قبل البدء في موضوعي هذا أود التطرق لمسألة البرد ، اليوم وفي الليل هذا خرجت لأداء بعض التمارين الرياضية قريباً من البحر ، حيث كان البرد القارص أتحسسه من نافذة شباك السيارة ، فوقف تفكيري مدوياً بصرخه ألم ، لدى تلك الأسرة الفقيرة ما يسد رمقها ويحمي جسدها من البرد ، لدى الملايين ما يأكلون ويشربون وغطاء السقف لا يخره منه الماء ولا فتحات البيت القديم المتهاوي تعوي كعوي الذئاب :
أنتصف الليل وملأ الظلمة يمطار وسكونٌ رطبٌ يصرخ فيه الأعصار ، الشارع مهجورٌ تعول فيه الريح ، تتوجع أعمدةٌ وتنوح مصابيح ، وتظل الطفلة راعشة حتى الفجر حتى يخبو الإعصار ولا أحدٌ يدري ، في منعطف الشارع في ركنٍ مقروري حرسة الظلمته شرفة بيتٍ مهجوري ، ضمآه للنوم ولكن لا نوم ، ماذا تنسى البرد الجوع أم الحمى ضمن كفيها في جزعٍ في إعياءٍ وتوسدت الأرض الرطب دون غطاءٍ ، والناس قناعٌ مستطنع اللون كذوبٌ خلف وداعته إختبأ الحقد المشبوه ، والرحمة تبقى لفظاً تقرأ في القاموس.
إتصلوا بالله ليصلكم به ودعوا من الطيبة شعاركم ومدوا يد المساعدة قدر إستطاعتكم لفقيركم حتى لا يكون الحجة عليكم يوم حسابكم ، فالله أنعم علينا بالإسلام ديناً وبالخير والنعم الوفيرة والعافية المديدة ، فداركوا السيئات ولو بشق تمرة.
اللهم صلي على محمد وال محمد
أعود لكم أيها الشباب ومن هم في خلاف أو على بوادر الخلاف ، ومن شدة الصدق في الحب يحدث هذا الأمر.
موضوع بسيط وهو الإخلاص ، وكلكم على قدر من التدين والعلم والدراية بكيفية الإخلاص لله تعالى الذي يكون أقل ما فيها فعل الخيرات وإجتناب المحرمات.
أما الإخلاص في المعنى الإنساني والتبادل بين الأشخاص هو المرتبة العليا التي يحافظ عليها الإنسان قدر الإمكان فتكون سبباً لبقاء هذا المرء على مبدأ أو حق أو حب أو أي ما يتعلق بهذه المشاعر الإنسانية الصادقة ، ولكن حين يترجم إخلاصكم على غير محله ويكون هذا الإخلاص أشبه بصورة معكوسه كالمرآة !؟
دليل المحب ما يظهر على وجهه ولفتات لسانه وقلبه من التاريخ القديم وحتى الحديث منتصفاً بقيس المعذب بليلى وهذيانه بها حتى هذه اللحظة فئة الشباب التقي الوفي لله وفي أمر غيره.
لي صديق وأسفي قريبٌ في داخلي بعيداً عن شواطئي هذه الأيام دينٌ محبٌ خلوصٌ لا يجيد التأثير ولا التعبير إلا بما يشعر ، إخلاصه كان سبباً لأخطاءه البيضاء كحبيبته التي لم يتدارك أمرها فكان عرضة للسهام التي إضطر أن يحمي بها من يحب ملفاً جسده حولها فتنهال السهام عليه مخترقه جسده بين الحين والأخر مقدماً نفسه قرباناً لها وهذا شأن صديقنا ( وشأن حملة الراية في كل زمان ) ، المضحك في الأمر أن المنظور العام لا يقاس على أساسه هذا فيقاس بمبدأ المرآة ، القياس الثاني على أنه رفضها أو رفضته فيسعى الساعون لإثبات الوجود المائي الذي يتبخر حين يبطل السبب الرئيسي وهو ( أنا أفضل منه أو منها ) وحين حدوث هذا السبب يأتي العجب بأن الهدف لم يكن القصد والسعي لما يرضي الله في أمري هاذين الإنسانين البريئين بل للمآرب الشخصية البحته - والأسف شديد لتنوع الإمكانيات البشرية التي فيها بوادر الشر والنقص الواضح الصريح لما فيه الخير في الأمر.
