إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

للزبير وجوه اخرى (منقول رائع ومهم)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للزبير وجوه اخرى (منقول رائع ومهم)

    بسمه تعالى
    من أبرز الأساليب القرآنية في التغيير والتأثير في النفوس والاعتبار وحقن الأفكار بأسلوب غير مباشر؛ هو أسلوب القصص وآثار الأمم الماضية. فالنظر في التاريخ تارة يكون للاعتبار والاتعاض وأخذ الدروس, فيكون مصداقاً لقوله تعالى (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ) , وتارة أخرى يكون لمجرد التسلية أو لإثارة النعرات والتفاخر فيكون مصداقاً لما جاء في الحديث الشريف (ذاك علم لا يضر من جهله ، ولا ينفع من علمه).

    ومن الشخصيات التاريخية التي تستحق الوقوف عند سيرتها ملياً (الزبير بين العوام), ونحن في هذه المقالة نقف على أبعاد في تاريخ الزبير لنتعظ ولنفهم بعض ما نراه من حولنا, فكثير من الناس هو (زبير) في سلوكه أو أعماله أو عاقبته. وبذلك أضحى الزبير ليس شخصية تاريخية انتهت, بل ما زال الزبير يعيش بيننا هنا أو هناك, بل قد يكون أحدنا (زبير) العصر أو الموقف عندما تتعرض مصالحه للخطر. ويمكن أن نذكر أبعاداً رئيسية في شخصية الزبير:

    البعد الأول: المطالبة بثمن للموقف:

    كان الزبير من الشخصيات التي بادرت إلى مبايعة أمير المؤمنين – عليه السلام- , وساهم بدرجة ما في مبايعة الناس. ثم جاء بعد ذلك يطلب الثمن وهي الإمارة, وحيث مُنع من ذلك لعدم أهليته سخط وغضب وخرج للخلاف وللحرب. وهكذا زبيريو كل زمان إنما يقفون مع الحق طمعاً في الغنيمة, فإن حرموا سخطوا, فهو نظير قوله تعالى (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) [التوبة : 58].

    البعد الثاني: الانشقاق عند تعارض المصالح:

    ليس من الضروري أن تكون النية مبيتة للمطالب بثمن الموقف والنصرة, ولكن هذا لا يلغي احتمال الانشقاق عندما يأتي دوري في تنفيذ العدالة والحق. لذا فالكثير من الناس يطالب ويرفع شعار العدالة والقانون والانضباط وعدم المحاباة, كل ذلك ما دامت هذه الشعارات تنفذ في حق الغير. وأما إذا أُريد تنفيذ هذه الشعارات عليه هو, عندئذ يحصحص الحق, فيستنكر ويستكبر ويرفض تطبيق القانون على نفسه, لذا ورد عن أمير المؤمنين – عليه السلام- ( إن أفضل الإيمان إنصاف الرجل من نفسه) ميزان الحكمة 4: 3285.

    البعد الثالث: انحراف الأقرباء:

    كان الزبير ابن صفية بنت عبدالمطلب, أي أنه ابن عمة رسول الله, فلم يشفع له هذا النسب والقرابة, ولم تعصمه من الانحراف والانزلاق. وقد ركز القرآن الكريم على هذه الفكرة من خلال سورة المسد, ومن خلال امرأة نوح وامرأة لوط – عليهما السلام- ومن خلال ابن نوح. ذلك ليبقى درساً خالداً على مرّ الأجيال والسنين فلا غرابة إن رأيت شخصيات منحرفة من سلالة أو أقارب قادة أو علماء مصلحين. فالتاريخ يعيد نفسه ولكن في صور وأشكال مختلفة.

    البعد الرابع: تأثير الأبناء على موقف الآباء:

    الزبير كانت له مواقف عظيمة وجليلة في حياة رسول الله – صلّى الله عليه وآله- وبعد رحلته, لذا عندما قُتل الزبير وأُتي بسيفه إلى أمير المؤمنين قال (سيف طالما جلى الكرب عن وجه رسول الله) الكنى والألقاب للمحدث القمي 1: 240.

    وفي بعض الروايات أن الزبير كان مع أمير المؤمنين في الدار عندما هجم القوم لأخذ البيعة للخليفة الأول. وقد جاء في الحديث (ما زال الزبير منا أهل البيت حتى أدرك فرخه, فنهاه عن رأيه) الخصال للصدوق: 157.

    لا حول ولا قوة إلا بالله, (كان من أهل البيت) وهذا يعرّفنا بدوره وأعماله السابقة, ولكن ذلك الفرخ أي ولده المشؤوم (عبدالله) كان سبباً في انحراف والده وسوء عاقبته. وقد ألمحّ القرآن الكريم إلى ذلك الدور الخطير حيث قال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ), وهكذا نجد لبعض الأبناء دوراً في خذلان أو تقاعس بعض الشخصيات الهامة عن القيام بدورهم وواجبهم في لحظات حرجة ومصيرية.

