بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
حل شهر رجب علينا ..وحلت معه الخيرات
واقترب يوم ولادة البركة والنور يوم الثالث عشر من رجب
يوم انشقاق جدران الكعبة اجلالاً للحدث العظيم ..
بولادة نبأ الله العظيم ..
حيث أشرقت أنوار الولاية العظمى في جوف الكعبة
فهنيئا ً للكعبة التي احتضنت فاطمة بنت أسد وآوت الكرار
تهانينا للموالين بمناسبة ذكرى ولادة اسد الله وسيفه البتار الوصي الكرار
المنادي عليه جبرئيل لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار
مولانا وامامنا أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام
وبهذه المناسبة العظيمة نورد مقال بسيط هو صرخة لكل طالب للحق ليعرف مكانة علي عليه السلام فاقرأ وتأمل أعانك الله على الفهم وفتح قلبك للإيمان وأزال الغشاوة عن عينيك..
يوم الثالث عشر من رجب يصادف مولد أميرالمؤمنين وإمام الموحدين ويعسوب المسلمين ، وقائد الغُرِّ المحجلين ، أخ الرسول وزوج البتول وأبو السبطين عليه السلام . وولادته حدثٌ عظيم لايمكن أن ينهض بمسؤولية تحليله بيان الباحث ، فضلاً عن بيان المتعبد !
أي حادثة حدثت في مثل يوم غد؟
لقد دونتها مصادر الشيعة والسنة ، لكن فقهها وتحليل لطائف كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وإشاراته النبوية فيها ، لم يكتب بعد !
ونحن نكتفي بالإشارة الى كلمة واحدة من حديث واحد ، روته مصادر الشيعة والسنة ! فقد كان شهر رجب عند العرب في الجاهلية شهراً ممتازاً ، ومن لم يستطع الحج منهم في ذي الحجة ، زار الكعبة في رجب ، وأدى ما كانوا يؤدونه عندها من مناسك.
في تلك المناسبة، وفي اليوم الثالث عشر من شهر رجب ، والمسجد ممتلئ بالطائفين من قبائل العرب ، كانت امرأة تطوف حول البيت ، لكن أي امرأة؟ إن الحديث الذي نبحث فقرة منه حديث في حقها ، فعندما توفيت كفنها رسول الله صلى الله عليه وآله بقميصه ، وصلى عليها ، وكبر في صلاته سبعين تكبيرة ! ثم نزل في قبرها ، ودعا لها ولقنها الشهادة !
**
في ذكر فضائل سيدنا ومولانا تجف الأقلام وتتوه العقول وتعجز الافكار
ففي كل منقبة له فخر يدوم أبد الآيدين ..منقبة واحدة له تكفي لتظهر فضله على خلق الله أجمعين ..
ولنأخذ على سبيل المثال
روى الحاكم في المستدرك وصححه:3/124: (عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل ، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس! فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر ، فقاتلت مع أمير المؤمنين ، فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت: إني والله ماجئت أسأل طعاماً ولا شراباً ولكني مولى لأبي ذر. فقالت مرحباً ، فقصصت عليها قصتي فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها ؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس! قالت: أحسنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي مع القرآن مع والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض) .
روى هذا الحديث الحاكم وصححه على شرط مسلم . أما الذهبي كبير نقادهم ، والذي لايترك حديثاً في فضل أمير المؤمنين عليه السلام إلا وسعى بكل قوته لتضعيفه ! فقال عن هذا الحديث: (حديث صحيح) !
لكن غرضنا هنا ليس البحث في سنده ، بل لمحة من فقهه ، فما معنى هذه الجملة النبوية:علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض؟؟
لايمكننا فهم ما قاله النبي صلى الله عليه وآله حتى نفهم معنى القرآن الذي حكم صلى الله عليه وآله بوجود معيَّةٍ بينه وبين علي عليه السلام .
فعليٌّ مع القرآن الذي قال تعالى عنه: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَئٍْ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ . ( سورة النحل: 89 )
القرآن الذي قال عنه: ﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لايَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ ﴾.
( سورة الواقعة: 77-79 )
وقال عنه: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ﴾. ( سورة الفرقان: 1 )
وقال عنه: ﴿ لايَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِه تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ ( سورة فصلت: 42 )
فعليٌّ في رتبة المعية مع هذا القرآن ! فهو في رتبة عبارات قرآن ، ورتبة إشارات القرآن ، ورتبة لطائف القرآن ، ورتبة حقائق القرآن ، ورتبة بطون القرآن السبعة !
