د.محمد يعقوب
لقد بات يوماً فارقًا بين ما قبله وما بعده! مرجعية يشير إليها الصديق ويحسب حسابها العدو، ذكرى أضحت عيدًا وطنيًا لتجديد البيعة مع الأرض ومع تاريخها الطبيعي في إطار الأمة المسلمة والانتماء العربي.
إذا استنزفت الأرض أبناءها
كان ذلك يوم السبت 30/3/1976 بعد ثمانية وعشرين عاماً من النكبة.
في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري، وسياسات الإفقار واغتصاب الأراضي وهدم القرى ،والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني احتجاجا على سياسة مصادرة الأراضي وتطويق بلداتهم ببلدات يهودية استيطانية التي تم تنفيذها ضمن مشروع تهويد الجليل ، وعم الإضراب جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948.
ثم تحول العمل إلى مظاهرات شعبية عارمة، أمعنت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين ،ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين هم:
خديجة شواهنة"سخنين"- رجا أبو ريا "سخنين "- خضر خلايلة"سخنين"- خير أحمد ياسين"عرابة"- محسن طه "كفركنا"- رأفت علي زهدي "نور شمس" استشهد في قرية الطيبة. هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948.
هبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت وليدة مجمل اضطهاد يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني.
وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967م ، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنل منها كل عوامل القهر والتمزق ، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
كان تحديد ذلك اليوم ثمرة تصاعد النضال الوطني في الجليل وبلوغه مستوى عالياً من التنظيم ، إلى جانب المقاومة الصامتة للعرب الفلسطينيين في أرض 48 ،مقاومةٍ أساسها التمسك بالأرض ، والتكافل الاجتماعي فيما بينهم، ورفض محاولات التفرقة بين صفوفهم وانتظار الظروف المناسبة للهجوم، وإعداد الجيل الجديد من لتلك اللحظات.
يوم الأرض: معانٍ معاصرة وذكرى متجددة
في فلسطين المحتلة لا يأخذ تهويد الأرض شكل المصادرة فقط، بل يتجسد أشكالاً أخرى على رأسها المشاريع السياسية الداعية لتصفية قضية فلسطين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود الجدار وتهجير فلسطينيي الـ(48) خارج الخط الأخضر في إطار تطبيق فكرة يهودية الدولة ،وتوطين اللاجئين في الشتات. والهدف من كل ذلك –بلا شك- تجاوز الحقيقة الأساسية في الصراع: فلسطين الأرض العربية الإسلامية.
ليست قضيتنا الأساسية تأسيس دولة أو مؤسسات دولة في أراضي الـ67، ولا التساوي مع الغزاة في "إسرائيل" لكافة مواطنيها، ولا إقامة دولة ديموقراطية أو غير ديموقراطية في فلسطين، بل الحفاظ على هوية الأرض. وإن عروبة الأرض وإسلامها تعني –بالضرورة- برنامج التحريرلكل التراب الفلسطيني، وليس أي شيء أخر.
من موقع طريق الأبرار
www.abrarway.net
لقد بات يوماً فارقًا بين ما قبله وما بعده! مرجعية يشير إليها الصديق ويحسب حسابها العدو، ذكرى أضحت عيدًا وطنيًا لتجديد البيعة مع الأرض ومع تاريخها الطبيعي في إطار الأمة المسلمة والانتماء العربي.
إذا استنزفت الأرض أبناءها
كان ذلك يوم السبت 30/3/1976 بعد ثمانية وعشرين عاماً من النكبة.
في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري، وسياسات الإفقار واغتصاب الأراضي وهدم القرى ،والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني احتجاجا على سياسة مصادرة الأراضي وتطويق بلداتهم ببلدات يهودية استيطانية التي تم تنفيذها ضمن مشروع تهويد الجليل ، وعم الإضراب جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948.
ثم تحول العمل إلى مظاهرات شعبية عارمة، أمعنت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين ،ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين هم:
خديجة شواهنة"سخنين"- رجا أبو ريا "سخنين "- خضر خلايلة"سخنين"- خير أحمد ياسين"عرابة"- محسن طه "كفركنا"- رأفت علي زهدي "نور شمس" استشهد في قرية الطيبة. هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948.
هبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت وليدة مجمل اضطهاد يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني.
وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967م ، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنل منها كل عوامل القهر والتمزق ، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
كان تحديد ذلك اليوم ثمرة تصاعد النضال الوطني في الجليل وبلوغه مستوى عالياً من التنظيم ، إلى جانب المقاومة الصامتة للعرب الفلسطينيين في أرض 48 ،مقاومةٍ أساسها التمسك بالأرض ، والتكافل الاجتماعي فيما بينهم، ورفض محاولات التفرقة بين صفوفهم وانتظار الظروف المناسبة للهجوم، وإعداد الجيل الجديد من لتلك اللحظات.
يوم الأرض: معانٍ معاصرة وذكرى متجددة
في فلسطين المحتلة لا يأخذ تهويد الأرض شكل المصادرة فقط، بل يتجسد أشكالاً أخرى على رأسها المشاريع السياسية الداعية لتصفية قضية فلسطين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود الجدار وتهجير فلسطينيي الـ(48) خارج الخط الأخضر في إطار تطبيق فكرة يهودية الدولة ،وتوطين اللاجئين في الشتات. والهدف من كل ذلك –بلا شك- تجاوز الحقيقة الأساسية في الصراع: فلسطين الأرض العربية الإسلامية.
ليست قضيتنا الأساسية تأسيس دولة أو مؤسسات دولة في أراضي الـ67، ولا التساوي مع الغزاة في "إسرائيل" لكافة مواطنيها، ولا إقامة دولة ديموقراطية أو غير ديموقراطية في فلسطين، بل الحفاظ على هوية الأرض. وإن عروبة الأرض وإسلامها تعني –بالضرورة- برنامج التحريرلكل التراب الفلسطيني، وليس أي شيء أخر.
من موقع طريق الأبرار
www.abrarway.net