إعـــــــلان

**البدري** · 23-12-2002, 09:55 PM

تكملة الرد
وابين كذلك السبب الاخر في عدم قبول الروايتين الا وهو الشذوذ في المتن حيث وجدنا فيه النكارة والمخالفة والتفرد ، اقول وبالله التوفيق :
قبل ان اذكر بعض اقوال اهل العلم اقول :
رواية الاعمش جاءت من رؤيا راها رجل في المنام ، وهنا اقول : هل يتقرر امر في العقيدة على رؤيا ومنام راها رجل ؟؟؟
ثم ان هذه الرؤيا في الرواية ان صحت فهي معارضة ومخالفة لنصوص اخرى صحيحة نهت عن فعل هذا الامر ويكفينا فعل عمر ضي الله عنه في رواية اخرى صحيحة مخالفة حين استسقى بعم النبي صلى الله عليه واله وسلم العباس رضي الله عنه .

[/COLOR]
1ـ وقال ابن عبدالبر في التمهيد(3/307)
وقتادة اذا لم يقل سمعت وخولف في نقله فلا تقم به حجة لانه يدلس كثيرا عمن لم يسمع منه وربما كان بينهما غير ثقة .

قلت انا البدري :
والاعمش حاله مثل حال قتادة .

فانظر الى هذين القيدين من امام ابن عبدالبر
الاول : اذا لم يقل سمعت .
الثاني : وخولف في نقله.
ولاتعرف المخالفة في النقل الا مع اعتبار الحديث ومقارنته بغيره من الروايات فمفهومه انه اذا لم يحصل مخالفة فلا تضر روايته ولو لم يصح بالسماع وهذا ظاهر .
2ـ قال الدكتورعبد الموجود محمد عبداللطيف استاذ مساعد بقسم الحديث وعلومه بكلية اصول الدين بالقاهرة جامعة القاهرة في كتابه (علم الجرح والتعديل دراسة وتطبيق ) صفحة (26)
حيث ذكر صفات تتصل بالعدالة وصفات تصل بضبط الرواي حيث ما نقص او اختل احد هذه الشروط فان الرواية تكون مردودة وغير محتج بها حيث ذكر الصفات الخمس التي تتصل بظبط الرواي :
أ ـ سوء الحفظ .
ب ـ فحش الغلط .
ج ـ الغفلة .
د ـ الوهم .
هـ مخالفة الثقات .

ومعناها اي : مخالفة الرواي الثقة لمن هو اوثق منه او لجمع من الثقات .
وحديث الاعمش فيه شذوذ ونكارة ومخالفة .
3ـ قال الشافعي في الكفاية صفحة (140) : انما الشاذ من الحديث ان يروي الثقات حديثا فيشذ عنهم واحد فيخالفهم )) .
3ـ قال الشيخ العلامة المحدث عبدالله السعد في كتاب منهج المتقدمين في التدليس صفحة(28) فاذا وجد في الخبر ـ المروي ـ نكارة او غرابة او مخالفة فهذه قرينة على التدليس ولذلك تجدالائمة احيانا اذا استنكروا شيئا ردوه بعدم ذكر السماع كما هو معلوم .

4ـ يقول العلامة المعلمي رحمه الله تعالى في مقدمته على كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني :
قال : اذا استنكر الائمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة فانهم يطلبون له علة فاذا لم يجدوا له علة قادحة مطلقا حيث وقعت اعلوه بعله ليست قادحة مطلقا ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذلك المنكر ))
ثم قال في موضع اخر (( وحجتهم في هذا ان عدم القدح تلك العلة مطلقا انما بني على ان دخول الخلل من جهتها نادر فاذا اتفق ان يكون المتن منكرا يغلب على ظن الناقد بطلانه فقد يحقق وجود الخلل واذا لم يوجد سبب له الا تلك العلة (أي النكارة) فالظاهر انها هي السبب )) .

5ـ قال الشيخ المحدث ناصر الفهد قال في كتابه منهج المتقدمين في التدليس تحت باب الحكم على رواية المدلس انه لايقوم الا على دليلين
ادلة نظرية وادلة تطبيقية ، وجعل تحت الادلة النظرية خمسة ادلة اذكر منها الدليل الخماس الذي بصدد هذا الموضوع حيث قال حفظه الله تعالى في صفحة (174) :
الدليل الخامس : يعرف التدليس من خلال النظر وذكر على ذلك خمسة اوجه ،
اذكر ان هنا الوجه الرابع الذي يختص بموضوعنا
الوجه الرابع : ان الحديث اذا كان مدلسا عن ضعيف فلا بد ان يتبين الضعف فيه لان احاديث الضعفاء تختلف عن احاديث الثقات فلا بد ان يتبين في الاسناد او المتن من النكارة ما يتضح او يترجح فيه ان الحديث مدلس .

