من جريدة الرأي العام
التاريخ : 24/12/2001
الكاتب : د. عبد النبي العطار
كاتب كويتي
-----------------------------------------------------------------------------
حقيقة ما جرى في مدينة قم
بدعوة كريمة من اللجنة المنظمة لمراسم عزاء فقيدنا الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي رحمه الله تشرفت بالمشاركة في مراسم العزاء التي اقيمت في مدينة قم وقد كان واضحا حسن اداء اللجنة وتنظيمها فجزاهم الله عنا وعن جميع محبي السيد الفقيد خير الجزاء.
في اليوم التالي لوصولنا كنا جميعا في البيت المتواضع الذي كان يعيش فيه سيدنا الراحل والذي كان ملحقا بالحسينية التي انطلق منها موكب العزاء، حيث اعلن منذ البداية ان الموكب سينطلق الى حرم السيدة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر رضي الله عنه حيث سوف يصلى عليه ومن بعده سيدفن هناك رحمة الله عليه.
وسار الموكب، وكان بارزا مدى التبجيل والاحترام الذي احاط بموكب العزاء والذي هو اهل له رحمه الله سواء من قبل عامة الناس او اللجنة المنظمة او من قبل الجهات الايرانية المسؤولة حيث انطلق الموكب الحاشد وكان في المقدمة جمع من العلماء والافاضل بينما كانت آي الذكر الحكيم تتردد من خلال الميكروفونات يتبعها مقاطع من القصائد الحسينية التي طالما عشقها فقيدنا العزيز وكان الجمع يتجاوب مرددا الهتافات الحسينية وآخرون كانت العبرة تخنقهم فلا يملكون إلا البكاء ليعبروا به عن مكنون حزنهم ولوعتهم.
ووصلنا الى ساحة حرم السيدة فاطمة بنت موسى رضي الله عنها وكنا في انتظار آية الله السيد صادق الشيرازي حفظه الله اخ سيدنا الراحل حيث هيأ مسؤولو الحرم مكانا مناسبا للصلاة على السيد الفقيد في ساحة الحرم الشريف كما كان القبر في الحضرة المباركة مهيأ لاستقبال الجثمان الطاهر الى جوار مرقد اخيه الشهيد اية الله السيد حسن الشيرازي وكان لافتا للنظر صورتان زيتيتان بحجم كبير احداهما على الاقل للسيد الفقيد وضعتا قبالة الداخل لساحة الحرم الشريف بينما اخذ احد المنادين المعينين من قبل ادارة الحرم يردد من خلال الميكروفون مناقب سيدنا الراحل ويعيد قراءة بيان آية الله العظمى السيد علي الخامنئي والذي نعى فيه السيد الراحل ومن آن لآخر كان يتلو بعض الآيات ويقرأ فقرات من بعض الادعية كما كان يدعو المؤمنين لحضور مراسم العزاء التي امر بها سماحته على روح فقيدنا العزيز والتي اقيمت في المسجد الاعظم مساء اليوم نفسه.
بعدها حضر سماحة آية الله السيد صادق الشيرازي وقبل اقامة الصلاة تم اطباق الصورتين احداهما فوقا لاخرى بحيث لا يرى شخص الصورة وذلك لكراهية جعل التصاوير جهة القبلة في اثناء الصلاة حسب ما يعرفه جميع المتشرعين، وتمت اقامة صلاة الميت على روح الفقيد بصورة مؤثرة ساهم الجو المشحون بالعواطف الجياشة وصوت آية الله السيد صادق الشيرازي الرخيم في تفجير حالة الحزن والتأثر في المصلين.
