ثبت ـ كما سبقت الإشارة ـ أنه كان من المتألهين الحنفاء، الذين لم يهيموا بصنم قط، ولم يسجدوا لوثن أبدا، كما كان على ذلك أبوه عبد المطلب تماما ) .

    نقول : أن هذا ليس دليل على إيمان أبي طالب, فقد روي أن الأخنس بن شُريق التقى بأبي جهل بن هشام فقال له : يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادقٌ هو أم كاذب ؟ فإنه ليس عندنا أحدٌ غيرنا فقال أبو جهل : والله إن محمداً لصادق وما كذب قط, ولكن إذا ذهب بنو قصيّ باللواء والسقاية والحجابة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش ؟ فأنزل الله تعالى { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك } [الأنعام : 33] .. تفسير الرازي الكبير (( 12 / 205 )) وصفوة التفاسير (( 1 / 383 )) .

    الشبهة الثالثة : كيف يكون كافراً من نصر النبي صلى الله عليه وسلم وحماه وذاد عنه ودفع أذى الكفارعن ابن أخيه ، وفعل أموراً عجز عنها الكثيرون ، فهل تتجرأ أن تقول عليه هذه المقولة الشنيعة ، مع العلم أنه كان على دين الحنيفية ، دين إبراهيم ! وقال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله ما نالت مني قريش ما أكرهه حتى مات أبوطالب ) .

    نقول : أعمال أبي طالب مذكورة ومعلومة في التاريخ ، والرجل لا يُعد من أهل الإسلام إلا بنطق الشهادتين للدلالة على ما في القلب من إقرار وتصديق .

    الشبهة الرابعة : كيف يكون عم النبي صلى الله عليه وسلم كافراً ؟!

    نقول : وماذا يضر المرء إن كفر أهله أو أحد أبنائه أو إحدى زوجاته ، والله يقول : { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [القصص 56] ، وهؤلاء الأنبياء وهم صفوة الخلق حصل لهم مثل هذه الأمور ، ولم يقدح ذلك في سيرتهمِ ، أو أن يحط من قدرهم والله سبحانه يقول : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْببْتَ وَلَكِنّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } [فاطر : 18], فهذا الأمر ينبغي علينا أن لا نستنكر وقوعه ، لأنه قد وقع للأنبياء السابقين فنوح أحد أبنائه وأيضاً زوجته في النار لكفرهما ، وهذا إبراهيم والده كافر ، وامرأة لوط في النار ، وعم المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أنزلت بسببه سورة ندعو عليه بها وأنه في النار ، فالأمر بيد الله سبحانه يهدي مَنْ يشاء ويضل مَن يشاء .

    الشبهة الخامسة : كيف يشفع النبي صلى الله عليه وسلم لمشرك, مع أن الشفاعة للمؤمنين فقط دون المشركين ؟؟

    نقول : إن للرسول صلى الله عليه وسلم شفاعة عامة، وهي شفاعته العظمى، وهي على قسمين: ‏شفاعته لأمته، وشفاعة لآحاد الناس، وشفاعته العظمى، هي المقام المحمود، والذي قال ‏عنه: { عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً } [الإسراء : 79] وذلك حين يبلغ الكرب ‏والغم بأهل المحشر ما لا يطيقون، فيقول بعضهم ألا تنظرون من يشفع لكم عند ربكم ‏فيأتون آدم فيعتذر وهكذا نوح وإبراهيم وموسى وعيسى حتى يأتون إلى نبينا محمد صلى ‏الله عليه وسلم، فيشفع لجميع الناس، أولهم وآخرهم، وبرهم وفاجرهم، ليخرجوا من ذلك ‏الكرب والهول، إلى عرض الأعمال على الله والمحاسبة كما في الصحيحين من حديث أبي ‏هريرة فشفاعته العظمى ليست مقصورة على المؤمنين، ولا على أمته.‏

    أما شفاعته الخاصة لأمته فهي نائلة كل من مات من أمته لا يشرك بالله شيئاً، ففي ‏الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لكل ‏نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ‏فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً"‏ ومن شفاعته الخاصة ببعض الأفراد شفاعته لعمه أبي طالب، ففي الصحيحين عن أبي ‏سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه فقال: "لعله تنفعه ‏شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه"‏ .

    الشبهة السادسة : هي استدلالهم ببعض أشعار أبي طالب والتي تفيد أنه مقّر بوجود الله وكل هذا يدل على إيمانه.

