اللهم صل على محمد وآل محمد
يا عزيزي...
لماذا نستبعد إحياء المولتى لأشرف الأنبياء والمرسلين وسيدهم وأفضلهم
صلوات الله عليه وأهل بيته ؟؟

إذا كان بعض الصالحين يصح أن يحيي الموتى بإذن الله
فبطريق أولى نبينا محمد صلى الله عليه وآله.

وهاك الدليل على كلامي :


قال ابن تيمية :

http://arabic.islamicweb.com/Books/t...ook=373&id=111
((ولسائل أن يقول جميع ما يفعله الله من الآيات في العالم فهو دليل على صدق الانبياء ومستلزم له وإن كانت الآيات معتادة لجنس الانبياء أو لجنس الصالحين الذين يتبعون الانبياء فهي مستلزمة لصدق مدعي النبوة فانها إذا لم تكن إلا لنبي أو من يتبعه لزم أن يكون من أحد القسمين والكاذب في دعوى النبوة ليس واحدا منهما فالتابع للانبياء الصالح لا يكذب في دعوى النبوة قط ولا يدعيها إلا وهو صادق كالانبياء المتبعين لشرع موسى فاذا كان آية نبي إحياء الله الموتى لم يمتنع أن يحي الله الموتى لنبي آخر أو لمن يتبع الانبياء كما قد أحيي الميت لغير واحد من الانبياء ومن تبعهم وكان ذلك آية على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوة من قبله إذا كان إحياء الموتى مختصا بالانبياء وأتباعهم وكذلك ما يفعله الله من الآيات والعقوبات بمكذبي الرسل كتغريق فرعون وإهلاك قوم عاد بالريح الصرصر العاتية وإهلاك قوم صالح بالصيحة وأمثال ذلك .))
كتاب النبوات ج1 / 112


وقال ابن تيمية :
http://arabic.islamicweb.com/Books/t...ook=373&id=212
((فآيات الانبياء مستلزمة لصدقهم وصدق من صدقهم وشهد لهم بالنبوة والآيات التي يبعث الله بها انبياء قد يكون مثلها لأنبياء أخر مثل إحياء الموتى فقد كان لغير واحد من الأنبياء وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الانبياء كما قد وقع لطائفة من هذه الامة ومن أتباع عيسى فإن هؤلاء يقولون نحن إنما أحيى الله الموتى على أيدينا لاتباع محمد أو المسيح فبايماننا بهم وتصديقنا لهم أحيى الله الموتى على أيدينا فكان إحياء الموتى مستلزما لتصديقه عيسى ومحمدا لم يكن قط مع تكذيبهما فصار آية لنبوتهم وهو أيضا آية لنبوة موسى وغيره من أنبياء بني اسرائيل الذين أحيى الله الموتى على أيديهم .))
كتاب النبوات ج1 / 213


وقال ابن تيمية :
http://arabic.islamicweb.com/Books/t...ook=373&id=217
((فانه لا ريب أن الله خص الانبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب ان من آياتهم ما لا يقدر ان يأتي به غير الانبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الانبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الانبياء وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الارض بخلاف احياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الانبياء بل ومن الصالحين .))
كتاب النبوات ج1 / 218

أولا :

الرسل بشر مثلنا بما تحمله هذه الكلمة من معاني ، من حيث أصلهم و هيئتهم و خلقتهم ، و عدم اطلاعهم على علم كل شيء ، و عدم قدرتهم على فعل كل شيء ، فهم في أصلهم بشر مثلنا ..

و الحاصل أن الله سبحانه و تعالى اصطفاهم و اختارهم ليكونوا حملة رسالته إلى الناس ، و مبلغوا أوامره و نواهيه إليهم ، و هداة البشرية إلى الصراط المستقيم .. و هذا الاختيار من الله نعمة عظيمة لهم و تشريف كبير لشخوصهم ، حيث ضمن لهم أعلى المقامات في أعلا الجنان ، و نالوا رضوان الله المطلق و عصمتهم من فعل ما يغضبه عليهم ، كما أيّدهم الله بالمعجزات و الخوارق التي تتناسب مع أناس عصرهم لتكون أدلة على صدق دعواهم ، و حجة دامغة للمكذبين لهم و المشككين بصدق رسالتهم ...