ولكن الرزية كل الرزية ما حصل بعد ذلك، فبعد الفراغ من الصلاة توجه الجمع لدفن سماحة السيد رحمه الله في المكان المهيأ سلفا الا انه وفي هذه اللحظة انبرى بعض المشيعين وفاجأوا الجميع وباجتهاد (في تقديري المتواضع) ليس في محله حيث اعلن ان المكان المزيور غير بارز وانه يجب دفن السيد في الناحية الاخرى من الحضرة الشريفة قرب مرقد السيد الاراكي رضوان الله تعالى عليه لكونه ابرز، الا ان مسؤولي الحرم اعترضوا على هذا الاقتراح والذي رأوا انه خلاف ما سبق التخطيط له والاتفاق عليه وحاولوا جاهدين اقناع تلك المجموعة بعدم صحة هذا التصرف وانه محاولة للي الذراع في غير محلها، الا ان اصحاب الاقتراح رفضوا الانصياع وبدأوا في تأليب باقي المشيعين على مسؤولي الحرم بدعوى عدم احترام السيد عليه الرحمة، وهنا جاء دور مجموعة من الشباب غير المنضبطين تحت تأثير التحريض وحاولت اخراج الجثمان الشريف من الحرم الا ان مجموعة اخرى من المشيعين وكما نقل لي بأنه بتوجيه من السيد صادق الشيرازي حفظه الله بنفسه وبوصفه الولي الشرعي للفقيد قامت بالتدخل وتم دفن سيدنا الراحل رضوان الله تعالى عليه في مرقده المعد سلفا وهنا كان يجب ان تنتهي القصة عند هذا الحد، ولكن للأسف دخل على الخط من يرى ان الاثارة هدف والفتنة مكسب فحسبي الله ونعم الوكيل حيث قام بتأجيج الحدث وتضخيمه لأسباب لا ارى انها تصب في صالح اي احد وبالذات محبي وعشاق السيد الراحل عليه الرحمة فما الذي حدث؟ ولماذا؟
واضح جدا ان جهود البعض ومن خلال طريقة صياغة الموضوع وطريقة الترويج له صحافيا ومن خلال المنشورات التي وزعت في الكويت والمقالات التي نشرت عبر صفحات الانترنت كانت ذات هدف سياسي يصب في اتجاه تشويه سمعة ايران الاسلامية وتخريب جهود مسؤوليها في ابراز الاحترام الذي يليق بفقيدنا الراحل رحمة الله عليه حيث ساء هؤلاء البعض مظاهر التقدير والتبجيل التي كانت واضحة للعيان من خلال دور التلفزيون والإذاعة والصحف في بيان مناقب السيد الراحل فضلا عن دور مكاتب المراجع وإدارة الحرم الشريف في الدعوة لحضور مأتمه رحمه الله بالإضافة للجهود على مستوى باقي المؤسسات الاخرى والتي صبت في المصب نفسه, هذا البعض الذي طالما روج للأكاذيب في مجلات الاثارة والتهريج الفكري والاثارة الطائفية ومن خلال شتم مراجع المسلمين وتحريف الكلم عن مواضعه ولوي الحقائق التاريخية والتي لم يسلم منها حتى قراء القرآن الكريم، اقول هذا البعض كان له الدور الواضح في هذه الفتنة التي اخمدها الله عز وجل.
وبالنسبة لما اثير حول تغطية الصور الزيتية في الحرم الشريف في اثناء الصلاة والتي اثارها البعض على انها موقف سياسي ونوع من انواع الاحتجاج ضد المسؤولين، اقول ان هذا الرأي يعكس قمة الجهل بالفقه الاسلامي حيث ان تصرف السيد صادق الشيرازي حفظه الله تصرف شرعي وفقهي بحت فلقد امر بجمع الصورتين فوق بعضهما للتغطية في اثناء الصلاة وذلك للكراهية من الناحية الشرعية في استقبال التصاوير في اثناء الصلاة، وبعد الانتهاء من الصلاة تم وضعهما في مكانهما السابق للعرض بصورة طبيعية.