    نقول : أن هذا الكلام ذكره الله تعالى حكاية عن المشركين, فهذا توحيد الربوبية وهو اعتقاد العبد أن الله تعالى هو الرب المنفرد بالخلق والرزق والملك التدبير وانه المحيي المميت النافع الضار المنفرد بإجابة الدعاء عند الأضطرار الذي له الأمر كله وبيده الخير وكله القادر على ما يشاء ليس له في ذلك شريك ويدخل في ذلك الأيمان بـ ( القدر ) وهذا التوحيد لا يكفي العبد في حصول الإسلام بل لابد أن يأتي بلازمة من توحيد الألهيه لأن الله تعالى حكى عن المشركين أنهم مقرون بهذا مقرون بهذا التوحيد لله وحده قال تعالى{قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون} [يونس : 32]

    الشبهة السابعة : روي من طريق محمد بن زكريا الغلابي عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال جاء أبو بكر بأبي قحافة وهو شيخ قد عمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تركت الشيخ حتى آتيه قال أردت أن يأجره الله والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي ألتمس بذلك قرة عينك .. الرياض النضرة (( 1 / 397 )) .

    نقول : أن إسناد هذه الرواية واهي, وفيه العباس بن بكار قال الدارقطني : كذاب , وقال العقيلي : الغالب على حديثه الوهْم والمناكير .. انظر ميزان الاعتدال ترجمة رقم (( 2 293 )) .

    الشبهة الثامنة : وهي بعض الأحاديث الواهية التي يتعلق بها القوم في زعم أن أبا طالب مات مؤمن .

    و قد ذكرها ابن حجر في الإصابة وأسانيد هذه الأحاديث واهية .. الإصابة في تمييز الصحابة (( 4 / 113-116 )) .

  • #2
    سيأتون أخي في الله ليقولوا لك

    هذه الكتب غير مصدقة عندنا ......وهل تحسبون أن عندنا صحاح

    كما عندكم من صحيح مسلم والبخاري

    وعلى كل جعلك الله حجة ظاهرة عليهم الى يوم القيامة

    هدانا الله واياهم لما يحب ويرضى

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله

      أخي الصواعق المحرقة 00 ماذكرته ليس بصحيح 0على أبي طالب 00
      ومن الاسباب التي دعت الى تشكيك في ايمانه 00اذكر لك منها 0


      كتمان إيمانه:

      كان أبو طالب لا يعلن إيمانه حتى يتمكن من الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كمؤمن آل فرعون وأصحاب الكهف، وبتعبير الإمام الصادق عليهم السلام: كتموا إيمانهم فأثابهم الله سبحانه مرتين ثواب الإيمان وثواب الكتمان.

      الحقد على أبي طالب:

      فقد كان يرى المشركون والمنافقون أن أبي طالب كان السبب في إقامة الدين وتقوية وحماية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.


      الحقد على علي ابن أبي طالب عليه السلام:

      فقد صرّح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت مبتلى ومبتلٍ بك.

      فقد أبتلى أمير المؤمنين عليه السلام وأبنائه ومحبيه وشيعته بكره المنافقين والمشركين فقد نسب الكفر إلى أبيه كما نسب صفة الخوارج لمحبيه وصفة الزنادقة لشيعته

      أما ادلة ايمان ابو طالب 0 فذكر منها 00
      من الأدلة الثابتة على إيمان أبي طالب ما يرويه ابن أبي الحديد من مصادر الجمهور عن العباس بن عبدالمطلب وعن الخليفة الأول:

      "والله ما مات أبو طالب حتى أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نفسه الرضا فشهد الشهادتين".

      2- شهادة أهل البيت عليهم السلام:

      الشهادات التي قامت على إيمان وإسلام أبو طالب شهادات كثيرة ويكفيها فخراً شهادة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

      وقبل التطرق إلى شهادة أهل البيت عليهم السلام لابد من طرح أصل من الأصول العملية وهو حجية قول أهل البيت عليهم السلام.

      لا يمكن لمسلم يعتقد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعتقد بأن أهل البيت هم كسفينة نوح كما روى ابن حجر من ركبها نجى ومن تخلف عنها هوى وأنهم ثاني الثقلين بنص حديث الثقلين الذي يرويه أحمد في سنده ثم يأتي ويقول أن قول أهل البيت ليس حجة.

