التشيع العلوي والتشيع الصفوي لاية الله السيد منير الخباز

بسم الله الرحمن الرحيم
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
صدق الله العلي العظيم .
إنطلاقاً من الآية المباركة نتحدث في محورين في فلسفة الثناء على أهل البيت ، وفي علاقة التشيع لأهل البيت (ع) .
المحور الأول :
فهناك ظاهرة ألفتت نظر الباحثين وهي ظاهرة كثرة الثناء على أهل البيت من قبل النبي (ص) ، النبي (ص) يقول ( إن تارك فيكم ثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) كما في صحيح مسلم أو ( إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )...
كما في مستدرك الحاكم أو يقول ( مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من تمسك بها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى أو كمثل باب حطة في بني إسرائيل كما في مستدرك الحاكم وكنز العمال وحلية الأولياء لأبي نعيم .
هنا الثناء الذي ورد عن النبي (ص) ما هي دوافعه ؟.
لماذا أكثر النبي الثناء على أهل بيته ؟
لماذا أكد النبي على ربط الأمة بأهل بيته ؟ ما هو السر في ذلك ؟
هنا أمامنا ثلاث نظريات ذكرتها بعض الأقلام الإسلامية وغير الإسلامية .
النظرية الأولى :
أن هذا الثناء أمتداد للنزاع القبلي من الحزب الهاشمي والحزب الأموي على القيادة والسلطة ، كان قبل الإسلام نزاع بين العائلة الهاشمية والعائلة الأموية على سلطة مكة وعلى من يحكم مكة ، عمر ابن عبد مناف جد النبي (ص) الملقب بها هاشم ، عمر كان يمتلك قيادة شعبية يعني كان إنساناً متواضعاً متصلاً بالجماهير الشعبية حتى إنه كان هو الذي يقوم بهشم الثريد بيديه والثريد هو الخبز مع اللحم ، كان يهمشه بيديه ويوزعه على حجيج بيت الله الحرام ولقب بهاشم .
عمر الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنون عجاف و هاشم كان إنساناً متصلاً بالقاعدة الشعبية وكانت له مشاريع حيوية بمكة هو الذي أعاد بئر زمزم بعد أن طمرت لعدة قرون وهو الذي أنشأ رحلة الشتاء والصيف ( لايلاف قريش أيلافهم رحلة الشتاء والصيف ) رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام ، هاشم أمتلك السيادة على مكة من بين أخوته لما يتمتع به من ذكاء وما يتمتع به من تواضع وما يتمتع به من خبرة ومعرفة بالأمور وكان معه أخوه عبد شمس الذي هو جد العائلة الأموية ليصبح أخ هاشم توفي عبد شمس وخلفه أبنه أمية وبدء أمية النزاع مع عمه هاشم على قيادة مكة ورئاسة مكة وهذا النزاع أخذ ألواناً عسكرية تارة وألوناً اجتماعية أخرى وصار يتقلب الأمر بين حالة السلم وحالة الحرب بين الفخذ الهاشمي والفخذ الأموي إلى أن جاء عصر النبي (ص) فأصحاب هذه النظرية يقولون النبي عندما أقام دولته الإسلامية ما أقامها بمناط النبوة أو بمناط السماء أبداً إنما أقام الدولة لأنه من بني هاشم فأراد أن يحقق أمال الحزب الهاشمي وطموحات الحزب الهاشمي في إقامة الدولة فأقام الدولة الإسلامية تلبية للطموحات الهاشمية .
ثم لما أدرك أنه سيفارق الحياة بدأ بإرجاع الأمة إلى أهل بيته حتى لا تخرج القيادة من بني هاشم وحتى لا تخرج السلطة من بني هاشم أرجع الأمة لأهل بيته وأثنى عليهم لا لأنهم أفضل الناس ولأن هناك نبوة أو سماءً أو وحياً إنما أرجع الأمة لأهل بيته امتدادا للحزب الهاشمي وللطموحات الهاشمية في أن تبقى الرئاسة وتبقى السلطة في هذا الفرع وفي هذه العائلة مقابل عائلة بني أمية ومما يؤكد هذا أصحاب هذه النظرية يقولون تصريحات الهاشميين وتصريحات الأمويين .
