تويت
كيف وسعكم السكوت؟
بقلم: محمد جعفر
هذه رسالة لا تتهم أحداً في إيمانه ولائه إلى أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم.
أرى أن من الإن الإنصاف فهم وجهة نظر الآخر، وأعرف أنه يرى الحكمة في السكوت عن بعض ما يثار، كما أنه من حقنا أن نصوِّب ونخطئ مادام ذلك ضمن المقاييس العقلية والضوابط الشرعية في تفسير العقلاء (لبعض) نصوص الشرع المقدس (مع) مراعاة التخصص، ومادام ذلك تحت ظل الأخلاق التي أمرنا بالتحلي بها.
ثم أقول أيها الأخوة:
ترى كيف وسعكم السكوت عمن يصف اعتقادنا بالغلو؟
إننا نربأ بكم أن تكونوا تشاكلونه على خبطه، وإني أعلم أن سكوتكم عنه لتعليلات ترونها، نحو إكرام الضيف، وحرية الرأي وما أشبه، ولكن أي منافاة بين كل هذا وبين دفع الشبهات والدفاع عن الحق؟ سيما أن الصدع بالحق من وظيفة المؤمن، وأن الشجاعة من أوسمة الشرف التي خلَّدت أبطال التشيع على طول مر التاريخ.
اقرؤا سيرة العظماء وانظروا كيف كانوا يصدعون بالحق للحق مع ماهم عليه من عظيم الخلق.
وما أحسن هذا الوصف: خلق نبوي وغيرة علوية، ولا شك أنهم صلوات الله عليهم مظاهر كل صفات الحق والخير، قال الشاعر الشيخ عبد الكريم الزرع وهو لنا بمنزلة الأستاذ:
لما أراد الله خلق محمد ** جمع الفضائل ثم قال: تجسدي
وينبغي للمؤمن أن يقتدي بهذه الصفات المحمودة لينال رضا الله سبحانه وخير الدنيا والآخرة.
ثم هلم إلى (الغلو) الذي يصفنا به من لا يعلم، أليس الغلو: (إثبات صفة لغير واجدها)؟ وهلم سائل كتب أهل الإسلام إلا من حقت عليه الضلالة: أي صفة خير هي ليست فيهم؟!
إننا بحمد الله نملك كل جواب على ما ينسج الآخرون من إشكالات
تاهت حلومُكُمُ في الاحتجاجِ، ولم ** نَتِه، فأيُّ جوابٍ فيه أعيانا؟!
ثم إنه من العجب أن نُلَزَ ونسكت، والحال أن أعلام العامة يروون ما نعتقد به، ألا اسألوا عالم الحنفية الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة: ج3 ص159) إذ روى عن صاحب المناقب من حديث طويل عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ومنه:
"يا علي
إن الله تبارك وتعالى فضَّل النبيين والمرسلين على ملائكتِهِ المقربين، وفضَّلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضلُ بعدي لك يا عليُّ وللأئمةِ من ولدِك، فإن الملائكة من خدامنا وخدام محبينا.
يا علي
"الذين يحملون العرشَ ومَن حولَهُ يسبحون بحمدِ ربِّهم ويستغفرون للذين آمنوا" بولايتنا.