التصوير الذي أجده في الإخلاص هو المكانة التي يرقى بها الإنسان فيحافظ على مبدأه الثابت إتجاه شخصٍ ما ، فلا يتراجع عن أمره ولا يخذله في وعده وثباته معه ، والإخلاص هي كلمة لها عدة تراجم ومعاني تجدها مفهومة على حسب الموضوع أو الموقف نفسه وتبقى ترجمانها (( الثبات على الشئ )).
فترى في كل مكان وزمان نفس الشخص وبعينيك المحبتين معتمداً على درجة الترابط الذي أنت عليه ، وماذا في حالة إختلاط الأصوات والنشوز الواضح والكثير من التداخلات فترى أن الأمر يعزو في كل منهم أمراً بحتاً يدعى ( وضع الواقع الخفي لكل منهما! الذي يخلو من صراحة الأمر وبيان حقيقته وجهاً لوجه ) لأن طريق الإرتباط أصبح وعراً ولكن نهايته أما أو أما حاصله لا محاله سنة سنتين عشر عشرون مئة في النار أم فالجنة لا علم لنا فالعلم والغيب عند الله ، ولكن تبدأ الدوامه والدائرة تدور بغير إتجاها الصحيح / ويصبح الأمر عارضاً يحتاج مسألة يتفهمها الطرفين حين يجد كل منهما الأخر قد دخل هذه المرحلة ويبدأ بالتساؤل ( ماذا فعلت وماذا كان نتاج حبك هذا ؟! فأين تقدير المحبين أين الترابط وأين التماسك الذي يتسوجب في كل أمرٍ ، فهل أصبح الحب يقاس بالكم أم بالوزن وهل البيع والشراء مقياس من المقاييس الإنسانية وإن كان صاحب الأمر له الحق فيه وإن كان المقياس حق!) لماذا ينشد بالأقوال التفهم ، ألم تكن التضحية الشخصية ترقى ولا القلق ولا الحب ولا العذاب لأمرٍ ودلائله لها معنى بل كان السؤال كأنه لم يكن في الأمر شيئاً فتنكسر النفس عاجزة عن الجواب مبررة بتبرير لا يرقى للوضع الذي هو عليه سوى عليكم بالصبر وهذا هو الأمر..
صديقي الحاضر في نفسي نفسي حاولت جاهداً حتى تعثرت بالطريق الوعر معك فأقول لك :
وأخوتي الشباب حافظوا على إخلاصكم وثبتوا على أموركم وشئونكم ، ولكن في هذه الحالة إبتعدوا وتدارسوا الأمر مع ثبوتكم مدى الدهر على ما عهدتم وتعاهدتم من الإخلاص بينكم ، فالأمر لا يكون كمن يترك منزلاً ليسكن أخر بل يترك نفساً بريئه قد تكون نقيه طاهره ويتسبب بإيذائها ، والويل الويل من هذا فإن النفس ونفس الذي تحبون ولسوف تبقى المحبة الخلوصة الصادقة الوفية القوية ذات الإرادة ثابته على وضعها مهما كانت العواصف تدوي ولا يحركها إلا الله وتقديرها وثقتها بنفسها ان هذا الإنسان لها ، وهذه رسالتي للذين على الطريق وهم على ما يكون في الأمور كشاهديه.
الله في أمركم أتخافون على أنفسكم ومن تحبون وهذا حديثٌ فيه علمٌ ودرايه ودلاله وهذه المقتطفات الجميله الرائعة لها الوقع والثبات في نفوسكم قد تعود بما فيه لتجاوز مراحل قد أكون أنا أتداركها بنفسي حباً وثقتاً لشخصٍ ما محتملاً أن لا يقرأ هذا الأمر فتكون كالرسالة في زجاجة في بحر الدهر ، فعليكم بالإخلاص والإخلاص حتى الزواج والإرتباط بعد صفاء النفس والتحسين في خلاصات الأمر والثبات على الحق او حتى يأتي يقين الأمر وبيان الحق في أمركم الذي أنتم تنشدون بيانه بين الحين والأخر :
القرآن نجاة من الشك
كيف تدخل الشكوك في النفس الإنسانية؟ وكيف يستطيع ابن آدم أن يعيش حياةً بلا شكوك؟
وهل أن عقله عاجز عن استيعاب مجريات الحياة؟ وهل هو -في الواقع- فقير الى أدوات الفهم؟
لقد زوّد الله عز وجل الإنسان بالعقل وبالخيال وبالحواس وبعشرات الوسائل لاستقبال الحقائق، فلماذا الشك إذن؟!
