من واقع الجامعات العراقية
بقلم
سرمد فاضل
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين
وبعد فهذا تدوين لمجهود قمت به مع مجموعه من الطلبة على مدار عام دراسي كامل وعانينا كثيرا لأجل إخراجه على المسرح الجامعي
وعلى الرغم من قله معرفتنا بهذا اللون من الأعمال وما يتطلبه من برامج وانظمه إلا أن الله أراد النجاح لهذا العمل المتواضع -إن صح انه كان ناجحا- والذي لقي إقبالا لاباس به في الوسط الأكاديمي .
مابين يديك عزيزي القاري نموذج مسيره لنشره طلابية من مرحله الإعداد وصولا إلى القارئ صدرت في إحدى الكليات الهندسية في بغداد الحبيبة على مدار عام دراسي كنا نأمل لها ان تكون نصف شهريه ولكن الصعوبات التي أحاطت بنا جعلتها بهذا الكم القليل والذي كان على قلته يحدث أثرا كنا نلحظه .
وجدت في هذه الوريقات فرصه لتدوين بعض أفكاري التي تخص المواضيع التي كتبت عنها في النشرة وغيرها فالمساحة التي كنت اكتب فيها حرصت دائما على ان تكون مختصره ومختزله جدا حتى لا تكون كتاباتي مملة وقد ادى هذا الاختصار إلى ضياع الكثير من الأمور التي كان لابد من كشف لثامها.
كذلك قمت بذكر بعض الصعوبات التي واجهتنا أثناء عملنا في إعداد النشرة وهذا مفيد جدا للقارئ الذي يريد التوجه للعمل الإسلامي , ويمثل -هذا الأمر- أيضا اعتذارا للمتخصصين الذين يقع بين أيديهم كتابي هذا فقد يجدون بين طيات النشرة تحديدا ـ وهي الجزء الأهم في الكتاب ـ شيء من الركاكة فهم حينما يعرفون هذه الصعوبات سوف يعذروني وأصحابي أكيدا.
"وقد جهدت حين الكتابة ان يكون ما اكتب مطابقا للواقع وفي نفس الوقت تجنبت الزوايا الحادة حتى لا أسيء إلى احد حسب المقدور"
اسأله سبحانه ان يوفقنا لكل خير إنه سميع مجيب.
كلمه لابد منها
ترددت كثيرا في نشر هذا الكتاب وكان سبب ترددي هو السؤال التالي : ما هي الفائدة التي سيجنيها القارئ بعد نهايته لأخر صفحه منه ؟ وقد أدت بي أجابه هذا السؤال إلى إهمال الكتاب وعدم التفكير في نشره .
ولكني وبعد فتره من التأمل وإعادة النظر واستماعي لأنين الكتاب قررت ان انشره شريطة تعديله وإضافة بعض المواضيع إليه..
يشكل كتاب " تجربه طلابية من واقع الجامعات العراقية " بالنسبة لي ترجمه لمرحله مهمة من أيام حياتي وهي فتره الدراسة الجامعية فالذكريات الجميلة والأصدقاء الرائعون وبغداد الحبيبة وسيدي ومولاي موسى بن جعفر "علية السلام" وكل معنى الحياة التي لم اعرف طعمها إلا في أيام دراستي في ديار الإمام الكاظم "ع" .
ولأني كأي إنسان يتوق إلى ذكر ماضيه قررت ان انشر كتابي هذا الذي فيه جزء من تجربتي في العمل الإسلامي وأرائي في بعض الأمور التي خضت فيها فرأي الرجل على قدر تجربته كما يرى أمير المؤمنين "ع" ولعل شخصا يجد فيما دونت شيئا نافعا له فيذكرني في دعائه .
الفصل الأول
ما هي النشرة ؟
استطيع أن أعرف النشرة مستندا إلى تجربتي بأنها: جريده مصغره ذات مواضع مختصره ومختزله بعيده عن لغة الإنشاء المملة يمكن إعدادها بإمكانيات بسيطة . لذا فهي سهله القراءة و قليله التكلفة .