يا علي
لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنةَ ولا النارَ ولا السماءَ ولا الأرضَ، فكيف لا نكونُ أفضلَ من الملائكةِ وقد سبقناهم إلى معرفة ربِّنا وتسبيحِهِ وتقديسِهِ وتهليلِهِ؟ لأن أولَ ما خلق الله عز وجل أروحنا، فأنطقَنا بتوحيده وتحميده، ثم خلقَ الملائكةَ فلما شاهدوا أرواحَنا نوراً واحدًا استعظَموا أمرَنا، فسبحْنا لتعلمَ الملائكةُ أنَّ خلقٌ مخلوقون، وأنه تعالى مُنَزَّهٌ عن صفاتِنا، فسبحت الملائكةُ بتسبيحِنا ونزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظمَ شأننا هلَّلْنا لتعلمَ الملائكةُ أن لا إله إلا الله، وأنَّا عبيدٌ ولسنا بآلهةٍ يجبُ أن تُعبَد معه أو دونه، فقالوا لا إله إلا الله، فلما شاهدوا كبر محلِّنا كبَّرنا، لتعلمَ الملائكةُ أن الله أكبرُ فلا ينالُ مخلوقُهُ عظم المحل إلا به، فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من العزِّ والقوة قلنا: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، لتعلمَ الملائكةُ أن لا حول ولا قوة إلا بالله، فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرضِ طاعةِ الخلقِ إيانا قلنا: الحمدُ للهِ، لتعلمَ الملائكةُ أن الحمدَ للهِ على على نعمتِهِ، فقالت الملائكة: الحمدُ للهِ، فبنا اهتدوا إلى معرفةِ توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتكبيره وتحميده، وإن الله تبارك وتعالى خلق آدمَ عليه السلامُ فأودَعَنا في صلبِهِ وأمر الملائكةَ بالسجودِ له تعظيماً وإكراماً له، وكان سجودهم للهِ عبوديةً ولآدمَ إكراماً وطاعةً لأمرِ اللهِ، لكونِنا في صلبِهِ.. الحديث". وهو منقول من طرقنا أيضاً، وفيه ذكر الأئمة الإثني عشر جميعاً بأسمائهم صلوات الله عليهم.
وروى شيخ الشافعية محمد بن يوسف الكنجي المقتول سنة 658هـ لروايته فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، في كتابه (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ص132) :
"عن النبي صلى الله عليه وآله:
"مررتُ ليلةَ أسري بي إلى السماءِ فإذا أنا بملكٍ جالسٍ على منبيرٍ من نورٍ والملائكةُ تحدقُ به، فقلتُ يا جبرئيلُ من هذا الملك؟ قال: ادنُ منه وسلم عليه، فدنوتُ منه وسلمتُ عليه، فإذا أنا بأخي وابن عمي عليِّ بن أبي طالب، فقلتُ: يا جبرئيلُ سبقني عليُّ إلى السماِ الرابعة؟ فقال لي: يا محمد لا ولكنَّ الملائكةَ شكت جبَّها لعليٍّ فخلق الله تعالى هذا الملكَ من نورٍ على صورةِ عليًّ، فالملائكةُ تزورُهُ في كلِّ ليلةِ جمعةٍ ويوم جمعةٍ سبعين ألفَ مرة، يسبحون اللهَ ويقدسونه ويهدون ثوابه لمحبِّ علي".
قلت: هذا حديث حسن عالٍ لم نكتبه إلا من هذا الوجه، تفرد به يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس وهو ثقة".
وروى في ص314:" عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"خلق اللهُ قضيباً من نورٍ قبل أن يخلقَ الدنيا بأربعين ألفِ عامٍ، فجعله أمام العرش حتى كان أولَ مبعثي، فشث منه نصفاً فخلق منه نبيَّكم والنصف الآخر علي بن أبي طالب".
قلت: هكذا أخرجه إمام أهل الشام عن إمام أهل العراق، كما سقناه وهو في كتابيهما".
انتهى، أقول: هذا ومثله مما نعتقد به ويلمزنا عليه الخالفون، فإنك ترى جليًّا كيف ينقله ويرويه علماء العامه في كتبهم مما نحتج به على الخصم، وفي وسعنا الجواب بهذا ونحوه، نعم قد يحتج أهل الخلاف بالطعن على منقلنا عنهم، وهو باب واسع لا نحب الخوض فيه لاستلزامه التطويل، والجواب عليه في محله، ولكن مرادنا هنا إثبات ما في وسعنا من الرد والصدع بالحق.
والحمد لله رب العالمين.
منقول
"يا علي
إن الله تبارك وتعالى فضَّل النبيين والمرسلين على ملائكتِهِ المقربين، وفضَّلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضلُ بعدي لك يا عليُّ وللأئمةِ من ولدِك، فإن الملائكة من خدامنا وخدام محبينا.
يا علي
"الذين يحملون العرشَ ومَن حولَهُ يسبحون بحمدِ ربِّهم ويستغفرون للذين آمنوا" بولايتنا.
