ما هذا يا فورتين؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
واقعاً كنت ولا أزال ممن يستمتعون ويأنسون بمتابعة قناة فورتين بمعظم ما تقدمه من مادة فنية وأدبية، تلك الأناشيد والمدائح والمراثي التي تمثل جزءاً هاماً ورمزاً من ثقافة الشيعة، هذه الأنشودة التي تصل إلى ملايين الناس تحمل في كلماتها وصورها وأدائها رسالة القيم الإنسانية والتاريخ المجيد لأشرف القادة وأعظم سادة عرفهم البشر وهم أهل البيت عليهم السلام.
من هنا نعرف الدور الكبير الذي تقوم به القناة الفضائية الموفقة بنذر نفسها لخدمة الأدب الشيعي الذي طالما ساهم الإعلام في كتمه وتجاهله ونبذه، فجزى الله العاملين كلّ خير عنا وعن جميع المؤمنين.
غير أن لنا عتاباً هو من عتاب المحب للمحبوب ونرجوا أن يتفهم المسؤولون هدفنا وغايتنا منه:
1-إن هناك أخطاء لغوية فادحة في بعض القصائد الفصحى.
2-إن هناك معاني رديئة لا تحتاج إلى مختص لكي يكتشفها وهي تسيء إلى أهل البيت عليهم السلام.
ربما يقال: لا يخلو عمل من الأخطاء.. صحيح ولكن توجد نوعية من الأخطاء فاضحة تنزل بالعمل إلى مستوى هبيط لا يمكن التغافل عنها، وإليكم أمثلة:
المثال الأول: انتقد بعض أساتذة اللغة العربية قصيدة مطلعها (قم صلِّ لله تعالى) وفيها أخطاء متعددة وكبيرة مثل قوله (إثباتاً من بعد يدان) فالكاتب عبّر عن (التثبيت) في الوضوء (بالإثبات) وبين الكلمتين فرق شاسع، فالإثبات هو البرهنة وإقامة الدليل. والخطأ الثاني قوله: (من بعد يدان) وفيها ملاحظتان: الأولى رفع المضاف إليه ويجب أن يكون مجروراً بالياء، والثانية (التلفيق وتمشية الحال) في المعنى حين أراد أن يبين أن التثبيت يأتي بعد غسل اليدين.. وليس هذا الخطأ الوحيد في القصيدة ولكنه أبشع شيء فيها.
ويتساءل أستاذ اللغة قائلاً: هل هذا مستوى شعراء الشيعة؟ ومن المسؤول.. هل هو القناة التي تظهر أي عمل بلا حساب؟ أم هو الرادود الذي يردد كلاماً لا يفهم معناه؟ أم هو كاتب القصيدة المفتقرة إلى أبسط مبادىء اللغة؟ أم هو الجميع؟
وهل هذا استخفاف بالأساتذة والمثقفين وعلماء الدين من المشاهدين؟ أم أن هؤلاء ليس لهم اعتبار ضمن المشاهدين؟
المثال الثاني: جاء في أنشودة عرضت بمدح أهل البيت عليهم السلام قولها (هم جنتي والنار).. وأعتقد أن هذه العبارة لا تحتاج إلى تعليق إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله.. شر البلية ما يضحك..
والمسألة لا تنتهي عند هذا الحد فالأخطاء الفادحة والمضحكة قد تعد بالعشرات، مما يدل على أن الرادود فقط همه أن يحصل على (أي كلام) ليقدمه إلى المهندس ويبدأ العمل، وكأن جمهور المستمعين شريحة لا اعتبار لها ولا احترام. لكننا لا نريد الإطالة قدر ما نهدف إلى توضيح الفكرة وإيصال العتاب.
إن الاستهانة بهذه الأخطاء تؤدي إلى تكوين كمية ضخمة من الشعر الرديء المنسوب إلى الشعر الولائي ويطلع عليه ملايين الناس..
أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت بوضوح،
وختاماً: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)
لا أنسى لقناة فورتين جهودها وجهدها الكبير في دعم الشعائر الحسينية وأفراح أهل البيت عليهم السلام، وأبقى أنا مع ذلك واحداً من جمهورها بل والمدافعين عنها حيث لا يصدر العتاب إلا من المحب والمهتم أما من لا يهمه تطوير القناة فلا يعاتب ولا يعبأ بالأخطاء والنواقص.. هذا ما أرجو أن يتفهمه أخوتي وأحبتي في فورتين..
منقول