
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحد الوهابية المصريين يكفر ( مشايخ ) الوهابية السعوديين برسالة أسماها :
رسالتي إلى المخدوعين بعلماء السعودية
أترككم مع الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ السَّمواتِ والأرضِ وَمَا بينهُما ، أحمَدُهُ سُبحانَه مَن إليهِ يَرجِعُ الأمرُ كلُّه ، أحمدهُ سُبحانه من عنده باقٍ وما عندنا ينفد ، وأصلي وأسلم على خير خلقه محمَّد ، وعلى آله وأصحابه وَمَن سَارَ على نَهجِهم وتقيَّد ، { يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُون } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةً وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيرَاً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الذِيْ تَسَاءَلُونَ بِه وَالأَرْحَام ، إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُم رَقِيْباً } ، { يَا أَيُّهَا الَّذيْنَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَولاً سَدِيدًا ، يُصْلِح لَكُم أَعْمَالَكُم وَيَغْفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَه فَقَد فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } ، "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" ، ثم أما بعد :
فَهذِهِ الفُصُول ، التي هي في الحقيقة نُصحٌ وإرشادٌ ، وَأخذٌ بيدِ كل من اغترّ وأُعجِبَ بعُلمَاء السعودية ، وَيَظن أنه يُمكِنُ أن يَجمَعَ بين المُتضَادَّين : حُبُّ العُلمَاءِ المُوحِّدين المُجاهِدِين ، وحُبُّ عُلمَاء السُّعوديَّة ، وهذا مِن أمحل المُحال ، فهو إمَّا الفَجرُ أو البَجرُ ، وهؤلاء الذين يَضَعون آمالهم على أولئك المشائخ مُخطئون غافلون ، قد نَاقشناهُم في أمرِهِم ولم يَقبلوا مِنَّا كلامًا ، ظانِّين أننَّا نُكفِّر أولئك المشائخ ، فبيَّنا لهُم الحق وأنَّهم قد وَقَعُوا في شِرَاكِ الطواغيت ، وأنهم مَخدُوعُونَ غَافِلون ، ثم تركناهم في حيرتهم يَتردَّدُون ، فأبدأ مستيعناً بالله ، وهو حسبي ونعم الوكيل :
==========
فصلٌ : في التيَّاراتِ العَقديّةِ في بلادِ الحَرَمين :
يَجب على كلِّ مُوحِّدٍ أن يعلمَ أنَّ آل سعود الحاكمين اليوم ، هم أخبث حكام العرب ، وذلك لأنهم أشغلوا العَامّة بحروب التيارات الغَازيةِ للمُجتمع ، ولبِسُوا لِبَاسَ البَلدِ الذي يَحكُمُ بالشريعة ، وليس مَن رأى كمَن سَمِع ، فالذي يعيش في تلك المُجتمعَات هو العَارِفُ بِهَذا ، والذي لم يُسَاكن تلك المُجتمعَات ولم يُجامِعها فلن يَعرف هذا ولن يُحسن الحُكم . فالتيَّرات العقدِيَّة في بلادِ الحَرَمَين ثلاثةٌ ، لا رَابِعَ لهن ولا يُجَادِلك فِيها إلا جَاهِل ضَعيف أو مُكابرٌ سَخيف :
الأول : التيَّارُ الإسلامي المُتشدِّد : وهو الذي يرى وجوب رَدْع العَلمَانيين والليبراليين ومعاقبتهم ونشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكنّ هذا التيار لا يُكفّر الليبراليين ولا حكام آل سعود ، فهو لا يعتقد بكفرهم ، ويرى أن المُجَاهدين قد زلّوا وأخطأوا ، وهذا التيَّارُ مُنتشرٌ في مناطق محدودة في عاصمة السعودية "الرياض" وفي أحياء معروفة في البلد ، فهو تيار مَعزُول ولا يُخَالِط بقيَّة التيَّارات فله وَكرُهُ الخاص .
الثاني : التيّار الإسلامي المُعتدِل : وهو الذي يرى إصلاح ذاتِ البين والتوفيق بين جميع التيارات المُتسللّة في المُجتمَع ، ويَرَى أنَّ الإسلام دِينُ السَّماحَة ، وأنه يَجِبُ عَلى المُسلِمين أن يكونوا مُجتمِعِين مَهما كانت حَالهُم واعتقاداتهم ، ويَرون أنَّ المجاهدين المُوحِّدين خَوَارِج ، وأنَّ الجِهاد تشدد وعنف وأن الحل لأمتنا هو إيجاد الحلول بطريقة سلمية .
الثالث : التيّار اللّيبراليّ : وهو التيَّارُ المسيطر على نِظام الحُكم ، وهو التيَّار الَّذي ينتمي إليه المَلك وبطانتهُ ، وهو التيَّار المُسيطِر على الإعلام في البلد بِجَمِيع أنواعِهِ ، وهو المُسيطِر على أغلب الشَّعب .
