اخرج زوجته وابناءه .. واغلق أبواب بيته.. وأسدل الستار على نفسه ,,.... فبقي بمفرده .. فخطرت له خاطره .. وفكره شيطانية .. قام على إثرها متثاقلا.. عازما على رؤية ما حرم الله ..ففتح الشاشة .. واصبح يقلب بناظريه فيها.. على ابشع الصور وأحقرها .. وداعي الإيمان ينبض في قلبه ويرتجف ويضطرب .. اقفل .. اقفل .. لا تعصي الجبار .. لاتعصي سريع الانتقام .. لا تجعل الله أهون الناظرين إليك.. يا ويلاه .. كيف لو قبض الله روحك وأنت على ذلك ..يا ويلاه .. كيف لو طمس الله بصرك فأعماك .. اقفل .. اقفل .. قبل أن يحل بك البلاء في نفسك أو اهلك .. فان الله تعالى .. قلب ديار قوم لوط بسبب المعصية .. وخسف بقارون بسبب المعصية .. واغرق فرعون بسبب المعصية .. وارسل الريح العقيم على عاد بسبب المعصية .. إنها سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير فيمن عصاه .. قال تعالى (( من يعمل سوء يجز به )) وقال سبحانه (( فكلا أخذنا بذنبه )) وقال سبحانه (( افامن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون.. أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين)) نعم انه الوعد الالهي الحق (( سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا )) فمسكين أنت يامن جعلت نفسك خصيما لله رب العالمين ... ثم أما والله لو علمت خطر وعاقبة ما أقدمت عليه .. لبكيت البكاء الحار المر .. قال صلى الله عليه وسلم ((‏ ‏ ‏لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال ‏ ‏تهامة ‏ ‏بيضاء ... فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا: قال ‏ ‏ثوبان ‏ ‏يا رسول الله : صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم : قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )) ..فاللهم رحماك ..اللهم رحماك ... قال صلى الله عليه وسلم (( يا غلام احفظ الله يحفظك )) ...... ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه انك أنت الوهاب