إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الزواج الناجح

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزواج الناجح

    الكتاب: الزواج الناجحنشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية إعداد: مركز نون للتأليف والترجمة الطبعة: الأولى، تموز، 2006م-1427هـ المقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، وأشرف الصلوات التامات على المبعوث بالرحمة وأشرف الكائنات سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الكرام، حجج الإله على الأنام.
    إن العائلة تشكل نواة المجتمع التي تحتضن الفرد، فينشأ في ظلّ ما تؤمّنه من حب ورعاية ومواكبة لجميع مراحل حياته على المستوى العملي، وتظلله بطمأنينة وسكينة على المستوى النفسي ليكون ثابت القدم، واضح المسير، وتشكل له درعاً يحميه من الكثير من سهام إبليس ومكائد الدنيا...
    من هنا كان بناء العائلة ـ الذي يتجسد بالزواج ـ هو أفضل بناء يحبه الله تعالى، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله تعالى من التزويج".
    ولكن هذا البناء له أحكامه وقوانينه التي يجب أن يلتفت إليها الإنسان، فيجب أن يلتفت إلى الأرض التي يبني عليها والأساس الذي يرفعه ومتانته، وشرائط استمراره. يقول تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
    1، فحتى لا نكون ممن يمشي مكباً على وجهه، ولنتعرف على الصراط المستقيم الذي يكفل علاقة صحيحة وسليمة بين الزوجين، كان هذا الكتاب الذي يرسم العلاقة الزوجية ويواكب مراحلها الأساسية على ضوء الشرع المقدس ليستنير به كل زوجين أو كل من يطرق باب الزواج.
    نسأل الله تعالى أن يجعل هذا الكتاب سبباً من أسباب صلاح المجتمع ونوراً إضافياً يساعد على سعادة كل زوجين في الدنيا وفوزهم في الآخرة. إنه سميع مجيب.


    جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
    الدرس الأول: لماذا الزواج؟الحث الشرعي

    الزواج في الإسلام مبني على عقد اسمه "عقد الزواج"، وبمجرد أن يتم هذا العقد بين رجل وامرأة يعني أن مجموعة من الحقوق والواجبات قد ترتبت على كل منهما، أي أنهما قد وافقا على نمط من العلاقة، وعلى مجموعة من الضوابط بمجرد الموافقة على عقد الزوجية.

    يقول الله:
    ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ2.

    وقد اعتبر الإسلام الزواج أمراً إيجابياً وكمالاً للإنسان، فقد ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ما بني بناء في الإسلام أحب إلى اللَّه عزَّ وجلَّ من التزويج"3.

    7
    لقد حثَّت الرسالة الإسلامية بشكل كبير على الزواج وبناء الأسرة، وأعطت الامتيازات للمتزوج على العازب، حتى صار نومه أفضل من قيام العازب كما ورد في روايةٍ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المتزوج النائم أفضل عند اللَّه من الصائم القائم العزب"4، وعباداته أفضل بدرجات كما يستفاد من الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن ركعتين يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره أعزب"5.


    الأهداف الإسلامية لبناء الأسرة

    إذا عدنا إلى الروايات الشريفة نجد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق اللَّه في النصف الباقي"6.

    وفي رواية أخرى عنها تظهر فائدة أكبر للشباب: "ما من شاب تزوج في حداثة سنّه إلا عجّ شيطانه: يا ويلاه يا ويلاه عصم مني ثلثي دينه، فليتقِ اللَّه العبدُ في الثلث الباقي"7.

    يمكن أن نقول: هذا نوع من التشجيع على الزواج، ولكنه ليس كذلك، بل هو وصف للواقع. إن مقومات الزواج الذاتية قبل أن ندخل إلى تفاصيلها، تحقق نصف الدين، لأنها تشكل حماية حقيقية من مجموعةٍ من العقد والمشاكل والعقبات بمجرد حصول الزواج بين الشخصين، فالزواج في الحقيقة يحقق مجموعة من الأهداف الشرعية.

    فما هي الأهداف التي يريد الشارع المقدس تحقيقها من خلال الزواج، وبناء الأسرة؟ وكيف صار نصف الدين أو ثلثيه؟ هناك عدد من الآيات القرآنية الكريمة تشير إلى هذه الأهداف:


    8

    الآية الأولى:

    ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
    8.
    يذكر تعالى سبب ومبرر الزواج في عبارة
    ﴿لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا. وهذه العبارة تعني الاستقرار والاطمئنان والراحة، فالزواج يؤدي إلى الاستقرار، و هذا الاستقرار شامل ومتنوع:

    1- على المستوى النفسي: حيث يصبح الإنسان مرتاحاً يعيش حالة حب وانسجام في كل العناوين التي لها علاقة بالعامل النفسي، بشكل ينعكس على حياته كلها، وفي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "زوجوا أيامكم9 فإن اللَّه يحسن لهم في أخلاقهم ويوسع لهم في أرزاقهم ويزيدهم في مروتهم"10.

    2- على المستوى الجسدي: هناك متطلبات للجسد عند الرجل وعند المرأة لا يمكن معالجتها إلا بالزواج، الذي يؤدي إلى استقرار الجسد ويلبي متطلباته.

    3- على المستوى الاجتماعي: هو سكن اجتماعي، لأن الإطلالة من خلال علاقات الزواج مع الآخرين تمكّن من أن يبني الإنسان أسرة ويتفاعل مع الآخرين.

    4- على المستوى المادي: فهو أيضاً سكن مادي فيه تنظيم الأداء اليومي لحياة الأسرة.

    5- على المستوى الإداري: هو سكن إداري فيه تنسيق للأدوار بين الزوجين.

    9
    فكل أنواع الاستقرار موجودة في الزواج، سكن نفسي وجسدي واجتماعي ومادي وإداري، لأن الزواج لم يشرَّع ليعالج زاوية واحدة فقط.

    وقد وقع الكثيرون في الخطأ عندما نظروا الى الزواج كمعالج لزاوية واحدة. فعندما ينظر الإنسان إلى الزواج بجزء منه دون الأجزاء الأخرى يعطِّل السكن، لأن السكن أشبه بأعمدة لا يمكن أن يستقر البناء بدون أحدها أو بعضها.

    لذلك عندما يقع خللٌ ما في الحياة الزوجية فقد يكون من البداية بسبب طريقة التفكير. فإذا سُئلَ الرجل لماذا تزوجت؟ يقول لأنني أريد من يخدمني، يعني أنه أخذ جانباً من هذا الزواج. وإذا سُئلت المرأة لماذا تزوجت؟ تقول: أنا تزوجت لأني لم أعد أحتمل البقاء عند أهلي. إذاً كل واحد منهما أخذ جانباً ولم يلتفت للجوانب الأخرى، لذلك يمكن أن تتعرض مؤسسة الزواج بينهما إلى مشاكل، ويقول كل واحد منهما أنا لا أشعر بسكن في الزواج، نعم لأنهما لم يُكملا مقومات السكن، فمقومات السكن مشتركة ومتعددة وبالتالي لا بد من العمل معاً لهذا التعدد من أجل تحقيق السكن فيما بينهما.

    10
    الآية الثانية:

    ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ11.

    هذه الآية الكريمة تشبّه كلا الزوجين بالنسبة للآخر بأنه لباس، وهناك فوائد ثلاث يمكن استفادتها:

    1- كلاهما حصن للآخر، فاللباس يحصّن من يلبسه، فيقيه من البرد في الشتاء، ويرد عنه حرارة الشمس في الصيف. وكلٌ من الزوجين يقوم بمثل هذا الدور بالنسبة للآخر، فالزوجة حصن للزوج وهو حصن لها، وهذا ما تؤكده الرواية عن رسول الله: "من أحب أن يلقى اللَّه طاهراً مطهراً فليلقه بزوجة"12.

    فبالزواج يقي الإنسان نفسه عن الانزلاق وراء شهواته وغرائزه لأن الزواج يلبي حاجته الطبيعية التي غرسها اللَّه تعالى فيه.

    2- كلاهما ستر للآخر، فاللباس يستر البدن ويواري سوءته، والزوجة تسد الثغرات الموجودة عند الزوج على مستوى الغرائز المعنوية والنواقص المادية، وهو كذلك.