أقول: إنما يدخل الشك والريب إلى الإنسان عبر وساوس الشيطان، وعبر الهوى والانجذاب للمادة والطبيعة، وعبر عدم التركيز والاستعجال في اتخاذ القرارات واصدار الاحكام، وعبر التأثر بأفكار الآخرين والانبهار بها دونما تفحّصٍ أو نقد، وهناك أسباب عديدة اخرى.
أما سبيل العلاج من ااشك، فهو اللجوء الى كتاب الله المجيد، فهو علاج الوساوس الشيطانية، والضعف البشري، وداء الانبهار بالفكر الآخر، كما أنه يحرر الانسان من جميع عوامل الضغط. فحينما نقرأ القرآن بعمق ونستوعب آياته الكريمة، فإننا نزكي أنفسنا ونعلمها ونصلحها، وهنالك نتجاوز حالة الشك والريب، ولذلك يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (ذَلِكَ الكِتَابُ لاَرَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلمُتَّقِينَ((66) .
لأن القرآن الذي أُنزل لمواجهة الريب، قد وضعت فيه القدرة على إزالة عوامل الريب والضعف والانبهار بالآخرين، والأفكار الدخيلة التي يتعرض لها المسلم، فيدعوه إلى التحرر من التقليد الأعمى للأهل حتى والتقوقع على تقاليدهم، كما يحرره من ضغوط الشهوات، ثم يثير عقله ويضيئه ويضع أمامه المنهج الصحيح للتفكير.
فالله جل جلاله يقول: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُولُواْ الاَلْبَابِ((67) فهو يزود الإنسان المسلم ببرنامج عظيم؛ يدعوه إلى إزالة الحجب، وضغوط الشهوة والعقد النفسية في إطار اتباع الحق.
وليُعلم إن الخلاص من الريب، يعني الوصول الى الهدى ومن ثم الوصول الى التقوى، لأن جوهر التقوى هو المعرفة بالله وبالجزاء، وهو الإيمان بالغيب وبالآخرة وبالرسل وبالحق.
وجذوة القول هي: أن اقترابنا من القرآن يعني ابتعادنا عن الشك والريب، لأن القرآن ذاته كتاب لا ريب فيه.
فثبتوا والله ما كان بديل المحب حاضراً ولا عنه بديلاً ولو إعتلى فوق رأسه ناقوس.
فعليكم بالله هو أولى بكم في هذا الشأن.
والسلام ختام
وهذا بيانٌ للأمر
النهج
أنتصف الليل وملأ الظلمة يمطار وسكونٌ رطبٌ يصرخ فيه الأعصار ، الشارع مهجورٌ تعول فيه الريح ، تتوجع أعمدةٌ وتنوح مصابيح ، وتظل الطفلة راعشة حتى الفجر حتى يخبو الإعصار ولا أحدٌ يدري ، في منعطف الشارع في ركنٍ مقروري حرسة الظلمته شرفة بيتٍ مهجوري ، ضمآه للنوم ولكن لا نوم ، ماذا تنسى البرد الجوع أم الحمى ضمن كفيها في جزعٍ في إعياءٍ وتوسدت الأرض الرطب دون غطاءٍ ، والناس قناعٌ مستطنع اللون كذوبٌ خلف وداعته إختبأ الحقد المشبوه ، والرحمة تبقى لفظاً تقرأ في القاموس.
إتصلوا بالله ليصلكم به ودعوا من الطيبة شعاركم ومدوا يد المساعدة قدر إستطاعتكم لفقيركم حتى لا يكون الحجة عليكم يوم حسابكم ، فالله أنعم علينا بالإسلام ديناً وبالخير والنعم الوفيرة والعافية المديدة ، فداركوا السيئات ولو بشق تمرة.
اللهم صلي على محمد وال محمد
أعود لكم أيها الشباب ومن هم في خلاف أو على بوادر الخلاف ، ومن شدة الصدق في الحب يحدث هذا الأمر.
موضوع بسيط وهو الإخلاص ، وكلكم على قدر من التدين والعلم والدراية بكيفية الإخلاص لله تعالى الذي يكون أقل ما فيها فعل الخيرات وإجتناب المحرمات.
