بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
إن قيل لك ( ضعيف الإسناد )، فراجع لعل ضعفه المزعوم لأن أحد الرواة في حفظه شيء مع كونه صدوقا ! ، فهل هذا المستوى من الضعف يجوز لك أن تهمل الرواية وترميها ؟ ألا يوجد أصل عقلائي يقول إن الأصل عدم الاشتباه والخطأ إلا أن يثبت بالدليل ؟!
ولو وجدنا راويه كذاب أو يروي المناكير ، أو يخالف الثقات ،، فاسأل نفسك سؤالا : لماذا صار كذابا ؟ لعله صار كذلك لأنه روى هذا الصنف من الروايات !! لذلك رمي بالكذب ! مع أنه لم يرو إلا ما قيل له !!
ثم إن هذا التضعيف مبني على دور باطل ، لأن الرواية ضعيفة لضعف الراوي ،، وضعف الراوي ثبت لأجل روايته هذه الرواية !!
وهاك شاهد على ذلك :
ضعفاء العقيلي ج3 ص416 :
" حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحسن بن على الحلواني حدثنا محمد بن داود الحداني قال سمعت عيسى بن يونس يقول ما رأيت الأعمش خضع إلا مرة واحدة فإنه حدثنا بهذا الحديث قال علي : ( أنا قسيم النار ) فبلغ ذلك أهل السنة فجاءوا إليه فقالوا : أتحدث بأحاديث تقوي بها الروافضة والزيدية والشيعة ؟!! فقال : سمعته فحدثت به فقالوا : فكل شيء سمعته تحدث به ؟!!! قال : فرأيته خضع ذلك اليوم ".
انظر كيف كان وضع أهل السنة من رواية فضائل أهل البيت عليهم السلام !! مع أن عليا عليه السلام ميزان لتحديد المنافق من المؤمن !!

ولو لاحظنا كتب أهل السنة وما فيها من كم هائل للروايات - الصحيحة والضعيفة - الناصة صريحا على إمامة أهل البيت عليهم السلام وأن علي بن أبي طالب هو الإمام
الحق الواجب الطاعة من الله على الأمة ، هل يمكن للسني المنصف الجزم بأن كل هذه الروايات بعددها الكبير والهائل كذب موضوع على رسول الله ؟!! من يمكنه إثبات ذلك
بالقطع ؟! فإن المتهم قد يصدق ، هذا في حال وقوع المتهم في السند ، فما بالك إن كان عدد من تلك الروايات قد ضعف لأجل سوء حفظ الراوي !! بل لأنه قال ( عن فلان ) من غير أن يقول ( حدثني فلان ) فتضعف الرواية ،،
فهنا يتأزم أمر هذا المنصف العاقل لأنه حتما سيقول : إن سيء الحفظ قد يحفظ ! بل لعله لم يخطئ إلا في موارد قليلة ليست هذه الرواية منها ،، والمدلس الذي قال ( عن فلان )
قد يكون سامعا للحديث عن فلان حقا !! ،،، فحينها من أين يثبت لنا كذب نحو هذه الروايات لأجل هذه العلل الخفيفة المحتملة !!
لذاك نقول إن مذهب أهل السنة يعتمد الظن والاحتمال و الظن قال تعالى فيه :{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }يونس36
لأن كثرة
الروايات التي تثبت ولاية أهل البيت عليهم السلام المنتشرة في كتبهم - كما في ميزان الاعتدال ولسانه وتهذيب الكمال وتهذيبه والضعفاء للعقيلي والكامل في الضعفاء للابن عدي والضعفاء الكبير للذهبي والعلل المتناهية لابن الجوزي بل وأيضا اللآلئ المصنوعة للسيوطي
والموضوعات لابن الجوزي و و و الخ - تجعل المرء السني العاقل في حيرة من أمره حيث لا يمكنه إثبات كذبها على رسول الله بالقطع واليقين .
وأزيد هذا الأمر إثباتا : أني لو وجدت في الكافي أو التهذيب أو الاستبصار أو حتى بحار الأنوار عددا ضيئا - بالنسبة لعدد الروايات السنية - روايات تقول أن عليا عليه السلام
ليس بخليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولو من الطرق الضعيفة البحتة، لكنت متأثرا من وجودها ولكان من الحري لي أن أبحث في أصل مذهبي وهل هو على
المنهاج الحق أم لا ،،، ولكن هذا غير موجود في روايات أهل البيت عليهم السلام ، لأن القضية غير موجودة على أرض الواقع ،، لله الحمد . فكيف لو كنت سنيا -عاقلا طبعا-
ووجدت تلك الزرافات المتكثرة التي تملؤ المجلدات، أجدها كلها ناصة على أن عليا أولى الناس بالناس بعد رسول الله ؟!!!! ،، ألا أحتمل أن بعضها صادر من النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ؟! بلى والله !! ناهيك عن الروايات الصحيحة في ذلك ولكننا نأكل من القفا عند تفسيرها ونركب أخشن المراكب في تأويلها ؟!! بل وأكثر من ذلك وجود الروايات الصحيحة والحسنة على أن أهل البيت هداة الأمة مع عدم إمكان التأويل !!
الحمد لله الذي جعلنا على المذهب الحق ولم يعذبنا في النهار ويرقنا في الليل .
فانتبه أيها الأخ العزيز ،،، من الاعتماد الساذج على قولهم ( ضعيف الإسناد ) !!