وبالنسبة لما نشرته بعض الصحف من صور لقبر محفور في حسينية السيد الراحل رحمه الله حيث زعم انه كان مهيأ لدفن جثمانه الشريف ولكن كما يدعون ان السلطات المسؤولة دفنته في الحرم الشريف غصبا اقول والله شاهد على ما اقول انني كنت في الحسينية صباحا وقبل الخروج في مسيرة المأتم المتوجه الى حرم السيدة فاطمة رضي الله عنها ولم يكن هناك اي قبر محفور واكاد اجزم بأن الحفر قد تم مساء لاستكمال التهمة التي يراد ان تلصق بإيران بأنها بلد الاضطهاد والتعدي على حقوق الانسان ورسم صورة قاتمة عنها, وهنا لا يسعني الا ان اقول ما انصفتم هذا البلد الصديق الذي لطالما وقف مع الحق واهله وتحمل المصائب والصعاب في سبيل الحق ولعل ابرز هذه المواقف وقفته المشرفة معنا في محنتنا مع طاغية العصر جزار العراق وموقفهم النبيل مع اهلنا في لبنان وفلسطين، وكما يقول المثل المروي عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له، اذ ما مصلحة اي احد في الاعتراض على دفن عالم جليل في بيته، وما الخطورة في دفن سيد جليل او مرجع من مراجع المسلمين في بيته حتى يكون هناك اي اعتراض على ذلك، أو لم يدفن السيد النجفي المرعشي رضوان الله تعالى عليه في مدرسته وغيره كثيرون قبله، ولكن ماذا نملك عندما تفتقد المصاداقية الا ان نقول انا لله وانا اليه راجعون.
وبالنسبة لما رددوه عن ان من دفن في الحضرة الشريفة هو غير سيدنا الراحل رحمه الله او عن سقوط الجرحى واعتقال العشرات على اثر المشادة التي حصلت في الحرم فلن اعلق عليه فلا اعتقد ان القارئ الكريم يحتاج لأي جهد لاستنباط مدى التضليل المقصود من وراء هذه السخافات.
ولي كلمة اخيرة حول ما جرى من الامور في المناسبة التي اوجعت القلوب بفقد عالم كبير من علماء المسلمين اقول ما جرى من حدث وما استتبعه من اثارة اعلامية كان نكرانا للجميل من قبل فئة صغيرة ضالة لا يمثلون الا انفسهم وانها اهانة، نعم انها اهانة ولكن ليست اهانة لمسؤولي الحرم الشريف والمسؤولين الايرانيين وليست اهانة لمقام آية الله السيد محمد الشيرازي رحمة الله عليه فالكل يعلم انه ارفع منزلة من ان ينالوه بسوء، ولكنها اهانة واساءة لكل محبي وعشاق السيد الراحل، اهانة واساءة لمشاعر اناس قد ايتمهم غياب والدهم واهانة واساءة لطلاب علم فقدوا معلمهم، تلك القلة التي لا استطيع الا ان اقول غفر الله لهم فقد كادوا يؤججون فتنة لا يعلم مداها إلا الله ولكنا لله رد كيدهم.
وهنا دعوة لكل المؤمنين ولكل محبي وعشاق السيد الراحل بإدانة هؤلاء وشجب موقفهم فهذا اقل ما يمكن ان نؤديه وفاء للمرجع الفقيد رحمه الله ورسالة نوصلها لكل من ساهم معنا في ذلك البلد الصديق في اقامة شعائر العزاء على فقيدنا العزيز اننا لسنا ممن يرد الجميل بالنكران والجحود.
كاتب كويتي
التاريخ : 24/12/2001
الكاتب : د. عبد النبي العطار
كاتب كويتي
-----------------------------------------------------------------------------
حقيقة ما جرى في مدينة قم
بدعوة كريمة من اللجنة المنظمة لمراسم عزاء فقيدنا الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي رحمه الله تشرفت بالمشاركة في مراسم العزاء التي اقيمت في مدينة قم وقد كان واضحا حسن اداء اللجنة وتنظيمها فجزاهم الله عنا وعن جميع محبي السيد الفقيد خير الجزاء.
في اليوم التالي لوصولنا كنا جميعا في البيت المتواضع الذي كان يعيش فيه سيدنا الراحل والذي كان ملحقا بالحسينية التي انطلق منها موكب العزاء، حيث اعلن منذ البداية ان الموكب سينطلق الى حرم السيدة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر رضي الله عنه حيث سوف يصلى عليه ومن بعده سيدفن هناك رحمة الله عليه.
