إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فيلزمك أيها الناصب، حيث نفيت شرف علي عليه السلام،واعترفت بشرف الحسنين، تفضيل الحسنين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلزمك أيها الناصب، حيث نفيت شرف علي عليه السلام،واعترفت بشرف الحسنين، تفضيل الحسنين

    فيلزمك أيها الناصب، حيث نفيت شرف علي عليه السلام،واعترفت بشرف الحسنين، تفضيل الحسنين
    قد اشتهر على ألسنة بعض الناس القول بأن بني فاطمة عليها السلام إنما نالهم الشرف منها خاصة، لكونها بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن علياً عليه السلام وذريته من غيرها بمعزل عن الشرف! لا حظ لهم فيه!.
    وهذا القول على اطلاقه باطل، لا يقوله إلا ناصب لعلي العداوة! وبنصبة يعرف نفاقه، كما ورد في خبر الخدري!.
    وذلك لأنه أما أن براد بالشرف، شرف النبوة أو النسب أو العلم أو التقوى أو العبادة أو السخاء أو الجهاد ونحو ذلك، والكل صفة كمال يوجب شرف صاحبه.
    قال في (القاموس) الشرف محركة العلو والمكان العالي والمجد أولاً يكون إلا بالآباء، أو علو الحسب.
    فأما الأول فاختصاصه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من ضروريات الدين، ولا يتوهم خلافه من له العقل والإسلام نصيب.
    وأما البواقي، فمن الضرورة نيل علي عليه السلام منها الحظ الوافر، فنسبه نسب [83] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    وورد في علمه من الحديث أنه: باب المدينة العلم.
    وأنزل الله في تقواه وسخائه: سورة الدهر بتمامها.
    ونزل في سخائه: [ الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ].
    ونزل أيضاً في سخائه: [ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون].
    ونزل في جهاده وإيمانه: [ أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ].
    [الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون* ببشرهم ربهم برحمة منه ورضوا وجنات لهم فيها نعيم مقيم* خالدين فيها أبداً أن الله عنده أجر عظيم ].
    وورد في عبادته وغيرها، من الحديث: من أراد أن ينظر إلى نوح في تقواه وإلى إبراهيم ف حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي ابن أبي طالب:
    فمن كان بهذه الصفات، كيف ينفي عنه الشرف؟! وكيف يكون ذلك معقولاً؟. ولعمري أن النافي لشرفه بالقول المطلق! طاعن في نسب رسول الله، مكذب لله ورسوله، جاعد للكتاب، والضرورة حرى بالارتداد عن ملة الاسلام، والنافي لشرفه بالقول المفيد بشرف النبوة! أناب لما لا يعتقده عاقل، خايض فيما لا ثمرة له ولا طايل متعرض لما يوهم نقصان علي عند الجاهل، وحيث قد علم أن علياً عليه السلام حائز جميع أسباب الشرف، سوى النبوة، فبنوه كلهم يتنمون إلى ذلك الشرف، ويختص الفاطميون بزيادة شرف النبوة من جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [84] فبنو الحسين أشرف وأرفع درجة من أولئك من هذه الحيثية، حسب لا على العموم.
    ولا يخفى أن الفاطميين أيضاً يختلف شرفهم وتتفاوت درجاتهم بإختلافهم في العلم والتقوى والعبادة والسخاء الخالص لله عن الرباء، وغير ذلك من أسباب الشرف.
    قال الله تعالى: [يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات].
    وقال الله تعالى: [إن أكرمكم عند الله أتقاكم].
    وقال الله تعالى: [أمن هو قانت أناه الليل ساجداً أو قائماً بحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هو يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولي الألباب].
    وقال الله تعالى: [الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون* قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم* يا أيها الذي آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وأبل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين].
    وبعد: فيلزمك أيها الناصب، حيث نفيت شرف علي عليه السلام،واعترفت بشرف الحسنين، تفضيل الحسنين بل جيمع نسلهما على علي عليه السلام وذلك خلاف الإجماع والضرورة