    والغرائز هي مواصفات مغروزة في الإنسان، لهذا سميت غرائز لأنها مغروزة فيه منذ فطرته، كغريزة النوع (الإنسان يميل إلى نوعه) ومن مظاهرها العلاقة الجنسية، والحب بين الإبن وأمه، وبين الأخ وأخيه، يعني الميل إلى النوع الإنساني حيث نلاحظ في المظاهر اليومية الانعكاس الطبيعي للعلاقة مع الأخ، ومع الزوج، ومع الجار، والصاحب، والزوجة، وهكذا. حيث نلاحظ ـ مثلاً ـ أن الإنسان وبشكل طبيعي بمجرد أن يكون ابناً لفلان

    11
    تولد عنده حس عاطفي لا يحتاج معه إلى عناءٍ وجهد، فلا نستغرب وجود هذه المحبة لأنَّها مغروزة غرزاً، وهذا منسجم مع ما فطرنا الله سبحانه عليه، فإذاً غريزة النوع من مظاهرها الحب، العلاقات البشرية، الجنس...، وهي تعبير عن الميل للطرف الآخر كائناً من كان، بألوان وأشكال مختلفة.

    أيضاً عندنا غريزة حب البقاء التي تبرز من خلال الطمع والحرص على الحياة والتعلق بها، والدفاع عن النفس، كلها مظاهر تدل أن الإنسان يحب البقاء ويتمسك به، لهذا يقاتل من أجل أن يبقى.

    إنها أمور تكوينية مع خلقِ الإنسان، تتهذب بالتربية وبالإختيار، وتنحرف بعدم التربية وبالإختيار.

    إذا لم يلبِّ الإنسان مطالب الغريزة بشكل سليم، تنحرف وتؤدي إلى أزمات نفسية واجتماعية لكنها لا تقتل. فلو افترضنا شخصاً ليس لديه أب لا يموت، أو شخصاً ليس لديه ولد، أو لم يتزوج، أو ما شابه ذلك، لا يموت، لأنها ليست حاجات عضوية. فمشكلة الغرائز مشكلة الشقاء والسعادة، ونحن عندما نتحدث عن الزواج نتحدث عن مظهر من مظاهر الغريزة، أي نتحدث عن أداء يمكن أن يؤدي إلى سعادة ويمكن أن يؤدي إلى شقاء.

    3- اللباس زينة لمن يلبسه، وبالتالي فالزوجة تعتبر زينة للزوج، والعكس صحيح، والزينة تنشأ من تصرفاته وشخصيته في المجتمع التي ستؤثر بالتأكيد على الطرف الآخر وصورته في المجتمع، وتنشأ كذلك من طريقة تقديمه للطرف الآخر وعلاقته معه في المجتمع.

    الآية الثالثة:

    ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ

    12
    وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ13.

    إن تكثير النسل المؤمن واستمرار الحياة هدف أساسي أيضاً، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً لعل الله يرزقه نسمة تثقل الأرض بلا إله إلا الله"14.


    آثار العزوبة

    إن العزوبة -وهي العزوف عن الزواج، وبغض النظر عن الأسباب الداعية إليها- تعتبر من المصائب الكبرى التي قد تؤدي بمجتمع مترابط إلى التفكك والإنهيار، لأن العائلة هي الحصن الأساسي للمجتمع، فإذا ضُرب هذا الحصن، فسيكون المجتمع كله في مهب الريح على المستوى الاجتماعي، وهذه التجربة الغربية ماثلة بتفككها ومشاكلها الإجتماعية.

    ومن هنا فإن حكمة الباري وعلمه بمصالح العباد قضت بكراهية العزوبة، وأوجبت الزواج على من يخاف على نفسه الوقوع في الحرام، ففي روايات كثيرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قد ذمَّ ترك الزواج فعنها: "شرار موتاكم العُزَّاب"15.

    13
    وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال -لرجل اسمه عكاف-: "ألك زوجة؟ قال: لا يا رسول الله، قالا: ألك جارية؟ قال: لا يا رسول الله، قالا: أفأنت موسر؟ قال: نعم، قالا: تزوج وإلا فأنت من المذنبين"16.

    ومن المناسب هنا أن نلتفت إلى ما قد يتصوره البعض من أن ترك الزواج هو مسألة حسنة، ويهدف إلى إماتة الشهوة، وتهذيب النفس، فيتصور أن ترك الزواج من الطرق المؤدية إلى الله تعالى.

    إن هذا التصور لا ينسجم مع سيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، فلقد كانوا يتزوجون كباقي الناس بل إن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان يحث الناس دائماً على الزواج، ويروى أنه منع بعض أصحابه ممن ترك الناس رغبة في العبادة فقال له: "لا رهبانية في الإسلام"17.

    ويروى أنَّ امرأةً سألت أبا جعفرٍ الباقر عليه السلام فقالت: أصلحك الله إني متبتلة فقال لها: وما التبتل عندك؟ قالت: لا أريد التزويج أبداً، قالد: ولم؟ قالت: ألتمس في ذلك الفضل، فقال: "انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة أحق به منك، إنه ليس أحد يسبقها إلى الفضل"18.


    مبررات ترك الزواج

    قد يبرر بعض الشباب تركهم وتأخيرهم للزواج بأن الوضع الاقتصادي لا يسمح لهم بذلك، وهذا ما نهت عنه الروايات ففي الحديث الشريف عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من ترك التزويج مخافة العيلة، فقد ساء ظنه بالله

    14
    عز وجل، إن الله عز وجل يقول: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهَِ"19-20، فالله تعالى هو وكيل المتزوج كما في هذه الآية الشريفة، وكذلك في الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم"21.
    15
    الأسئلة 1- لماذا اهتم الإسلام بالزواج؟
    2- ما هي آفات العزوبية وتأثيرها على المجتمع؟
    3- تحدث عن الغرائز النفسية وما علاقة الزواج بها؟
    4- ما هي الأهداف الإسلامية لبناء الأسرة؟
    هوامش1- الملك:22.
    2- النحل:72.
    3- دلائل الشيعة، ج14، ص3.
    4- ميزان الحكمة، حديث7810.
    5- ميزان الحكمة، حديث7812.
    6- ميزان الحكمة، حديث7807.
    7- بحار الأنوار، ج100، ص221.
    8- الروم:21.
    9- الأيم، الأيامى: الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء.
    10- ميزان الحكمة، ج2، ص1179.
    11- البقرة:187.
    12- ميزان الحكمة، ج2، ص1178.
    13- النحل:72.
    14- وسائل الشيعة، ج20، ص14.
    15- بحار الأنوار، ج100، ص220.
    16- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1180.
    17- مستدرك سفينة البحار، مؤسسة النشر الإسلامي، ج4، ص261.
    18- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1180.
    19- النور:32.
    20- وسائل الشيعة، آل البيت، ج20، ص42.
    21- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1197. جميع حقوق الطبع محفوظة ©


  • #2
    السلام عليكم

    بارك الله فيك و في عمركَ يا أخي الطيب أبو غسان على هذه المقالة القيمة
    و التي نستطيع أن نعتبرها مصدر ملخص و رائع عن آثار الزواج و فوائده
    و عن آثار العزوبية و مضارها....وقد لفت نظري هاتين العبارتين..

    3- اللباس زينة لمن يلبسه، وبالتالي فالزوجة تعتبر زينة للزوج، والعكس صحيح، والزينة تنشأ من تصرفاته وشخصيته في المجتمع التي ستؤثر بالتأكيد على الطرف الآخر وصورته في المجتمع، وتنشأ كذلك من طريقة تقديمه للطرف الآخر وعلاقته معه في المجتمع.
    كم هو رائع هذا المعنى و بالفعل فالزوجة الصالحة هي زينة للزوج الذي
    بدوره يقدم زوجته للمجتمع بفخر و اعتزازوكذلك الزوج الصالح
    هو أغلى و أثمن زينة بالنسبة للزوجة و التي بدورها يجب عليها تقديمه
    للمجتمع بكل فخر و اعتزاز

    وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال -لرجل اسمه عكاف-: "ألك زوجة؟ قال: لا يا رسول الله، قال: ألك جارية؟ قال: لا يا رسول الله، قال: أفأنت موسر؟ قال: نعم، قال: تزوج وإلا فأنت من المذنبين"16.

