إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المتسابقون والواصلون

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المتسابقون والواصلون

    المتسابقون والواصلون
    لا تزال النفوس الآدمية المتجوهرة بطبائع العقل الولية ترتبط بأصلها وشعاعها المضيء، بأنوار مشارق الشمس الأحدية، وتنعم بالسعادة العقلية وقوة الإيمان المستمدة من نعمة الأديان، وتجدّ لإستكمال سعادتها، وبلوغ غايتها، وعودتها إلى ربها راضية مرضية، بعد قطع المفاوز الكونية في رحلة الزمان والمكان بقدم الروح اللطيفة المسافرة عبر هياكل الأجسام الكثيفة، من سواحل البدايات الى شواطئ النهايات، من الكينونة إلى الدينونة، وقد اقتربت ساعتها وحقّت حاقتها، ولاحت علاماتها وظهرت دلالاتها فأين المفرّ لهذا الإنسان الذي حمل الأمانة وكان ظلوماً جهولاً الإنسان  كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر يُنبّأُ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر [القيامة /11- 12- 13]، فيا بني البشر، أبناء آدم المتأدّمين بشريعة آدم التوحيدية الواحدة حان الوقت لتنهضوا من غفلتكم، وتستيقظوا من رقدتكم، كفاكم نوماً وسباتاً وأوهاماً، ولهواً ولعباً وصراعاً وخصاماً، فأين أنتم من دورة الزمان واقتراب عقارب ساعة الألفين، معلنة اقتراب موعد عودة مسيح الأمم، ألا تسمعون الضجّة عالية في كل مكان فهل أصلحتم مصابيحكم بزيت المعرفة والايمان، وتيقّظتم قبل وقوع الحدثان أم ستهجم الساعة عليكم وأنتم لا تعلمون وتأتيكم بغتة وأنتم عن ورودها غافلون؟
    ألا تشعرون وترون كيف تضج الأرض من كثرة جور إنسان هذا العصر؟, وكيف يعلو الباطل وتشتد ظلمة آخر الليل التي تسبق طلوع الفجر؟، وكيف يفاجئ الزمان أهل الشرّ والعدوان بمحنه ومصائبه؟، ويخرج لهم المخبآت من أهواله وعجائبه بعد الإمهال الطويل عبر الدهور والعصور، واقتراب الوقت المعلوم والوعد المحتوم كما جاء في محكم آيات كتاب الإشراق والنور في قصص وحكايات ما قد سلف من الأزمان والدهور تعريفاً لأولي الألباب بوحدة العائلة الآدمية، ووحدة الكلمة الأزلية في الأولين والآخرين من كل الأمم والشعوب، والحضارات والديانات، تردد على مسامعهم بكل الألسن واللغات الشرقية والغربية وكأنها بفم واحدٍ كلها نطقت بالكلمة السواء التي ضجت بها الأرض والسماء!، وهي الأمّانة التي حملها الإنسان وكان ظلوماً جهولاً، والأمانة هي هي كلمة الحق. والأنبياء والبشر هم هم أيضاً خلقاً بعد خلق، خلقوا على صورة خالقهم ليعرفوا نوراً في مرآة ذاتهم، وحقاً وعدلاً وأمانة في أعماق سرائرهم وضمائرهم، يجب حفظها بصدق وإخلاص، وتأديتها في كل حركاتهم وتقلباتهم، وتعبداتهم وما خلقوا إلاّ لغرض معرفتها، والسعادة بنعيم جنتها كما أشار بذلك الحقّ المبين على لسان من أرسل رحمة للعالمين  وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [الذارياتت/56] (أي ليعرفون). ثم قال: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وإنكم إلينا لا ترجعون [المؤمنون / 11] فقد حصحص الحق لكل ناظر بعين العقل الى الحقيقة الواحدة المكنوزة في نعمة الأديان، وتوضحت معالم هذا الزمان الذي صنعه الإنسان المكنوزة في نعمة الأديان، وتوضحت معالم هذا الزمان الذي صنعه الإنسان، وأشرقت في سموات قلوب المؤمنين الموحدين الأنوار من شموس عالم الأسرار، وتفتّحت أبواب العناية الإلهية، وظهرت شمس الغيب في أفق القدرة القدوسية، وأضاءت أبواب العناية الإلهية، وظهرت شمس الغيب في أفق القدرة القوسية، وأضاءت سبل أبناء النور أهل الذّوق، والتوحيد والإيمان أهل البركة والخير والسلام، شعب الشعوب السادة الأحرار الأخيار الأبرار، والشعلة التي تنبر الديار وتبعث الأمل والسعادة والإستبشار بانتصار الحق، وعلو ك لمته التي لا بدّ للبشر من العودة إليها لاستعادة أمنهم وسلامتهم وراحتهم وسعادتهم بعد التجربة الصعبة، والمعاناة من ذروة الشدة والضيق، وبلوغ كبراء هذا العالم ومترفية وطغاته قمة مغامراتهم الشيطانية المشرفة بهم على هاوية الشفر العميق، فلا بدّ لكم يا أبناء النور من استعادة زمام المبادرة، والتحلّي بالشجاعة والإقدام، والتحرّر من الأوهام وترسيخ الثقة والإيمان بأن العزة الإلهية المحيطة بهذا الكون بقوة خفية لا يمكن أن تتخلّى عنكم، ولا يمكن أن يتحقق وجودها ويظهر فعلها إلا بكم ومنكم، فانهضوا يا أخوة الأديان ويا أمة الإخوان، واخرجوا من كهوفكم وتحرروا من أوهامكم وخوفكم، وثقوا بأنكم على برّ الأمان لأن الثقة عامل تأثيري مهمّ جداً في حياة الإنسان، وفقدان هذه الثقة يجلب الشكوك ويدخلها في القلوب فتتشتت العقول، وتضعف الهمم، وتخفّ الإرادة ويتلاشى الإيمان، يجب أن تثقوا بأن الغلبة في النهاية للخير، وأن السوء والشرّ مهما بلغ فلا بدّ من التغلّب عليه وإخماده وهزيمته، في ساحة الميادان، مكّنوا ثقتكم بالحق وعيشوا بالشعور الدائم، إنكم به محفوظون، وهو رقيبكم وحسيبكم وراعيكم، وحاميكم وهاديكم توكّلوا عليه يكفيكم واستعينوا به يغنيكم، انظروا إليه في ذات ذواتكم بعين صفاء عقولكم لتتعرّفوا على روح أرواحكم، وأصل أصلوكم وداوموا بقوة اليقين على قرع باب الغرفة السرية في أعماق لفائف قلوبكم، وأفئدتكم لتشغيل العقل الباطني في الإحساس اللاإرادي وإحداث صدمة إشعاع ذاتية تقوي القلب، وتفجر طاقات الذاكرة المفقودة للعقل المفارق، فتعلم الهمة المؤثرة لاستعادة الاتصال بالنور الكوني بواسطة الخيط الرفيع الذي يربط أرواحكم بأصلها، فتشعر القلوق بالقوة والشجاعة العالية التي تدخل وتتغلغل في جميع أنحاء الجسم، وتملأه قوة ونشاطاً وإحساساً بالثقة بالنفس، والرغبة والتصميم والصّبر والصمود والثبات، مع امتلاك الإرادة والقدرة لتحقيق الأهداف وتجاوز المصاعب مهما تعاظمت، ومن هنا يتحقّق القول المحكم المأثور المليء بالحكمة والنور إن الموحد المؤمن الديّان في توحيده وإيمانه، وثقته بالحق، شجاع غير جبان ومن هنا بداية طريق التحرر من مجسمات الأوهام والأحلام، والأباطيل الشيطانية المبنية على فراغ وعدم موهوم ليس له وجود إلاّ في العقول والقلوب الخاوية من المعارف اليقينية، فالعدم مضادّ للوجود، وسبيل يستدرج الى الإنكار والجهل والجحود، والإنسان عدو ما يجهل ومن هنا جاءت محنة الخلق عندما أضلّهم إبليس، وزيّن لهم الجهل وأغرقهم في ظلمة الحقد والكراهية والبعد عن الحق ومن هنا وقعت المسؤولية على الخلق، وقامت عليهم حجة الأديان وتباينوا في درجات السبق، فوصل السابقون المؤمنون الموحودن الصادقون، وقصّر الشاكّون الملحدون المكذّبون فخاطبهم الحقّ لجهلهم بمعرفته وعرّفهم بأنهم على كثرتهم ليسوا أهلاّ لطاعته ومعرفته ومحبته.
     لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون [الزخرف /78]، ولم يكن قد غاب عن أذهاب البشرية صدى صرخة العقل الكوني، آدم الصفاء مسيح الأمم حجاب العزّة الإلهية الناطق بكلمة الحق الأزلية "أعرفوا الحق والحق يحرركم".
    فيا أمة العارفين المستضيئين بأنوار الشمس الأحدية، المتجذرين في كل الأمم والشعوب والأديان، المجتمعين على مائدة الثقة والإيمان، كيف تنامون والعرس في داركم؟ هبوا فقد جاء دوركم، أميطوا عن نفوسكم اللثام، وتحرروا من كل الأوهام، لا خوف عليكم أيها الأحباء يا معشر الإخوان، أنتم منبت الأرض الزكية أبناء آدم وحواء، بكم ترقى الأمم وبنوركم تشع وتزدهر، وتظهر وتشعر بالخير والسعادة، والنور والضياء المنبثق كشعاع الشمس المتألق المليء بالجوهر الصافي، الخالي من الشوائب، ينير الخلائق ويشعرهم بالأمن والطمأنينة والسّلام. اعملوا على توحيد كلمتكم ونشر تقواكم يا نعمة الأخبار ويا نسمة رقيقة، مليئة بالأسرار، عيشوا الواقع أيها الإخوان، ولا تتذمروا من مشاكل الزمان، وتعلّموا من دروس الحياة الصّبر والصّمود، وتمكين الثقة بالحقّ والثبات، وانتظروا قليلاً لتنظروا بعيونكم مجازاة الأشرار وسقوط عروش الظالمين والطامعين، والمرتدّين المعتدين والمفسدين المغرورين، المتجّبرين الطغاة الكبار والصغار، فلا بد من هجوم الساعة التي لاحت دلالاتها، وظهرت علاماتها، ولا يفوز في نهاية مفاوز السباق إلاّ الضُمُر العتاق، أهل الصبر والصدق والثقة والإيمان، فرسان الميدان في كل عصر وزمان، هم الغالبون في نهاية النهايات ولهم قدس الأقداس، ومقر الاستقرار وعقبى الدار كما وعد بذلك الكتاب المبين عباده المحقين، أهل الذوق المستبصرين الواثقين بالحق اليقين  لهم دار السلام عند رقهم وهو ويلهم بما كانوا يعملون [الأنعام / 127]، وقال مخاطباً الشاكين الجاهلين الملحدين  قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون [الأنعام / 135].
     إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين [الأنعام /134].
    سماحة الشيخ بهجت غيث
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
ردود 13
2,141 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة مروان1400
بواسطة مروان1400
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
ردود 2
344 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X