كيف تعد نشره ؟
هذه هي الخطوط العامة , ولنأخذ مثالا بسيطا في كيفيه إعداد نشره معينه لفئة خاصة :
بعد تحديد هذه الخطوط ألعامه نأتي إلى التفاصيل :
الصفحة الأولى : وفيها موضوعان فقط الافتتاحية وموضوع اخر أما الافتتاحية فلا بد ان تكون رصينة وذات موضوع معاش ويشغل حديث الطلبة في وقت إصدار النشرة كأن يكون قرب الامتحانات او الأسئلة الصعبة او..الخ . اما الموضوع الأخر فهو موضوع ديني وليكن حول زيارة الحسين "ع" على شكل مواكب طلابية .
الصفحة الثانية : وليكن عنوانها الصفحة العلمية وتستطيع ان تنشر فيها الكثير من المواضيع العلمية التي تغص بها الجرائد والمجلات وشبكه الانترنت .
الصفحة الثالثة : ولتكن بعنوان الصفحة الأدبية وتستطيع ان تضع فيها الشعر الهادف الفصيح والدارج وستجد الكثير من الشعراء أمامك ممن يتمنى ان تنشر له قصائده ..
الصفحة الرابعة : وهذه الصفحة حرة تستطيع تسميتها بالصفحة العامة وبإمكانك وبسبب عنوانا ان تضع فيها الكثير من المواضيع المتنوعة . وننصحك بتثبيت بعض العناوين فيها كعنوان "واحة الحكمة" الذي تدرج تحته أقوال مختارة ومنتقاة جيدا للنبي"ص" وأهل البيت "ع", وكذلك تثبت فيها فقره سؤال وجواب تدرج تحت هذا العنوان بعض الأسئلة الموجه اما إجاباتها فتتركها للعدد القادم بقي عندك موضوع او موضوعين تستطيع تشغلهما بشرح احد المصطلحات السياسية المطلسمة او بوضع فقره هل تعلم او الاثنين معا..
ولا يفوتنا ان نذكر ملاحظه مهمة جدا وهي الاختصار والابتعاد عن المواضيع الطويلة وفي حاله كون الموضوع مهما جدا و طويلا في نفس الوقت, فتستطيع تقطيعه إلى فقرتين او أكثر (لاحظ مقال صوت المرأة في الفصل الثاني) .. ويجدر بي الإشارة هنا الى انه يستطيع معد النشرة ان يقوم ببعض الخطوات الذكية كالتفرد بنشر جدول الامتحانات او حلول الأسئلة النموذجية بعد مراجعه الأستاذ طبعا.
بعض الصعوبات التي واجهتنا في إعداد النشرة ..
1- المشكلة العظيمة
الأقسام الداخلية و يالها من مشكله ,مشكله ليس لها حل في منطق وزاره التعليم العالي , فسعر ماطور الماء يرهق كاهل الوزارة في بلد الموازنات الانفجارية وخزان الماء ينسف نثريه الأقسام الداخلية ومولد الكهرباء يدمر التخصيصات المالية للكلية, بهذا الكم الهائل من الإمكانيات وبهذه الأجواء الدراسية التي تصنعها لنا الأصابع الخفية يراد منا الإبداع ولكن ليس الإبداع الدراسي النظري بل الإبداع في الاكتشافات العملية التي على رأسها اكتشاف أماكن تواجد الماء الصالح للشرب تحت شعار "من جد وجد" نعم بهذه الظروف التي لم تنتهي ولن تنتهي ولدت "نشره القبس" .