أما الإخلاص في المعنى الإنساني والتبادل بين الأشخاص هو المرتبة العليا التي يحافظ عليها الإنسان قدر الإمكان فتكون سبباً لبقاء هذا المرء على مبدأ أو حق أو حب أو أي ما يتعلق بهذه المشاعر الإنسانية الصادقة ، ولكن حين يترجم إخلاصكم على غير محله ويكون هذا الإخلاص أشبه بصورة معكوسه كالمرآة !؟
دليل المحب ما يظهر على وجهه ولفتات لسانه وقلبه من التاريخ القديم وحتى الحديث منتصفاً بقيس المعذب بليلى وهذيانه بها حتى هذه اللحظة فئة الشباب التقي الوفي لله وفي أمر غيره.
لي صديق وأسفي قريبٌ في داخلي بعيداً عن شواطئي هذه الأيام دينٌ محبٌ خلوصٌ لا يجيد التأثير ولا التعبير إلا بما يشعر ، إخلاصه كان سبباً لأخطاءه البيضاء كحبيبته التي لم يتدارك أمرها فكان عرضة للسهام التي إضطر أن يحمي بها من يحب ملفاً جسده حولها فتنهال السهام عليه مخترقه جسده بين الحين والأخر مقدماً نفسه قرباناً لها وهذا شأن صديقنا ( وشأن حملة الراية في كل زمان ) ، المضحك في الأمر أن المنظور العام لا يقاس على أساسه هذا فيقاس بمبدأ المرآة ، القياس الثاني على أنه رفضها أو رفضته فيسعى الساعون لإثبات الوجود المائي الذي يتبخر حين يبطل السبب الرئيسي وهو ( أنا أفضل منه أو منها ) وحين حدوث هذا السبب يأتي العجب بأن الهدف لم يكن القصد والسعي لما يرضي الله في أمري هاذين الإنسانين البريئين بل للمآرب الشخصية البحته - والأسف شديد لتنوع الإمكانيات البشرية التي فيها بوادر الشر والنقص الواضح الصريح لما فيه الخير في الأمر.
التصوير الذي أجده في الإخلاص هو المكانة التي يرقى بها الإنسان فيحافظ على مبدأه الثابت إتجاه شخصٍ ما ، فلا يتراجع عن أمره ولا يخذله في وعده وثباته معه ، والإخلاص هي كلمة لها عدة تراجم ومعاني تجدها مفهومة على حسب الموضوع أو الموقف نفسه وتبقى ترجمانها (( الثبات على الشئ )).
فترى في كل مكان وزمان نفس الشخص وبعينيك المحبتين معتمداً على درجة الترابط الذي أنت عليه ، وماذا في حالة إختلاط الأصوات والنشوز الواضح والكثير من التداخلات فترى أن الأمر يعزو في كل منهم أمراً بحتاً يدعى ( وضع الواقع الخفي لكل منهما! الذي يخلو من صراحة الأمر وبيان حقيقته وجهاً لوجه ) لأن طريق الإرتباط أصبح وعراً ولكن نهايته أما أو أما حاصله لا محاله سنة سنتين عشر عشرون مئة في النار أم فالجنة لا علم لنا فالعلم والغيب عند الله ، ولكن تبدأ الدوامه والدائرة تدور بغير إتجاها الصحيح / ويصبح الأمر عارضاً يحتاج مسألة يتفهمها الطرفين حين يجد كل منهما الأخر قد دخل هذه المرحلة ويبدأ بالتساؤل ( ماذا فعلت وماذا كان نتاج حبك هذا ؟! فأين تقدير المحبين أين الترابط وأين التماسك الذي يتسوجب في كل أمرٍ ، فهل أصبح الحب يقاس بالكم أم بالوزن وهل البيع والشراء مقياس من المقاييس الإنسانية وإن كان صاحب الأمر له الحق فيه وإن كان المقياس حق!) لماذا ينشد بالأقوال التفهم ، ألم تكن التضحية الشخصية ترقى ولا القلق ولا الحب ولا العذاب لأمرٍ ودلائله لها معنى بل كان السؤال كأنه لم يكن في الأمر شيئاً فتنكسر النفس عاجزة عن الجواب مبررة بتبرير لا يرقى للوضع الذي هو عليه سوى عليكم بالصبر وهذا هو الأمر..
