(صوت العراق) - 17-03-2010
بقلم: فالح حسون الدراجي
لاتأمنوا علاوي، فالبعثيون لايؤتمنون!!
------------------------------------
فالح حسون الدراجي
كاليفورنيا
قبل أن تظهر السيدة ( العلويَّة) على شاشات التلفاز، وتعلن عليكم الجدول النهائي لنتائج الإنتخابات البرلمانية، فتعرفون الفائز الأول، ( والأول مُكرَّر ) والفائز الثاني، والفائز الثالث، والفائز العاشر، وقبل أن تعرفوا جميع أسماء ( الراسبين، والمكملين) في إمتحانات البكالوريا الإنتخابية، سأستبق الجميع، وأرفع صوتي عالياً، لأنبَّه، وأحذر جميع الكيانات الفائزة من خطورة الإتفاق ( والإرتفاق ) مع إمبراطور ( الوفاق ) أياد علاوي، فهذا الرجل الذي إنتمى لحزب البعث المجرم وهو في الثانية عشر من عمره .. ( يعني وهوَّ بعده بحليبه )!! ورافق عصابات البعث منذ ( نعومة أظفاره )، ثم ( زامل ) صدام منذ بدايات نشوئه الإجرامي.. فرضع الغدر، والأجرام من ثدي ( القيم ) العفلقية ( السامية )، ومن ثم ( تعامله ) مع خمسة عشر جهاز مخابرات أجنبية ( حسب قوله شخصياً)، بدءاً من المخابرات البريطانية، ومن ثم المخابرات الأمريكية، وإنتهاء ( بالمخادرات) الأردنية.. إن رجلاً والله، بمثل هذه المواصفات لايؤتمن على أمانة .. وإن على من يفكر جدياً بالصعود الى منصة الحكم عبرالتحالف مع هذا ( العلاوي )، فعليه قبل كل شيء أن يستعد لطعنة غادرة من طعنات ( أبو حمزة ) الشهم، وقد لايكتفي أبوحمزة عبرهذه الطعنة، بإخراج ( رئيس الوزراء المرتقب ) من سدة الحكم، بل ربما سيخرجه من سدة الحياة برمتها!! يتذكراليوم، وكل يوم كبار السن من أهالي الأعظمية الشاب أياد هاشم علاوي عندما كان طالباً في كلية بغداد، وطالباً في كلية الطب أيضاً، فيقول عنه ( المعاظمة ) كلاماً لو سمعه، أو قرأه الناس لما أعطاه أحد صوته قط، فالدكتورة هيفاء العزاوي، الطبيبة النسائية المقيمة في كاليفورنيا، والتي كانت زميلة لعلاوي في كلية الطب، تكتب مقالاً عن زميلها القديم علاوي تقول فيه :- ( لقد كان أياد علاوي واحداً من كبارالمسؤولين في الإتحاد الوطني لطلبة العراق، الذي أسسه حزب البعث عام 1960، وكان يأتي الى الكلية حاملاً مسدسه في حزامه، وكثيراً ما كان يلوح به للطلبة بقصد ارهابهم! وللأمانة فقد كان علاوي طالبا ذا مستوى علمي متواضع، يقضي جُلَّ وقته في باحة الكلية، أو في مطاردة الطالبات إلى بيوتهن) !!