وعلي في رتبة مقامات القرآن الذي لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، له تخوم ، وعلى تخومه تخوم !!
والمسألة لاتنتهي بأن علياً مع القرآن ، فالقرآن مع علي أيضاً !
نحن نعرف أن المعية نسبة تقوم بطرفين ويستحيل أن تقوم بطرف واحد ، وعندما قال النبي صلى الله عليه وآله : علي مع القرآن فقد أثبتها بينهما ، فلماذا أعاد إثباتها بصيغة أخرى فقال: والقرآن مع علي؟!
حاشا أفصح من نطق بالضاد من اللغو في كلامه ، وحاشا أفصح من نطق بالضاد من التكرار في كلامه. بل أراد أن يفهمنا أن مسألة معيتهما معية من نوع خاص، ويشير الى أبعادها العميقة ، ذلك أن المعية بين شيئين أو أكثر عندما تطلق فيقال: زيد مع عمرو ، فهي أعم من أن يكون هذا الطرف في الإضافة متقدماً رتبة على ذاك أو متأخراً عنه ، بل تدل على أنهما معاً بقطع النظر عن رتبة كل منهما ، وربما كان فيها إشارة الى أن المقرون أقل رتبة من المقرون به . لهذا أعاد النبي صلى الله عليه وآله صياغة هذه المعية ، ليقول للمفكرين لاينبغي أن تفهموا من قولي: عليٌّ من القرآن، أن علياً أقل رتبة من القرآن ، بل القرآن مع علي أيضاً ، فهما وجودان متعادلان !
علي مع القرآن.. فيها بحوث وبحوث! فعلي مع القرآن من أول: ألم . كهيعص . حمعسق . طسم . ق . ص.
وعلي مع القرآن ، فقد وصل عليٌّ الى حيث وصلت كل رموز الإسم الأعظم! بل وصل الى آخر تخوم القرآن !
ومن جهة أخرى ، فالقرآن من أين ما فتحته أو قرأته فهو مع علي عليه السلام !
فعلى ماذا يدل هذا التعادل والتوازن بين هذا الإنسان والقرآن؟!
وهل يستيقظ المفكرون السنيون من نوم الغفلة؟!
وهل يدركون أنه عندما يقول النبي صلى الله عليه وآله : علي مع القرآن ، والقرآن مع علي، ويقرؤون معه وصف الله للقرآن بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه.. فإن معناه بمقتضى هذا الحديث الصحيح عند الجميع، أن العصمة الكبرى التي ثبتت للنبي صلى الله عليه وآله هي ثابتة لعلي عليه السلام ! وأن منكر ذلك خارج عن التسنن وعن التشيع ؟!
علي مع القرآن ، والقرآن مع علي.. ومعنى ذلك أن كل ماهناك من علم ، فهو في القرآن ، وهو في صدر علي عديل القرآن !
نعم كل ماهناك من علم! لايستثنى منه إلا علم الله تعالى المختص به فهو العلم الربوبي الوحيد المستثنى من ذلك ، أما ما دونه فهو في صدر علي !
وبما أن القرآن تبيان كل شئ ، فإنه فيه علم الأولين والآخرين ، وعلم ما كان وما يكون ، وكل علوم نظام التكوين ونظام التشريع..
فكلها في القرآن ، وكلها في قلب علي عليه السلام !
ليس كلامنا هذا تعصباً للتشيع ، بل هو مُرُّ الحق ، وخالص منطوق نبينا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله فلا بد أن نحني رؤوسنا ونخضع لهذا الحق شئنا أم أبينا !
فهذا مقام علي عليه السلام ونسبته الى القرآن ، ونسبته الى قوس ما في الوجود .
أما نسبته الى من في الوجود ، والى من جاء بالقرآن ، فلا بد أن نتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله : علي مني وأنا من علي !
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
حل شهر رجب علينا ..وحلت معه الخيرات
واقترب يوم ولادة البركة والنور يوم الثالث عشر من رجب
يوم انشقاق جدران الكعبة اجلالاً للحدث العظيم ..
بولادة نبأ الله العظيم ..