    يا سبحان الله كم كنتُ أبحثُ عن هذا الحديث الشريف لاستدل به على الرجال
    الميسورين و الذين قد أضربوا عن الزواج..
    فا انتبهوا يا أيها العزاب الميسورين و اسعوا على أن لا تكونوا مذنبين

    وفقكَ الله لمرضاته دوما يارب

    أختكَ بان




    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اختي الكريمة بان اهلا بكم
      نعم الزاوجة زينة ونعمة ان احسنة
      نعم الزوجة شريكة العمر ...............
      اختنا الكريمة اليك حلقة جديدة

      الثاني: اختيار الشريك
      تمهيد

      يعتبر اختيار شريك الحياة أمراً مفصلياً في حياة الرجل أو المرأة، لأن الزواج هو أهم قفزة في النضوج الاجتماعي للإنسان، فهو مرحلة انتقالية من المراهقة وعدم المسؤولية، إلى مرحلة الوعي وتحمل المسؤولية، ومن خلاله يتكامل الإنسان ويمضي في دوره الذي رسمه الله تعالى له.

      ولهذا فإن اختيار الشريك يعني بالدرجة الأولى اختيار شخص من المفترض أنه سيرافق الإنسان إلى آخر العمر، وسيؤتمن على الأسرار الشخصية والحياة الخاصة، وسيكون الأب أو الأم للأولاد...

      فلهذه الأمور وغيرها اكتسبت مسألة اختيار الشريك الأهمية الكبرى وقد أضاء عليها الشرع المقدس ناصحاً في آن، ومحذراً في آنٍ آخر، وواضعاً الخطوط العريضة لحسن الاختيار في الرجل والمرأة؛ ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد، وليس لامرأة

      17

      خطر، لا لصالحتهن ولا لطالحتهن: وأما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة هي خير من الذهب والفضة، وأما طالحتهن فليس خطرها التراب، التراب خير منها"1.

      وفي الرواية عن داود الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال:
      "انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك، فإن كنت لابد فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق.
      ألا إن النساء خلقن شتَّى
      فمنهنَّ الغنيمةُ والغرامُ
      ومنهن الهلال إذا تجلَّى
      لصاحبه ومنهنَّ الظلامُ
      فمن يظفر بصالحهن يسعد
      ومن يُغبَن فليسَ لهُ انتظام"2.

      كذلك من جانب المرأة، حيث عليها أن تلتفت إلى صفات الرجل الذي يتقدم إليها، فعن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب (إليكم) فزوجوه"3.


      من هي الزوجة المناسبة؟

      إن الحرص على اختيار الزوجة ناشىٌ من عدة اعتبارات أهمها:

      أ - أن الزوجة هي الأم المستقبلية، وإن للأم أثراً جليا في نقل الصفات

      18

      -حسنها أو قبيحها- إلى شخصية الولد، فلا بدَّ للزوج أن يكون حريصاً على حسن الاختيار بين النساء ليختار الوعاء الطاهر الذي يضع فيه نطفته التي ستصبح فيما بعد فرداً له دوره، ومكانته المهمَّة في مجتمعه.

      ب - أن الزوجة هي السند المستقبلي للرجل، وبقدر ما تجعل حياته داخل الأسرة مستقرة وسكناً -كما تعبر الآية الكريمة- بقدر ما يكون دوره فاعلاً ومؤثراً خارج الأسرة.

      ومن هنا فلا بدَّ للزوج من أن يلتفت إلى عدد من الصفات التي ينبغي أن تتوفر في زوجة المستقبل ومن أهمها:

      1- ذات الدين:

      فالصفة الأولى التي لا بد للرجل من أن يلحظها في شريكة مستقبله وحياته، هي التدين والالتزام بالأحكام الشرعية، فقد وصفت الروايات المرأة التي ينبغي الزواج منها بأنها (ذات الدين) ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا وكله الله إليه، فعليكم بذاتِ الدين"4.

      2- ذات التدبير:

      ينبغي للرجل أن يلتفت إلى صفات الزوجة وتدبيرها، ففي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "خير نسائكم الطيبة الريح، الطيبة الطعام، التي إن أنفقت، أنفقت بمعروف وإن أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك من عمال الله وعامل الله لا يخيب (ولا يندم)"5، وقد نهت الرواية عن اختيار الحمقاء،

      19

      فقد ورد عن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم وتزوج الحمقاء، فإن صحبتها ضياع وولدها ضياع"6.

      3- ذات المنبت الحسن:

      والمقصود بالمنبت الحسن أن تكون قد نشأت في عائلة وبيئة إجتماعية تتصف بالصفات الخلقية الحسنة، وفي الرواية عن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول االله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء"7.
      ينبغي ملاحظة بيئتها الإجتماعية التي تعيش فيها، أين تربَت وأخذت تعاليمها؟ الأجواء التي عاشتها، ما هي أفكارها وقناعاتها؟...، ما هي البيئة الاجتماعية التي تربّت فيها، أو البيئة المدرسية التي تخرجت منها، أو بيئة القرية والحي والبلد الذي تعيش فيه، فكلها عناصر مؤثرة في شخصية الإنسان.
      ثم إن عائلتها ستكون جزءً من عائلة الأولاد فيما بعد، وسيكونون من العناصر المؤثرة في توجيه وتربية الأولاد، فضلاً عن تأثير الوراثة فيهم، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهنَّ وأخواتهن"8.

      4- التي تميل إليها:

      أي التي تختارها، وتعجب بشخصيتها، لا التي يفرضها عليك أحد أو تعجب الآخرين ولا تعجبك، لأنها في نهاية المطاف ستكون في منزلك وليس

      20

      في منزل الآخرين، وفي الرواية أن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام قال له: إني أردت أن أتزوج امرأة وإن أبوَي أرادا غيرها، قال: "تزوج التي هويت ودع التي هوى أبواك"9.
      مع الالتفات إلى عدم جرح مشاعر الأهل بطريقة الرفض، فلا بد وأن تكون بطريقة لينةٍ وسلسةٍ لا تسبِّبُ أذيةً لهما.


      الصفة الأرجح

      هذه الصفات بمجملها يلاحظها الرجل عندما يريد أن يقدم على الزواج، وكلها منطقية ومهمة، ولكن الأرجح بينها كلها صفة الالتزام والتدين، فلا يرجح غير المتدينة على المتدينة لجمالها مثلاً، بل التدين هو المرجّح الأساسي، فلو تخير المرء بين امرأة جميلة ولكن غير ملتزمة، وامرأة عادية ملتزمة، فالإسلام يدعو في هذه الحالة إلى اختيار المتديّنة، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينها"10.
      وفي رواية أخرى عنها: "تُنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين"11.


      من تختارين من الرجال؟

      كما أرشد الشرع المقدس الرجل إلى الزوجة المناسبة، فإنه أرشد المرأة للرجل المناسب، فحدد بعض الأمور الأساسية التي ينبغي أن تتوفر في

      21

      شريك المستقبل، ومن هذه الصفات:

      1- الملتزم:

      فعن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب (إليكم) فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"12.
      فتدين الرجل من أول الشروط التي ينبغي النظر فيها من قبل المرأة، لأن التدين يحفظها على كل حال، وهذا ما أشارت له الرواية، فقد روي أنه جاء رجل إلى الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام يستشيره في تزويج ابنته؟ فقال: "زوجها من رجل تقي، فإنه إن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها"13.
      وعندما نتحدث عن التدين فمن البديهي أن لا يكون من أهل الخمر والسكر، فقد أكدت الكثير من الروايات أن لا يزوج الرجل ابنته من شارب للخمر، كالرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من شرب الخمر بعدما حرمها الله فليس بأهلٍ أن يزوج إذا خطب"14.
      وعلى المرأة أن تلتفت إلى خطورة هذا الزواج، لأن تعليق الآمال على شارب الخمر أمر لا طائل منه، فقد حذرت الرواية عن الإمام

      22

      الرضا عليه السلام أشد التحذير: "إياك أن تزوج شارب الخمر، فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا"15، والإمام يلفت بهذا إلى آثار وتداعيات مثل هذا الزواج.

