إن هناك إعجاز عددي في الأية رقم ٣ من سورة المائدة
"حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلم ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلم دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم"
إن الجزء من هذه الأية (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلم دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) يقول عنها العامة إنها نزلت في ٩ ذي الحجة سنة ١٠ هجري و هناك راي أخر يقول إنها نزلت بعد ذلك بتسعة أيام في يوم الغدير ١٨ ذي الحجة السنة ١٠ هجري أو على الاقل إن الجزء “اليوم أكملت لكم دينكم ” نزل في ١٨ ذي الحجة وانه ممكن ان يكون الجزء الذي قبله يكون نزل قبل ذلك في يوم عرفة (راي الشيعة الإمامية).
لقد قمت بمراجعة عددية لهذه الاية و وجدت ان هناك إعجاز عددي في هذه الأية يفسر لنا متى بالضبط نزلت أية إكمال الدين. إن الأية من بدايتها "حرمت عليكم الميتة ......" إلى نهاية كلمة "فسق" تتكون من ٣٠ كلمة و بعد ذلك تاتي كلمة "اليوم" الأولى
الاحتمال الأول: فاذا قلنا إن الكلمات ٣٠ الأولى تعني شهر فاذا "كلمة" اليوم الأولى هي بداية الشهر التالي وعليه فانها تعني اليوم الأول من شهر النزول والمعروف إنه ذي الحجة ولكن لا يوجد أبدا من أي الطرق إن جزء الأية " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون" نزلت في بداية الشهر إذن لنحسب إلى نهاية هذه الجملة ونرى ، ستكون كلمة "واخشون" في رقم ٩ وهذا ممكن حيث إنها نزلت في يوم عرفة في ٩ ذي الحجة أما الجملة الثانية التي تبدأ بكلمة "اليوم" الثانية فانها تبدأ برقم ١٠ و يكون ورضيت ١٧ لكم ١٨ الإسلام ١٩ دينا ٢٠ . هذا يعني إن جزء الأية الذي يبداء من بداية كلمة "اليوم" الثانية كان نزولها في هذه المدة ١٧ إلى ٢٠ ذي الحجة اعتمادا على الحساب الحالي الذي يعتمد نهاية الجملة لحساب وقت النزول.
الاحتمال الثاني: أما إذا قلنا إن كلمة اليوم الأولى تعني ٩ ذي الحجة فنلاحظ إن كلمة "اليوم" الثانية جاءت بعد ٨ كلمات و هي الكلمة التاسعة ماذا يعني هذا؟؟ يعني إن لو حسبنا كل كلمة بيوم سيكون الاتي:
يئس : ١٠ ذي الحجة
الذين : ١١ ذي الحجة
كفروا : ١٢ ذي الحجة
من : ١٣ ذي الحجة
دينكم : ١٤ ذي الحجة
فلا : ١٥ ذي الحجة
تخشوهم : ١٦ ذي الحجة
واخشون : ١٧ ذي الحجة
اليوم : ١٨ ذي الحجة -------- وهو بالضبط يوم الغدير عندما نصب رسول الله علي بن أبي طالب لولاية المسلمين بعده
الاحتمال الثالث: وهناك دليل آخر وهو إذا حسبنا عدد الكلمات من بداية سورة المائدة مضافا لها ٤ كلمات "بسم الله الرحمن الرحيم" وهي في الحقيقة الأية رقم واحد حسب علم أهل البيت سنجد إن عدد الكلمات من بداية السورة إلى بداية كلمة "اليوم" الأولى ستكون ١٠٩ كلمة أي ٩-١٠ وهذا يشير إلى يوم ٩ ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة أما إذا عددنا من بداية السورة إلى بداية كلمة "اليوم" الثانية سيكون الحساب ١١٨ كلمة أي ١٨-١٠ وهذا يشير إلى يوم ١٨ من ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة يوم الغدير يوم إكمال الدين بولاية علي . هذا يدل على إن كلمة "يوم" الأولى ربما تعني يوم عرفة و حجة الوداع حيث إنها كانت سببا ليأس المنافقين و الكفار من دحر الإسلام أما كلمة "اليوم" الثانية فأنها تعني يوما أخر و هو يوم الغدير حيث جرى تحديد الولاية لامير المؤمنين علي بن أبي طالب في ١٨ ذي الحجة ، و هذا الحساب العددي - عن طريق ٣ طرق حسابية- هو دليل دامغ أخر على يوم الغدير و نزول أية الإكمال فيه و أليكم أيضا الأدلة الأخرى النقلية و الحديثية من كتب السنة :
الذي تعاضدت فيه الروايات الصحيحة الأسانيد ، التي تصرح بنزول هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد المسير من حجة الوداع ، وفي أثناء خطبة الغدير . وقد ثبت هذا من عدة طرق ، رجالها ثقات ، عن
عدد كبير من الصحابة ، منهم : علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ، وأبو سعيد الخدري ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود ، وأبو هريرة .