إذاً نأتي لتصريحات الأمويين عندما دخل النبي إلى مكة ومعه الرايات والألوية المختلفة نظر أبو سفيان لضخامة الجيش الذي يخفق وراء النبي (ص) فقال للعباس ابن عبد المطلب لقد علا ملك أبن أخيك وأصبح عظيماً ، هذه المسألة مسألة ملك .
عندما وصل الأمر للخليفة الثالث عثمان ابن عفان وكان من بني أمية جاء أبو سفيان وقال تلاقفوها تلاقف الكرة فو الذي يحلف به أبو سفيان لا جنة ولا نار .
المسألة مسألة سلطة والسلطة عادت إلينا ، وهذا ما أكده يزيد ابن معاوية (لع) كما يذكرة ابن كثير في البداية والنهاية .
لعبت هاشم بالملك ××××* فلا خبر جاء ولا وحي نزل
هذا نزاع بيننا وبينهم أخذوه فترة واسترجعناه فترة أخرى ومن قبل الهاشميين عبد المطلب جد النبي (ص) كما يذكر عنه المؤرخون نظر إلى أولاده وأحفاده فقال إذا أراد الله إنشاء دولة خلق لها مثل هؤلاء يقصد أولاده وأحفاده أنهم مهيئون لإقامة الدولة التي يطمح إليها بنو هاشم .
وتعال الى الإمام علي (ع) فإنه عندما خطب خطبته الشقشقية المشهورة قال أرى تراثي نهبا، أعتبر الخلافة تراث هذا معنى أن هناك صراع عائلياً وصراعاً حزبياً ولذلك أعتبر الإمام علي الخلافة تراثاً ، قال أرى تراثي نهبا .
هذه هي النظرية الأولى.
النظرية الثانية :
أن مسألة الوصية بأهل البيت ترجع لعامل القرابة لا لعامل النزاع القبلي ، النبي (ص) أوصى الأمة بأهل بيته إنطلاقاً من منطلقين :
المنطلق الأول :
منطلق فطري من الطبيعي في الإنسان أن يوصي الناس بأهل بيته لأنه يرى أهلب بيته إمتداداً لوجوده الأب إذا اراد أن يموت يوصي إخوانه بأبنائه ، النبي أوصى الأمة بأهل بيته لا لأنهم أفضل من غيرهم ولا لأنهم أكفأ من غيرهم إنما أوصاهم إنطلاقاً من الفطرة البشرية التي تستدعي أن يوصي الإنسان أمته بأقربائه وأولاده وذريته لأنهم إمتداد لوجوده ومن منطلق قرآني حين أن القرآن أوصى بصلة الرحم قال القرآن الكريم ( واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام ) وقال القرآن الكريم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) .
النبي (ص) لأجل صلة الرحم التي أمر بها القرآن أوصى أمته بأهل بيته أيها الأمة هؤلاء رحمي فصلوا رحمي كما وصلتموني .
ولذلك أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى ما تعاملوا مع أهل البيت على إنهم أفضل الناس لا ، أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى يقولون بأن أهل البيت رحم النبي وقد أوصى بهم النبي فنحن نحبهم ونحترمهم لأن النبي أوصى بهم لأن النبي أكرمهم فنحن نكرمهم والإ فليسوا أفضل من غيرهم وليسوا أجدر بالخلافة من غيرهم المسألة مسألة صلة رحم بالنبي (ص) لا أكثر من ذلك .
النظرية الثالثة وهي الصحيحة :
أن ثناء النبي على أهل بيته لم يكن بدوافع قبلية ، ولم يكن بدوافع رحمية كما في النظرية الثانية ، وإنما بملاك الكفاءة النبي (ص) أدرك أن أمتداد القيادة يحتاج إلى الكفاءة .
النبوة قيادة ولكن قيادة مؤقتة النبي قاد الأمة ثلاثة وعشرين سنة قيادة مؤقتة ، أسس الدولة ، بنى المشاريع ، بنى الجيش ، بنى مرافق الدولة الإسلامية فهل يعقل أن يترك الدولة الإسلامية الفتية التي تعب عليها وبنى مرافقها وأسس دعائمها أن يتركها من دون أن يجعل عليها قائداً ، هذا غير معقول لو لم يجعل عليها قائداً لضاعت جهود النبوة ولذهبت هباءً منثورا لذلك النبي (ص) رأي أن أمتداد القيادة في الأمة الإسلامية يحتاج على رجال أكفاء يديرون مصة القيادة ويتحملون أعباء القيادة فنص على أهل بيته أثنى على أهل بيته وأرجع الأمة إلى أهل بيته لا لأجل نوازع قبلية ولا لأجل صلة رحم بل لأجل أنهم الأكفاء والاجدر بمنصب القيادة من بعده (ص) .