      2- حسن الخُلق:

      إذا فسرنا التديّن أنه الإيمان النظري الذي يُترجم في مظهر الإنسان من خلال القيام بالعبادات وبعض التصرفات (الصلاة، الصوم، اللحية، الخ...)، فإن هذا لن يكون كافياً، وعلينا أن نلتفت إلى أخلاقه التي تظهر من خلال عمله وسلوكه ويبرز في العلاقات مع الناس وعند الاختبار، يجب ملاحظة التدين والأخلاق في آن معاً، لأن ذلك يساعد على الاطمئنان إجمالاً إلى أن هذا الزواج يمكن أن يكون ناجحاً وموفقاً.
      وفي الرواية عن حسين البشار قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام: إن لي ذا قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء؟ فقال: "لا تزوجه إن كان سيئ الخلق"16.


      هل الفقر حجة لرفض الرجل؟

      يجيب الله تعالى عن هذا السؤال في كتابه الكريم بقوله:
      ﴿وَأَنْكِحُوا
      23

      الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ17.

      والآية إخبار من اللَّه تعالى الذي وسعت قدرته كل شيء وهو عالم بكل شيء، إنه عز وجل يمنَّ بفضله وكرمه على أولئك الذين يقدمون عن الزواج، وبالتالي فالحالة المادية للرجل قبل الزواج ليست هي الحالة النهائية، بل يتأمل أن يوفّق بعد الزواج، كما تفيد هذه الآية الكريمة.

      وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "إن خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوجه، ولا يمنعك فقره وفاقته، قال الله تعالى:
      ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ18 وقال: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ"19-20.


      تأثير الحب قبل الزواج

      كثير من الناس يعتقدون أن الحب قبل الزواج له تأثير على الزواج وعلى نتائج الزواج، هذه نظرة خاطئة. لنعرف أولا ما هو الحب؟ الحب هو حالة استئناس تنشأ بين الطرفين لأسباب موجودة في ذهن كل طرف تجاه الآخر، هو أحبها لأنه أُعجب بالصفات الموجودة فيها، رأى منطقها بالكلام محبب، شكلها الجميل محبب، الخ....

      وجد فيها صفات فتعلق بها، هي كذلك وجدت فيه فارس أحلامها لصورة في ذهنها، عندما رأت هذا الشخص انطبع في ذهنها مجموعة

      24

      تعليق


      • #4

        السلام عليكم والرحمة

        البحث جدا جميل ومتابع لكم مولانا لاتمام الحلقات جميعاً

        والتوفيق لك من اله عزوجل


        اخيك

        يوسف الناصر

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ابو غسان
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اختي الكريمة بان اهلا بكم
          نعم الزوجة زينة ونعمة ان احسنت
          نعم الزوجة شريكة العمر ...............
          اختنا الكريمة اليك حلقة جديدة

          السلام عليكم
          جُزيتَ خيرا يا أخي الطيب ابو غسان على نقلكَ
          لنا الحلقة الجديدة الرائعة حول اختيار الشريك...
          وبانتظار التكملة ان شاء الله

          وفقكم الله وبارك الله في جهودكم الطيبة

          أختكَ بان



          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            انا اسف على التاخير لظروف اجتماعية
            اليكم حلقة جديدة ويتبعها حلقة جديدة ان شاء الله

            من الصور التي تستأنس بها، فتولدت حالة استئناس، هذه الحالة يعبر عنها بالحب.

            لكن هذا النوع من الحب ليس ضماناً لنجاح الزواج، فنجد بعض الأحيان حباً عمره خمس سنوات، ولكن الزواج يفشل، لماذا؟ لأنه عند الزواج وبعد هذا الاحتكاك، اكتشف في الآخر خلاف الصورة التي اعتقدها في البداية. عرف أن تصوره المبدئي كان وهمياً فانهار الحب ومعه الزواج. الخطأ في الحب سببه التوجه لناحية واحدة وينسى النواحي الأخرى، فيصطدم بالنواحي الأخرى التي هي جزء لا يتجزأ من شخصية الطرف الآخر، عندها تتولد الكراهية وردات الفعل السلبية.

            بالمقابل يحدث زواج من دون معرفة كل طرف بالآخر، فيتعرف على الصفات العامة التي أشرنا إليها، يتحدّث معه في البداية فيتضح وجود استئناس إجمالي، فيحدث الزواج، والحب غير موجود، بعد خمس سنوات نجد أن الحب كبر جداً بينهما، لماذا كبر مع أنه لم يكن موجوداً؟ السبب الأساسي هو الاحتكاك الذي جعل كل طرف يكتشف معدن الطرف الآخر، ويستأنس به، ويراه في صورة جميلة، وكلما تحسنت الصورة بنظر الآخر كلما ازداد الحب مع الزمن، لذلك إذا قال شخص أحسسنا بعد عدة سنوات أننا نحب بعضنا أكثر من كل المدة السابقة أثناء الزواج، فهذا طبيعي مع نمو المعرفة والاحتكاك والإعجاب.
            فالحب يتولد بشكل طبيعي، وليست الزوجية المبنية على حب مسبق هي التي
            25
            تستمر، ولا الحياة الزوجية المبنية على عدم وجود حب هي التي تستمر، الذي يستمر هو المبني على صفات متعددة موجودة في الآخر تؤدي إلى انطباعات إيجابية في الذهن فتولد حالة عاطفية وشعورية ايجابية.
            26
            الأسئلة
            1- لما كل هذا الحرص في اختيار الشريك الآخر في الحياة؟
            2- أذكر بعض من لا ينصح الرجل بالزواج منهن؟
            3- ينصح الرجل بالزواج من بعض النساء من هن؟
            4- ما هي مواصفات الرجل المناسب كزوج؟
            5- هل الفقر مانع من قبول الرجل ولماذا؟

            تعليق


            • #7
              الأسرة والقواميةالدرس الثالث: نظام
              أجواء حاكمة على العلاقة العائلية

              هناك عناوين شرعية تحقق الأجواء العامة التي ينطلق من خلالها الزوجان ليواجها من خلالها الحياة معاً، وهذه الأجواء هي الحاكمة على كل تصرفات الزوجين فيما بينهما، ويمكن اختصارها بالعناوين التالية:

              1- المودة: يقول تعالى:
              ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً1، والمودة هي المحبة، والمحبة هي الميل النفسي الذي يشكل قاعدة أساسية للتفاهم والانسجام هذه المودة التي ينبغي أن تُترجم وتظهر من خلال الأعمال أيضاً، كالمثال الذي تذكره الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم: "إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته"2.

              2- الرحمة: وهي الأمر الآخر الذي أشارت إليه الآية السابقة، فبعد المودة جاء دور الرحمة، فلم يكتفِ تعالى بعلاقة المودة والمحبة بين الزوجين بل عطف عليها بالرحمة، التي تظهر في الأعمال على شكل عطاء لا ينتظر مقابل، وقد ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم: "اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة فإن خياركم، خياركم لأهله"3.

              27

              وكذلك تظهر الرحمة في تصرفات الزوجة، فقد ورد في الحديث: "ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها".

              3- المعاشرة بالمعروف: إذا استحكمت المودة والرحمة في قلب الزوجين فلا بد أنها ستظهر آثارها في المعاشرة والحياة اليومية، على شكل
              ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ4، فالذي يود ويرحم لا يمكن أن يقع منه الأذية ﴿وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ
              5، هذه المعاشرة بالمعروف التي تظهر في العديد من التصرفات التي تشير إليها الروايات، فمن طرف المرأة ما ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم: "... خير نسائكم... الهينة اللينة المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل عينها بغمض حتى يرضى وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته، فتلك عاملة من عمال الله، وعامل الله لا يخيب"6.
              وعن الإمام الصادق عليه السلام: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال: إن لي زوجةً إذا دخلت تلقتني وإذا خرجت شيعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هماً فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: بشرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمال الله ولك في كل يومٍ أجر سبعين شهيداً"7.