قلت انا البدري :
وحديث الاعمش واضح فيه التدليس في السند وان انعدم التدليس في السند فانه يوجد فيه النكارة في المتن .
.

6ـ وقال النووي في التقريب(1/272) :
((والحاصل ان الشاذ المردود هو : الفرد المخالف والفرد الذي ليس في رواته من الثقة والضبط ما يجبر به تفرده )) .
ثم قال الامام السيوطي بشرح هذه العبارة في تدريب الرواي (1/272) :
((وهو بهذا التفسير يجامع المنكر)) .

قلت انا البدري : يقصد اجتماع النكارة مع الشذوذ ..

7ـ وقال ابن حجر في نزهة النظر صفحة(36) :
ان الشاذ والمنكر يجتمعان في اشتراط المخالفة .

8ـ وقد صرح الامام مسلم رحمه الله تعالى في مقدمة صحيحه (1/7) بان علامة المنكر ان يروي الرواي عن شيخ كثير الحديث والرواة شيئا ينفرد به عنهم فيكون الشاذ كذلك فيشترط انتفاؤه)).

قلت انا البدري : ورواية الاعمش تدخل من ضمن ذلك .

اما ما تعلق به الرافضي حول رواية ابن كثير في البداية وابن حجر في الفتح من قولهما ((اسناد صحيح))
فاقول ان والله العظيم لهذا هو الجهل بعينه من هذا الرافضي واذكر لكم الرد :
هناك قاعدة قال بها الصنعاني في كتاب توضيح الافكار(1/195) وهي قاعدة مهمة عند المحدثين وهي (( لاتلازم بين الاسناد والمتن صحة وضعفا)) .

بل ان ابن حجر نفسه قال في النكت (1/274ـ275) مانصه :
((ولايلزم من كون رجال الاسناد من رجال الصحيح ان يكون الحديث الوارد به صحيحا ، لاحتمال ان يكون فيه

شذوذ او علة )) .
وقال في موضع اخر :
(( وليس فيه حكم على الحديث بالصحة لما قدمناه من انه لايلزم من كون الاسناد محتجا برواته في الصحيح ان يكون الحديث الذي يروي به صحيحا لما يطرأ عليه من
من العلل )) .

وقال الحافظ الزيلعي في كتاب نصب الراية (1/347) مانصه :
(( وصحة الاسناد يتوقف على ثقة الرجال ، ولو فرض ثقة الرجال لم يلزم منه صحة الحديث ، حتى ينتفي منه
الشذوذ والعلة )) .

وقد نص الامام ابن الصلاح كما في مقدمة كتابه صفحة (113) ونقل الصنعاني في كتاب التوضيح (1/195ـ196) من فهرست الحافظ ابن حجر انه قال : فائدة عزيزة النقل كثيرة الجدوى والنفع وهي : من المقرر عندهم ان لا تلازم بين الاسناد والمتن لشذوذ او علة وقد لايصح السند ويصح المتن من طريق اخرى ، فلا تنافي بين قولهم : هذا حديث صحيح لان مرادهم به اتصال سنده مع سائر الاوصاف في الظاهر ، لاقطعا لعدم استلزام الصحة لكل فرد من اسانيد ذلك الحديث فعلم ان التقييد بصحة السند ليس تصريحا في صحة المتن ولا ضعفه بل هو على احتمال فهو دون الحكم بالصحة او الحسن للمتن إذ لااحتمال حينئذ )) .[/COLOR]

وقال ابن حجر في كتاب نزهة النظر(33) :
(( الذي ارتضيه ولا غبار عليه وهو الذي مشى عليه في النخبة وشرحها : ان الحديث إن تعدد إسناده فالوصف راجع اليه باعتبار الاسنادين او الاسانيد )) .
قلت انا البدري : وخير مثال على ذلك ما وجدنا من رواية في البداية والنهاية ومن رواية في الفتح والتي جاءتا من طريق الاعمش عن ابي صالح ..

وقال ابن حجر في كتاب النكت (1/261) :
(( وقضية ذلك ان يجري هذا الشرط في جميع ما تقدم فيقال : انما يوصف بالاصحية حيث لايكون هناك مانع من اضطراب او شذوذ )) .

قلت انا البدري : اي انه متى ما تبين ان الحديث صحيح السند والمتن فان في هذه الحالة يطلق عليه الوصف بالصحة..