      ومن شهادة علي بن الحسين عليه السلام حيث سأله سائل عن إيمان أبي طالب وهل مات مشركاً: فقال عليه السلام:

      "كيف يكون مشركاً وقد منع الله نبيه أن يفرق مسلمة تحت مشرك".

      أي كيف تكون الزوجة المسلمة تحت المشرك؟

      فمن الأحكام القانونية إذا أسلمت مسلمة فرّق الإسلام بينها وبين زوجها المشرك كما فرّق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته زينب من زوجها أبي العاص بن الربيع عندما أسلمت وبقي هو على كفره ولم ترجع إليه إلاّ عندما أعلن إسلامه.

      فيجيب الإمام السجاد عليه السلام أن لو كان أبو طالب مشرك لفرّق الإسلام بينه وبين زوجته فاطمة بنت أسد. إذن مَن قَبِل حجية أهل البيت عليهم السلام فعليه أن يقبل شهادتهم في أيمان أبي طالب في قِبال قول المغيرة بن شعبة الذي يروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن أبا طالب في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه.

      ولو تأملنا في سند هذه الرواية: فإن المغيرة بن شعبة لا يعتبر ثقة لا في علم الرجال ولا عند علماء الجرح والتعديل.

      مضافاً لذلك إن هناك خلل في سند هذه الرواية: حيث عُرف المغيرة بعدائه لأهل البيت عليهم السلام ومبغض لعلي عليه السلام وبني هاشم وهذا سبب لعدم قبول روايته حيث لا يخفى على إنسان أنّ في الفقه الإسلامي في باب القضاء إذا كان هناك عداوة بين الشاهد والمشهود عليه تسقط شهادة الشاهد وهذا باتفاق جميع مذاهب المسلمين.

      وإذا تأملنا في دلالة الرواية: فإن هذا الأسلوب ليس من أسلوب العرب وهم المبدعون في البلاغة العربية فكيف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي لا ينطق عن الهوى أن يأتي بهذا الأسلوب الضعيف. حاشا لرسول الله.

      ومعنى الضحضاح: هو الحويض القليل من النار والعرب لم يرد لهم في اللغة أن جاءوا بهذا التعبير (نهر من النار).

      إذن لا تُقبل بهذه الرواية لا من حيث السند ولا من حيث الدلالة
      بعض الآيات التي قيلت أنها نزلت في شأن أبو طالب
      1- البعض قال أن قوله تعالى: (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ)(الأنعام/26). أنها نزلت في أبي طالب.

      ولمناقشة هذا القول يجب أن نسأل: ما هو الدليل؟ يقولون: تفسير قتادة.

      وهنا نطرح سؤال هل قول قتادة كقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القبول؟ هل قول قتادة حجة؟ وهو القائل بأن يزيد مِن أولي الأمر.

      وقتادة يروى عن سفيان الثوري الذي قيل عنه في علم الرجال كذاب وضعيف ويقول عنه آخر مغلط مخلط أي كثير الغلط والخلط.

      2- في قوله تعالى: (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(القصص56).

      والرواية التي تقول أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يتمنى هداية أبو طالب ولكنه مات كافراً ويستدل بهذه الآية وهذه الرواية يرويها سعيد ابن المسين.

      ونطرح التساءل مرة أخرى: هل قول سعيد حجة؟ وهو الذي قيل له أحضر جنازة علي أبن الحسين زين العابدين يقول: ركعتان أصليهم خير من تشييع جنازة علي ابن الحسين. وكان من الناصرين للحجاج.

      3- آية: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)(التوبة/113).

      قال فيها بعض المفسرين المقصود من المشركين أبو طالب وأن الرسول كان يستغفر لأبي طالب.

      ويمكن مناقشة هذا الرأي من جهتين:

      1- هذا الدليل على العكس، كيف؟ باعتراف الكل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغفر لأبي طالب والاستغفار للمشرك غير جائز في الإسلام فكيف يقدم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي كان يجسّد أحكام ومفاهيم الله في الوجود ولا يمكن عليه الخطأ والخطيئة على الأقل في التطبيقات المؤثرة على التشريع.

      إذن استغفار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي طالب بذاته دليل على إيمان أبي طالب عليه السلام.

      2- هذه الآية قد وردت في سورة التوبة وقد نزلت هذه الآية في عام 9 هجري وأبي طالب قد توفي 3 سنوات قبل الهجرة أي بين وفاة أبو طالب ونزول هذه الآية 12 سنة.