              28

              ومن طرف الرجل، ما ورد في وصايا الإمام علي لابنه الإمام الحسن عليهما السلام: "لا يكن أهلك أشقى الخلق بك"8، بالإضافة إلى الآيات الكريمة التي أشرنا إليها.

              4- التعاون وسد الفراغ: وهو المستفاد من قوله تعالى:
              ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنََّّ
              9، وليس خطأً أن يعين الرجل زوجته ما استطاع، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم: "لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة"10.

              5- الصبر والحلم: إن قلة الصبر وضيق الصدر تستطيع أن تهدم بنيان العائلة من أساسه، لأن الاحتكاك بين الزوجين يومي وقلة الصبر ستكون آثاره متسارعة إلى درجة لا يمكن السيطرة عليها ويصعب معها الإصلاح، من هنا كانت وصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم للمرأة بالصبر على زوجها: "من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسيا بنت مزاحم"11. وكذلك عن الإمام الباقر عليه السلام: "إن الله عز وجل كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل الله وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته"12.
              وأوصى كذلك الرجل بالصبر على زوجته، ففي الحديث عن رسول

              29

              الله صلى الله عليه وآله وسلّم: "من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله تعالى بكل يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب على بلائه، وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج"13.

              6- مراعاة إمكانات الزوج: قد تتأثر المرأة بنمط حياة بعض قريباتها أو جاراتها فترغب بأن تكون حياتها كحياتهن، مما يجعلها تكثر من تطلبها من الزوج، فتظهر حينذاك المشكلة. إن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام تعطي الدرس الذي ينبغي الإقتداء به، حيث ورد عن أبي سعيد الخدري قال: "أصبح علي ابن أبي طالب ذات يوم ساغباً، فقال: يا فاطمة هل عندك شى تغذينيه؟ قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح الغداة عندي شيء، وما كان شيء أطعمناه مذ يومين إلا شيء كنت أؤثرك به على نفسي وعلى ابني هذين الحسن والحسين، فقال علي: يا فاطمة، ألا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئاً، فقالت: يا أبا الحسن إني لأستحيي من إلهي أن أكلف نفسك ما لا تقدر عليه"14.
              هذه هي الأجواء السليمة التي أرشدنا إليها هذا الشرع المقدس وهي مطلوبة كأسلوب وطريقة عامة ومنهجية حاكمة على تصرفات الزوجين.


              تعليق


              • #8
                السبب الأساسي هو الاحتكاك الذي جعل كل طرف يكتشف معدن الطرف الآخر، ويستأنس به، ويراه في صورة جميلة، وكلما تحسنت الصورة بنظر الآخر كلما ازداد الحب مع الزمن، لذلك إذا قال شخص أحسسنا بعد عدة سنوات أننا نحب بعضنا أكثر من كل المدة السابقة أثناء الزواج، فهذا طبيعي مع نمو المعرفة والاحتكاك والإعجاب.

                قيل: تبقى المرأة جميلة مادام الرجل يحبها.
                و نقول: تبقى الزوجة جميلة مادام الزوج يحبها و يودها و يبقى الزوج أعز إنسان وأعظم رجل في حياتها مادامت تحبه و توده..
                بوركتَ يا أخي الطيب أبو غسان على هذه الحلقات الممتعة و المفيدة لكل من يريد أن يعيش في حب و وئام و استقرار مع شريك حياته..

                حفظكَ الله تعالى لاهلكَ وناسكَ يارب

                أختكَ بان

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم
                  شكراً للأخ أبو غسان وبارك الله فيك وأسأله تعالى أن يديم توفيقك

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله شكرا لكم جمعيا
                    وان شاء الله معكم بحلقات جديدة
                    واليكم ما يتبع

                    نظام العائلة

                    ولم يكتفِ الإسلام بوضع هذه المنهجية السلوكية، بل قسّم أعمال الأسرة أيضاً وجعل لكلٍ من الزوج والزوجة دوراً خاصاً يتناسب مع طبيعة كلٍ منهما، هذا الدور الذي يشكل النظام الحاكم على الأسرة.
                    30
                    وقد ورد أنه قد قسّم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم العمل بين علي والزهراء عليهما السلام فجعل العمل داخل البيت على عهدة فاطمة عليها السلام وخارجه على عهدة علي، فقالت: "فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم تحمّل رقاب الرجال" يقول العلامة المجلسي في شرح ذلك: "تحمل رقاب الرجال أي تحمل أمور تحملها رقابهم من حمل القرب والحطب..."15.

                    وعلى أي حال فقد تحملت السيدة الزهراء عليها السلام أعباء البيت حتى قالت: "يا رسول الله لقد مجلت يداي من الرحاء أطحن مرة وأعجن مرة"16.

                    وبيت علي والزهراء عليهما السلام يشكل قدوة في نظامه للمؤمنين عموماً، لذلك نجد الروايات التي تتحدث عن عمل المرأة داخل بيتها -وإن لم يكن ذلك واجباً إلزامياً على المستوى الشرعي- فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم: "أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً إلا نظر الله إليها ومن نظر الله إليه لم يعذبه"17.
                    وفي رواية عن الإمام الباقر عليه السلام: "أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب من النار وفتح لها ثمانية أبواب من الجنة تدخل من أيها شاءت"18.
                    31

                    الرجال قوامون

                    يقول الله تعالى في محكم آياته:
                    ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ19. إن هذه الآية الكريمة، تعتبر الأساس الذي يريده الله تعالى لتقسيم الأدوار بين الرجل والمرأة في حياتهما الزوجية، حيث جعلت الزوج قيِّما على الأسرة ، والقوَّام هو الذي يقوم بالأمر، وهي صيغة مبالغة لكثرة القيام.


                    أسباب القوامية

                    تتحدث الآية الشريفة عن سببين أساسيين لقواميَّة الرجل في الأسرة، وهذان السببان هما:

                    1- التفضيل

                    يقول تعالى:
                    ﴿بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض إن الله تعالى فضّل بعضهم على بعض أي فضَّل الرجال على النساء فما المراد بالتفضيل في الآية؟
                    وللإجابة على هذا السؤال لا بد وأن نذكر أن للتفضيل معنيين:
                    الأول: التفضيل التكويني: بمعنى أن التفضيل يكون له علاقة ببنية الجسد وملحقاته، أي أنه أقوى جسدياً فيستطيع حماية الأسرة، والخوض في مجالات الحياة من أجل العمل والمشقة لتحصيل قوت الأسرة، وأقوى من حيث تغليب العقل على العاطفة، حيث يصير أقدر على حسم القرارات.
                    الثاني: التفضيل التشريفي: والمراد منه، الفضل في الشرف والقرب من الله تعالى كما فضّل الله تعالى الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل،
                    32

                    وكما فضل المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً.

                    ما المراد من التفضيل في الآية؟

                    وليس المراد من التفضيل في الآية الشريفة النوع الثاني منه، أي التشريفي، هذا الأمر غير وارد، لذلك قال الله تعالى:
                    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ20. وكذلك تقييم الأعمال في يوم القيامة مبنيٌّ على السلوك الفردي وليس مبنياً على جنس الشخص الذي قام بالعمل يقول الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
                    21.

                    وإنّما المراد منه التفضيل التكويني، بمعنى أن الله تعالى وضع مقومات في الرجل تنسجم مع كون الإدارة له، فيما لو قارناها بمقومات المرأة في حال اجتمعا مع بعضهما البعض، لأنه لا بد من إدارة، ولا يمكن أن نتحدث عن أسرة من دون إدارة، وهي إما أن تكون للرجل وإما أن تكون للمرأة، وإما أن تكون شراكة بينهما.
                    فلو افترضنا أن تكون الإدارة للمرأة مع خصائص الرجل فهذا غير مناسب، لأن صفات الرجل هي الأصلح للإدارة من حيث التفضيل التكويني.
                    ولو افترضناها شراكة بينهما، فهذا لا إمكانية له لأنه لو افترضنا أنهما لم يتفقا، فلمن تكون صلاحية حسم الأمور في هذه الحالة؟ لا بد من قرار، ولا بد أن يعرف كل من الطرفين أن الحسم النهائي يعود لفلان أو لهذه الجهة، كي لا تبقى الأمور معلّقة، الشراكة تعني التوافق والتعاون والتشاور، وأن يكون كل شيء مبنياً على الانسجام، لكن لو افترضنا أن هذا الأمر اختل
                    33

                    في مكان ما، فلا بد من قيادة وحسم للقرار، إذاً بمجموع المعطيات لا بد من إدارة، وهذه الإدارة هي للرجل.