صديقي الحاضر في نفسي نفسي حاولت جاهداً حتى تعثرت بالطريق الوعر معك فأقول لك :
وأخوتي الشباب حافظوا على إخلاصكم وثبتوا على أموركم وشئونكم ، ولكن في هذه الحالة إبتعدوا وتدارسوا الأمر مع ثبوتكم مدى الدهر على ما عهدتم وتعاهدتم من الإخلاص بينكم ، فالأمر لا يكون كمن يترك منزلاً ليسكن أخر بل يترك نفساً بريئه قد تكون نقيه طاهره ويتسبب بإيذائها ، والويل الويل من هذا فإن النفس ونفس الذي تحبون ولسوف تبقى المحبة الخلوصة الصادقة الوفية القوية ذات الإرادة ثابته على وضعها مهما كانت العواصف تدوي ولا يحركها إلا الله وتقديرها وثقتها بنفسها ان هذا الإنسان لها ، وهذه رسالتي للذين على الطريق وهم على ما يكون في الأمور كشاهديه.
الله في أمركم أتخافون على أنفسكم ومن تحبون وهذا حديثٌ فيه علمٌ ودرايه ودلاله وهذه المقتطفات الجميله الرائعة لها الوقع والثبات في نفوسكم قد تعود بما فيه لتجاوز مراحل قد أكون أنا أتداركها بنفسي حباً وثقتاً لشخصٍ ما محتملاً أن لا يقرأ هذا الأمر فتكون كالرسالة في زجاجة في بحر الدهر ، فعليكم بالإخلاص والإخلاص حتى الزواج والإرتباط بعد صفاء النفس والتحسين في خلاصات الأمر والثبات على الحق او حتى يأتي يقين الأمر وبيان الحق في أمركم الذي أنتم تنشدون بيانه بين الحين والأخر :
القرآن نجاة من الشك
كيف تدخل الشكوك في النفس الإنسانية؟ وكيف يستطيع ابن آدم أن يعيش حياةً بلا شكوك؟
وهل أن عقله عاجز عن استيعاب مجريات الحياة؟ وهل هو -في الواقع- فقير الى أدوات الفهم؟
لقد زوّد الله عز وجل الإنسان بالعقل وبالخيال وبالحواس وبعشرات الوسائل لاستقبال الحقائق، فلماذا الشك إذن؟!
أقول: إنما يدخل الشك والريب إلى الإنسان عبر وساوس الشيطان، وعبر الهوى والانجذاب للمادة والطبيعة، وعبر عدم التركيز والاستعجال في اتخاذ القرارات واصدار الاحكام، وعبر التأثر بأفكار الآخرين والانبهار بها دونما تفحّصٍ أو نقد، وهناك أسباب عديدة اخرى.
أما سبيل العلاج من ااشك، فهو اللجوء الى كتاب الله المجيد، فهو علاج الوساوس الشيطانية، والضعف البشري، وداء الانبهار بالفكر الآخر، كما أنه يحرر الانسان من جميع عوامل الضغط. فحينما نقرأ القرآن بعمق ونستوعب آياته الكريمة، فإننا نزكي أنفسنا ونعلمها ونصلحها، وهنالك نتجاوز حالة الشك والريب، ولذلك يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (ذَلِكَ الكِتَابُ لاَرَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلمُتَّقِينَ((66) .
لأن القرآن الذي أُنزل لمواجهة الريب، قد وضعت فيه القدرة على إزالة عوامل الريب والضعف والانبهار بالآخرين، والأفكار الدخيلة التي يتعرض لها المسلم، فيدعوه إلى التحرر من التقليد الأعمى للأهل حتى والتقوقع على تقاليدهم، كما يحرره من ضغوط الشهوات، ثم يثير عقله ويضيئه ويضع أمامه المنهج الصحيح للتفكير.
فالله جل جلاله يقول: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُولُواْ الاَلْبَابِ((67) فهو يزود الإنسان المسلم ببرنامج عظيم؛ يدعوه إلى إزالة الحجب، وضغوط الشهوة والعقد النفسية في إطار اتباع الحق.
وليُعلم إن الخلاص من الريب، يعني الوصول الى الهدى ومن ثم الوصول الى التقوى، لأن جوهر التقوى هو المعرفة بالله وبالجزاء، وهو الإيمان بالغيب وبالآخرة وبالرسل وبالحق.
وجذوة القول هي: أن اقترابنا من القرآن يعني ابتعادنا عن الشك والريب، لأن القرآن ذاته كتاب لا ريب فيه.
فثبتوا والله ما كان بديل المحب حاضراً ولا عنه بديلاً ولو إعتلى فوق رأسه ناقوس.
فعليكم بالله هو أولى بكم في هذا الشأن.
والسلام ختام
وهذا بيانٌ للأمر
النهج