إذا علِمتَ هذا : فاعلم أن الأسرة الحاكمة في بلاد الحرمين تُحرِّك تلك التيارات كالنّردِ ، وتلعبُ بها كالشَّطرنجِ ، وذلك يُعرف من خلال الاستقراء والنظر في كل من ينتسب لهذه التيارات ، فكل رمزٍ من رموز تلك التيارات يُحاوِل أن يُثبتَ وَلاءَه للدَّولة .
والدَّولة تَخدَعُ الشعب ، فتارةً تُظهر أنها تؤيد التيار الإسلامي المُتشدِّد ، وتارةً تُظهِر أنها في صَفِّ التيّار المعتدل ، وتارةً تُظهر أنها في صف الليبرالية .
فهَاهُو الأمير "نايف" يَخرُجُ علينا مُؤيِّدًا لهيئة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر - وهي اسمٌ على غيرِ مسمى - ثم يَظهَرُ علينا الأمير "سعود الفيصل" أو غَيره لتأييد الليبرالية ، وقد قال ذلك الأمير بنفسه في حوارٍ مع جريدة النيويورك تايمز : "أن عجلة التقدُّم لا رَجعَة عَنها وفتاوى المَشايخ تُعبِّر عَن إحباط ولن تعيق بناء مجتمع ليبرالي" ، وقد سَمّى هذا الأميرُ السَّكير الدِّينَ في ذلك الحِوَار بـ "قيُودُ المَاضِي" ، وهكذا يُخادعون الناس ، فالحُكومَة تُرضِي كل الأطراف لتحافظ على بقاء الولاءات مِن كل تيَّار ، وكلُّ تيَّار يُحَاوِل أن يُثبِت الوَلاء .
وَهَكذا أشغلوا الشعب بالحَربِ الفِكرية بين التيَّارات ، تِلك الحَرب التي أبعدت الشعب بُعدًا كبيرًا عن قضايا الأمَّة ، وهؤلاء العُلمَاء الذين يتعلّق الناسُ بِهِم أمَلاً في أن يَردَعُوا العَلمَانييِّن ، هم جزءٌ لا يتجزَّأ من تلك المسرحية سَواءً عَلمُوا أنَّهم كذلك أم لم يعلموا ففي كلا الحَالتين هم على عقيدة عَوجَاء .
فإنَّ أولئك القوم الذين يَعتمدون على أولئك العُلماء أمثال البرَّاك أو الشثري ، هُم في الحَقيقةِ مِن السُّكارى الطافِحِين ، الذينَ لا عِلمَ لهم بالخَطرِ الذي يُحِيط بِهم .
==========
فصلٌ : في بيانِ بُطلانِ اعتقادِ مَن يَعتقِدُ أنَّ أحد علماء السعودية على "العقيدة الصحيحة" من وجهين :
الوجه الأول : مفارقتهم أهل السنة في تكفير المُعيّن الذي ثبت كفره بالدليل البواح : فمن المعلوم بالضَّرورة أنَّ الكفر بالطاغوت رُكن التوحيد ، ولا يستقيم الدين إلا بالكفر بالطاغوت ، فهل مشائخ السعودية يَكفُرُونَ بالطاغوت ؟!
لقد أجمع علماء المسلمين أن من يحكم بغير شريعة الله طاغوت ، وهذا هو اعتقاد الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ، فهل مشائخ السعودية يُكفِّرون حُكّام العَرَب الذين نَبَذوا الشريعة وراءَ ظهُورِهم وَحَكمُوا بالدِّيمُوقراطية ؟ بل إنَّ أولئك الحُكَّام يفضلون الديموقراطية على شريعة الله ، ويعلنون ذلك صراحةً ، فأين فتاوى هؤلاء العلماء ؟
بل وإنَّ مِن عُلماء السُّعودية أصلاً من لا يعتقد بأنَّ الحُكم بغيرِ الشريعَة نَاقِضٌ إلاَّ إذا استحلّ ، وهؤلاء هم الجَاميَّة ، ورَدَدنَا عَليهِم في غَيرِ هَذا المَوضِع ، ولكن كلامنا الآن عمَّن يعتقد بكفر الحاكم بغيرِ الشريعة ، ومَن يَقولُ بِقولِ الإمام محمد بن عبد الوهاب ، الذي هو : الحاكم بغير شريعة الله طاغوت .