وفيها : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم دعا الناس إلى غدير خم ، وذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس إلى علي بن أبي طالب ، فأخذ بضبعه ، فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه .
ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ( 1 ) . ولا يفوتنا أن نذكر ما أورده بعضهم على بعض هذه الروايات ، ومجموع ذلك أمران :
الأول : حول إحدى الروايات عن أبي سعيد الخدري ، فقالوا : فيها أبو هارون العبدي ، وباقي رجالها ثقات . والثاني : في إحدى الروايتين عن أبي هريرة ، قالوا : فيها حبشون الخلال ، وهو ضعيف . وجواب ذلك :
1 - إن أبا هارون العبدي ، التابعي الذي حدث عن أبي سعيد الخدري وابن عمر ، لم يكن فيه من العيب لديهم سوى أنه حدث في فضائل علي عليه السلام ، فوصفه بعضهم بالتشيع ، ولهذا رد أحاديثه ( 2 ) .
2 - إن حبشون ذكره سبط ابن الجوزي ، فقال : حدث عنه الأزهري
* ( هامش ) *
( 1 ) أنظر ترجمة الإمام علي لابن عساكر 2 : 75 / 577 - 580 ، تاريخ بغداد 8 : 290 ،
تاريخ اليعقوبي 2 : 43 ، شواهد التنزيل - الحديث 210 - 215 ، المناقب لابن المغازلي : 19 ،
وابن الجوزي : 29 ، والخوارزمي : 80 ، والنور المشتعل : 56 ، وفرائد السمطين 1 : 315 ،
مقتل الإمام الحسين للخوارزمي : 47 ، ينابيع المودة : 115 ، والسيوطي في الدر المنثور 3 : 19 ،
والإتقان 1 : 75 في باب معرفة الحضري والسفري ، أما حكمه في التصحيح والتضعيف فقد تقدم تحقيقنا فيه .
( 2 ) أنظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7 : 412 / 670 ، فقد قال بعد أن استعرض أقوالهم المتشددة فيه ،
قال : وكان فيه تشيع ، وأهل البصرة يفرطون فيمن تشيع بين أظهرهم لأنهم عثمانيون . ( * )
ولم يضعفه ( 1 ) .
وقد مر أن الذهبي ذكره ، فقال صدوق ( 2 ) - كما وثقه الخطيب عند ترجمته له في تاريخ بغداد ، ولم يذكر خلافا فيه .
3 - لو صدق قولهم فيه ، فإن الرواية عن أبي هريرة قد وردت من طريق آخر ، رجاله موثقون وليس فيهم حبشون ( 3 ) .
* ( هامش ) *
( 1 ) تذكرة الخواص : 30 .
( 2 ) راجع ص : 96 .
( 3 ) كما في الحديث ( 210 ) من كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني .
1 ـ رواية أبي نعيم الأصفهاني:
قال: «حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن مخلّد، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثني يحيى الحماني، قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري ـ رضي اللّه عنه ـ: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم دعا الناس إلى عليٍّ عليه السلام في غدير خمّ، وأمر بما تحت الشجر من الشوك فقمّ، وذلك يوم الخميس، فدعا عليّاً، فأخذ بضبعيه فرفعهما حتّى نظر الناس إلى بياض إبطَي ر إنّ رواة حديث نزول هذه الآية المباركة في يوم الغدير ـ من كبار الأئمّة والحفّاظ الأعلام من العامّة ـ كثيرون جدّاً، نذكر هنا بعضهم:
1 ـ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، المتوفّى سنة 310.