حيث أشرقت أنوار الولاية العظمى في جوف الكعبة
فهنيئا ً للكعبة التي احتضنت فاطمة بنت أسد وآوت الكرار
تهانينا للموالين بمناسبة ذكرى ولادة اسد الله وسيفه البتار الوصي الكرار
المنادي عليه جبرئيل لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار
مولانا وامامنا أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام
وبهذه المناسبة العظيمة نورد مقال بسيط هو صرخة لكل طالب للحق ليعرف مكانة علي عليه السلام فاقرأ وتأمل أعانك الله على الفهم وفتح قلبك للإيمان وأزال الغشاوة عن عينيك..
يوم الثالث عشر من رجب يصادف مولد أميرالمؤمنين وإمام الموحدين ويعسوب المسلمين ، وقائد الغُرِّ المحجلين ، أخ الرسول وزوج البتول وأبو السبطين عليه السلام . وولادته حدثٌ عظيم لايمكن أن ينهض بمسؤولية تحليله بيان الباحث ، فضلاً عن بيان المتعبد !
أي حادثة حدثت في مثل يوم غد؟
لقد دونتها مصادر الشيعة والسنة ، لكن فقهها وتحليل لطائف كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وإشاراته النبوية فيها ، لم يكتب بعد !
ونحن نكتفي بالإشارة الى كلمة واحدة من حديث واحد ، روته مصادر الشيعة والسنة ! فقد كان شهر رجب عند العرب في الجاهلية شهراً ممتازاً ، ومن لم يستطع الحج منهم في ذي الحجة ، زار الكعبة في رجب ، وأدى ما كانوا يؤدونه عندها من مناسك.
في تلك المناسبة، وفي اليوم الثالث عشر من شهر رجب ، والمسجد ممتلئ بالطائفين من قبائل العرب ، كانت امرأة تطوف حول البيت ، لكن أي امرأة؟ إن الحديث الذي نبحث فقرة منه حديث في حقها ، فعندما توفيت كفنها رسول الله صلى الله عليه وآله بقميصه ، وصلى عليها ، وكبر في صلاته سبعين تكبيرة ! ثم نزل في قبرها ، ودعا لها ولقنها الشهادة !
**
في ذكر فضائل سيدنا ومولانا تجف الأقلام وتتوه العقول وتعجز الافكار
ففي كل منقبة له فخر يدوم أبد الآيدين ..منقبة واحدة له تكفي لتظهر فضله على خلق الله أجمعين ..
ولنأخذ على سبيل المثال
روى الحاكم في المستدرك وصححه:3/124: (عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل ، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس! فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر ، فقاتلت مع أمير المؤمنين ، فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت: إني والله ماجئت أسأل طعاماً ولا شراباً ولكني مولى لأبي ذر. فقالت مرحباً ، فقصصت عليها قصتي فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها ؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس! قالت: أحسنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي مع القرآن مع والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض) .
روى هذا الحديث الحاكم وصححه على شرط مسلم . أما الذهبي كبير نقادهم ، والذي لايترك حديثاً في فضل أمير المؤمنين عليه السلام إلا وسعى بكل قوته لتضعيفه ! فقال عن هذا الحديث: (حديث صحيح) !
لكن غرضنا هنا ليس البحث في سنده ، بل لمحة من فقهه ، فما معنى هذه الجملة النبوية:علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض؟؟
لايمكننا فهم ما قاله النبي صلى الله عليه وآله حتى نفهم معنى القرآن الذي حكم صلى الله عليه وآله بوجود معيَّةٍ بينه وبين علي عليه السلام .
فعليٌّ مع القرآن الذي قال تعالى عنه: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَئٍْ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ . ( سورة النحل: 89 )
القرآن الذي قال عنه: ﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لايَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ ﴾.
( سورة الواقعة: 77-79 )
وقال عنه: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ﴾. ( سورة الفرقان: 1 )
وقال عنه: ﴿ لايَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِه تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ ( سورة فصلت: 42 )
فعليٌّ في رتبة المعية مع هذا القرآن ! فهو في رتبة عبارات قرآن ، ورتبة إشارات القرآن ، ورتبة لطائف القرآن ، ورتبة حقائق القرآن ، ورتبة بطون القرآن السبعة !
وعلي في رتبة مقامات القرآن الذي لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، له تخوم ، وعلى تخومه تخوم !!
والمسألة لاتنتهي بأن علياً مع القرآن ، فالقرآن مع علي أيضاً !