وأتذكر ان عددها التجريبي(للأسف ليس عندي نسخه منه) كان قد اكتمل في شهر رمضان المبارك وكنا ننتظر الوقت المناسب لنقوم باستنساخه وتوزيعه وإذا بأيام أمير المؤمنين (ع) قد دخلت علينا لتعطينا الشحنة القوية التي دفعتنا إلى استنساخ العدد ثم توزيعه.وكان هذا العدد قد ضم قصيده الدكتور الوائلي التي قالها في الإمام علي "ع" التي مطلعها:
غالى شمال واستخف يمين – بك يالكنهك لا يكاد يبين
2- موقع الكلية
لكليتنا موقع متميز في أيام الدم التي مرت على بغداد ومن يرجع بذاكرته الى سنه (2005) وسنه( 2006)ميلادية يعرف معنى "منطقه الدورة" في بغداد وكيف كانت لفظه الدورة وحدها تشكل رعب لدى السامع فهذه المنطقة كانت معقلا للإرهابيين القتلة وتنظيم القاعدة الوهابي وقد وجدت هاتان الفئتان من المتعصبين والمتحجرين و فلول البعث الصدامي في تلك المنطقةـ في ذلك الوقت ـ خير قاعدة لها .ولا أكون مبالغا اذا قلت بان نشرة القبس كانت تمثل تحدى سافر للاتجاه الفكري الموجود هناك خصوصا اذا علمنا بان هناك طلبه من الخط الأخر كان لا يروق لهم ان ينتشر فكر أهل البيت " عليهم السلام ".
لقد صدر أول عدد من نشره القبس نهاية 2005 واستمرت بالصدور إلى نهاية الأشهر الخمس الأولى من سنه 2006 وكانت كل الأعداد توزع داخل الكلية وفي منطقه الدورة وعلى الرغم من قسوة الظرف الذي كنا نمر به استمرت نشرتنا بالصدور إلى ان لاحت في الأفق علامات موعد الامتحانات والتي كان اقترابها يشكل بالنسبة لنا تجميدا لكل النشاطات الإسلامية اذ كنا نرى ان وقت ما قبل الامتحانات ( فتره المراجعة) غير مناسب للعمل فالطالب لا يستقبل في (فتره المراجعة) غير الدراسة إلا ما ندر وشذ من الطلبة وهم قليلون جدا .
3- الجانب المادي
وهذا الأمر مهم أيضا فنحن كنا نجمع التبرعات من الطلبة الذين كانت لنا تأثيرات أخويه عليهم ولم نحصل على أي دعم من أي جهة ولا يتبادر الى الذهن ان هذه المسألة سهله بل على العكس فمسألة جمع التبرعات بحد ذاتها صعبه (حتى لو كانت من المتعاطفين معنا) هذا من ناحية ومن ناحية اخرى كانت الظروف المادية لكثير من الطلبة صعبه ولكن على كل حال كان أكثرهم متعاون وبشكل كبير." فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره" سورة الزلزلة 7
4- الطباعة
لم يكن لدينا شخص محدد يأخذ على عاتقه مهمة طباعه الأعداد التي تتلو العدد التجريبي وكانت هذه القضية بالنسبة لنا مشكله كبيره تهدد باستئصال العمل الذي كانت ردود الأفعال الايجابية تلوح له منذ توزيعه.
في الحقيقة كنت حائرا وخائفا لا اعرف ماذا افعل ومما زاد في خوفي تجربتي التي لم يكتب لها النجاح حينما كنت في المرحلة الثالثة - أي قل سنه تقريبا من إصدار القبس - مع احد الطلبة اذ أعطيته نشره كنت قد أعددتها قبل نشره القبس لكي يطبعها ولكن التجربة فشلت فطباعته لم تكن جيده بل رايتها منفره للقارئ بكثرة أخطاءها وطريقه تنضيدها و تأخرها عن موعدها كثيرا ..
وقد كسر احد الطلبة طوق الحيرة الخانق فجاء متبرعا بطباعه النشرة, ولكن وللأسف لم يحصل تعامل بيننا ولا اذكر سبب ذلك وكل ما أتذكره ان هذا الطالب كان متدينا وكنا نحترمه كثيرا ,بعد ذلك تبرع طالب أخر بالطباعة وكان - جزاه الله خيرا- ذو إدراك و فهم عميقين لطبيعة العمل الذي كان يمارسه , فكانت النشرة دقيقه في مواعيدها وجيده في طباعتها ولا أنسى ملاحظاته المهمة ومساهماته القيمة.