ما هو الدليل على صحة هذه النظرية ؟ .
اولاً :
إذا أحنا نلاحظ أن النبي ما أرجع الأمة إلى كل الهاشميين ولا أرجع الأمة إلى كل ذريته أرجع الأمة لجماعة معينة علي (ع) كان له أخوه لكن أرجع الأمة لخصوص علي دون أخوته أرجع الأمة للحسن و للحسين وجعلها في ذرية الحسين دون ذرية الحسن وفي بعض ذرية الحسين دون البعض الآخر هذا التخصيص يكشف عن إن المسألة مسألة كفاءة وليست مسألة نزاع قبلي لو كان الدافع هو النزاع القبلي لما خصص الإمام علي (ع) أو ذرية الحسين أو بعض ذرية لاحسين فالجميع بنو هاشم والجميع أرحامه والجميع ذريته فلماذا خص بعضاً دون بعض آخر إذا كانت المسألة مسألة قبلية أذاً كانت المسألة مسألة رحمية لماذا خص بعضاً من بني هاشم ومن ذريته دون البعض الآخر ؟ .
هذا دليل على إن هذا البعض هو الأكفى والأجدر بمنصب القيادة دون جميع أبناء الأمة الإسلامية .
ولا عيب شنهو المشكلة يعني إذا كانت الإمامة صارت من أب إلى أبن بعده إلى ابن بعده يعني صارت في عائلة واحدة هذا لا يعني أنها بالوراثة كون الإمامة في عائلة واحدة هذا لا يعني أن المسألة مسألة وراثية لا ولذلك انتقلت من الحسن إلى أخيه ولم تنتقل إلى أولاده وانتقلت من الصادق إلى ولده الأوسط وهو الكاظم ولم تنتقل إلى الأكبر وهو عبد الله المسألة ليست مسألة وراثية . وإن كانت ضمن عائلة واحدة ، غلتون باحث فرنسي كتب كتابه العبقرية الوراثية في هذا الكتاب هو قام بدراسة على 432 من عباقرة العالم وقادة العالم رأى من خلال هذه الدراسة أن 40% من عباقرة العالم ينحدرون من عوائل معروفة بالذكاء ومعروفة بالعبقرية أحياناً العوامل الوراثية لها أثر لا عيب أن تكون الإمامة في عائلة واحده هذا ليس عيباً عباقرة العالم 40 % منهم انحدروا من عوائل معروفة بالعبقرية ومعروفة بالذكاء يعني أن العوامل الوراثية أخذت مفعولها .
القرآن الكريم يقول ( ووهبنا له ) يعني إبراهيم ( ووهبنا له أسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة ) والكتاب كانت في ذرية إبراهيم . ( إن الله اصطفى أدم ونوح وآل أبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ) .
هذا ليس عيباً هذا عامل وراثي يأخذ مفعوله في بعض الموارد إذاً بالنتيجة لو كانت المسألة مسألة نزاع قبلي أو صلة رحم لما خصص النبي الإمامة ببعض عائلته وببعض ذريته دون البعض الأخر هذا أولاً .
ثانياً :
الحم هو التاريخ أقرأ التاريخ نحن إذا قرأنا التاريخ نجد أن التاريخ نقل تراثاً فكرياً عن هؤلاء الأئمة لم ينقله عن غيرهم يعني أن الأن من تقارن الإمام علي (ع) بغيره من الصحابة هل نقل التاريخ نهج البلاغة عن غيره من الصحابة لمن ينقل التاريخ هذا التراث الفكري الا عن الإمام علي (ع) عندما تقارن زين العابدين (ع) مع معاصريه هل نقل التاريخ صحيفة روحية تربوية نفسية كالصحيفة السجادية عن أي واحد من الصحابة والتابعين ما كو .