نحن نعرف أن المعية نسبة تقوم بطرفين ويستحيل أن تقوم بطرف واحد ، وعندما قال النبي صلى الله عليه وآله : علي مع القرآن فقد أثبتها بينهما ، فلماذا أعاد إثباتها بصيغة أخرى فقال: والقرآن مع علي؟!
حاشا أفصح من نطق بالضاد من اللغو في كلامه ، وحاشا أفصح من نطق بالضاد من التكرار في كلامه. بل أراد أن يفهمنا أن مسألة معيتهما معية من نوع خاص، ويشير الى أبعادها العميقة ، ذلك أن المعية بين شيئين أو أكثر عندما تطلق فيقال: زيد مع عمرو ، فهي أعم من أن يكون هذا الطرف في الإضافة متقدماً رتبة على ذاك أو متأخراً عنه ، بل تدل على أنهما معاً بقطع النظر عن رتبة كل منهما ، وربما كان فيها إشارة الى أن المقرون أقل رتبة من المقرون به . لهذا أعاد النبي صلى الله عليه وآله صياغة هذه المعية ، ليقول للمفكرين لاينبغي أن تفهموا من قولي: عليٌّ من القرآن، أن علياً أقل رتبة من القرآن ، بل القرآن مع علي أيضاً ، فهما وجودان متعادلان !
علي مع القرآن.. فيها بحوث وبحوث! فعلي مع القرآن من أول: ألم . كهيعص . حمعسق . طسم . ق . ص.
وعلي مع القرآن ، فقد وصل عليٌّ الى حيث وصلت كل رموز الإسم الأعظم! بل وصل الى آخر تخوم القرآن !
ومن جهة أخرى ، فالقرآن من أين ما فتحته أو قرأته فهو مع علي عليه السلام !
فعلى ماذا يدل هذا التعادل والتوازن بين هذا الإنسان والقرآن؟!
وهل يستيقظ المفكرون السنيون من نوم الغفلة؟!
وهل يدركون أنه عندما يقول النبي صلى الله عليه وآله : علي مع القرآن ، والقرآن مع علي، ويقرؤون معه وصف الله للقرآن بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه.. فإن معناه بمقتضى هذا الحديث الصحيح عند الجميع، أن العصمة الكبرى التي ثبتت للنبي صلى الله عليه وآله هي ثابتة لعلي عليه السلام ! وأن منكر ذلك خارج عن التسنن وعن التشيع ؟!
علي مع القرآن ، والقرآن مع علي.. ومعنى ذلك أن كل ماهناك من علم ، فهو في القرآن ، وهو في صدر علي عديل القرآن !
نعم كل ماهناك من علم! لايستثنى منه إلا علم الله تعالى المختص به فهو العلم الربوبي الوحيد المستثنى من ذلك ، أما ما دونه فهو في صدر علي !
وبما أن القرآن تبيان كل شئ ، فإنه فيه علم الأولين والآخرين ، وعلم ما كان وما يكون ، وكل علوم نظام التكوين ونظام التشريع..
فكلها في القرآن ، وكلها في قلب علي عليه السلام !
ليس كلامنا هذا تعصباً للتشيع ، بل هو مُرُّ الحق ، وخالص منطوق نبينا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله فلا بد أن نحني رؤوسنا ونخضع لهذا الحق شئنا أم أبينا !
فهذا مقام علي عليه السلام ونسبته الى القرآن ، ونسبته الى قوس ما في الوجود .
أما نسبته الى من في الوجود ، والى من جاء بالقرآن ، فلا بد أن نتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله : علي مني وأنا من علي !
والحديث متواتر، والمتواتر لايحتاج الى بحث سنده ، لاعند الشيعة ولا عند السنة ، ولاحتى عند الجهال! ومع ذلك فقد شهد بصحته نقادهم في الحديث والمشككون في الأسانيد، ورواه البخاري في:3/168 بلفظ: وقال لعلي أنت مني وأنا منك ، (وكذا في:4/207، و:5/85) مضافاً الى اتفاق أصحاب الصحاح والمسانيد والتفسير على روايته .
علي مني.. تعبير نبوي يحدد نسبة علي عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله ، ويجري فيه ما قلناه في قوله: علي مع القرآن ! ولكنه جزء من نسبة علي من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وليس كلها ! فتكملته: وأنا من علي.. وهي جملة كبيرة ، عظيمة ، يقول فيها النبي صلى الله عليه وآله : في نفس الوقت الذي علي مني ، فأنا في كل مكان مع علي!!
