إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

يا من تعلقت بالصورة - اهداء من سوريا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا من تعلقت بالصورة - اهداء من سوريا

    من جديد يوقعني العشق في شراكه ……..
    ومن جديد يفيض عشقي حروفاً تأتلف في كلمات , تفضح أمري وسرّي .
    ما أعجبه ….
    يأتيني من أبواب متفرقة , متلبّساً كل حين باسم ورسم , فأكشفه وأعرفه .
    يغريني ويغويني بحَبّه, فإذا اليمامة قبض يمينه طوعاً واختيارا , موسومة برقّ حُبّه .
    ويتساءلون :
    ما بالها !!؟؟ بالأمس كان معشوقها الروميّ , والآن العطار لها ربٌّ وحبيب .
    أتبدّل الأحباب والأرباب , كما تبدّل الثياب ؟؟ ولا عهد عندها ولا ميثاق ؟؟
    معذورون .. من أطّروا أنفسهم بحدود الصورة والاسم , ولم يروا إلا التعدد والكثرة في عالم الأضداد والهويّات .
    أما العاشق الناظر من علٍ , من صار فوق النفي والإثبات , فلا يرى الوجود إلا وحدة جامعة , وأهل الله وجه واحداً وروحاً واحدة , وإن تعددت أشكالهم ورسومهم , أسماؤهم وهوياتهم , أزمنتهم وأمكنتهم .
    فالروميّ هو العطار , و المنبع الأصلي يفيض على الجميع , كلٌ حسب قابليته واستعداده ,
    فتعيه قلوب واعية , ليتمظهر الفيض إبداعا وخلقا آخر , فتبارك الله أحسن الخالقين .
    والعاشق الحقّ هو من تعلق بالثابت الذي لا يتلون ولا يتغير , مترفعا عن عشق الصور .
    فيا أيها البلبل المتعلق بالوردة
    ” يا من تعلقت بالصورة , لا تتباه أكثر من ذلك بعشق الجميلة … وعشق شيء مآله الزوال يصيب العقلاء بالضجر والملل ”
    وأنت أيتها الحجلة الجبلية الشغوفة بالجوهر
    ” ما أصل الجوهر إلا حجر اصطبغ بلون , وإذا تلاشى لون الجوهر , عاد حجراً ”
    فكونوا من أهل المعنى لا الصورة لأن
    ” أهل الصورة غرقى بحر كلامي , وأهل المعنى رجال أسراري ”
    ويا قارئ العشق متى كانت تهمك الأوصاف , وما يلوح أنه اختلاف , بل وحدك ترحل أبداً عبر الحروف إلى عالم المعاني الرحب اللامتناهي , سواء كان الكاتب زيدا أو عمرا , أنثى أو ذكرا .
    فانظر إلى معناي تحاول أن تترجمه حروفي , أي حال بات حالي من عشق عطار :
    ..” نثر نافجة المسك المليئة بالأسرار , على هذا العالم في كلّ آونة ” .. فأوقع قلبي في هواه , وإذا بالهوى هواء أتنشقه من معاني الصور الملوّنة في إبداع قلّ نظيره , وإذا بالهواء حياة وخلود . في سِفر وسَفر روحيّ , لا حسابات للزمان والمكان فيه .
    سفَر وسِفر كأنه مثنوي الرومي حين سمّاه ” قرآن السالكين ” , فهاهو العطار يطلق أيضاً ما يشابه ذلك على منطق طيره , وما زهوّاً ما ترسمه الكلمات , بل تقرير واقع , وهاهي القرون المتوالية , تثبت حقيقة ما أكّده :
    ” هذا الكتاب حلية الأيام , وفيه نصيب للخاص والعام , ومن يشبه الثلج ويطلع على هذا الكتاب , يخرج كالنار متقداً من خلف الحجاب , ونظمي يتسم بميزة عجيبة , إذ يولد في كلّ آونة معاني جديدة …….. وإلى يوم القيامة لن يكتب إنسان قط كلاماً مثل كلامي أنا الولهان , فقد نثرت الدرّ من بحر الحقيقة , كما ختم الكلام علي , وهذه هي الوثيقة ”
    فامض معي , يا قارئ العشق , نستجلي أسرار تلك الوثيقة , واعجبْ لطفلة , أربكها العشق , فهمّت لحظة أن تعود , عن درب يأنس سالكوه بالنار , ولا يقرّ لهم قرار , وقد آلوا أن يجعلوا الأرواح على الدرب نثار .
    لولا أن يأتيها وحي أن ” الأطفال وحدهم يرشدون باكراً ” فتلبس خرقة التصوّف , وتشمر عن ساعد العزم , وتخوض نيرانه بقلب كسّر الأقفال , وجلى صدأ الموروث والمعتاد , تدفعه الهمّة وترفعه , فيخفّ ويشفّ , ولولا نظرة وجذبة من معشوقه ومولاه , لأقعدته وحشة الطريق , وأرجعته عن مبتغاه . وما الجذبة إلا منحة إلهية يهبها الله لمن أراد من عباده , ينطق بها عطاري , على لسان الهدهد حين سأله أحد الطيور , بماذا استحق عليهم السبق رغم أنه يشبههم :
    أيها الطائر , كان سليمان يديم النظر إلي في كلّ أوان , وما حصلت على ذلك بذهب وفضة , وإنما تتأتى هذه المكانة من نظرة واحدة ……. فاقض العمر كله في طاعة , حتى تحظى من سليمان بنظرة .
    بقلم : ثناء درويش
    سوريا – مصياف
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X