هل نقل التاريخ تراثاً فقهياً كما نقل الجامعة وكما نقل كتاب الجفر وكما نقل كتاب الفرائض عن الإمام الباقر والصادق (ع) ما نقل التاريخ الا عن هؤلاء هل نقل التاريخ رسالة طبية في علم الطب عن غير الإمام الرضا وغير الإمام الصادق ما نقل التاريخ إذن لماذا هؤلاء بالذات ؟ .
لماذا هؤلاء نقل عنهم التاريخ تراثاً فكرياً لم ينقل عن غيرهم وهذا موجود في كتب المذاهب الإسلامية الأخرى وليس في كتبنا الفصول المهمة لإبن الصباغ المالكي تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي وغيره من الكتب .
لماذا نقل التاريخ تراثاً فكرياً عن خصوص هؤلاء دون غيرهم هذا يؤكد لنا ماذا ؟.
يؤكد لنا أن هؤلاء إنما نص عليهم بالإمامة لا لأنهم رحم ولا لنزاع قبلي وإنما نص عليهم بالإمامة لأنهم أعلم من غيرهم وأكفاء من غيرهم بهذا المنصب لذلك نقل عنهم من التراث مالم ينقل عن غيرهم .
ثالثاً : أنت تشوف المعايير مع الأسف معايير مزدوجة ليش معايير مزدوجة الأن اشرح لك .
يعني أنت من تجي لما ينقل عن النبي في الثناء على الصحابة ، مو ينقل إن النبي أثنى على الصحابة قال أصحابي كالنجوم وقال مثلاً ( عليكم بسنتي وسنة أصحابي من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ) ما قال هالشكل إذا صح ذلك كيف ، من نجي أثناء النبي على أصحابه مشير شبهة نقبلها نقول أثنى النبي على أصحابه لأنهم أصحاب كفاءة وأصحاب جدارة وأهل للقيادة ولكن من نجي إلى ثناء النبي على أهل بيته ندخل باب التشكيك نقول لا مو معلوم أثنى عليهم مو لانهم أفضل فلايش لا لأنهم رحمه لأنهم أولاده بس .
طب ليش ها المعايير المزدوجة ما معنى أن ثناء النبي على أصحابه يؤخذ به وهو كاشف عن جدارتهم وأهليتهم وأما ثناء النبي (ص) على أهل بيته فليس كاشفاً عن شيء إلا لأنهم رحمه ويكرم المرء في ولده ليس الا لماذا ؟ .
هذه معايير مزدوجة ، إذن كما أثنى القرآن نحن لا ننكر القرآن أثنى على الصحابة المخلصين للنبي (ص) ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا ) ثم يقول في آخر الآية ( وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا ) .
نحن لا ننكر القرآن أثنى على الصحابة لكن أثنى على الصحابة المخلصين كما أثنى القرآن على الصحابة أثنى على أهل البيت ( إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( قل لا أسئكلم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) وكما أن ثناء القرآن على الصحابة يكشف عن إخلاصهم وتفانيهم فثناء القرآن على أهل البيت يكشف عن جدارتهم وأهليتهم بمنصب الخلافة والقيادة بعد النبي المصطفى (ص) . هذا تمام كلامنا في المحور الأول .
المحور الثاني :
علاقتنا بأهل البيت هي علاقة التشيع لكن هناك من صنف التشيع إلى صنفين :
* تشيع علوي
* تشيع صفوي
أو تسمع عبارات أخرى تشيع عربي وتشيع فارسي ، التشيع العربي أو التشيع العلوي والتشيع الصفوي .
طبعاً هذا المصطلح كتبه الدكتور علي شريعتي عنده كتاب اسمه التشيع العلوي والصفوي . بعد ذلك صار إستغلال لهذا المصطلح و أتسعت الدائرة صارت كلمة الصفويين تلصق في كل قناة فضائية وتلصق في كل وسيلة إعلام بالشيعة الإمامية هؤلاء صفويون أو يطلق مثلاً الصفوي على كل شيعي يطالب الأمة الإسلامية بالعدالة ويطالب الأمة الإسلامية بالموضوعية ويطالب الأمة الإسلامية بالإنصاف إذن هو صفوي .