      إذن ليس كل من فسر بالرأي أو التزم بطرق التفسير الصحيح أخذ بتفسيره إلاّ إذا استند إلى آية أخرى، أو اتبع الطرق الصحيحة في التفسير.

      مواقف أبو طالب وتصريحاته النثرية والشعرية:

      التاريخ ملئ بالتواتر المعنوي عن تصريحات أبو طالب النثرية والشعرية ومواقفه الدفاعية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الرسالة الإسلامية.
      فمن خلال أبياته الشعرية نلتمس ثبات موقفه وحبّه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم كنبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى.

      فيقول في أبياته:

      يا شـاهـد الله عـليّ فاشـهـد

      أنـي عـلى ديـن النـبي أحـمدِ

      وفي بيت آخر:

      والله لن يصـلوا إليـك بجـمعهم

      حـتى أُوسّـد بالتـراب دفـيـنا

      فاصدع بأمرك ما عليك غضاضـة

      وأبشـر بذاك وقـرّ منك عيونـا

      ولقـد عـلمت بأن ديـن محـمد

      من خيـر أديـان البـرية دينـا

      ألم تعـلموا أن وجدنـا محـمداً

      نبيٌ كمـوسى خط في أول الكفد

      ومن مواقفه ودفاعه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما ألقت قريش على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم العلهج وهو ساجد في الصلاة، فأحضرهم جميعاً وقبض لحاهم بالدماء وقال للرسول صلى الله عليه وآله وسلم:

      أنت النـبي محـمـد

      قـرم أغـر مـسـود

      لمسـود بـن أكـارم

      طـابوا وطاب المـولد

      مازالت تنطق بالصواب

      وأنـت طـفـل أمـرد

      وإصراره وقوله لابنه علي عليه السلام أن يقف بجانب ابن عمه ثم يقول:

      إن عـليّـاً وجـعفـراً ثقـتي

      عنـد ملّـم الزمـان والنـوب

      لا تخـذلا وانصـرا ابن عمكما

      أخـي لأمي من بيـنهم وأبـي

      تـالله لا أخـذل النـبـي ولا

      يخـذلـه من بـني ذو حسـب

      وموقفه العظيم حين ينوم ولده علي عليه السلام في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قصة الشعب، حتى يحافظ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا من حيث الرابطة النسبية فالولد في الرابطة النسبية أقرب من ابن الأخ، ولكن من حيث الموقف العقائدي الذي يعتقد به أبو طالب حيث يقول لابنه علي عليه السلام:

      أصبر يا بني فالصبر أحجى كل حي مصيره لشعوب

      قد بذلنـا والبلاء شديد لفـداء الحبيب وابن الحبيب

      كل حـيّ وإن تمـلّى زمان آخذ من حمام بنصـيب

      ويرد عليه علي عليه السلام:

      سأسعى بعون الله في نصر أحمد نبي الهدى المحمود



      اقرأ وتمعن فيما كتبة اخي 0فأن لم اكتب من اجل حباً لهذا الرجل 0بل من اجل اظهار الحق 0لاني سوف أسئل على ماكتبة وسوف يكون علي شهيد يوم المحشر 00


      والحمد الله

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        السلام عليكم ..

        أولاً : الكلام والروايات التي أشار إليها الأخ الكريم (الصواعق المحرقة) بأنها في بحار الأنوار هي كلام ابن أبي الحديد المعتزلي حيث يذكر الآراء المختلفة حول إيمان أبي طالب (عليه الصلاة والسلام) ، علماً بأن كلام ابن أبي الحديد ليس حجة علينا !!

        بالنسبة إلى الكلام الذي أخذته من تفسير القمي ج2 :

        " واما قوله : ( انك لا تهدي من أحببت ) قال نزلت في ابي طالب عليه السلام فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول يا عم قل لا إله إلا الله بالجهر نفعك بها يوم القيامة فيقول : يا بن اخي أنا أعلم بنفسى ، فلما مات شهد العباس بن عبدالمطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله انه تكلم بها عند الموت بأعلى صوته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اما انا فلم اسمعها منه وأرجو ان تنفعه يوم القيامة ، وقال صلى الله عليه وآله : لو قمت المقام المحمود لشفعت في ابي وامي وعمي وأخ كان لي مواخيا في الجاهلية " .