وفي مكان آخر، تضيف الدكتورة هيفاء العزاوي أمراً مهماً عن زميلها علاوي فتقول :- ( ولمّا ذهب علاوي الى انكلترا للدراسة، كان يقضي اغلب وقته بمصاحبة القتلة، فيشاطرهم أعمالهم القذرة التي كلفهم بها النظام العراقي، وبعد ذلك صار هو هدفهم)!! وثمة زملاء، وأصدقاء ( ورفاق ) كثيرون لعلاوي تحدثوا عن سلوكه، وغدره، وإجرامه بما لايسع المجال لذكره في هذا المقال المحدود، ناهيك عن ماقاله عنه خصومه من كلام، وما قالته المهندسة بتول الشكرجي، التي كانت تسكن في منطقة الأعظمية / راغبة خاتون عن الجريمة الأخلاقية البشعة التي أرتكبها علاوي، وحفنة من الحرس القومي، بحق شقيقتها الطالبة الشيوعية (....) بعد إنقلاب شباط، وهي جريمة ( ماينلبس عليها ثوب )!! ولا أظن أن شخصاً سوياً واحداً يثق اليوم بالبعثيين، فيسلمهم طائعاً رقبته، بل ويسلمهم رقبة البلد كذلك، فالبعثيون الذي غدروا بمؤسس حزبهم، والأب الروحي لهم ميشيل عفلق، فأصدروا بحقه (في الشام) حكماً غيابياً بالإعدام، وما كان ليسلم ( الأستاذ ) من مشنقة الرفاق، لولا هروبه الى أحضان صدام مذعوراً، فيلوذ به من شر تلامذته النجباء جداً.. والبعثيون الذين قتلوا قياداتهم القومية، والقطرية، والعنجورية واحداً تلو الآخر، سواء على طريقة ( أبو سليمان )، أو على طريقة ( أبو عدَّاي ) في المسرحية الشهيرة : ( كل واحد ينذكر إسمو، يردد الشعار ويطلع.. يلله خفت هالشوارب )!! لذا فليس غريباً عليهم اليوم أن يغدروا بالمالكي، أو الجعفري، أو البارازاني، أو الطالباني، أو البولاني، بعد أن أدمنوا الغدر، والخيانة، وأستحلوا عض اليد التي تصافحهم ( هاي إذا ما قصوا الأصابع الخمسة)!! والبعثيون الذين جاءوا للحكم في العراق مرتين عن طريق الغدر والتآمر والخيانة، فرفعوا صور الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم على واجهات دباباتهم في الثامن من شباط الأسود، وما ان وصلوا باب وزارة الدفاع، حتى وجهوا نيرانهم الغادرة نحو صدور الجماهير الشعبية التي صدَّقت إدعاءاتهم، وراحت تصفق لهم. والبعثيون نفسهم الذين ضحكوا على ذقني عارف عبد الرزاق وإبراهيم الداود، فغدروا بهما في الثلاثين من تموز غدراً لامثيل له. والبعثيون وليس غيرهم من يتشرف اليوم علاوي ومعه (ثلاثة أرباع قائمته العفلقية) بالإنتماء لهم، فيذكرهم بالحب والتقدير (كل صباح وكل مسيَّه) ويترحم على روح ( القائد المؤسس مشعول اللشة ) بمناسبة، وبغير مناسبة.. هؤلاء البعثيون الذين تخرَّج أبو حمزة من مدرستهم الفاشية، لا عهد لهم ولا أمان بالمرَّة، فكيف تثقون بهم، وتتحالفون معهم، وهم الذين ذبحوا رفاقهم على طول تأريخهم المخزي ألف مرة؟! أليس من البديهة القول، بأن من كان أساسه إجرامياً لايمكن أن يكون سقفه وطنياً، وإن من رضع الغدر في طفولته لايمكن الرهان عليه في رجولته، وإن من المستحيل أن تجد يوماً شخصاً كان قد نهل من مستنقع العفلقية، وإرتوت عروقه من مياهه الآسنة في موضع الثقة، والطمأنينة، والإئتمان، فيُمنح فرصة تقرير مستقبل شعب عانى كثيراً من طعنات الغدر، والخيانة، وويلات القتل، والإجرام !! وصدقاً، فأنا لا أعرف سبباً واحداً يجعل سياسيينا المحترمين يثقون بشخص غادر مثل أياد علاوي فيتحالفون معه (من أجل مصلحة الشعب العراقي)، إذ كيف سيفي ويخلص ( للغرباء)، من كان قد غدر بأقرب رفاقه؟ ولا أكشف سراً لو قلت بأن أمامي الآن قائمة طويلة من رفاق وزملاء علاوي الذين غدر بهم (أبو حمزة) على طول مسيرته (النضالية)! ولعل من أبرز أسماء الضحايا الذين غدر بها أياد علاوي، هو الشهيد فصال الكعود، ومجموعة الضباط (الأنباريين)، فالشهيد فصال، وعشرة من الضباط الأبطال، وغالبيتهم من أبناء عمومته، وأقربائه قد قرروا قبل عشرين عاماً تصفية المجرم صدام، فالتقى لهذا الغرض آنذاك، الشهيد فصال مع أياد علاوي في مكان ما خارج العراق، وما أن وصل فصَّال الى العراق، حتى حاصرت قوات الأمن الخاص مكتبه التجاري، وأعتقلته مع بقية المجموعة الشجاعة قبل أن تبدأ خطواتها الأولى ... وكم كان الأمر مفاجئاً للشهيد الگعود، ولرفاقه أيضاً، عندما قدَّم لهم المحققون في جهاز الأمن الخاص صورة من ( الشيك ) الذي كان علاوي قد سلمَّه بيده ( نيابة عن أحدى الجهات) للشهيد فصال لتغطية مصاريف عملية الإغتيال!! وقتها فقط أدرك الشهيد فصال، أن علاوي قد(علسهُ ) لصالح صدام، وأن الأمر بات محسوماً الآن ولا مفر من ذلك، بخاصة، وأن لا أحد – غير علاوي - يعرف بموضوع الشيك، ولا أحد لديه النسخة الأخرى لهذا الشيك.. ومما زاد الشكوك بخيانة علاوي أن صوراً فوتوغرافية عديدة ألتقطت لفصال وهو يلتقي بعلاوي خارج العراق .. فكان حكم الإعدام عقوبة هؤلاء الرجال! وما كان ليسلم أحد من هؤلاء الأبطال، لولا تدخل الشيخ عناد البو نمر، وأصراره على إطلاق سراح أخوته وأبناء عشيرته مهدداً بقطع طريق العراق– الأردن إن أعدم أحد منهم. واليوم، وحيث تشير الأنباء الى أن علاوي قد حصل على عدد غير قليل من الأصوات في الإنتخابات الحالية، فإن على الجميع الإنتباه، والحذر من جنون هذا الرجل، فهو شخص طموح، ومحب للسلطة جداً، فضلاً عن إزدواجيته، ونرجسيته القاتلة.. ولعل أخطر مافي الأمر أن علاوي يضع صدام حسين نموذجاً يقتدي به دائماً، فهو يحاول تقليده في كل شيء، بدءاً من فرديته، وقسوته، ودكتاتوريته، وعنجهيته، وتصريحاته الفاشوشية، وليس إنتهاء بدفاعه المستميت عن قتلة الشعب العراقي... وبإختصار فإن علاوي معجب بصدام حسين أيما إعجاب، حتى أنه أشاع بين مريديه البعثيين بأنه رجل ( قوي)، وجبار مثل صدام، ولا يتراجع عن فعل أي شيء قط أن شخصاً بعثياً من أهالي الأنبار، ظهر قبل أيام على أحدى القنوات العربية قائلاً بثقة : سأمنح صوتي لأياد علاوي... وحين سأله المراسل :- لماذا تصوِّت لعلاوي دون غيره؟
فأجاب الرجل : لأنه صدام حسين ( لكن بدون شوارب )!!
وأذكر، أن أحد الأصدقاء علق على ما قاله هذا الرفيق ضاحكاً :-
(يابه والله لوآني بمكان علاوي كان أسوي شوارب وأفضها حتى يرتاحون البعثية خطية) لذا فإني أصرخ اليوم بأعلى صوتي وأقول : أيها الفائزون من كل القوائم الفائزة : لا تتحدوا مع علاوي، ولاتتفقوا معه، ولا تثقوا به، ولا تأمنوا بعهوده، ولا تستسلموا قط لمواثيقه فهذا الرجل بعثي من العظم الى العظم، وماذا نجد في عظم البعثي عند كسره غير ال ... ؟ فأسألوا علاوي قبل أن تأتلفوا معه : ماذا قال للسعوديين والمصريين من كلام خبيث عن المالكي، والجلبي، والبولاني، وأياد جمال الدين.. وبماذا وعد الأمريكيين لو فاز برئاسة الوزراء. وبماذ بشَّر البعثيين إن عاد للحكم ثانية .. وماذا سيفعل بإيران، والدولة (الخمينية الفارسية الصفوية) إن تسلم السلطة ( وهو مرتاح وليس محصوراً )، ولماذا يرفع علاوي شعارات الوطنية، والعلمانية، فهل هو وطني، وعلماني حقاً.. أم أنه كلاو أصلي ( يقشمر بيه العلمانيين) كي يصوتوا له.. فمتى كان البعثيون وطنيين، وعلمانيين. وهل نسوا ( الحملات الإيمانية )، أم نسوا أسلمة عفلق، وغيره من قيادات البعث غير المسلمة ( وهي طبعاً أسلمة دعائية كاذبة ) ..؟!
ختاماً أقول لكم : لاتتحالفوا مع علاوي، فالرجل سيحرق العراق، لو صار رئيساً للوزراء!!
تعليق