    البعد الخامس:

    يمكن أن يقال أن (عبدالله بن الزبير) كان هو المحرك الحقيقي لمعركة الجمل وليس الأب, وهكذا يظهر الكثير من أبناء الزبير هنا أو هناك ليقوموا بأدوار ويتخذوا قرارات كان على الأب أن يكون هو المباشر والمحور فيها.

    من خلال تجربة عبدالله بن الزبير ندرك خطأنا في كثير من الحالات حيث ننظر دائماً إلى الولد بأنه سر أبيه, فيصبح (ابن العالم) في قاموسنا وواقعنا (هو العالم أو باب العلم), ويصبح (ابن القائد) هو القائد الحقيقي لحركة أبيه, والمدبّر لمكتبه والمنظّر لجميع أعماله ورؤيته.

    البعد السادس: الأهمية الشديدة في تربية الأبناء تربية صالحة:

    إذ هناك نسبة ملحوظة من العاملين في المجتمع, وبسبب كثرة الأعمال الاجتماعية أو العلمية والثقافية؛ ينشغل عن إصلاح عائلته وذريته, وقد نبّه القرآن الكريم إلى أهمية الدائرة الصغرى القريبة فقال (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) , (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً). وقد غاب عن هؤلاء من حيث يشعرون أو لا يشعرون أنهم يأمرون الناس بالبر وتربية الأبناء ورعايتهم, ولكنهم ينسون أنفسهم ولا يطبقون تلك التوجيهات والتعليمات. لذا غاب عن هؤلاء أنه يقولون ما لا يفعلون فلا تلقى جهودهم نجاحاً ولا تنزل عليها البركة, فهي جهود مبتورة لا حياة فيها, لا تثمر في الآخرين ولا تنتج في الأقارب. بل قد ينشأ الأولاد كارهين للعلم وللعلماء بسبب ما عانوه من إهمال والدهم أو والدتهم. من هنا نفهم ما يقوم به بعض الورثة من حرق لكتب والدهم بعد وفاته, أو بيع كتبه ومخطوطاته بوزن الورق مالاً, إذا لا قيمة للعلم في حياتهم, بل العلم الذي تبناه والدهم لا يعدو كونه نقمة ووبالاً عليهم وعلى حياتهم, فأضحى- عندهم- التخلص من ذلك الحبر على الورق أنفع وأجدى.

    البعد السابع: المعيار هو الوضع الحالي:

    من غير المنطقي أن يكون المعيار الوحيد في صلاح الشخص وصلاحيته هو سابقته وإنجازاته السابقة, كما أن إهمال كل ذلك ونسيانه وإهماله خطأ فادح. ماضي الزبير وسوابقه الجهادية والإسلامية لم تعصمه عن الخطأ, ولم تشفع له بحيث يكون خارج دائرة المسؤولية والتجريم. إذن يجب أن نحذر من الوقوع في فخين:

    الفخ الأول: التغني بإنجازات الماضي على حساب الواقع الحالي.

    الفخ الثاني: نسيان ما قام به المخلصون من جهود وتضحيات وضعت الأساس لحركتنا واستمرارنا. فهناك الكثير من العاملين الذين بذلوا الكثير, وقاموا بخدمة جليلة في بعض الميادين أو الزوايا, ويجب علينا أن لا ننسى تلك الجهود لعوامل الزمن أو غيرها. فتقدير وتجليل تلك الجهود هي أساس تقدير الآخرين لجهدك وسعيك, ومن لم يشكر المخلوق لما قام به من جهود في حفظ الدين, لا شك أنه لن يكون قادراً على شكر الخالق – عزّ وجلّ-.

    البعد الثامن: الاهتمام بحسن الخاتمة:

    حب الدنيا شجرة نبتت في قلب الزبير, ولم يهتم بقلعها, وقد يكون قد غفل عنها إلى أن كبرت وتجذرت وقويت, وهكذا سيطرت على عقله وفكره وعمله, فأصبح مصيره الانقلاب على الأعقاب ونقض العهد والميثاق. وهكذا في قلب كل واحد منها قد يكون زبير صغير وشجرة صغيرة, قد نغفل عنها, وقد نهملها, ولكنها تكبر وتكبر إلى أن يأتي الوقت الحاسم ونكون على المحك, عندئذ نعيش صراعاً قوياً مع الباطل, عندئذ لا نعرف ماذا ستكون النتيجة؟!
    أيها الأحبة الأعزاء.. علينا أن نفتش في زوايا القلب وجوانبه عن بذور زبيرية, ونكتشف أنفسنا من خلال التجارب الصغيرة, قبل أن تكبر الشجرة ويصعب اقتلاعها.

    أيها الأحبة الأعزاء.. علينا أن نفتش في زوايا القلب وجوانبه عن بذور زبيرية, ونكتشف أنفسنا من خلال التجارب الصغيرة, قبل أن تكبر الشجرة ويصعب اقتلاعها.

  • #2
    احسنت بارك الله فيك.
    هذا بلاء امتنا الزبير المزروع في داخلها, فاذا تخلصنا منه نجونا بأذن الله

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X