فهل عرف البخاري ماذا كتب؟ لماذا لم تفكر أيها البخاري ماذا يعني قول النبي: وأنا من علي؟!
إن فهم ذلك يتوقف على نقل هذه القصة:
بعد أن قتل المسلمون عثمان بن عفان ، وهتفوا باسم أمير المؤمنين عليه السلام وجاؤوه الى منزله فاستخرجوه منه وبايعوه ، صعد المنبر.
وكان أبو بكر لما صعد منبر النبي صلى الله عليه وآله نزل مرقاة ، فلما صعد عمر نزل مرقاة، فلما صعد عثمان نزل مرقاة ، فلما صعد علي صعد الى الموضع الذي كان يجلس عليه رسول الله صلى الله عليه وآله ! فسمع من الناس ضوضاء فقال: ما هذه التي أسمعها ؟ قالوا لصعودك الى موضع رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لم يصعده الذي تقدمك . فقال عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قام مقامي ولم يعمل بعملي أكبه الله في النار، وأنا والله العامل بعمله ، الممتثل قوله ، الحاكم بحكمه فلذلك قمت هنا.
ثم قال في خطبته: معاشر الناس قمت مقام أخي وابن عمي لأنه أعلمني بسري وما يكون مني ! فكأنه قال: أنا الذي وضعت قدمي على خاتم النبوة فما هذه الأعواد ؟! أنا من محمد ومحمد مني) !
فكروا في هذه الكلمات: أنا كسرت الأصنام ، أنا رفعت الأعلام ، أنا بنيت الإسلام !! أي صاحب فمٍ ولسان له جرأة على أن ينطق بذلك ؟!
صلوات الله عليك يا مظلوم العالم ، نعم هكذا كنت !
فأي أيام رأيت بعد النبي صلى الله عليه وآله حتى قلت مثل هذه الكلمات التي تهز الدنيا وتذهل العقل! أنا الذي وضعت قدمي على خاتم النبوة فما هذه الأعواد؟ أنا من محمد ومحمد مني ! يقصد بذلك عندما صعد إلى سطح الكعبة ليكسر الأصنام ثم لنقرأ هذه التكملة: ( فلما سقط ضحك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما يضحكك يا علي أضحك الله سنك؟ قال: ضحكت يا رسول الله تعجباً من أني رميت بنفسي من فوق البيت الى الأرض فما ألمت ولا أصابني وجع؟! فقال:كيف تألم يا أبا الحسن أو يصيبك وجع؟ إنما رفعك محمد وأنزلك جبرئيل). (نفس المصدر ص403).
كذلك أنت يا علي صلوات الله عليك !
والآن: اتضح معنى قول النبي صلى الله عليه وآله لعمر: يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني.. فعلي أنا وأنا علي !
أما الكتاب وهو فصل الخطاب فيقول: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾. ( سورة آل عمران: 61)
إن علياً لم يُعرف الى الآن !
وأختم بهذا الحديث الشريف ، عن ابن عباس قال: (كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: من أراد أن ينظر الىآدم في علمه،وإلى نوح في سلمه، وإلى يوسف في حسنه ،وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في فطانته ، وإلى داود في زهده ، فلينظر إلى هذا . قال: فنظرنا فإذا علي بن أبي طالب قد أقبل كأنما ينحدر من صبب)! (كمال الدين ص25)
ولماذا لم يقل النبي عن شَبَهِ عليٍ بهِ؟ لأن الله تعالى قال عنه إنه نفس النبي صلى الله عليه وآله : وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ !
سبحان الله.. أي ظلامة ارتكبتها الأمة في حق أمير المؤمنين عليه السلام ؟! والى الآن تراهم يَغُطُّونَ في غفلتهم ، ويدَّعون العلم والفقه والحديث ، ويَقْبلون أن يكون مكان رسول الله صلى الله عليه وآله شخص كان يقول باتفاق رواتهم: وليتكم ولست بخيركم ويفضلونه على من كان يقول: سلوني قبل أن تفقدوني! ومن قال فيه النبي صلى الله عليه وآله :« علي مع القرآن والقرآن مع علي» ! وقال فيه: «علي مني وأنا من علي »!
بل من قال فيه الله تعالى:﴿ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ﴾!
﴿ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ ، أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ ؟! ( سورة يونس: 35 )
ما لكم كيف تحكمون ، ما لكم كيف تحكمون ؟!!
تعليق