تويت
روى المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق قال يرفعه
قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحبة المسجد
وطائفة من المهاجرين والأنصار حوله وأمير المؤمنين عن يمينه
وأبو بكر وعمر بين يديه إذ دخلت غمامة لها زجل وحفيف فقال
رسول الله " ص " يا أبا الحسن قد اتتنا هدية من الله ثم مد رسول
الله يده فتدلت وأدلت من يده فبدا منها جام حتى غشي أبصار من
حضر من الغمامة وشاع نوره وفاح في المسجد روائح أزالت من
طيبها عقول الناس والجام يسبح الله ويقدسه ويمجده بلسان عربي
مبين حتى نزل في بطن راحة رسول الله اليمنى وهو يقول السلام
عليك يا حبيب الله وصفوته ونبيه ورسوله المختار من العالمين
والمفضل على جميع ملل الخلق أجمعين من الأولين والآخرين
وعلى وصيك خير الوصيين وأخيك خير المؤاخين وخليفتك خير
المستخلفين وإمام المتقين وأمير المؤمنين ونور المستنيرين
وسراج المقتدين وعلى زوجته فاطم خير نساء العالمين الزهراء
في الزاهرين البتول أم الأئمة الراشدين وعلى سبطيك ونوريك
وريحانتيك وقرة عينيك الحسن والحسين .................
وجميع من حضر يسمعون ما يقول الجام ويغضون أبصارهم عن
تلألأ نوره ورسول الله يكثر من حمد الله وشكره حتى قال الجام
وهو في كف رسول الله يا رسول الله إن الله بعثني إليك والى أخيك
علي وإلى ابنتك فاطمة والى الحسن والحسين فردني إلى كف علي
فقال رسول الله خذ يا أبا الحسن تحفة الله إليك فمد يده اليمنى
فصار في بطن راحته فقبله وشمه وقال مرحبا ً بزلفى الله إلى
رسوله وأهل بيته وأكثر من حمد الله والثناء عليه والجام يكبر الله
ويهلله ويقول يا رسول الله قل لعلي أن يردني إلى كف فاطمة
والحسن والحسين فقام يحمل الجام ونوره يتلألأ ويزيد على نور
الشمس ورائحته قد أذهلت العقول طيبا ً حتى دخل على فاطمة
والحسن والحسين ورده في أيديهم فتحيوا به وقبلوه وأكثروا من
ذكر الله وحمده وشكره والثناء عليه ثم رده إلى رسول الله " ص "
فلما صار في كف رسول الله قام عمر على قدميه وقال يا رسول الله
مالك تستأثر بما آتاك من عند الله من تحية وهدية أنت وعلي
وفاطمة والحسن والحسين فقال رسول الله ويلك يا عمر والله ما
ذاك لك ولا لغيرك من الناس أجمعين غيرنا أما سمعت ما قاله
الجام حتى تسألني أن أعطيك ما ليس لك ..!!
فقال عمر يا رسول الله أتأذن لي في لمسه بيدي فقال رسول الله ما
أشد إلحاحك قم فإن نلته فما محمد رسول الله حق ولا جاء بحق من
عند الله فمد يده نحو الجام فلم تصل إليه وانصاع الجام وارتفع
نحو الغمامة وهو يقول يا رسول الله اهكذا يفعل المزور بالزائر ؟!!
فقال رسول الله " ص " ويحك يا عمر ما أجرأك على الله ورسوله
قم يا أبا الحسن على قدميك وأمدد يداك إلى الجام فخذه وقل له ماذا
أمرك الله به أن تؤديه إلينا فأتاه .. فقال الجام نعم يا رسول الله
أمرني الله أن أقول لكم أني قد أوقفني الله على نفس كل مؤمن
ومؤمنة من شيعتكم وأمرني أن أحضر عند وفاته حتى لا
يستوحش من الموت فيأنس بالنظر إليكم وأن أنزل على صدره وأن
أسكره بروائحي وطيبي فتقبض نفسه وهو لا يشعر فقال عمر
لأبي بكر يا ليت مضى بالحديث الأول ولم يذكر شيئا ً ....
تعليق