    قد اشتهر على ألسنة بعض الناس القول بأن بني فاطمة عليها السلام إنما نالهم الشرف منها خاصة، لكونها بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن علياً عليه السلام وذريته من غيرها بمعزل عن الشرف! لا حظ لهم فيه!.
    وهذا القول على اطلاقه باطل، لا يقوله إلا ناصب لعلي العداوة! وبنصبة يعرف نفاقه، كما ورد في خبر الخدري!.
    وذلك لأنه أما أن براد بالشرف، شرف النبوة أو النسب أو العلم أو التقوى أو العبادة أو السخاء أو الجهاد ونحو ذلك، والكل صفة كمال يوجب شرف صاحبه.
    قال في (القاموس) الشرف محركة العلو والمكان العالي والمجد أولاً يكون إلا بالآباء، أو علو الحسب.
    فأما الأول فاختصاصه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من ضروريات الدين، ولا يتوهم خلافه من له العقل والإسلام نصيب.
    وأما البواقي، فمن الضرورة نيل علي عليه السلام منها الحظ الوافر، فنسبه نسب [83] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    وورد في علمه من الحديث أنه: باب المدينة العلم.
    وأنزل الله في تقواه وسخائه: سورة الدهر بتمامها.
    ونزل في سخائه: [ الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ].
    ونزل أيضاً في سخائه: [ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون].
    ونزل في جهاده وإيمانه: [ أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ].
    [الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون* ببشرهم ربهم برحمة منه ورضوا وجنات لهم فيها نعيم مقيم* خالدين فيها أبداً أن الله عنده أجر عظيم ].
    وورد في عبادته وغيرها، من الحديث: من أراد أن ينظر إلى نوح في تقواه وإلى إبراهيم ف حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي ابن أبي طالب:
    فمن كان بهذه الصفات، كيف ينفي عنه الشرف؟! وكيف يكون ذلك معقولاً؟. ولعمري أن النافي لشرفه بالقول المطلق! طاعن في نسب رسول الله، مكذب لله ورسوله، جاعد للكتاب، والضرورة حرى بالارتداد عن ملة الاسلام، والنافي لشرفه بالقول المفيد بشرف النبوة! أناب لما لا يعتقده عاقل، خايض فيما لا ثمرة له ولا طايل متعرض لما يوهم نقصان علي عند الجاهل، وحيث قد علم أن علياً عليه السلام حائز جميع أسباب الشرف، سوى النبوة، فبنوه كلهم يتنمون إلى ذلك الشرف، ويختص الفاطميون بزيادة شرف النبوة من جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [84] فبنو الحسين أشرف وأرفع درجة من أولئك من هذه الحيثية، حسب لا على العموم.
    ولا يخفى أن الفاطميين أيضاً يختلف شرفهم وتتفاوت درجاتهم بإختلافهم في العلم والتقوى والعبادة والسخاء الخالص لله عن الرباء، وغير ذلك من أسباب الشرف.
    قال الله تعالى: [يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات].
    وقال الله تعالى: [إن أكرمكم عند الله أتقاكم].
    وقال الله تعالى: [أمن هو قانت أناه الليل ساجداً أو قائماً بحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هو يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولي الألباب].
    وقال الله تعالى: [الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون* قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم* يا أيها الذي آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وأبل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين].
    وبعد: فيلزمك أيها الناصب، حيث نفيت شرف علي عليه السلام،واعترفت بشرف الحسنين، تفضيل الحسنين بل جيمع نسلهما على علي عليه السلام وذلك خلاف الإجماع والضرورة

  • #2
    السيدة فاطمة الزهراء رضوان الله عليها , السيد البتول , أم ابيها ....
    والتي نصت الأحاديث النبوية في الصحاح والمساند على فضلها وعلى قدرها العظيم
    وفي صحيح بخاري جزء 12 ص 144 :
    3483 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي

    وفي المستدرك على الصحيحين الجزء 11 ص 28 :

    4704 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، ثنا إسحاق بن منصور السلولي ، ثنا إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلم علي لم ينزل قبلها ، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة » تابعه أبو مريم الأنصاري ، عن المنهال

    4705 - أخبرنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى ، ثنا الحسين بن الحكم الجيزي ، ثنا الحسن بن الحسين العرني ، ثنا أبو مريم الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « نزل من السماء ملك ، فاستأذن الله أن يسلم علي لم ينزل قبلها ، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة » « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »


    4707 - حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يزيد ، العدل ببغداد ، ثنا أبو بكر محمد بن أبي العوام الرياحي ، ثنا يزيد بن هارون ، أنا العوام بن حوشب ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع رجله بيني وبين فاطمة رضي الله عنها ، فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا ، فقال : « يا فاطمة ، إذا كنتما بمنزلتكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين » قال علي : « والله ما تركتها بعد » ، فقال له رجل : كان في نفسه عليه شيء ولا ليلة صفين قال علي : « ولا ليلة صفين » صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه «



    4707 - حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يزيد ، العدل ببغداد ، ثنا أبو بكر محمد بن أبي العوام الرياحي ، ثنا يزيد بن هارون ، أنا العوام بن حوشب ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع رجله بيني وبين فاطمة رضي الله عنها ، فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا ، فقال : « يا فاطمة ، إذا كنتما بمنزلتكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين » قال علي : « والله ما تركتها بعد » ، فقال له رجل : كان في نفسه عليه شيء ولا ليلة صفين قال علي : « ولا ليلة صفين » صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه «


    4709 - أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمي ، ببغداد ، ثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ، ثنا محمد بن يعقوب السدوسي ، ثنا محمد بن عمران القيسي ، ثنا معاوية بن هشام ، وحدثنا أبو محمد المزني ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، وعبد الله بن غنام ، قالا : ثنا أبو كريب ، ثنا معاوية بن هشام ، وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، ثنا علي بن محمد بن خالد المطرز ، ثنا علي بن المثنى الطوسي ، ثنا معاوية بن هشام ، ثنا عمرو بن غياث ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار » « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه »


    وغيرها كثير , ومن فتاوى ابن تيمية رحمه الله ما يدل ايضا على فضل الامام علي :
    سُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ عَنْ " عَلِيِّ " بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ وَلَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ وَالصَّلَاةُ عَلَيْهِ بِدْعَةٌ
    الْجَوَابُ
    فَأَجَابَ : أَمَّا كَوْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ فَهَذَا مِمَّا لَا خِلَافَ فِيهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ أَظْهَرُ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَنْ يَحْتَاجَ إلَى دَلِيلٍ ؛ بَلْ هُوَ أَفْضَلُ أَهْلِ الْبَيْتِ وَأَفْضَلُ بَنِي هَاشِمٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ثَبَتَ { عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَدَارَ كِسَاءَهُ عَلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا } "
    التعديل الأخير تم بواسطة الشريف15; الساعة 02-05-2010, 10:53 PM.

    تعليق


    • #3
      الإمام علي (عليه السلام) في مواجهة التّاريخ


      محمد مهدي شمس الدين

      كان أميرُ المؤمنين عليّ (عليه السّلام)، كما يخبرنا هو، وكما سنرى خلال هذه الدراسة يوجّه عناية فائقة إلى التاريخ، عناية جعلت من التاريخ عنصراً بارزاً فيما وصل إِلينا من كلامه في مختلف الموضوعات الّتي كانت تثير اهتمامه.

      وعناية الإمام بالتاريخ ليست عناية القاصّ والباحث عن القصص. كما أنّها ليست عناية السياسي الباحث عن الحيل السياسيّة وأساليب التمويه الّتي يعالج بها تذمّر الشعب، وإنّما هي عناية رجل الرسالة والعقيدة، والقائد الحضاري والمفكر المستقبلي.

      إِنّ القاصّ يبحث ليجد في تاريخ الماضين وآثارهم مادّة للتّسلية والإثارة. والسياسي يبحث ليجد في التاريخ أساليب يستعين بها في عمله السياسي اليومي في مواجهة المآزق، أو يستعين بها في وضع الخطط الآنية المحدودة.

      والمؤرّخ يقدم لهذا وذاك المادّة التاريخيّة الّتي يجدان فيها حاجتهما.

      أمّا الرائد الحضاري، رجل الرسالة والعقيدة ورجل الدولة فهو يبحث ليجد في التاريخ جذور المشكل الإنساني، ويتقصّى جهود الإنسانيّة الدائبة في سبيل حلّ هذا المشكل بنحو يعزّز قدرة الإنسان على التكامل الروحي - المادّي، كما يعزّز قدرته على تأمين قدر ما من السعادة مع الحفاظ على الطهارة الإنسانية.

      وقد كان الإمامُ عليّ (عليه السلام) يتعامل مع التاريخ بهذه الروح ومن خلال هذه النظرة، ومن ثم فلم يتوقّف عند جزئيّات الوقائع إلا بمقدار ما تكون شواهداً ورموزاً، وإِنّما تناول المسألة التاريخيّة بنظرة كلّيّة شاملة، ومن هنا فقلّما نرى الإمام في خطبه وكتبه يتحدّث عن وقائع وحوادث جزئيّة، وإِنّما يغلب على تناوله للمسألة التاريخيّة طابع الشمول والعموميّة.

      والإمام ليس مؤرخاً، ولذا فليس من المتوقع أن نجد عنده نظرة المؤرخ وأسلوب في سرد الوقائع وتحليلها والحكم عليها، وإنّما هو رجل دولة حاكم، ورجل عقيدة ورسالة فيها كل حياته، فهو يتعامل مع التاريخ باعتباره حركة تكوِّن شخصية الإنسان الحاضرة والمستقبلة، ولذا فهي تشغل حيّزاً هاماً وعلى درجة كبيرة من الخطورة في عملية التربية والتحرك السياسي، وهذا ما يجعل رجل رسالة وحاكماً كالإمام علي (عليه السلام) حريصاً على أن يدخل في وعي أمّته الّتي يحمل مسؤولية قيادتها ومصيرها...إلى التاريخ سليمة تجعله قوة بانية لا مخرّبة ولا محرّفة.