2 ـ أبو الحسن عليّ بن عمر الدارقطني، المتوفّى سنة 385.
3 ـ أبو حفص بن شاهين، المتوفّى سنة 385.
4 ـ أبو عبداللّه الحاكم النيسابوري، المتوفّى سنة 405.
5 ـ أبو بكر بن مردويه الأصفهاني، المتوفّى سنة 410.
6 ـ أبو نعيم الأصفهاني، المتوفّى سنة 430.
7 ـ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفّى سنة 458.
8 ـ أبو بكر الخطيب البغدادي، المتوفّى سنة 463.
9 ـ أبو الحسين بن النقور، المتوفّى سنة 470.
10 ـ أبو سعيد السجستاني، المتوفّى سنة 477.
11 ـ أبو الحسن بن المغازلي الواسطي، المتوفّى سنة 483.
12 ـ أبو القاسم الحاكم الحسكاني.
13 ـ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصفهاني، المتوفّى سنة 515.
14 ـ أبو بكر بن المزرفي، المتوفّى سنة 527.
15 ـ أبو الحسن بن قبيس، المتوفّى سنة 530.
16 ـ أبو القاسم بن السمرقندي، المتوفّى سنة 536.
17 ـ أبو الفتح النطنزي، المتوفّى حدود سنة 550.
18 ـ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي، المتوفّى سنة 558.
19 ـ الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي، المتوفّى سنة 568.
20 ـ أبو القاسم بن عساكر الدمشقي، المتوفّى سنة 571.
21 ـ أبو حامد سعد الدين الصالحاني.
22 ـ أبو المظفّر سبط بن الجوزي، المتوفّى سنة 654.
23 ـ عبدالرزّاق الرسعني، المتوفّى سنة 661.
24 ـ شيخ الإسلام الحمويني الجويني، المتوفّى سنة 722.
25 ـ عماد الدين بن كثير الدمشقي، المتوفّى سنة 774.
26 ـ جلال الدين السيوطي، المتوفّى سنة 911.
فهولاء أئمّة القوم وكبار حفّاظهم في مختلف القرون، قد أخرجوا هذا الحديث في كتبهم، ورووه بأسانيدهم... سول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت هذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم: اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الربّ برسالتي وبالولاية لعليٍّ من بعدي.
ـ رواية الخطيب البغدادي:
قال: «أنبأنا عبداللّه بن عليّ بن محمّد بن بشران(1)، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيّوب الخلاّل، حدّثنا عليّ بن سعيد الرملي، حدّثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال:
من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خمّ، لمّا أخذ النبيّ صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب، فقال: ألست وليّ المؤمنين؟!
قالوا: بلى يا رسول اللّه.
قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه.
فقال عمر بن الخطّاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب،أصحبت مولاي ومولى كلّ مسلم.
فأنزل اللّه: (اليوم أكملت لكم دينكم).
ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستّين شهراً، وهو أوّل يوم نزل جبريل على محمّد صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم بالرسالة.
اشتهر هذا الحديث من رواية حبشون،
وقد تابعه عليه أحمد بن عبداللّه بن النيري، فرواه عن عليّ بن سعيد، أخبرنيه الأزهري، حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن أخي ميمي، حدّثنا أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن العبّاس بن سالم بن مهران المعروف بابن النيري ـ إملاءً ـ، حدّثنا عليّ بن سعيد الشامي، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة... وذكر مثل ما تقدّم أو نحوه»(2).
ـ رواية ابن عساكر:
رواه بطرق، فأخرج بسنده عن أبي بكر الخطيب، كما تقدّم عن تاريخ بغداد حرفاً بحرف... ثمّ قال:
«أخبرناه عالياً أبو بكر بن المزرفي، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عمر بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبداللّه بن أحمد، أنبأنا عليّ بن سعيد الرقّي، أنبأنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة...».
"حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلم ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلم دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم"
إن الجزء من هذه الأية (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلم دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) يقول عنها العامة إنها نزلت في ٩ ذي الحجة سنة ١٠ هجري و هناك راي أخر يقول إنها نزلت بعد ذلك بتسعة أيام في يوم الغدير ١٨ ذي الحجة السنة ١٠ هجري أو على الاقل إن الجزء “اليوم أكملت لكم دينكم ” نزل في ١٨ ذي الحجة وانه ممكن ان يكون الجزء الذي قبله يكون نزل قبل ذلك في يوم عرفة (راي الشيعة الإمامية).
لقد قمت بمراجعة عددية لهذه الاية و وجدت ان هناك إعجاز عددي في هذه الأية يفسر لنا متى بالضبط نزلت أية إكمال الدين. إن الأية من بدايتها "حرمت عليكم الميتة ......" إلى نهاية كلمة "فسق" تتكون من ٣٠ كلمة و بعد ذلك تاتي كلمة "اليوم" الأولى
الاحتمال الأول: فاذا قلنا إن الكلمات ٣٠ الأولى تعني شهر فاذا "كلمة" اليوم الأولى هي بداية الشهر التالي وعليه فانها تعني اليوم الأول من شهر النزول والمعروف إنه ذي الحجة ولكن لا يوجد أبدا من أي الطرق إن جزء الأية " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون" نزلت في بداية الشهر إذن لنحسب إلى نهاية هذه الجملة ونرى ، ستكون كلمة "واخشون" في رقم ٩ وهذا ممكن حيث إنها نزلت في يوم عرفة في ٩ ذي الحجة أما الجملة الثانية التي تبدأ بكلمة "اليوم" الثانية فانها تبدأ برقم ١٠ و يكون ورضيت ١٧ لكم ١٨ الإسلام ١٩ دينا ٢٠ . هذا يعني إن جزء الأية الذي يبداء من بداية كلمة "اليوم" الثانية كان نزولها في هذه المدة ١٧ إلى ٢٠ ذي الحجة اعتمادا على الحساب الحالي الذي يعتمد نهاية الجملة لحساب وقت النزول.
الاحتمال الثاني: أما إذا قلنا إن كلمة اليوم الأولى تعني ٩ ذي الحجة فنلاحظ إن كلمة "اليوم" الثانية جاءت بعد ٨ كلمات و هي الكلمة التاسعة ماذا يعني هذا؟؟ يعني إن لو حسبنا كل كلمة بيوم سيكون الاتي:
يئس : ١٠ ذي الحجة
الذين : ١١ ذي الحجة
كفروا : ١٢ ذي الحجة
من : ١٣ ذي الحجة
دينكم : ١٤ ذي الحجة
فلا : ١٥ ذي الحجة
تخشوهم : ١٦ ذي الحجة
واخشون : ١٧ ذي الحجة
اليوم : ١٨ ذي الحجة -------- وهو بالضبط يوم الغدير عندما نصب رسول الله علي بن أبي طالب لولاية المسلمين بعده
الاحتمال الثالث: وهناك دليل آخر وهو إذا حسبنا عدد الكلمات من بداية سورة المائدة مضافا لها ٤ كلمات "بسم الله الرحمن الرحيم" وهي في الحقيقة الأية رقم واحد حسب علم أهل البيت سنجد إن عدد الكلمات من بداية السورة إلى بداية كلمة "اليوم" الأولى ستكون ١٠٩ كلمة أي ٩-١٠ وهذا يشير إلى يوم ٩ ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة أما إذا عددنا من بداية السورة إلى بداية كلمة "اليوم" الثانية سيكون الحساب ١١٨ كلمة أي ١٨-١٠ وهذا يشير إلى يوم ١٨ من ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة يوم الغدير يوم إكمال الدين بولاية علي . هذا يدل على إن كلمة "يوم" الأولى ربما تعني يوم عرفة و حجة الوداع حيث إنها كانت سببا ليأس المنافقين و الكفار من دحر الإسلام أما كلمة "اليوم" الثانية فأنها تعني يوما أخر و هو يوم الغدير حيث جرى تحديد الولاية لامير المؤمنين علي بن أبي طالب في ١٨ ذي الحجة ، و هذا الحساب العددي - عن طريق ٣ طرق حسابية- هو دليل دامغ أخر على يوم الغدير و نزول أية الإكمال فيه و أليكم أيضا الأدلة الأخرى النقلية و الحديثية من كتب السنة :
الذي تعاضدت فيه الروايات الصحيحة الأسانيد ، التي تصرح بنزول هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد المسير من حجة الوداع ، وفي أثناء خطبة الغدير . وقد ثبت هذا من عدة طرق ، رجالها ثقات ، عن
عدد كبير من الصحابة ، منهم : علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ، وأبو سعيد الخدري ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود ، وأبو هريرة .