لذا لا ينبغي أن يُقال عن شيخٍ من مشائخ السعودية أنَّه عَلى عَقِيدة صَحِيحَة في مَسَائِل الإيمان والكفر ، لأنَّهم يعتقدون بِكفرِ الطواغيت تكفيرَ النَّوع ، ولكنهم لا يُكفَّرون الطاغوت بعينه ، وهذا من أكبرِ الانحراف ، فهل يقال عنهم أنهم على عقيدة نقيّة ؟ قد يعتقد بعضهم ما يوافق اعتقاد أهل السنة ولكنَّهم يُباينون عن اعتقاد أهل السنة في مَسألة تكفير المعيّن ، وكلُّ عُلماء السعودية على هذا الفساد بلا استثناء ، إلا من سُجِن وتبرّأ منهم . ولك مثال صريح لا مجال للشك أو الرِّيبة فيه :
المدعو "تركي الحمد" .. ذلك الحشرة ، الذي يُعلن إلحاده شَهارًا جَهارًا ، فهو لا يُؤمن بربٍّ ولا رَسول ، ومع ذلك فإنه لا يَكفُر عند علماء السعودية !! حيث إنه مستشارٌ في دولة بني سعود .
وقد قال الحمد في إحدى رواياته ما هو نصّه : "وابتسم هشام بالرغم منه .. فشعبيّة الله مرتفعة هذه الأيام ، لو كان ماركس في هذا الموضع لذكر الله كثيرًا" .
وقال أيضاً في رواية أخرى : "مسكين أنت يالله دائما نُحمِّلك مَانقومُ به مِن أخطاء" .
وقال أيضاً في موضع آخر في كتبه : "رُحمَاك يالله .. ولكن أينَ الله في هذا المكان ؟" .
أقول : انظر الاعتداء على الله ، تعالى عمَّا يقولُ علوًّا كبيرًا ، ولا يُوجَد مُنكرٌ أو مُكفّر ، أين تكفيرُ من وقع عليه الكفر وتوافرت فيه شروط التكفير يا عُلماء السلاطين ؟
الوجه الثاني : مفارقتهم أهل السنة والجماعة في أعمالٍ تُعدُّ ناقضة للإسلام بزعمهم أنها ليست ناقضة :
فمِن المعلوم أن مُدَاراة العدو ومداهنته محرمة في دين الله ، وتعتبر ردّة عن الدين ، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة ، وبالتخصيص : هو مذهب أئمة الدعوة النجدية ، وهؤلاء يُجيزونه ، ويقولون : إذا سقطت هذه الدولة السلفيَّة فما بقي للإسلامِ دَولة !! فيجب أن نُجامِل أمريكا ونستخدم أسلوب المداهنة لأنَّ الأمَّة غير قادرة على الجهاد !!
قلت : هذا تكذيبٌ للهِ وَرَسولهِ ، وخِيَانة للمُسلِمين ، قال تعالى : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكِيل (173) } سورة آل عمران ، وقال تعالى : { إِذ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالذِينَ فِي قُلوبِهِم مَرَضٌ غَرَّ هَؤلاءِ دِينُهُم وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللهِ فَإنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49) } سورة الأنفال . وقد بسطتُ بطلان هذا القول وبيَّنتُ بطلانه في غير هذا الموضع ، وبيَّنتُ أن الجهاد فريضةٌ ثابتة لا تسقط ولا يتأتى في حكمها : قاعدة درء المفاسد وتحصيل المصالح .
الحاصل : أنَّ هُناكَ خَللٌ فِي مَسألة التكفير ، فهُم لا يَرَونَ تكفير نوعٍ اتّفق أهل السنة والجماعة والسلف على تكفيرِهِ ، ومَهمَا قالوا بقول أهل السنة والجماعة ، فهم يعلمون ما وقع فيه حكامهم ، ولكنهم يَستثنونَهم بالشيء الذي خَالفهُم فيهِ أسلافُهُم وخَالفهُم فيه أهل السُّنة والجماعة ، وهو "المداراة والمداهنة" ، فهم يُجوِّزون المداراة والمداهنة صراحة ، فهل هذا صفاء في مسائل الإيمان والكفر ؟ أم إنّه "فساد الاعتقاد" ؟!
ولو سلَّمنا لهم جواز هذا ، فإن موقف الحكومة السعودية من الغرب وخصوصًا أمريكا هو موقف الدولة الصديقة الحليفة الشريكة في محاربة الإرهاب ، وهذا يعرفه كل الناس ، ويعرفه علماء السعودية ، وهذه ردَّة صريحة وكفر أكبر بواح .
فتأمَّل في هذا أيُّها المُوحِّد وتفكَّر فيه ، وأسأل الله لي ولكَ الهِداية إلى اعتقاد السَّلف ، وألهمني الله وإياك التقوى .
والعِلمُ عِند الرَّزَّاقِ ذي القوَّة المَتِين ،،
ويستمر مسلسل نهش الوهابية للحوم بعضهم البعض
تعليق