                    لماذا لم يجعل الله المرأة كالرجل؟

                    يسأل بعض الناس، إذا كان الله تعالى قد خلق الرجل بمؤهلات تجعله أقدر على الإدارة من المرأة، والله تعالى قادر على كل شيء فلماذا لم يخلق في المرأة نفس المؤهلات التي خلقها في الرجل؟

                    وفي الإجابة على هذا السؤال نقول: أن هذا لا ينسجم مع إعمار الكون، ومع التمييز الذي وضعه الله تعالى في الخلق حتى على مستوى الرجال أنفسهم والنساء أنفسهن
                    ﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً
                    22، حتى يكون هناك تسخير للقدرات المتفاوتة ليعين كل منهم الآخر، ولتعمر الحياة الاجتماعية. فكما أن الحياة الإجتماعية تحتاج إلى قوة جسدية في الرجل فإنها تحتاج إلى عاطفة قوية في المرأة التي هي مصدر الغذاء المعنوي للطفل، حتى لو كانت قوة العاطفة تؤدي أحياناً إلى غلبتها على العقل.
                    والأمر لا يتعلق فقط بالحياة الزوجية، بل يتعلق بكل الخلق بجنسيه الرجل والمرأة.


                    تعليق


                    • #11
                      أحسنتَ يا أخي الطيب أبو غسان..
                      من المتابعات لحلقاتكَ القيمة إن شاء الله...

                      أثابكَ الله و أسبغ عليكَ من نعمه الجسيمة يارب

                      أختكَ بان

                      تعليق


                      • #12
                        اهلا بكم اختنا الكريمة اليكم حلقة جديدة

                        - الإنفاق

                        يقول تعالى:
                        ﴿وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم
                        ، هناك تلازم بين المسؤولية والصلاحية، ولا يمكن تحميل شخص مسؤولية من دون أن نعطيه صلاحية.
                        وقد توصل علم الإدارة الحديثة، إلى أنه يجب أن يكون هناك تكافؤٌ وتلازمٌ بين المسؤولية والصلاحية، فلكي يستطيع المسؤول عن عمل معين أن يقوم به، لا بد أن يكون عنده صلاحيات مناسبة يستطيع من خلالها إنجاح

                        34

                        عمله. ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ، ففي مقابل هذا البذل الذي نشأ عن جهدٍ وتعبٍ يضخه الرجل في داخل الأسرة، لا بد أن تكون عنده صلاحية ليضع أمواله في الموضع الملائم من وجهة نظره، وليكون هناك تناسب بين الجهد الذي بذله والنتائج التي يود الحصول عليها.
                        التفاوت بين الرجل والمرأة

                        يقول تعالى:
                        ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، كلمة ﴿مِنْ أَنْفُسِكُم
                        لإيضاح أن مسألة الاثنينية غير موجودة، فلا توجد نظرة خاصة للرجل ونظرة خاصة للمرأة، إنما نظرة لها علاقة بخلقهما، وهي نظرة مشتركة متساوية لكل منهما.

                        ولكن هذا لا يعني عدم وجود فارق بين الرجل والمرأة، بل هناك تفاوت بينهما في الاستعدادات الجسمية والنفسية، من دون أن يكون لهذا التفاوت ارتباط بالنقص أو الكمال، فقد استهدف قانون التكوين بهذا التفاوت جعل تناسب أكبر بين الرجل والمرأة اللذين خلقا لحياة مشتركة.

                        37

                        أشكال التفاوت

                        إن البحث عن وجود تفاوت بين الرجل والمرأة ليس جديداً، بل نجده في عمق التاريخ، ففي حين يرفض أفلاطون وجود تفاوت كيفي بين الرجل والمرأة، يؤكد تلميذه أرسطو وجود هذا التفاوت حيث يقول: تختلف نوعية استعدادات المرأة عن الرجل كما تتفاوت الوظائف والمسؤوليات التي وضعها قانون التكوين على عاتق كلٍ منهما، وتختلف الحقوق التي يستدعيها لكل منهما في موارد عدة.
                        وقد رجح العلماء والفلاسفة الذين جاؤوا بعد أرسطو نظرياته على نظريات أفلاطون1.

                        وأما اليوم وفي ظل التقدم العلمي أصبح التفاوت بين المرأة والرجل محدداً وواضحاً، وذلك اعتماداً على الملاحظة والتجربة والإحصاء والدراسة الميدانية. ونذكر مجموع الاختلافات القائمة التي وقعت بأيدينا مما أنجزه المحققون:

                        من الزاوية الجسمية:

                        1- الرجل بشكل عام ضخم البنية، والمرأة ليست كذلك.

                        2- الرجل أخشن والمرأة ألطف، صوت الرجل أضخم وأكثر خشونة وصوت المرأة ألطف وأكثر نعومة.

                        3- المرأة أسرع نمواً من الرجل. إلا أن النمو العضلي للرجل أكبر من نمو المرأة العضلي والبدني.

                        4- المرأة أسرع إلى البلوغ الجنسي من الرجل كما أنها أسرع منه في العجز عن الإنجاب.

                        38
                        5- البنت أسرع من الصبي إلى النطق.

                        6- متوسط دماغ الرجل أكبر من متوسط دماغ المرأة، مع أخذ نسبة الدماغ إلى مجموع البدن بعين الاعتبار.

                        7- رئة الرجل تستوعب حجماً أكبر من الهواء.

                        8- ضربات قلب المرأة أسرع من ضربات قلب الرجل.

                        من الزاوية النفسية:

                        1- يميل الرجل أكثر من المرأة إلى الألعاب الرياضية والصيد والأعمال الحركية.

                        2- إحساسات الرجل معارضة وحربية وإحساسات المرأة سلمية، تحجم المرأة عن استخدام العنف ضد الآخرين ومع نفسها ولذا تنخفض نسبة الانتحار بين النساء. والانتحار عند الرجال أبشع حيث يتوسل هؤلاء بإطلاق النار والقذف بأنفسهم من شاهق، بينما تتوسل النساء بالأقراص المنومة والمواد المخدرة.

                        3- المرأة أكثر انفعالاً من الرجل، أي أنها تخضع تحت تأثير أحاسيسها بشكل أكبر من الرجل.

                        4- تميل المرأة بشدة إلى الجمال والزينة والأزياء المختلفة على عكس الرجل.

                        5- المرأة أكثر حيطة من الرجل، وأكثر خوفاً.

                        6- عواطف المرأة أمومية، ويظهر هذا الإحساس منذ مرحلة الطفولة، و للمرأة علاقة أكبر بالأسرة وهي تلتفت بشكل غير شعوري لأهمية محيط الأسرة قبل الرجل.
                        39
                        7- لا تصل المرأة بشكل عام حد الرجل في العلوم البرهانية والمسائل العقلية الجافة، إلا أنها لا تقل عنه في مجال الأدب والفن وسائر المسائل المرتبطة بالذوق والعاطفة.

                        8- الرجل أكبر قدرة على كتمان السر، وكتمان الأخبار المزعجة في داخله ولذا هو أسرع للابتلاء بالمرض الناشىء جراء كتمان السر.

                        من زاوية العواطف المتبادلة:

                        يبتغي الرجل مصاحبة المرأة وأن يجعلها تحت تصرفه، والمرأة تريد امتلاك قلب الرجل والسيطرة عليه عن طريق قلبه، فهو يريد التسلط عليها من فوق وهي تريد النفوذ إلى داخل قلبه.
                        تريد المرأة من الرجل الشجاعة والرجولة، وهو يريد منها الجمال والعاطفة.