يا علي
لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنةَ ولا النارَ ولا السماءَ ولا الأرضَ، فكيف لا نكونُ أفضلَ من الملائكةِ وقد سبقناهم إلى معرفة ربِّنا وتسبيحِهِ وتقديسِهِ وتهليلِهِ؟ لأن أولَ ما خلق الله عز وجل أروحنا، فأنطقَنا بتوحيده وتحميده، ثم خلقَ الملائكةَ فلما شاهدوا أرواحَنا نوراً واحدًا استعظَموا أمرَنا، فسبحْنا لتعلمَ الملائكةُ أنَّ خلقٌ مخلوقون، وأنه تعالى مُنَزَّهٌ عن صفاتِنا، فسبحت الملائكةُ بتسبيحِنا ونزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظمَ شأننا هلَّلْنا لتعلمَ الملائكةُ أن لا إله إلا الله، وأنَّا عبيدٌ ولسنا بآلهةٍ يجبُ أن تُعبَد معه أو دونه، فقالوا لا إله إلا الله، فلما شاهدوا كبر محلِّنا كبَّرنا، لتعلمَ الملائكةُ أن الله أكبرُ فلا ينالُ مخلوقُهُ عظم المحل إلا به، فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من العزِّ والقوة قلنا: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، لتعلمَ الملائكةُ أن لا حول ولا قوة إلا بالله، فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرضِ طاعةِ الخلقِ إيانا قلنا: الحمدُ للهِ، لتعلمَ الملائكةُ أن الحمدَ للهِ على على نعمتِهِ، فقالت الملائكة: الحمدُ للهِ، فبنا اهتدوا إلى معرفةِ توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتكبيره وتحميده، وإن الله تبارك وتعالى خلق آدمَ عليه السلامُ فأودَعَنا في صلبِهِ وأمر الملائكةَ بالسجودِ له تعظيماً وإكراماً له، وكان سجودهم للهِ عبوديةً ولآدمَ إكراماً وطاعةً لأمرِ اللهِ، لكونِنا في صلبِهِ.. الحديث". وهو منقول من طرقنا أيضاً، وفيه ذكر الأئمة الإثني عشر جميعاً بأسمائهم صلوات الله عليهم.
وروى شيخ الشافعية محمد بن يوسف الكنجي المقتول سنة 658هـ لروايته فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، في كتابه (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ص132) :
"عن النبي صلى الله عليه وآله:
"مررتُ ليلةَ أسري بي إلى السماءِ فإذا أنا بملكٍ جالسٍ على منبيرٍ من نورٍ والملائكةُ تحدقُ به، فقلتُ يا جبرئيلُ من هذا الملك؟ قال: ادنُ منه وسلم عليه، فدنوتُ منه وسلمتُ عليه، فإذا أنا بأخي وابن عمي عليِّ بن أبي طالب، فقلتُ: يا جبرئيلُ سبقني عليُّ إلى السماِ الرابعة؟ فقال لي: يا محمد لا ولكنَّ الملائكةَ شكت جبَّها لعليٍّ فخلق الله تعالى هذا الملكَ من نورٍ على صورةِ عليًّ، فالملائكةُ تزورُهُ في كلِّ ليلةِ جمعةٍ ويوم جمعةٍ سبعين ألفَ مرة، يسبحون اللهَ ويقدسونه ويهدون ثوابه لمحبِّ علي".
قلت: هذا حديث حسن عالٍ لم نكتبه إلا من هذا الوجه، تفرد به يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس وهو ثقة".
وروى في ص314:" عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"خلق اللهُ قضيباً من نورٍ قبل أن يخلقَ الدنيا بأربعين ألفِ عامٍ، فجعله أمام العرش حتى كان أولَ مبعثي، فشث منه نصفاً فخلق منه نبيَّكم والنصف الآخر علي بن أبي طالب".
قلت: هكذا أخرجه إمام أهل الشام عن إمام أهل العراق، كما سقناه وهو في كتابيهما".
انتهى، أقول: هذا ومثله مما نعتقد به ويلمزنا عليه الخالفون، فإنك ترى جليًّا كيف ينقله ويرويه علماء العامه في كتبهم مما نحتج به على الخصم، وفي وسعنا الجواب بهذا ونحوه، نعم قد يحتج أهل الخلاف بالطعن على منقلنا عنهم، وهو باب واسع لا نحب الخوض فيه لاستلزامه التطويل، والجواب عليه في محله، ولكن مرادنا هنا إثبات ما في وسعنا من الرد والصدع بالحق.
والحمد لله رب العالمين.
منقول
تعليق