أفكــار
1- صوت المرأة
أردت من الطالبات الكتابة في صفحه المرأة والمجتمع ( الصفحة الثانية) التي كنت قد خصصتها للمرأة بشكل عام والطالبة بشكل خاص وعنونتها بهذا العنوان وقد نشرت مقالي (صوت المرأة ) للحث والتحريض على الكتابة ولكن يبدو بان قلمي لم يكن من ألبلاغه وحسن التعبير بحيث يستطيع إحداث ما كنت أمله من الحركة في الواقع النسوي الطلابي بخصوص قضايا المرأة او ربما لم تفهم الطالبات ما كنت اعنيه او...الخ . لا اقصد ان النشرة لم تحدث شيئا من الحركة والشعور بالمسؤولية لدى الطالبات بل على العكس من ذلك كانت تأتيني الكثير من المشاركات(راجع أعداد النشرة ) ولكنها لا تعدو ان تكون مشاركات عاديه ولا تخص موضوع المرأة .
2- حفلة التعارف
حينما دخلت إلى الكلية بعد إكمالي مرحله الإعدادية (وكأي طالب جديد) لم أكن اعرف شيء عن المحاضرات, ولا عن الكثير من الأمور المهمة الأخرى التي تخص الدراسة فأماكن المحاضرات والمختبرات والأساتذة والمصادر والمكتبة كلها كانت من الأمور المبهمة والمجهولة بالنسبة لي ولا يتصور القاري بان كاتب السطور وحده من عانى من هذه المشكلة بل جميع او أكثر طلبة المرحلة الأولى كانوا كذلك ولا اعرف لماذا لا تهتم الكليات بهذا الأمر الذي يسبب إرباك للطالب الذي هو في بداية مرحله جديدة من حياته الجامعية , بدلا من اهتمامها الكبير بحفله التعارف(وهي حفله تقام للطلبة الجدد وليس فيها الا الأغاني والطبول والمزامير والرقص في بعض الأحيان ) ولماذا لا توظف المبالغ المصروفة على الرقص والغناء في امر نافع للطلبة ؟ لذلك طرحت فكره الحفلة البديلة حتى يكون التجمع الطلابي ذا فائدة وتكون الحفلة للتعريف والتعارف,
ولكنــــ قد أسمعت لو ناديت حيا – ولكن لا حياة لم تنادي
3- الكلية للدراسة فقط!!!
كانت ولازالت لدي فكره محصلها ان الذي يدرس في الجامعة يجب ان يتعلم الكثير من الأشياء إضافة الى دراسته والتي تمثل الشيء الأساسي .
فهو لا يدرس فقط ولا يهتم بأمور تصرفه نهائيا عن الدراسة بل يجب ان يوازن بين الاثنين وهذه الموازنة سوف تكلفه حسب رأيي.
فمثلا: على الطالب ان يتعلم إلى جانب الدراسة الانفتاح على الآخرين والاختلاط ونبذ الانعزال ويتعلم كيفيه التعامل مع مختلف الطبقات والأصناف و....الخ هذه الأشياء سوف تزيد في ثقافة الطالب وتعرفه كيف ينبغي ان يعيش وأظن بان بعض الذين يؤمنون بهده الفكرة يتفقون معي على ان من يطبقها بحذافيرها لا يكون موفقا كثيرا في دراسته ولكنه بعد تخرجه سيكون مثالا للمثقف الذي يحمل الشهادة الجامعية والذي يستطيع ان يتعامل مع الواقع الذي يعيشه وسيكون بلا شك متفوقا في عمله قادرا على القيادة وصنع القرار وأفضل كثيرا من ذلك الذي سخر نفسه للمنهج الدراسي واخذ يحفظ النصوص بلا تحليل ولا تعليق وإنما فقط ليستذكرها في قاعه الامتحان فيدونها على دفتره ليتخرج وليس معه إلا مجموعة نظريات ربما تكون خاطئة .
