د.محمد يعقوب
في بدايات الدعوة الإسلامية وقف أبو جهل عمرو بن هشام في مواجهة المؤمنين جميعاً، فكان يسومهم العذاب ما استطاع، تارة بالاستهزاء وتارة بالتعذيب وقد وصل أحيانا إلى قتل نفر من السحابة الأوائل.
جاءت الآيات في سورة العلق وهي من أوائل ما نزل من القرآن لتعدد رزايا ذلك المجرم وخطاياه، وأمام مشهد الطغيان الذي يقف في وجه الدعوة وفي وجه الإيمان ، وفي وجه الطاعة ، يجيء التهديد الحاسم الرادع الأخير :" لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ،ناصية كاذبة خاطئة".
لنسفعن): بهذا اللفظ الشديد المصور بجرسه لمعناه . والسفع:الأخذ بعنف وهذا العذاب المنتظر لأبي جهل في جهنم، والناصية : مقدم الرأس المتشامخ :إنها ناصية تستحق السفع والصرع..."ناصية كاذبة خاطئة "!
قد يخطر لنا أن نتسائل لماذا كنى عن المجرم بناصيته وأي خصوصية هامة للناصية لتكون هي الكاذبة الخاطئة...لن تجد جوابا عن هذا السؤال في كتب المفسرين السابقين.
منذ خمسين سنة فقط تأكد للأطباء أن جزء المخ الذي تحت الجبهة مباشرة "الناصية" - ويسمى تشريحياً بالفص الجبهي frontal lobe - هو المسؤول عن الكذب والخطأ وعلم الأطباء آنذاك أنه مصدر الإرادة واتخاذ القرارات. فلو قطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه لا تكون له إرادة مستقلة ولا يستطيع أن يختار.
وقد رأيت بأم عيني مريضاً كان يشكو من عجزه منذ سنوات عن اتخاذ القرارات ...أي قرارات مهما كانت بسيطة، ويشكو من كونه يندم عن الفعل بعد عمله لأنه لا يتحمل مسؤولية قراره، وقد حاول العلاج عند العديدين من أطباء النفسية دون فائدة ترجى.
أجرينا للمريض تصويراً مقطعياً computerized tomography scan للدماغ فتبين وجود تكدم في المنطقة الجبهية من الدماغ.
قال تعالى:
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"
"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
أخذت فكرة المقال عن كتاب "وغداً عصر الإيمان" للد.عبدالمجيد الزنداني\
من موقع طريق الأبرار
www.abrarway.net
في بدايات الدعوة الإسلامية وقف أبو جهل عمرو بن هشام في مواجهة المؤمنين جميعاً، فكان يسومهم العذاب ما استطاع، تارة بالاستهزاء وتارة بالتعذيب وقد وصل أحيانا إلى قتل نفر من السحابة الأوائل.
جاءت الآيات في سورة العلق وهي من أوائل ما نزل من القرآن لتعدد رزايا ذلك المجرم وخطاياه، وأمام مشهد الطغيان الذي يقف في وجه الدعوة وفي وجه الإيمان ، وفي وجه الطاعة ، يجيء التهديد الحاسم الرادع الأخير :" لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ،ناصية كاذبة خاطئة".
لنسفعن): بهذا اللفظ الشديد المصور بجرسه لمعناه . والسفع:الأخذ بعنف وهذا العذاب المنتظر لأبي جهل في جهنم، والناصية : مقدم الرأس المتشامخ :إنها ناصية تستحق السفع والصرع..."ناصية كاذبة خاطئة "!
قد يخطر لنا أن نتسائل لماذا كنى عن المجرم بناصيته وأي خصوصية هامة للناصية لتكون هي الكاذبة الخاطئة...لن تجد جوابا عن هذا السؤال في كتب المفسرين السابقين.
منذ خمسين سنة فقط تأكد للأطباء أن جزء المخ الذي تحت الجبهة مباشرة "الناصية" - ويسمى تشريحياً بالفص الجبهي frontal lobe - هو المسؤول عن الكذب والخطأ وعلم الأطباء آنذاك أنه مصدر الإرادة واتخاذ القرارات. فلو قطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه لا تكون له إرادة مستقلة ولا يستطيع أن يختار.
وقد رأيت بأم عيني مريضاً كان يشكو من عجزه منذ سنوات عن اتخاذ القرارات ...أي قرارات مهما كانت بسيطة، ويشكو من كونه يندم عن الفعل بعد عمله لأنه لا يتحمل مسؤولية قراره، وقد حاول العلاج عند العديدين من أطباء النفسية دون فائدة ترجى.
أجرينا للمريض تصويراً مقطعياً computerized tomography scan للدماغ فتبين وجود تكدم في المنطقة الجبهية من الدماغ.
قال تعالى:
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"
"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
أخذت فكرة المقال عن كتاب "وغداً عصر الإيمان" للد.عبدالمجيد الزنداني\
من موقع طريق الأبرار
www.abrarway.net