      ونحن نعرف عناية الإمام عليّ (عليه السلام) الفائقة بالتاريخ واهتمامه البالغ بشأنه من نص ورد في وصيته الّتي وجهها إلى ابنه الإمام الحسن (عليه السّلام) كتبها إليه بحاضرين(1) عند انصرافه من صفّين، قال فيه: (أيْ بُنَيَّ إنِّي وَإنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي، فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ، وَفَكَّرْتُ فِي أخْبَارِهِمْ، وَسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ، حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ، بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إلَيَّ مَنْ أُمُوِرِهِمْ، قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أوَّلَهَمْ إلى آخِرِهِمْ، فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ مِنْ كَدَرِهِ، وَنَفْعَهُ مَنْ ضَرَرِه).

      وكان قبل ذلك قد وجّه الإمام الحسن (عليه السلام) في هذه الوصية إلى تعرّف التاريخ الماضي للعبرة والموعظة، قال: (أحْيِ قَلْبَكَ بالْمَوعظَةِ... وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْماضِينَ، وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَوَّلِينَ، وَسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْ فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا، وَعَمَّا انْتَقَلُوا، وَأَيْنَ حَلوُّا وَنَزَلُوا. فَإنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الأَحِبَّةِ، وَحَلوُّا دِيَارَ الْغُرْبَةِ، وَكَأَنَّكَ عَنْ قَليلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ).

      وهذا النص يحملنا على الإعتقاد بأنّ الإمام (عليه السّلام) تحدّث كثيراً عن المسألة التاريخية في توجيهاته السياسيّة وتربيته الفكرية لمجتمعه، ولرجال إدارته، ولخواصّ أصحابه.

      ولكنّ النّصوص السياسيّة والفكريّة التي اشتمل عليها نهج البلاغة مِمّا يدخل فيه العنصر التاريخي قليلة جدّاً، وإنْ كانت النصوص الوعظيّة الّتي بنيت على الملاحظة التاريخية كثيرة نسيباً.

      ولا نستطيع أن نفسّر نقص النصوص السياسيّة والفكريّة - التاريخيّة إلا بضياع هذه النصوص لنسيان الرّواة أو لإهمال الشّريف الرضي لما وصل إليه منها، لأنّه جعل منهجه في تأليف كتاب نهج البلاغة: (اختيار محاسن الخطب، ثم محاسن الكتب، ثم محاسن الحِكم والأدب)(2). وقد أدّى هذا المنهج بطبيعة الحال إلى إهمال الكثير من النّصوص السياسيّة والفكريّة لأنّه لم يكن في الذّروة من الفصاحة والبلاغة.

      ومن المؤكّد أنّ الكثير من كلام أميرِ المؤمنين في هذا الباب وغيرِه لم يصل إلى الشّريف الرضي كما اعترف هو بذلك في قوله: (... ولا أدّعي - مع ذلك - أنّي أحيط بأقطار جميع كلام عليه السّلام حتّى لا يشذّ عنّي منه شاذّ، ولا يندّ نادّ، بل لا أبعد أن يكون القاصر عنّي فوق الواقع إليّ، والحاصل في ربقتي دون الخارج من يدي)(3).

      وعلى أيّة حال فإنّ سُؤالاً هاماً يواجهنا هنا، وهو:

      مِنْ أين استقى الإمام معرفته التاريخيّة ؟

      إنّه يقول عن نفسه: «... نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ، وَفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ وَسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ.

      فما الوسيلة الّتي توصّل بِها إلى معرفة أعمالهم لينظر فيها هو كيف تسنّى له أن اطّلع على أخبارهم ليفكّر فيها ؟

      نقدّر أنّ الإمام عليه السّلام قد اعتمد في معرفته التاريخية على عدّة مصادر:


      1- القرآن الكريم:

      يأتي القرآن الكريم في مقدّمة هذه المصادر الّتي استقى منها الإمام معرفته التاريخيّة. وقد اشتمل القرآن على نصوص تاريخيّة كثيرة منبثة في تضاعيف السّور تضمنت أخبار الأمم القديمة وارتفاع شأنها، وانحطاطها، واندثار كثير منها، وذلك من خلال عرض القرآن الكريم لحركة النّبوات في تاريخ البشرية، وحكايته لكيفية استجابات الناس في كلّ أمة وجيل لرسالات اللّه تعالى الّتي بشّر بها الأنبياء سلام اللّه عليه أجمعين..