وليت عُباد المصادر من الطلبة الذين كنا نراهم منعزلين في اعتكاف دائم مع المصادر العلمية غير مشتركين معنا في الحياة الجامعية فلحوا في تقديم شيء جديد ينفع الجامعات !
إنهم لم يسعوا إلا لتحصيل العلامات العالية بغض النظر عن الذي يدرسونه وحتى بدون فهم حقيقي للمعلومات العلمية في كثير من الأحيان..لقد حدث ذات مره أن اعترضت أمام احد الطلبة على إحدى النظريات الكهربائية التي كانت تدرس لنا في الجامعة , فقل لي : إن الكثير من الطلبة قبلك مروا على هذه النظرية ولم يعترضوا عليها وأنت ألان تريد ان تكتشف انها خاطئة هذا غير معقول .. ان صديقي هذا و أشباهه ممن ليس لهم القدرة حتى على مناقشة النظريات هم من سيكونون أساتذة في جامعاتنا لأنهم حفظوا المصادر وأبدعوا في تسطير نظرياتها على ورقه الامتحان.. فعلى الجامعات والطلبة المساكين السلام , وهنيئا للبلد بهكذا أصنام.
مع احد الطلبة
عندما كان في نيتي إعداد هذه النشرة فاتحت بالموضوع احد الطلبة المؤمنين بالعمل الرسالي و الذين يعتصرون حرقة وألما على الدين, وشرحت له الفكرة قائلا: اعتزم إعداد نشره نصف شهريه وكما تعلم ان مدة الدراسة ثمانية أشهر اذا ما استثنينا ايام الامتحانات والعطل يكون الناتج خمسه أشهر
ـتنزلا ـ أي نستطيع ان نصدر عشره أعداد فقط و...الخ وكنت بذلك أتوقع منه المساعدة والتشجيع ..
فقال لي ما مضمونه اعتناؤك بدراستك وعبادتك للنظريات العلمية افصل من هذه الأمور التي تفكر فيها... طبعا كلامه فيه جانب من الصحة لو كان التفكير بالنشرة يشغلني لدرجه صرفي كليا عن عبادة المصادر ولكن الأمر ليس هكذا وهو يعلم ذلك جيدا بحكم العلاقة والصداقة بيننا.
لا اعرف كيف يقرأ صديقي وأشباهه الحياة الجامعية ؟ ولكن ماذا أقول لطلبه دخلوا الكليات وخرج منها وليس معهم إلا شهادة جامعيه يحملها آلاف الطلبة غيرهم(1) . قال تعالى" مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "الجمعة - الآية - 5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) يقول الدكتور علي الوردي "ومما يؤسف له ان المثقفين بيننا قليلون والمتعلمين كثيرون . ومتعلمونا قد بلغ غرورهم بما تعلموه مبلغا لا يحسدون عليه . وهذا هو السبب الذي جعل احدهم لا يتحمل رأيا مخالفا لرأيه " خوارق للاشعور ص46
نبذ الأنانية
كتب احد طلبه المرحلة الأولى (وكنت في المرحلة الرابعة ) موضوعا جيدا وجميلا ليشاركنا الكتابة في النشرة وبعد مراجعتي للموضوع وجدت في أسلوبه جماليه وحسن تعبير فنشرته في الافتتاحية التي كنت أعنونها (في البدء كانت الكلمة) حيث كنت قد خصصت هذا العمود لي وهو عمود الصدارة والرئاسة (كما أراه ).
لقد انتبهت على ان أسلوب هذا الطالب في الكتابة أفضل من أسلوبي لذا كان لزاما علي ودعما للعمل الإسلامي ان اجعله يكتب الافتتاحية بعيدا عن الانانيه لان المهم ـ حسب رأيي ـ في العمل الإسلامي هو الهدف الأساسي الذي نعمل لأجله لا الانانيه وحب الظهور فهاتان الصفتان مما يفشل أي عمل بدون شك وقد تفوقت الأمم علينا بسبب نبذها للانانيه وحب الظهور وأمور أخرى فليت الإسلاميين انتبهوا وأراحونا .