هذا الإطلاق يعني أنا الأن لا أريد أن أدخل في هذا المنزلق الطائفي أو في هذا المنزلق المذهبي ، نحن نربىء بعلماء المسلمين هذا خل يتكلم به الجهال الغوغاويون لكن العلماء هم أعلى وأسمى من أن ينزلقوا في المنزلقات الطائفية علماء الأمة الإسلامية أكثر وعياً لمخاطر المستقبل وأكثر وعياً بأولويات الأمة الإسلامية وأكثر وعياً وإدراكاً لما يحاك ضد الأمة الإسلامية من مؤامرات تؤدي إلى فتن طائفية وفتن مذهبية توجد اختلال في المجتمع الإسلامي وصفه علماء المسلمين من هم في موقع القيادة منهم في موقع الصدارة ومنهم في موقع الإفتاء هم أسمى وأعلى من أن ينزلقوا في هذا الوحل الطائفي علماء المسلمين لا تصدر منهم فتاوه تكفيرية تكفر فئة أو تكفر مذهباً .
لا فتاوه تكفيرية ولا فتاوه إقصائية ولا فتاوه تحتقر مذهباً أو تستصغر فئة لان علماء المسلمين هم العلماء الواعون المخلصون لأهداف الأمة الإسلامية .
هذا المصطلح مصطلح التشيع العلوي والتشيع الصفوى في كتاب الدكتور علي شريعتي قال بأن التشيع الصفوي برز أيام حكومة الصفويين مجموعة يسمون عائلة الصفوية عائلة تمسى العائلة الصفوية حسب ما يذكر الدكتور في كتابه والعهدة عليه .
أن هذه العائلة عندما وصلت إلى السلطة في إيران قامت بمواجهة الخلافة العثمانية التي كان مركزها أن ذاك .
اسطنبول قامت في مواجهتها واستعانت بالأوربيين والمسيحيين لأجل مواجهة الخلافة العثمانية بحجة أن الخلافة العثمانية سنية وهي أي الدولة الصفوية دولة شيعية فكانت لها دوافع مذهبية ودوافع إنتقامية وهذه الدولة حتى تستقر أسست خطاً فكرياً ترسخ في الأمة وترسخ عند الشيعة وهذا الخط الفكري أسمه التشيع الصفوي ما هي معالم الفرق بين التشيع العلوي و التشيع الصفوي ؟
المعلم الأول : من معالم الفرق بين التشيع العلوي والصفوي معلم الإمامة ، التشيع العلوي يؤمن بأن الإمامة نظام ثوري أعد للنهوض بالمجتمع إلى المستوى الأفضل ، أعد للنهوض بالمجتمع ليحرر إرادته بينما التشيع الصفوي يعتقد بإن الأمامة أمتداد وراثي من الأب لإبنه إلى حفيده يعني عائلة توارثت الإمامة وأنتهت الإمامة بهذه العائلة وكم فرق بين المعتقدين .
المعلم الثاني :
معلم العصمة : التشيع العلوي يؤمن بأن العصمة طهارة يعني ينبغي للقائد قائد الأمة الإسلامية القائد الحقيقي أن يكون طاهراً من الأدناس والرذائل كي يكون جديراً بقيادة الأمة الإسلامية ، بينما التشيع الصفوي يعتقد بأن العصمة مسألة بيولوجية او مسألة فسيولوجية يعني روح المعصوم ركبت تركيباً فسيولوجيا خاصاً على إثره يمتنع على المعصوم صدور الذنب و صدور الخطأ وكمفرق بين المعلمين .
المعلم الثالث :
أن التشيع العلوي يرى ان مسألة التقليد هي رجوع عن المتخصص للمتخصص كما نرجع للأطباء في الطب لأنهم متخصصون نرجع للفقهاء في فروع الدين فقط لا في العقائد ولا في الأصول لأنهم أصحاب تخصص بينما التشيع الصفوي يرى الفقهاء مقدسين يرى الفقيه إمتداد للإمام ونائب للإمام وأنه يحمل قداسة الإمام ولا يحق للأمة مسائلته ولا نقده ولا الملاحظة عليه بل على الأمة أن تطيعه طاعة عمياء وهذا هو التشيع الصفوي وليس التشيع العلوي نحن هنا نسجل عدة ملاحظات التفتوا إليها .
الملاحظة الأولى :
نحن لم نجد عالم شيعياً ولا كتاب شيعياً لا من كتب الأولين ولا من كتب الأخرين بيقول بأن الإمامة مسألة وراثية حتى نقول والله هناك تشيع علوي وتشيع صفوي .