وفيها : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم دعا الناس إلى غدير خم ، وذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس إلى علي بن أبي طالب ، فأخذ بضبعه ، فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه .
ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ( 1 ) . ولا يفوتنا أن نذكر ما أورده بعضهم على بعض هذه الروايات ، ومجموع ذلك أمران :
الأول : حول إحدى الروايات عن أبي سعيد الخدري ، فقالوا : فيها أبو هارون العبدي ، وباقي رجالها ثقات . والثاني : في إحدى الروايتين عن أبي هريرة ، قالوا : فيها حبشون الخلال ، وهو ضعيف . وجواب ذلك :
1 - إن أبا هارون العبدي ، التابعي الذي حدث عن أبي سعيد الخدري وابن عمر ، لم يكن فيه من العيب لديهم سوى أنه حدث في فضائل علي عليه السلام ، فوصفه بعضهم بالتشيع ، ولهذا رد أحاديثه ( 2 ) .
2 - إن حبشون ذكره سبط ابن الجوزي ، فقال : حدث عنه الأزهري
* ( هامش ) *
( 1 ) أنظر ترجمة الإمام علي لابن عساكر 2 : 75 / 577 - 580 ، تاريخ بغداد 8 : 290 ،
تاريخ اليعقوبي 2 : 43 ، شواهد التنزيل - الحديث 210 - 215 ، المناقب لابن المغازلي : 19 ،
وابن الجوزي : 29 ، والخوارزمي : 80 ، والنور المشتعل : 56 ، وفرائد السمطين 1 : 315 ،
مقتل الإمام الحسين للخوارزمي : 47 ، ينابيع المودة : 115 ، والسيوطي في الدر المنثور 3 : 19 ،
والإتقان 1 : 75 في باب معرفة الحضري والسفري ، أما حكمه في التصحيح والتضعيف فقد تقدم تحقيقنا فيه .
( 2 ) أنظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7 : 412 / 670 ، فقد قال بعد أن استعرض أقوالهم المتشددة فيه ،
قال : وكان فيه تشيع ، وأهل البصرة يفرطون فيمن تشيع بين أظهرهم لأنهم عثمانيون . ( * )
ولم يضعفه ( 1 ) .
وقد مر أن الذهبي ذكره ، فقال صدوق ( 2 ) - كما وثقه الخطيب عند ترجمته له في تاريخ بغداد ، ولم يذكر خلافا فيه .
3 - لو صدق قولهم فيه ، فإن الرواية عن أبي هريرة قد وردت من طريق آخر ، رجاله موثقون وليس فيهم حبشون ( 3 ) .
* ( هامش ) *
( 1 ) تذكرة الخواص : 30 .
( 2 ) راجع ص : 96 .
( 3 ) كما في الحديث ( 210 ) من كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني .
1 ـ رواية أبي نعيم الأصفهاني:
قال: «حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن مخلّد، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثني يحيى الحماني، قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري ـ رضي اللّه عنه ـ: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم دعا الناس إلى عليٍّ عليه السلام في غدير خمّ، وأمر بما تحت الشجر من الشوك فقمّ، وذلك يوم الخميس، فدعا عليّاً، فأخذ بضبعيه فرفعهما حتّى نظر الناس إلى بياض إبطَي ر إنّ رواة حديث نزول هذه الآية المباركة في يوم الغدير ـ من كبار الأئمّة والحفّاظ الأعلام من العامّة ـ كثيرون جدّاً، نذكر هنا بعضهم:
1 ـ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، المتوفّى سنة 310.
