هكذا قال.. لا ضير في تولّي علاوي
منار العابدي
لا ضير في أن يتولى علاوي رئاسة الوزراء. في تصريح ملفت جدا هو الأول من نوعه منذ الإنتخابات العراقية حتى الآن جاء على لسان رئيس الوزراء السيد نوري المالكي أثناء مؤتمر صحفي فترة تواجده في بيروت لإقامة العزاء على روح السيد محمد حسين فضل الله. يبدو أن بيروت كانت فاتحة خير على العلاقات الدبلوماسية بين المالكي وعلاوي، وكذلك على الشعب العراقي الذي سيتنفس الصعداء بعد الإتفاق على صيغة معينة لحل المشاكل السياسية العالقة بين المالكي وعلاوي. حيث أن العلاقات بينهم قاست الأمرين في الفترات الماضية، حتى تحولت الى علاقات متوترة جدا تشوبها التصريحات النارية بين طرفين أساسيين في الساحة العراقية الحالية بعد الإنتخابات، والذي من المفترض أن يكون أحد هؤلاء الإثنين هو رجل العراق القادم، الذي بدوره وكما تقول برامجه المستقبلية للعراق في فترة الدعاية والترويج للإنتخابات: أنه سيخرج العراق من جميع أزماته ويجعل الشعب ينعم بالأمان ويلبّي كل إحتياجاته ومستلزماته ويعد بتوفير الخدمات الأساسية التي يحتاج اليها المواطن العراقي.
بعد جدل طويل وتصريحات نارية بين الأطراف السياسية العراقية على الملأ، والتي شهدتها العاصمة بغداد وبالأخص المنطقة الخضراء لم تنتج الا مزيدا من التصعيد السياسي والإبتعداد تدريجيا عن القرار الصائب الذي ينتظره الشعب بفارغ الصبر، وكأن الأزمة السياسية العالقة منذ أشهر في بغداد كانت بحاجة لعاصمة أخرى او الى عزاء للموتى كي يتذكروا أن الموت حق علينا وإنه آت لا محالة، حتى جعل من المالكي أن يصرح أمام الملأ وعلى شاشات التلفاز أن لا ضير في علاوي أن يتولى رئاسة الوزراء بعد اليوم!!
فإذا كانت هذه الأزمة العالقة لا تحتاج الا لجملة من عدة كلمات سهلة القول لحلها.. فلماذا جعلتم الشعب ينتظر طويلا ويعاني جراء هذا التأخير في تصريح لا يكلف الكثير؟! إن ذلك ما هو الا إستهزاء واستهانة بالشعب العراقي.. الذي ملّ الوعود وملّ من الصبر، ان صبره طوال سنين مضت كفيل أن يجعله يثور بوجوهكم يوما ما، ويفقدكم هذه المناصب التي تتصارعون من أجلها والتي لولا الشعب وأصواتهم لما كانت لتصلكم.
منار العابدي
منقول
تعليق