      وقد كان أميرُ المؤمنين عليّ (عليه السّلام) أفضل الناس - بعد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) - معرفة بالقرآن من حيث الظاهر والباطن، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، والأهداف والمقاصد، والأبعاد الحاضرة والمستقبلة، وغير ذلك من شؤون القرآن. كانت معرفته بالقرآن شاملة مستوعبة لكلّ ما يتعلق بالقرآن من قريب أو بعيد. والتأثير القرآني شديد الوضوح في تفكير الإمام التاريخي من حيث المنهج ومن حيث المضمون، كما هو شديد الوضوح في كلّ جوانب تفكيره الأخرى.

      وقد حدّث الإمام عن نفسه في هذا الشأن كاشفاً عن أنّه كان يلحّ في مسائله لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في شأن القرآن من جميع وجوهه. قال: «وَاللّه مَا نَزَلَتْ آيَة إلا وَقَدْ عَلِمْتُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ. أنّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبَاً عَقُولاً وَلِسَاناً سَؤُولاً»(4).

      وشهاداتُ معاصريه له في هذا الشأن كثيرة جداً. منها ما رُوِي عن عبد اللّه بن مسعود، قال: «إنّ القرآنَ أُنْزِل على سبعِة أحرُفٍ، مَا منها حرفُ إلا له ظهر وبطن، وإنّ عليَّ بنَ أبي طالبِ (عليه السّلام) عنده علم الظاهر والباطن».(5).


      2- التعليم الخاص:

      التعليم الخاص الّذي آثر به رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) عليّاً مصدر آخر من مصادر معرفته التاريخيّة وغيرها.

      وفقد استفاضت الروايات الّتي نقلها المحدثون، وكتّاب السيرة، والمؤرخون من المسلمين على اختلاف مذاهبهم وأهوائهم - استفاضت هذه الروايات - بل تواترت إِجمالاً - بأنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) قد خص أميرَ المؤمنين عليّاً بجانبٍ من العلم لم يرَ غيره من أهل بيته وأصحابه أهلاً له.

      فمن ذلك ما قاله عبد اللّه بن عباس: «وَاللّهِ لَقدْ أُعطِيَ عَلَيُّ بن أبِي طَالِب (عليه السلام) تِسْعَةَ أعْشَارِ العلمِ، وَايمُ اللّهِ لَقدْ شَارَكَكُمْ فِي العُشرِ العَاشِرِ»(6).

      وما رُوِي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «عَلِيّ عَيبَةُ عِلْمِي»(7).

      وما رواه أنس بن مالك، قَالَ: «قِيلَ يَا رَسُولَ اللّه عَمَّنْ نَكْتُبُ الْعِلْمَ ؟ قالَ: عَنْ عَلِيّ وَسَلمَانَ»(8).

      وقال الإمام (عليه السّلام): «عَلَّمَني رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله) ألْفَ بَابِ مِنَ العِلِم كُلُّ بابِ يَفتَحُ ألفَ بابٍ»(9).

      وقد صرّح فيما وصل إِلينا من نصوصِ كلامه في نهج البلاغة بذلك في عدّة مناسبات، فقال:

      1- بَلِ انْدَمَجْتُ(10) عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوبُحْتُ بِهِ لاضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ لأرشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ(11) الْبِعيدَةِ»(12).

      2- وَلَقَدْ نُبِّئْتُ بِهذَا الْمَقَامِ وَهذَا الْيَوْم...»(13).

      3- لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِمَّا طُوِيَ(14) عَنْكُمْ غَيْبُهُ إِذاً لَخَرَجْتُمْ إِلى الصُّعُدَاتِ(15) تَبْكُونَ عَلَى أَعْمَالِكُمْ»(16).

      4- يَا أَخَا كَلْبٍ، لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْبٍ، وَإِنَّماَ هُوَ تَعَلُّمُ مِنْ ذِي عِلْمٍ»(17).

      وإِذا كانت بعضُ هذه النصوص ظاهرة في العلم بالغيبات (علم المستقبل)، فإنَّ غيرها مطلق يشمل الماضي، وإِذا كان الإمام قد اطّلع من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على بعض المعلومات المتعلقة بالمستقبل فمن المرجّح أنه قد اطلع منه على علم الماضي.


      3- السّنة النّبويّة:

      إِشتملت السّنّة النبويّة على الكثير المتنوع من المادة التاريخيّة.

      منه ما ورد في تفسير وشرح القرآن الكريم، ومن ما اشتمل إِجمالاً أو تفصيلاً على حكاية أحداث تاريخيّة لم ترد في القرآن إِشارة إِليها.