التشييع الصفوي يعتقد أن الإمامة مسألة وراثية حتى نقول والله هناك تشيع علوي وتشيع صفوي ، التشيع الصفوي يعتقد أن الإمامة وراثة شرحنا نحن في المحور الأول الإمامة كفاءة أن هذه المجموعة لأنها تملك الكفاءة نص عليها بالإمامة حتى لو جاية من الصين حتى لو موهم قرابة النبي افترض هؤلاء مو قرابة النبي مع ذلك هم الأئمة ، كفاءتهم وجدارتهم لا لقربهم من النبي (ص) ما وجدنا أحداً يدخل مسألة الوراثة أو القرابة في الإمامة من الشيعة أبداً وأما القول بأن الإمامة نظام ثوري هذا القول غير دقيق الإمامة حددها القرآن الكريم ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ) الإمام تعني الهداية ، الهدف من الإمامة هو هداية الأمة ولكن أسلوب الهداية يختلف عن إمام لأخر أسلوب الهداية يختلف بإختلاف الظروف وبإختلاف المواقع قد يكون أسلوب الهداية أسلوب ثورياً والأسلوب الثوري قد يكون عسكرياً كما صنعه الإمام الحسين .
وقد يكون أسلوباً عسكرياً كما صنعه الإمام الصادق (ع) الإمام الحسين ثائر ثورة عسكرية والإمام الصادق ثائر ثورة فكرية وقد يكون الأسلوب أسلوباً تربوياً كأسلوب الإمام زين العابدين من خلال صحيفته أو أسلوب الإمام الرضا والإمام الجواد .
لا ينحصر أسلوب الهداية في الأسلوب الثوري حتى نقول بأن الإمامة هي نظام ثوري نعم الإمامة نظام هداية والهداية لها أساليب مختلفة تختلف بإختلاف الظروف وبإختلاف المواقع .
الملاحظة الثانية :
أن العصمة مركب هم نقول راجعوا ما وجدت كتاباً إلى يومياً هذا يقول عن العصمة مركب فسيولوجي أو مركب بيولوجي يعني أن روح المعصوم عجنت على أن لا يذنب وعجنت على أن لا يعصي لو كان المعصوم مجبوراً على المعصية عجنت روحه بالإمتناع عن المعصية لما كان له فضل وشرف على غيره ولما قال القرآن الكريم ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي الا أن يهدى ما لكم كيف تحكمون ) ، العصمة علم القرآن نفسه يقول عن لسان النبي يوسف (ع) ( الا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ) ، يعني أنا إذا ما أصير معصوم أصير جاهل إذن العصمة علم .
وعدم العصمة جهل ما هو هذا العلم ؟ درجة من العلم يعني أنكشاف أضرار المعاصي ومنافع الطاعة ، إذا انكشف للمعصوم أضرار المعاصي ومنافع الطاعة أمتنع عن المعصية بإرادته وبإختياره لا لأنه عجنت روحه على أن يمتنع عن المعصية لا .
يمتنع عن المعصية لأنه انكشفت له أضرار المعصية ومنافع الطاعة فهو يمتنع عن المعصية بأرادته وأختياره ، ونحن مثلنا أكثر من مرة وتحدثنا عن العصمة ومثلنا بهذا المثال مثلاً :
أيوجد إنسان يشرب البول ؟ لا .
الا يستطيع أن يشرب ؟ يستطيع لكن لماذا لا يشرب ؟
لأنه يعلم بأضرار البول لأنه يعلم بأضرار هذه المادة السائلة فهو يمتنع عن شربها بإختياره وبإرادته تماماً المعصوم يعلم بإضرار المعاصي كما نعلم بأضرار البول ويمتنع عنها بإرادته وبإختياره كما نحن نمتنع عن شرب البول وتناول الدم وتناول الغائط لعلمنا بأضراره ولعلمنا بعواقبه المسألة مسألة إرادة وأختيار لذلك القرآن الكريم يقول لئن أشركت ليحبطن عملك ) إذن يقل أحد من الشيعة بإن العصمة مسألة فسيولوجية أو مسألة بيولوجية يعني أن روح المعصوم ركبت على أن لا تعصي وعلى أن لا تذنب حتى يوجد ذلك تصنيف التشيع إلى تشيع علوي وإلى تشيع صفوي .