                        التناسب لا التساوي

                        على ضوء ما تقدم من الفرق بين الرجل والمرأة، يتضح أن ما يناسب المرأة قد لا يكون مناسباً للرجل والعكس صحيح، وبناء عليه فليس المطلوب أن نسري واقع المرأة إلى الرجل أو واقع الرجل إلى المرأة بل المطلوب أن نعطي كلاً منهما ما يناسبه ويناسب صفاته الجسمية والنفسية، فالمطلوب هو التناسب لا التساوي بينهما.

                        تعليق


                        • #13
                          السلام عليكم

                          جزيتَ خيرا يا أخي الطيب أبو غسان المحترم..
                          و مازلنا من المتابعات لحلقاتك َالمباركة..

                          دمتَ بخير و عافية يارب

                          أختكَ بان

                          تعليق


                          • #14
                            تحية الكبيرة للاخت بان
                            واليكم حلقة جديدة

                            حقوق الزوجة

                            يلخص الإمام زين العابدين عليه السلام حقوق الزوجة فيقول:
                            "وأما حق الزوجة فأن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكناً وأنساً فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإنَّ لها عليك أن ترحمها"2.

                            وأما تفصيل الحقوق الذي ذكرها العلماء للزوجة فهي:

                            1- النفقة

                            والنفقة تكون من خلال عدة أمور هي:

                            أ- الطعام: والمقصود أن يكون بما هو المتعارف من الإطعام بلا تبذير ولا شح، بل يكون الإطعام بما يتناسب مع العرف وبما هو لائق بأمثالها، يقول الإمام الخميني قدس سره: "فأما الطعام فكميته بمقدار ما يكفيها لشبعها، وفي جنسه يرجع إلى ما هو المتعارف لأمثالها في بلدها والموالم الوليمة لزواجها وما تعودت به بحيث تتضرر بتركه"3.
                            وحتى بالنسبة إلى الفاكهة، فإن على الزوج أن يؤمن لها ما هو المتعارف وما يليق بشأنها من فاكهة المواسم المختلفة يقول الإمام الخميني قدس سره: "وأولى بذلك المقدار اللازم من الفاكهة الصيفية التي تناولها كاللازم في الأهوية الحارة، بل وكذا ما تعارف من الفواكه المختلفة في الفصول لمثلها"4.
                            41
                            إلا أن على الرجل أن لا يغفل على أن المقدار الذي ذكرناه إنما هو أدنى الواجب أما المستحب وما ندب إليه الشرع المقدس فهو أن يسبغ على العيال ففي الرواية عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "إن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله"5.

                            ب- اللباس: وكذلك عليه أن يؤمن لها الملبس المناسب بشأنها، وبما هو المتعارف، وكذا عليه أن يؤمن لها الملبس المناسب للشتاء وللصيف، يقول الإمام الخميني قدس سره: "وكذلك الحال في الكسوة، فيلاحظ في قدرها وجنسها عادة أمثالها وبلد سكناها والفصول التي تحتاج إليها شتاء وصيفا"6.


                            ج- السكن: عليه أن يؤمن لها مسكناً مناسباً بحالها، فيه المنتفعات الأساسية، وليس لها أن تشترط أن يكون مملوكاً بل عليه أن يؤمن السكن فقط ولو بالإجارة.

                            ويمكن للزوجة أن تطالب بالتفرد أي أن تكون منفردة بالسكن، أي لا يدخل معها في البيت سواها، يقول الإمام الخميني قدس سره: "وتستحق في الإسكان أن يسكنها داراً تليق بها بحسب عادة أمثالها، وكانت لها من المرافق ما تحتاج إليها، ولها أن تطالبه بالتفرد بالمسكن عن مشاركة غير الزوج ضرة أو غيرها، من دار أو حجرة منفردة المرافق، إما بعارية أو إجارة أو ملك..."7.

                            وأما الفرش في البيت فبالشروط السابقة، أي أن يكون مناسباً لحالها وشأنها، "وأما الإخدام فإنما يجب إن كانت ذات حشمة وشأن ومن ذوي الإخدام، وإلا خدمت نفسها، وإذا وجبت الخدمة فإن كانت من ذوات
                            42
                            الحشمة بحيث يتعارف من مثلها أن يكون لها خادم مخصوص لا بد من اختصاصها به، ولو بلغت حشمتها بحيث يتعارف من مثلها تعدد الخادم فلا يبعد وجوبه... والأولى إيكال الأمر إلى العرف والعادة في جميع المذكورات، وكذا في الآلات والأدوات المحتاج إليها، فهي أيضا تلاحظ ما هو المتعارف لأمثالها بحسب حاجات بلدها التي تسكن فيها"8.

                            من خلال ما تقدم من الحديث عن النفقة نستنتج بعض الأمور:

                            1- ليس للمرأة التي ليس من شأنها أن يكون لها خادمة أن تطالب زوجها بخادمة، حتى لو كانت في حاجة إليها، إلا أنه من الأخلاقيات إذا كان قادراً أن يؤمِّن لها خادمةً.

                            2- ليس للزوجة أن تطالب زوجها بشراء الألبسة التي لا تليق بشأنها، من الأنواع الغالية والثمينة وكذا المجوهرات وغير ذلك.

                            3- إن ما تطلبه الزوجة من زوجها كتملك شقةٍ، لا موجب له شرعاً بالنسبة للزوج بل إن الإجارة أو الاستعارة هي الواجب عليه ولا شيء آخر.

                            2- الوصال

                            المواقعة هي الحق الثاني من حقوق الزوجة، فإنه يجب على الزوج أن يواقع زوجته مرة في الأربعة أشهر، نعم يستحب له أن يقضي حاجتها، بل الأحوط وجوب ذلك إذا كانت في معرض المعصية لو لم يواقعها9.

                            وينبغي أن يتهيأ الرجل لزوجته، كما ورد
                            43
                            عن الإمام الكاظم عليه السلام، حيث يروي الحسن بن جهم قال: رأيت أبا الحسن اختضب، فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال: نعم، إن التهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة، ثم قال: "أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا، قال: فهو ذاك"10.

                            وعن الإمام الصادق عليه السلام: "لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها"
                            11.

                            كما أن المكوث في البيت مع العيال من الأمور التي دعا لها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ففي الرواية عنه: "جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا"12.

                            وكثيرا ما نسمع عن زوجة يغيب عنها زوجها بسبب العمل لفترات، وعندما يعود لا يبقى ليجلس معها فترات كافية بالنسبة إليها لتشعر بوجوده وتعوض عن فترة غيابه، بل يبادر إلى السهرات الطويلة بعيداً عنها، ويخرج إلى النزهات لوحده كمن لا مسؤولية عليه.
                            44

                            تعليق


                            • #15
                              يتبع من جديد


                              الدرس الخامس: حقوق الزوج
                              تمهيد

                              هناك مجموعة من الحقوق التي أعطاها الله تعالى للرجل، ليؤدي دوره من خلالها، هذه الحقوق التي أكد الشرع المقدس على ضرورة مراعاتها والالتزام بها، حتى ورد في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: "أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها، وأعظم الناس حقاً على الرجل أمّه"1.


                              ما هي حقوق الزوج؟

                              سنتطرق لكل حق من هذه الحقوق بشيء من التفصيل.

                              1- حق الاستمتاع

                              إن للزوج الحق في الاستمتاع بالزوجة، ويجب على المرأة أن تلبي رغبة الرجل في ممارسة حقه الطبيعي والشرعي، ما لم يكن هناك مانع شرعي كما لو كانت في أيام عادتها الشهرية، أو أيام نفاسها، فإنه يحرم على المرأة والرجل ممارسة العملية الجنسية الكاملة في هذه
                              47
                              الأيام، أما سائر الاستمتاعات دون العملية الكاملة فهو جائز2.

                              وفي الرواية أنه جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقالت: "يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: "أن تطيعه ولا تعصيه. ولا تتصدق من بيتها بشيء إلا بإذنه، ولا تصوم تطوعا إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب". والمقصود بالقتب: رحلٌ صغيرٌ على قدر السنام أي يوضع على الجمل3، والتعبير بهذا كناية عن شدة الوجوب في أن تكون الزوجة تحت رغبة زوجها ولو في أحلك الظروف.