      وقد كان أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أعلم أهل البيت (عليهم السلام) والصحابة قاطبة بما قاله رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أو فعله وأقرّه، فقد عاش علي (عليه السلام) في بيت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) منذ طفولته، وبعث الرسول (صلى الله عليه وآله) وعلي عنده، وكان أوّل من آمن به، ولم يفارقه منذ بعثته (صلى الله عليه وآله) إِلى حين وفاته إِلا في تنفيذ المهمات الّتي كان يكلّفه بها خارج المدينة وهي لم تستغرق الكثير من وقته، ومن هنا، من تفرغه الكامل لتلقي التوجيه النبوي، ووعيه الكامل لِما كان يتلقّاه كان الإمام أعلم الناس بسنّة رسول اللّه وكتاب اللّه.


      4- القراءة:

      فقدّر أنّ الإمام عليّاً قد قَرأ مدونات تاريخية باللّغة العربيّة أو بغيرها من اللغات الّتي كانت متداولة في المنطقة الّتي شهدت نشاطه، وخاصة بعد أن انتقل من الحجاز إِلى العراق واضطرّته مشكلات الحكم والفتن إِلى التنقل بين العراق وسوريا، وإِن كنا لا نعلم ما إِذا كانت هذه المدوّنات قد دفعت إِليه صدفة أو أنّه بحث عن كتب كهذه وقرأها أو قرئت له بلغاتها الأصلية مع ترجيحنا أنّه (عليه السّلام) كان يعرف اللّغة الأدبيّة الّتي كانت سائدة في المنطقة العراقيّة السّوريّة.


      5- الآثار القديمة:

      وربما كانت الآثار العمرانية للأمم القديمة من جملة مصادر المعرفة التاريخيّة عند الإمام (عليه السّلام)، ويعزّز هذا الظن بدرجة كبيرة قوله في النص الآنف الذكر: «وَسِرْتُ في آثَارِهِمْ» ممّا يحمل دلالة واضحة على أنّ مراده الآثار العمرانية.

      وقد خبر الإمام في حياته أربعة من أقطار الإسلام، هي: شبه الجزيرة العربية، واليمن، والعراق، وسوريا.

      ونقدّر أنه قد زار الآثار الباقية من الحضارات القديمة في هذه البلاد، وإِذا كان هذا قد حدث - ونحن نرجّح حدوثه - فمن المؤكّد أنّ الإمام لم يزر هذه الآثار زيارة سائح ينشد التسلية إِلى جانب الثقافة، أو زيارة عالم آثار يتوقف عند الجزئيات، وإنّما زارها زيارة معتبر مفكر يكمل معرفته النظرية بمصائر الشعوب والجماعات بمشاهدة بقايا وأطلال مدنها ومؤسّساتها الّتي حلّ بها الخراب بعد أنِ انحطّ بناتها وفقدوا قدرتهم على الإستمرار فاندثروا.

      هذه هي، فيما نقدّر، المصادر المعلومة والمظنونة والمحتملة الّتي استقى منها الإمام علي (عليه السلام) معرفته التاريخيّة.




      الهوامش:

      1- قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 16 / 52 - أمّا قوله «كتبها إليه بحاضرين» فالّذي كنّا نقرؤه قديماً، «كتبها إليه بالحاضرّينِ،» على صيغة التّثنية، يعني حاضر حلب وحاضر قنسرين، وهي الأرباض والضواحي المحيطة بهذه البلاد، ثم ـ بعد ذلك على جماعة من الشيوخ بغير لام، ولم يفسّروه، ومنهم من يذكره بصيغة الجمع لا بصيغة التّثنية، ومنهم من يقول: خناصرين يظنونه تثنية خناصرة أو جمعها. وقد طلبتُ هذه الكلمة في الكتب المصنفة سيّما في البلاد والأرضين فلم أجدها، لعلي أظفر بها فيما بعد فألحقها في هذا الموضع.

      قال الشيخ محمد عبده في شرحه: حاضرين: اسم بلدة بنواحي صفّين.

      2- من مقدمة الشريف الرضي نهج البلاغة.

      3- من مقدَمة الشّريف الرّضي لنهج البلاغة.

      4- ابن سعد: الطبقات الكبرى ج 2 قسم 2 ص 101، والمتقي الهندي: كنز العمال 6 / 396 - وقال: أخرجه ابن سعد وابن عساكر، وقالوا (لِسَاناً طَلِقاً سَؤولاً) وأبو نعيم: حُلية الأولياء 1 / 67.

      5- أبو نعيم: حلية الأولياء: 1 / 65.

      6- أسد الغابة 4 / 22 والإستيعاب: 2 / 462.

      7- كنز العمال 6 / 153 وفتح القدير: 4 / 456.

      8- تاريخ بغداد: 4 / 158.

      9- كنز العمال: 6 / 392.