الملاحظة الثالثة :
مسألة التقليد أختلط على الدكتور الفرق بين الإفتاء وبين الولاية الفقيه له منصبان منصب الإفتاء ومنصب الولاية في منصب اِلإفتاء ومنصب الولاية في منصب الإفتاء يرجع العامي الى الفقيه من باب رجوع عن المتخصص إلى المتخصص وهذا مجاله فروع الدين لا أصول الدين والعقائد هذا صحيح ، لكن هناك منصب أخر للفقيه وهو منصب الولاية طبعاً الفقهاء يختلفون في سعة الولاية وضيقها ، بعضهم يرى الولاية العامة كالإمام الخميني (قدس) ، بعضهم ير الولاية في الأمور العامة مثلاً كالسيد الأستاذ السيد السيستاني بعضهم يرى الولاية في خصوص الأمور الحسبية كالسيد الخوئي (قدس) هذا اختلاف في سعة الولاية وضيقها والجميع متفق أن الفقيه له منصب الولاية فبا أعتبار ان للفقيه منصب الولاية تتحقق للفقيه الزعامة فهو ليس مرجعاً فقوبل هو زعيم أيضاً لأن له منصب الولاية كما له منصب الإفتاء وبالتالي منصب الولاية ما أخذناه من العائلة الصفوية حتى يقولون إن هذا تشيع صفوي هذا أخذناه من النصوص الواردة عن أهل البيت (ع) ورد عن الإمام الحجة (عج) ( فأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله ) .
أخذناه من الإمام الصادق في قوله ( أنظروا إلى رجل منكم روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فارضوا به حكماً فإني قد جعلته عليكم حاكماً ) . ( حاكماً ) يعني ولاية .
هذه الروايات وردت عن أهل البيت جعلت للفقيه منصب الولاية كما له منصب الإفتاء روايات رويت من أيام الكليني صاحب الكافي مو قبل 400 سنة اللي هي أيام العهد الصفوي ما ليها علاقة بالعهد الصفوي إذن الفقيه مرجع وزعيم لأن له منصب الولاية بمقتضى النصوص وهذه المحاولات ألفت نظركم يا أخوان أعظم نعمة حضي بها ألمذهب الإمامي نعمة المرجعية قوة المذهب الإمامي في المرجعية صمام الأمان للمذهب الإمامي هو المرجعية اًصلاً الشيعة الإمامية يتميزون على غيرهم بماذا ؟
يتميزون على غيرهم بأنهم يلتفون بقادتهم لأنهم يلتفون ويثقون بقادتهم ويسيرون على أوامرهم لأنهم يرون قادتهم أمتداد للأئمة الطاهرين (ص) .
لأن قوة الشيعة الإمامية في هذا الإلتفاف حول المرجعية لذلك أدرك أعداء الإسلام أن أكبر خطر هو خطر المرجعية المرجعية تشكل خطر . لو أن الشيعة كغيرهم لا يؤمنون بعلمائهم ولا يؤمنون بمراجعهم لسهل إختراقهم ولسهل غزوهم ولسهل الدخول إلى قلوبهم لكن الشيعة ملتفون متماسكون حول منصب المرجعية لذلك أكبر منطقة خطر لدى أعداء الإسلام هي مسألة المرجعية وزعامة وولاية الفقيه لذلك تجد الكثير من المحاولات تحاول أن تفصل المرجعية عن القاعدة الشيعية تحاول أن تجعل المرجع إستاذ دكتاتور أو إنسان أستبدادي كما ذكر عن الإمام الخميني (قدس) في زمانه أو إنسان ما يدري عن الدنيا قاعد في بيته ما يدري عن المجتمع هذه كلها تشويهات من قبل مؤامرات عالمية من أجل فصل منصب المرجعية عن القادة الشيعية لأن هذا المنصب هو موقع القوة ، هذا المنصب هو موقع القدرة لدى المذهب الإمامي .
أنظر مثلاً في بعض الجرائد يأتي شخص و يكتب وقال آية الله ونحن لا نؤمن بآية إلا آيات القرآن الكريم ، لا أدري لماذا هذه الكتابات ما هو الغرض منها ؟
القرآن الكريم بنفسه يذكر بآن الليل آية ( ومحونا آية اليل وجعلنا آية النهار ) الظلام يعتبره القرآن آية القرآن الكريم يعتبر الزوجة آية ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ) أيكون الظلام آية والمرآة آية من أيات الله ولا يكون عالم الدين آية كل إنسان فهو آية .