وقال العلائي رحمه الله تعالى في كتاب البحر للسيوطي والحافظ في نكته وهو كما قال في النكت (1/247ـ248) ما نصه :
(( اما الاسناد فقد صرح جماعة بذلك واما الحديث فلا يحفظ عن احد من ائمة الحديث انه قال : حديث كذا اصح الاحاديث على الاطلاق لانه لايلزم من كون الاسناد اصح من غيره ان يكون المتن كذلك فلأجل ذلك ما خاض الائمة الا في الحكم على الاسناد)).

وقال بن حجر الهيتمي المكي في توضح الافكار ( 1/195) عن فهرست الهيتمي
(( لاتلازم بين الاسناد والمتن ، اذ قد يصح السند او يحسن لاجتماع شروطه من الاتصال والعدالة والضبط دون المتن لشذوذ او علة ، وقد لايصح السند ويصح المتن من طريق آخر )) .

وقال ابن القطان في كتاب توجيه النظر صفحة (74) في حديث الاذنان من الرأس ((اسناده صحيح لاتصاله وثقة رجاله)) .

فلم يحكم بصحته باطلاق ، لاحتمال شذوذه او علة في المتن .

وقد بين هذا الخطا العلامة صالح بن طاهر الجزائري من ان هناك فرقة حشوية ذهبت الى تصحيح الاحاديث بمجرد ان يثبت لها صحة السند بتوفره على الاتصال وعدالة الرواة دون النظر في سلامة الحديث سندا او متنا من الشذوذ والعلة ، حيث قال في كتاب توجيه النظر صفحة (74) يتكلم عن هذه الفرقة :
((جعلت جل همها النظر الى الاسناد فإذا وجدته متصلا ليس في اتصاله شبهة ووجدت رجاله من يوثق بهم حكمت بصحة الحديث قبل إمعان النظر فيه ولو عارضه حديث آخر ارجح منه )) .

قلت وطريقة المتقدمين ان المنهج الصحيح الاقوم في تصحيح الاحاديث ونقدها هو النظر والتمحيص والبحث في الاسناد والمتن معا بحث مؤثر للحق .

وقد قال الشيخ عبدالكريم صباح في كتاب (الحديث الصحيح) صفحة (158) :
(( العلة الواقعة في متن الحديث وهذه الحالة اقل من سابقتها ومتى وقعت العلة في المتن وحده في السند )) .

وقال الشيخ المحدث ابي الحسن مصطفى بن اسماعيل السليماني في كتاب (اتحاف النبيل) الجزء الثاني الصفحة (45 ـ 46) حين تكلم عن الذين اشتهروا بتدليس التسويه حين تكلم عن سفيان الثوري حيث قال عنه :
((فالاصل اننا نحتج بحديث الثوري وان عنعن إلا ان يظهر نكارة في الحديث سندا او متنا او يعل حديثه إمام من الائمة والله اعلم ))
ثم قال بعد ذلك حين تكلم عن الاعمش :
((والذي يظهر ان الاعمش يعامل معاملة سفيان في التسوية )) .

وقال الشيخ ابي الحسن في موضع اخر من نفس الكتاب (2/213) :
((ان المكثر من حديث شيخه وان طالت ملازمته إياه قد يفوته بعض الحديث من حديث شيخه لكنه احتمال نادر والنادر لايعول عليه الا إذا ظهرت قرينة تدل على النكارة في الحديث .

قلت انا البدري : وهذه الحالة تنطبق على الاعمش في حال قبول راويته سندا فانها ترد متنا لوجود النكارة والمخالفة فيها ..
.

اخيرا اقول خلاصة البحث في هذا الموضوع : ان روايتي الاعمش مردودة لايحتج بها لسببين :
اولا : لوجود علة في السند الا وهي التدليس من قبل الاعمش .
ثانيا : لوجود الشذوذ في المتن لما احتواه من مخالفة وتفرد ونكارة .
ثالثا: لم ترد رواية من احد الثقات تؤيد رواية الاعمش .
رابعا : وصف الحافظ بن حجر وابن كثير على الروايتين انهما ((اسنادها صحيح)) لايفهم ولايقصد منه صحة الرواية مطلقا إذ فيها حكم على صحة السند فقط .
فإذا سلمنا بصحة السند فإنه يبقى لنا المتن ومعروف لما حواه ((المتن ))من نكارة وشذوذ ومخالفة والمخالفة تقتضي التدليس

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

**معسل** · 23-12-2002, 11:38 PM

إخرس ولاتتعرض لرجال الصحيحين
هل تقبل أن نرمي بمائتين روايه رواهم مدلسك الأعمش بعنعنة في البخاري وحده

والبخاري شيخك هو أكبر المدلسين فلماذا تأخذ منه راجع طبقات المدلسين لأبن حجر