        وفي الهامش (من تعليق السيد طيب الموسوي الجزائري) :
        " يقول الله مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله : إن الهداية ليست حسب مشيتك بل انها تتعلق بمشيتي فلا تصر على إجراء كلمة التوحيد من لسان ابي طالب إذ هو مؤمن سرا وسيظهر الايمان جهرا فيما بعد ومما يدل على كونه مؤمنا كون رسول الله محزونا شديدا عام وفاته حتى سمى ذلك العام بعام الحزن وفي هذه
        الرواية ايضا ما يشعر بكونه كاتما لايمانه وهو قوله : " يابن اخي ! أنا أعلم بنفسي " يعني اعلم بنفسي من انني مؤمن . وفي ذيل الآية ايضا ما يؤيده وهو قوله تعالى " وهو اعلم بالمهتدين " وقد مضى الكلام في قوله صلى الله عليه وآله : لو قمت المقام المحمود لشفعت في ابي وامي وعمي من انه جواب تنزيلي فراجع ص 25 " .

        أقول :
        والرواية المذكورة في تفسير القمي -لو افترضنا جدلاً بصحتها- فإنها لا تدل على كفر أبي طالب (ع) أبداَ ، بل أنها تثبت إيمانه ونطقه بالشهادة كما هو مذكور في الرواية : " فلما مات شهد العباس بن عبدالمطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله انه تكلم بها عند الموت بأعلى صوته" ، أما الرسول (ص) فلم يسمع ذلك ولكنه صدق كلام عمه العباس (رض) حيث قال (ص) : "اما انا فلم اسمعها منه وأرجو ان تنفعه يوم القيامة" .

        ولو راجعت كل الكتب والتفاسير الشيعية- كتفسير الميزان للسيد الطباطبائي وتفسير (مجمع البيان) للطبرسي- عند تفسيرهم الأية : " انك لا تهدي من أحببت" ، فإنهم ينفون نزولها في أبي طالب (ع) ، كما أنهم نفوا الادعاء بأن أبا طالب (ع) لم ينطق بالشهاتين .

        وإليك دليل واحد يثبت لنا إيمان أبي طالب (ع) :

        حيث ذكر ابن كثير من القصيدة اللامية الشهيرة لابي طالب (ع) اثنين وتسعين بيتا في تاريخه (3 / 59-63) ، وأكتفي بنقل الأبيات العشر الأخيرة التي ذكرها ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) ..

        لعمري لقد كلفت وجداً بأحمد ** وإخوته دأب المحب المواصل
        فمن مثله في الناس أي مؤمل ** إذا قاسه الحكام عند التفاضل
        حليم رشيد عادل غير طائش ** يوالي إلهاً ليس عنه بغافل
        كريم المساعي ماجد وابن ماجد ** له إرث مجد ثابت غير ناصل
        وأيده رب العباد بنصره ** وأظهر ديناً حقه غير زائل
        فوالله لولا أن أجيء بسبة ** تجر على أشياخنا في المحافل
        لكنا تبعناه على كل حالة ** من الدهر جداً غير قول التهازل
        لقد علموا أن ابننا لا مكذب ** لدينا ولا يعنى بقول الأباطل
        فأصبح فينا أحمد في أرومة ** يقصر عنها سورة المتطاول
        وحدبت بنفسي دونه وحميته ** ودافعت عنه بالذرى والكلاكل

        ثم قال ابن كثير (ص 63) قلت: هذه قصيدة عظيمة بليغة جدا لا يستطيع يقولها إلا من نسبت إليه، وهي أفحل من المعلقات السبع، وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعها، وقد أوردها الأموي في مغازيه مطولة بزيادات أخر والله أعلم .

        هذه القصيدة ذكر منها ابن هشام في سيرته (1 / 286 ـ 298)، أربعة وتسعين بيتا وقال: هذا ما صح لي من هذه القصيدة.

        إذن .. ابن كثير يعتقد بأن هذه القصيدة لأبي طالب (ع) ، وهي صريحة بإيمانه للرسول (ص) واتباعه وتصديقه !! أي أن ابن كثير وكذلك ابن هشام يعتقدان بإيمان أبي طالب بطريقة غير مباشرة !!
        " ولكن العرج الأموي يلعب دوره في تكفير والد رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) !! "

        وهناك العديد من الأدلة العقلية والروايات الصحيحة عند أهل السنة والتي تثبت إيمان أبي طالب (ع) ، ولكن أولاً : ما هو تعليقكم على الأبيات التي ذكرتها ؟؟

        والسلام عليكم

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X