فالرسل هم أعظم البشر على الإطلاق لكل ما سلف ذكره و غيره من الاصطفاء ، و هذه المنزلة لا يبلغها الناس حتى و إن عبدوا الله طول عمرهم و عبدوه أكثر من عبادة الرسل ، لأن هذه المرتبة اصطفاء من الله و ختمت بخاتم رسوله و خير البشر ... و عليه فالتساوي في أصل كوننا بشر لا يعني التساوي في المكانة و المنزلة عند الله بالطبع ، فلا يستوي من نال رضى الله مع من يغضبه صباح مساء ، و لا يستوي من حياته كانت رسالة لتوحيد الله مع من حياته تذبذات بين الطاعات و المعاصي .. فالمثلية و التساوي في الأصل البشري لا يعني التماثل في القدر و المنزلة و المكانة و الفضل و العلم و غيرها من الأمور


ثانيا :

القرآن لم يذم الكفار لقولهم للرسل أنهم بشر مثلهم ،، بل ذمهم على تكذيبهم لهم بحجة أنهم بشر .. برغم أن هؤلاء البشر الذين هم مثلهم فعلا حملوا إليهم بخوارق يعجز عنه غيرهم من البشر ، كدليل ملموس على صدق ادعائهم بأنهم يحملون رسالة من خالق البشر موجهة إلى عبيده البشر .. فتأمل الآيات التي تلي تلك الآيات سيتضح المعنى لك جليا .. بل ستجد القرآن يذم الكفار في مواضع أخرى عندما يطلبون من الرسل خوارق و معجزات جديدة منهم ذاتا و كأن هؤلاء الرسل فعلوا تلك الخوارق بقدراتهم الذاتية و معرفتهم البشرية ،، فيستنكر عليهم و يأمر الرسول أن يقول : " قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا " .. سبحان ربي ،، كيف تطلبون مني أن أرقى في السماء أو أن أفجر الأرض ينبوعا أو أنزل عليكم كتابا من السماء ، و كأني أستطيع فعل ذلك بذاتي ، ما أنا إلا بشر مثلكم أرسلني الله إليكم ، و كل ما عندي من معجزات هي من الله ، و ليس من ذاتي .. و كل ما أقوله لكم من علم هو من وحي ربي ...

ثالثا :

أما استفسارك في امكانية قيام باقي البشر بما قام به الرسل .. فمن حكمة الله في إرسال رسل من البشر أن يكونوا قدوة لهم و أسوة ،، لأنهم بشر و بالتالي يستطيع البشر التأسي بهم و تقليدهم فيما يقولون .. بينما لو كانوا ملائكة لقال البشر ، لا نستطيع أن نصلي لأن هذا الملك صلى لكونه ملك يستطيع ذلك أما نحن فعاجزون لكوننا بشر ..

و لكن في نفس الوقت يجب معرفة الأمور التي نستطيع القيام بها ، فمعجزات الرسل كلها خارج قدراتنا و إلا لما سمّيت معجزات و ليس المطلوب منا القيام بها .. و أما التكاليف الشرعية من صلاة و زكاة و حج و غيرها من التكاليف التي كان يقوم بها الرسول ، فبلا شك نستطيع القيام بها ،، و لكن قدرتنا على القيام بها لا تعني قدرتنا على اتقانها كما أتقنها الرسول ، فلا نستطيع أن نخشع في صلاتنا خشوعا كاملا كمثل خشوع الرسول أو تكون أخلاقنا بعظمة أخلاق الرسول في عفوه ، , لكن نحاول التأسي قدر المستطاع ...

اللهم صل على محمد وآل محمد


يا عزيزي...
ليس من حقي أن أجبرك على شيء
ولك مطلق الحرية في اختيارك من تعتمد على كلامه.

ولكن كتاب الله لم يأمرنا بالاعتماد على عقولنا إذا أردنا فهم آياته
بل قال لنا:
(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)

+++++++++++

(لا يمسه إلا المطهرون)
والمس يتعلق بالأمور المعنوية أي فهم معاني الآيات القرآنية
بينما اللمس يتعلق بالأمور المحسوسة أي لمس كتابة الآيات باليد.

+++++++++++

(وما يعلم تأوله إلا الله والراسخون في العلم).

على كل حال...
أكرر لك حرية الاختيار ولا تفهم من كلامي الطعن في رأيك
بل ذكرت وجهة نظري لا أكثر

فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي.

ولك مني جزيل الشكر على حوارك معنا.

أخوك