      10- اندمجتُ: انطويتُ، كناية عن معرفته بأمور خاصة جداً.

      11- الأرْشِية: جمع رشاء، الحبل. والطّويّ جمع طوية وهي البئر.

      12- نهج البلاغة - الخطبة رقم: 5.

      13- نهج البلاغة - الخطبة رقم: 16.

      14- طُوي: حُجب عِلمُه عَنكُمْ.

      15- الصِّعُدات: جمع صَعيد. يُريدُ: لَذهبتْ عنكم الدّعةُ والإستقرارُ في منازِلكم وخرجتُم مِنها قلقينَ على مَصيرِكم.

      16- نهج البلاغة - رقم الخطبة: 116.

      17- نهج البلاغة - رقم الخطبة: 128.

      ـ خصم علي خصم الله:

      عن أبي ذر رضي الله عنه قال: نزلت (هذا خصمان اختصموا في ربهم) في ستة من قريش: علي، وحمزة، وعبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد ابن عتبة) وأيضا..(قيس بن عباد عن علي رض الله عنه: فينا نزلت هذه الآية (هذا خصمان اختصموا في ربهم).

      (صحيح البخاري ج 5 باب قتل أبي جهل و ج 6 تفسير سورة الحج).


      2 ـ حب علي إيمان وبغضه نفاق:

      عن عدي بن ثابت، عن ذر قال: قال علي: والذي فلق الحبة وبرء النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.

      (صحيح مسلم ج 1 كتاب الإيمان باب إن حب الأنصار وعلي من الإيمان).


      3 ـ صلاة علي صلاة رسول الله:

      (عن مطرف عن عمران بن حصين قال: صلى مع علي بالبصرة، فقال: ذكرنا هذا الرجل صلاة نصليها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع).

      (صحيح البخاري ج 1 كتاب الصلاة باب إتمام التكبير في الركوع، وباب إتمام التكبير في السجود. وصحيح مسلم ج 2 كتاب الصلاة باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع).

      وقد اختلفت رواية مسلم عن رواية البخاري اختلافا طفيفا.


      4 ـ أبو تراب .. لقب خلعه النبي عليه:

      عن أبي حازم أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلان (أمير المدينة) يدعو عليا عند المنبر قال: فيقول له أبو تراب، فضحك، قال: والله ما سماه إلا النبي وما كان له أسم أحب إليه منه).

      (صحيح البخاري ج 1 كتاب الصلاة باب نوم الرجل في المسجد، وج 4 باب مناقب علي بن أبي طالب، وكتاب الأدب باب التّكني بأبي تراب، وج 8 كتاب الاستئذان باب القائلة في المسجد. وصحيح مسلم ج 7 كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن أبي طالب).


      5 ـ علي أقضى الناس:

      روى البخاري عن ابن عباس: أن عمر بن الخطاب قال: (وأقضانا علي) (صحيح البخاري ج 6 كتاب التفسير تفسير ما ننسخ من آية).

      وقد اقتبس الخليفة ذكره لهذه الفضيلة لعلي، من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي طالما كان يردد هذه الفضيلة له (عليه السلام) معلنا عن أن عليا بن أبي طالب (عليه السلام) أقضى الناس، بقوله تارة (أقضاهم علي)(1) وتارة أخرى (أقضاها علي)(2).

      وأن ما ينبغي أن يفهم بجلاء هو: أن ينال إنسان رتبة (أقضى الناس) فإن ذلك يستدعي، فضلا عن التقوى والورع، أنه كون قد بلغ أعلى المراحل العلمية وأمسى درجاتها إذ القضاء، وعلى هذا المستوى، دون الاستناد إلى خلفية علمية ضخمة وقوية، لا يتسنى لأي فرد من الأفراد مهما بلغ من الذكاء والنبوغ.

      وإذا كان الأمر كذلك، فإن ذلك يعني: أن عليا (عليه السلام) ـ وخروجا بهذا الاستنتاج النطقي المستمد من شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحقه ـ لم يكن أقضاهم فحسب، بل كان أعلمهم على الإطلاق، وأكثرهم ورعا وتقوى أيضا.


      6 ـ حديث الراية:

      (عن سهل بن سعد قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى فغدوا كلهم يرجوه فقال: أين علي؟ فقيل: يشتكي عينيه فبصق في عينيه ودعى له فبرء، كأن لم يكن به وجع، فأعطاه. فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم).

      (صحيح البخاري ج 4 كتاب الجهاد باب ما قيل في لواء النبي، وباب فضل من أسلم على يديه رجل، وكتاب بدء الخلق باب لمناقب علي، وباب غزوة خيبر، وصحيح مسلم ج 7 كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي، وكتاب الجهاد والسير باب غزوة ذي قرد).