2 ـ أبو الحسن عليّ بن عمر الدارقطني، المتوفّى سنة 385.
3 ـ أبو حفص بن شاهين، المتوفّى سنة 385.
4 ـ أبو عبداللّه الحاكم النيسابوري، المتوفّى سنة 405.
5 ـ أبو بكر بن مردويه الأصفهاني، المتوفّى سنة 410.
6 ـ أبو نعيم الأصفهاني، المتوفّى سنة 430.
7 ـ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفّى سنة 458.
8 ـ أبو بكر الخطيب البغدادي، المتوفّى سنة 463.
9 ـ أبو الحسين بن النقور، المتوفّى سنة 470.
10 ـ أبو سعيد السجستاني، المتوفّى سنة 477.
11 ـ أبو الحسن بن المغازلي الواسطي، المتوفّى سنة 483.
12 ـ أبو القاسم الحاكم الحسكاني.
13 ـ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصفهاني، المتوفّى سنة 515.
14 ـ أبو بكر بن المزرفي، المتوفّى سنة 527.
15 ـ أبو الحسن بن قبيس، المتوفّى سنة 530.
16 ـ أبو القاسم بن السمرقندي، المتوفّى سنة 536.
17 ـ أبو الفتح النطنزي، المتوفّى حدود سنة 550.
18 ـ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي، المتوفّى سنة 558.
19 ـ الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي، المتوفّى سنة 568.
20 ـ أبو القاسم بن عساكر الدمشقي، المتوفّى سنة 571.
21 ـ أبو حامد سعد الدين الصالحاني.
22 ـ أبو المظفّر سبط بن الجوزي، المتوفّى سنة 654.
23 ـ عبدالرزّاق الرسعني، المتوفّى سنة 661.
24 ـ شيخ الإسلام الحمويني الجويني، المتوفّى سنة 722.
25 ـ عماد الدين بن كثير الدمشقي، المتوفّى سنة 774.
26 ـ جلال الدين السيوطي، المتوفّى سنة 911.
فهولاء أئمّة القوم وكبار حفّاظهم في مختلف القرون، قد أخرجوا هذا الحديث في كتبهم، ورووه بأسانيدهم... سول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت هذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم: اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الربّ برسالتي وبالولاية لعليٍّ من بعدي.
ـ رواية الخطيب البغدادي:
قال: «أنبأنا عبداللّه بن عليّ بن محمّد بن بشران(1)، أنبأنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيّوب الخلاّل، حدّثنا عليّ بن سعيد الرملي، حدّثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال:
من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خمّ، لمّا أخذ النبيّ صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب، فقال: ألست وليّ المؤمنين؟!
قالوا: بلى يا رسول اللّه.
قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه.
فقال عمر بن الخطّاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب،أصحبت مولاي ومولى كلّ مسلم.
فأنزل اللّه: (اليوم أكملت لكم دينكم).
ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستّين شهراً، وهو أوّل يوم نزل جبريل على محمّد صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم بالرسالة.
اشتهر هذا الحديث من رواية حبشون،
وقد تابعه عليه أحمد بن عبداللّه بن النيري، فرواه عن عليّ بن سعيد، أخبرنيه الأزهري، حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن أخي ميمي، حدّثنا أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن العبّاس بن سالم بن مهران المعروف بابن النيري ـ إملاءً ـ، حدّثنا عليّ بن سعيد الشامي، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة... وذكر مثل ما تقدّم أو نحوه»(2).
ـ رواية ابن عساكر:
رواه بطرق، فأخرج بسنده عن أبي بكر الخطيب، كما تقدّم عن تاريخ بغداد حرفاً بحرف... ثمّ قال:
«أخبرناه عالياً أبو بكر بن المزرفي، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عمر بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبداللّه بن أحمد، أنبأنا عليّ بن سعيد الرقّي، أنبأنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة...».
قال: «وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا محمّد بن عبداللّه بن الحسين الدقّاق، أنبأنا أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن العبّاس بن سالم بن مهران المعروف بابن النيري...»(1).
تعليق