لأنه مظهر لعظمة الله ولقدرته فكيف إذا كان عالماً ربانياً فهو حقيقة هذا اللقب أن يكون آية الله إذن فالنتيجة أريد أن أقول بأن منصب المرجعية مظهر قوة للشيعة الإمامية ومظهر عظمة للشيعة الإمامية وأنتم ترون أن المراجع من زمن شيخنا المفيد عليه الرحمة وإلى يومنا هذا .
المراجع ساروا بالإمة وساروا بالإمامية إلى ماهو الأفضل وإلى ما هو الأكمل وما ذهبوا بهم خبط عشواء يميناً أو شمالاً لا .
لأنهم يسيرون على خطى أئمة الهدى (ص) .
أذن ليس عندنا تشيعان ، الدكتور أخطأ عندما صنف التشيع إلى تشيع صفوي وتشيع علوي ليس عندنا تشيعان ، التشيع واحد أصوله واحدة معالمه واحدة كتبه العقائدية معروفة ليس هناك لونان ولا صنفان من التشيع ومجرد أن الصفويين عائلة حكمت بالظلم كما يقول الدكتور كانت عائلة ظالمة هذا لا يعني أنتسابها على الشيعة الإمامية أنت كانسان موضوعي ما إلك حق تقول الشيعة صفويون ليش ؟ لأن والله العائلة الصفوية قبل 400 سنة حكمت خير يا طير .
يعني أقول إلى الشيعة يتحملوا أعباء هذه العائلة إلى يوم القيامة كما لا يحق لأي إنسان أن يقول بأن إخواننا من أهل السنة طالبان أيستطيع أن يقول ذلك ؟ لا .
طالبان فئة لها فكر معين لها خط معين وأخواننا من المذاهب الإسلامية الأخرى أجل وأسمى من أن ينسبوا إلى هذه الفئة كذلك مقتضى الإنصاف والموضوعية أن الشيعة بما لهم من مفكرين ومالهم من علماء وبما لهم ن قادة مخلصين وبما لهم أناس ثوريين تحرريين لا ينبغي أن ينسبوا إلى فئة حكمت فترة معينة وينسب إليها بعض المظالم كما هو موجود في ...... وموجود في غيرها .
التشيع الذي كان تاريخه تاريخ التضحيات يختصر في عهد الصفويين ، التشيع الذي بدأ من القرن الأول في الإسلام منذ أيام أبي ذر منذ أيام رشيد الهجري منذ أيام حجر بن عدي منذ أيام زيد ابن علي منذ أيام الحسين ابن علي ، التشيع حرارة تضحية عطاء بذل هذا المذهب الذي رفد التاريخ الإسلامي بتضحياته وبطولاته بدمائه يختصر في عهد الصفويين هذا خلاف الموضوعية وخلاف الإنصاف لذلك كما قلنا نحن لا نبالي بكلمات غوغائية تصدر من هنا وهناك ، نحن نربىء بعلماء المسلمين أن ينزلقوا في هذه المنزلقات فهم أسمى وأعلى من ذلك ولتكن جميعاً تحت قوله تعالى ( وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وحبل الله ولاية أهل البيت (ص) ، أهل البيت مصدر العطاء مصدر التضحية مصدر الفداء ( أنا موضع النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله ) وقدم النفس والنفيس قرابيين ، قدم أخوته أبناء أخوته أطفاله كلهم ، قدمهم قرابيين في سبيل الله وأقبل إليه ذلك الولد الصغير عمره 11 سنة القاسم ابن الحسن وهو يقول يا عم إذن لي بمبارزة الأعداء قال يا بني أنت شمامتي من الحسن إذا سممتك تذكرت أخي الحسن كيف تمشي برجلك إلى الموت قال كيف لا أمشي برجلي إلى الموت وأنت وحيد فريد لا ناصر لك ولا معين قال بني قاسم ما طعم الموت عندك قال طعم الموت عندي أحلى من العسل إذا كان بين يديك يا أبا عبد الله .
أنا لله وإنا إليه راجعون
تعليق