      وقد أخرج مسلم الحديث بهذا النص أيضا:

      (عن أبي هريرة: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها قال: فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، قال: فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله).

      (صحيح مسلم ج 7 كتاب الفضائل باب فضائل علي بن أبي طالب).


      7 ـ حديث المنزلة:

      (عن مصعب بن سعد عن أبيه: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إلى تبوك واستخلف عليا. فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال (صلى الله عليه وآله) : (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي).

      (صحيح البخاري ج 4 كتاب بدء الخلق باب غزوة تبوك، وباب مناقب علي بن أبي طالب ن وصحيح مسلم ج 7 كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن أبي طالب).

      وهذا الحديث متفق عليه بين الطائفتين الإسلاميتين الكبيرتين: السنة والشيعة ولم ينكره أحد من المسلمين، حتى أن معاوية وهو ألد خصوم علي (عليه السلام) لم يجد ـ في حديث سعد بن أبي وقاص ـ إلى إنكاره سبيلا، وأقره عليه.

      وقد شبه النبي (صلى الله عليه وآله) خلافة علي (عليه السلام) له، بخلافة هارون لموسى فهي: هي لا تختلف عنها في شيئ سوى النبوة التي ختمها النبي (صلى الله عليه وآله).

      وهذا التشبيه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمكانة علي منه، بمكانة هارون من موسى، يثبت لعلي:

      1 ـ الوزارة: فكما أن هارون وزير لموسى (عليه السلام) بنص القرآن حيث قال ـ مما اقتص من خبر موسى ـ (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي)(3) فإن عليا (عليه السلام) كان وزيرا لرسول الله (صلى الله عليه وآله).

      2 ـ الخلافة: حيث قال موسى وهو ذاهب لميقات، ربه (وقال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي)(4) فصار هارون خليفة لأخيه، وزعيم قومه من بعد موسى، الذي أوجب طاعته على قومه وألزمهم بالإذعان إليه.

      ووفقا لحديث المنزلة. وبملاحظة ما ذكر، فإن عليا (عليه السلام) هو الخليفة من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولي الأمر من بعده.

      3 ـ الوصاية: مرت الإشارة، إلى أن هارون خلف أخاه موسى في قومه وهو على قيد الحياة، ولو قدر لهارون أن تستمر حياته إلى ما بعد موسى لكان ـ يقينا ـ يتولى الوصاية عنه والخلافة بعده، لكن المنية وافته قبل موسى.

      ومن هنا نستنتج: أن عليا (عليه السلام) كان يستحق منصب الوصاية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضا.

      4 ـ المؤازرة: وأحد المناصب التي كان يتمتع بها هارون هو: مؤازرته لموسى واشتراكه في أمره من قبل الله، وقد ذكر القرآن الكريم، أن موسى قد التمس هذا المنصب لأخيه، من الله وقال: (أشدد به أزري وأشركه في أمري)(5) فكان الجواب الإلهي: (قال قد أوتيت سؤلك يا موسى)(6).

      ووفقا لنص حديث المنزلة الصريح، فإن عليا (عليه السلام) هو الآخر كان شريكا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمره ومؤازرته له فيه، لا بنبوّته، بل بخلافته بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

      ومن هنا نفهم: أن الحديث المذكور يرمي إلى القول، بأن عليا في حياته وموته أفضل الأمة وأقربها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكما كان على بني إسرائيل أن يسمعوا ويطيعوا لهارون خليفة موسى، كان على المسلمين أن يعظموا شأن علي في حياة رسول الله، وينصبوه خليفة له بعد وفاته (صلى الله عليه وآله).

      تنويه: يتصور بعض الكتاب من الأخوة السنة وعلمائهم، أن قولة النبي لعلي : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) لا عموم فيها، خاصة بموردها ولم يردد أكثر من مرة واحدة، وذلك حين استخلفه في غزوة تبوك على المدينة.

      بينما الواقع غير هذا.... فإن الأدلة والقرائن المتوفرة تشير إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد كرر هذه العبارة أكثر من ست مرات في خضم حياته الكريمة، وليس مرة واحدة، ولم يختص الحديث بغزوة تبوك(7).


      الهوامش:

      1- سنن ابن ماجة ج 1.

      2- كتاب الاستيعاب ج 1 ص 8.

      3- سورة طه: الآية 30.

      4- سورة الأعراف: الآية 142.

      5- سورة طه: الآيتان 31 و 32.

      6- سورة طه: الآية 36.3

      تعليق


      • #4
        احسنت اخي الفاضل وجزاك الله خيرا على هذا المجهود والموضوع القيم

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X