                              خلاصة الأمر: أن على المرأة أن تكون في استعدادٍ تام لتلبية رغبات الزوج الجنسية بحيث توفر له الحصانة التي يسعى إليها من هذه الناحية.

                              التجمل له:

                              والمراد من التجمل أن يراها في صورة تسره دائماً وتجذبه إليها من خلال لبس الأثواب التي يحبها ووضع العطور التي يستأنس بها وغير ذلك من الأمور التي تدرك الزوجة أنها تحسنها في عيني زوجها، وقد ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلةٍ تكون منها، وإظهارُ العشقِ لهُ بالخَلابة، والهيئةِ الحسنةِ لها في عينه"4.

                              من المشاكل المتعلقة بحق الاستمتاع:

                              على الزوج أن يلتفت إلى أمر مهم آخر، وهو أن تحقيق الرغبة والوصول إلى الرضا حالة الإشباع الجنسي ليس حكراً عليه، بل إن الزوجة أيضا
                              48
                              يحق لها أن تصل إلى ما وصل إليه، لأن وصول أحدهما إلى غايته دون الآخر قد يتسبب بعديد من المشاكل.

                              وعلى كل من الزوج والزوجة أن يسعى بطريقته لحل هذه الأزمة، فلو كانت الزوجة هي التي لا تصل إلى حالة الإشباع كما هو الغالب، وسبب ذلك الخجل في العلاقة مع الزوج، فتكتفي بسبب هذا الخجل في أن يأخذ الرجل حاجته منها، حتى ولو كانت قد أقحمت نفسها في هذه العلاقة من دون أن تكون محققة لكامل رغبتها.

                              وهذا خطأ ينعكس نفسياً على المرأة، وينعكس على أدائها العملي، ويزيد في شعورها بأنها مظلومة معه، وأنه يحصل على مبتغاه، ولا تحصل هي على شيء في المقابل.

                              إذا كيف نعالج هذه المسألة؟

                              إن العلاقة الناجحة ليست العلاقة التي تتجاوب فيها المرأة فقط، إنما العلاقة الناجحة هي التي يتجاوب فيها الرجل أيضاً مع المرأة، فكما تتجاوب معه فيما يطلبه ليصل إلى رغبته، يجب أن يتجاوب معها فيما تطلبه لتصل إلى رغبتها، وقد ورد في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام :"إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته فلا يعجلها، فإن للنساء حوائج"
                              5.

                              2- حق إعطاء الإذن في الخروج من المنزل

                              الحق الثاني من حقوق الزوج ، هو حق إعطاء الإذن للمرأة فيما لو أرادت الخروج من البيت، فلا يجوز للزوجة أن تخرج إلا بإذن زوجها.
                              وحق الإذن بالخروج حق ثابت للرجل لا يقبل اشتراط عدمه في العقد عقد الزواج، فلو اشترطت المرأة على الرجل في العقد، أن لا يكون من
                              49
                              حقه أن يمنعها من الخروج من المنزل، سقط الشرط، وصح العقد6.

                              وقد ورد في الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم: "... ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الأرض وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها"7.

                              إن حق إعطاء الإذن في الخروج من المنزل هو نقطة مركزية في صلاحيات الرجل، وعدم الخروج من المنزل له علاقة بالموضوع الإداري،كما أن له علاقة بتنظيم حالة الأسرة.

                              يمكن لبعض النساء أن يسألن: ألا يشكل هذا ظلماً للمرأة والعياذ بالله؟

                              وللجواب على هذا: أنه إذا فهمنا أن هذا الحق جزء من الدائرة الإدارية للرجل، فهو أمر طبيعي وعادل، حينما يكون الرجل قد تربى تربيةً يخشى معها الله تعالى، ويلتفت إلى إنسانية الطرف الآخر، ويكون في إدارته واعياً، بحيث لا يصبح الخروج عقبة من قبله في إعطاء الإذن، ولا من قبلها في تكراره بطريقة تضيع طبيعة الحياة الزوجية.
                              فالصلاحيات المعطاة إسلامياً للزوج هي بالواقع ضابطةٌ تقول للزوجة: ادرسي وضعك جيداً، فلا يجوز أن تبقي خارج البيت دون استئذان، فالرجل لا يرتاح عندما يجد أن زوجته خارج البيت معظم الوقت، وأن تستهتر بوجودها في البيت، فهذا خلاف مواصفات الحياة الأسرية السليمة، وبناءً عليه فإن على المرأة:
                              50
                              أولاً: أن تحتاط باختيار أوقات الخروج من المنزل بحيث لا تتنافى مع رغبات الزوج أو تتنافى مع الواجبات الأسرية الأخرى.

                              ثانياً: أن تأخذ الزوجة بعين الاعتبار أنه ليس لها حق شرعي بالخروج من المنزل إلاَّ بإذن، ما يشكل عندها نوعاً من الرضا، وطالما أنه حقٌّ شرعيٌّ تتقبل الأمر تسليماً للأحكام الإلهية.

                              ينبغي للزوج من الناحية الأخلاقية والإنسانية مراعاة رغباتها وخصوصياتها، فلا يكون أنانياً ومتشدداً، إلى درجة الإضرار بمشاعرها، بل عليه أن يعطيها حريةً معقولة ويتمتع بشيء من المرونة الحكيمة في هذا المجال.
                              فالمشكلة ليس من الضابطة والتنظيم الإداري، المشكلة في السلوك والأداء والممارسة، وهذا الذي يحتاج مراجعة ومتابعة، وهو الذي يسبب مشكلة للمرأة في بعض الحالات.

                              3- حق حسم الأمور الإدارية في الأسرة

                              الحق الثالث من حقوق الرجل التي يمكن فهمها كنتيجة غير مباشرة لوجوب الإنفاق المنوط بالزوج هو حق حسم الأمور التي تتعلق بالإدارة المالية للمنزل.
                              فعندما قلنا إن الإنفاق في داخل الأسرة من واجب الرجل، فمن الطبيعي أن لا ينفق الرجل إلا على ما يقنعه ويراه صالحاً.

                              إن حسم الأمور في داخل الأسرة بالحقيقة له علاقة مركزية بالإنفاق وهذا مثاله في المسألة المالية، وقد ينسحب إلى المسائل الأخرى كالتربوية أو غيرها لو كانت على ارتباط
                              51
                              بمسألة الإنفاق، فلو اختلف الزوجان في الشؤون التربوية، كأن أراد الزوج أن يجعل الولد في مدرسة معينة، والزوجة ترى أن يكونَ في مدرسة أخرى، فالحسم بالنهاية للزوج، لأنه هو الذي سيدفع في كلتا المدرستين، فقد حمله الإسلام مسؤولية تربية الأولاد والإنفاق عليهم.
                              وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: "... ولا تعطي شيئاً إلا بإذنه، فإن فعلت فعليها الوزر وله الأجر..."8.


                              حدود وجوب الطاعة

                              خارج هذه الدائرة دائرة الإنفاق من الزوج، وحق الاستمتاع، ليس للزوج حق الطاعة، كما لو طلب منها أن ترتكب محرماً فإنه لا يجوز لها أن تطيعه في الأمر.
                              للرجل حق القرار بالأمور المشتركة التي تحتاج إلى قرار، أما التصرفات الشخصية كتصرفها في أموالها الخاصة، أو أن تعبِّر بطريقة معينة أو تعمل عملاً معيناً، أو تمتنع عن امتلاك غرضٍ خاص، لا علاقة له بحق الاستمتاع، أو حق الخروج من المنزل، فهذه الأمور من شؤونها الخاصة التي لا حق له في الإلزام فيها.
                              يقول الإمام الخميني قدس سره في هذا الأمر: "لا يتحقق النشوز بترك طاعته فيما ليست بواجبة عليها، فلو امتنعت عن خدمات البيت وحوائجه التي لا تتعلق بالاستمتاع من الكنس أو الخياطة أو الطبخ أو غير ذلك، حتى سقي الماء وتمهيد الفراش، لم يتحقق النشوز"9، لأن خدمة المنزل وتوابعها ليست واجبةً عليها.
                              52

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X