وسار الموكب، وكان بارزا مدى التبجيل والاحترام الذي احاط بموكب العزاء والذي هو اهل له رحمه الله سواء من قبل عامة الناس او اللجنة المنظمة او من قبل الجهات الايرانية المسؤولة حيث انطلق الموكب الحاشد وكان في المقدمة جمع من العلماء والافاضل بينما كانت آي الذكر الحكيم تتردد من خلال الميكروفونات يتبعها مقاطع من القصائد الحسينية التي طالما عشقها فقيدنا العزيز وكان الجمع يتجاوب مرددا الهتافات الحسينية وآخرون كانت العبرة تخنقهم فلا يملكون إلا البكاء ليعبروا به عن مكنون حزنهم ولوعتهم.
ووصلنا الى ساحة حرم السيدة فاطمة بنت موسى رضي الله عنها وكنا في انتظار آية الله السيد صادق الشيرازي حفظه الله اخ سيدنا الراحل حيث هيأ مسؤولو الحرم مكانا مناسبا للصلاة على السيد الفقيد في ساحة الحرم الشريف كما كان القبر في الحضرة المباركة مهيأ لاستقبال الجثمان الطاهر الى جوار مرقد اخيه الشهيد اية الله السيد حسن الشيرازي وكان لافتا للنظر صورتان زيتيتان بحجم كبير احداهما على الاقل للسيد الفقيد وضعتا قبالة الداخل لساحة الحرم الشريف بينما اخذ احد المنادين المعينين من قبل ادارة الحرم يردد من خلال الميكروفون مناقب سيدنا الراحل ويعيد قراءة بيان آية الله العظمى السيد علي الخامنئي والذي نعى فيه السيد الراحل ومن آن لآخر كان يتلو بعض الآيات ويقرأ فقرات من بعض الادعية كما كان يدعو المؤمنين لحضور مراسم العزاء التي امر بها سماحته على روح فقيدنا العزيز والتي اقيمت في المسجد الاعظم مساء اليوم نفسه.
بعدها حضر سماحة آية الله السيد صادق الشيرازي وقبل اقامة الصلاة تم اطباق الصورتين احداهما فوقا لاخرى بحيث لا يرى شخص الصورة وذلك لكراهية جعل التصاوير جهة القبلة في اثناء الصلاة حسب ما يعرفه جميع المتشرعين، وتمت اقامة صلاة الميت على روح الفقيد بصورة مؤثرة ساهم الجو المشحون بالعواطف الجياشة وصوت آية الله السيد صادق الشيرازي الرخيم في تفجير حالة الحزن والتأثر في المصلين.
ولكن الرزية كل الرزية ما حصل بعد ذلك، فبعد الفراغ من الصلاة توجه الجمع لدفن سماحة السيد رحمه الله في المكان المهيأ سلفا الا انه وفي هذه اللحظة انبرى بعض المشيعين وفاجأوا الجميع وباجتهاد (في تقديري المتواضع) ليس في محله حيث اعلن ان المكان المزيور غير بارز وانه يجب دفن السيد في الناحية الاخرى من الحضرة الشريفة قرب مرقد السيد الاراكي رضوان الله تعالى عليه لكونه ابرز، الا ان مسؤولي الحرم اعترضوا على هذا الاقتراح والذي رأوا انه خلاف ما سبق التخطيط له والاتفاق عليه وحاولوا جاهدين اقناع تلك المجموعة بعدم صحة هذا التصرف وانه محاولة للي الذراع في غير محلها، الا ان اصحاب الاقتراح رفضوا الانصياع وبدأوا في تأليب باقي المشيعين على مسؤولي الحرم بدعوى عدم احترام السيد عليه الرحمة، وهنا جاء دور مجموعة من الشباب غير المنضبطين تحت تأثير التحريض وحاولت اخراج الجثمان الشريف من الحرم الا ان مجموعة اخرى من المشيعين وكما نقل لي بأنه بتوجيه من السيد صادق الشيرازي حفظه الله بنفسه وبوصفه الولي الشرعي للفقيد قامت بالتدخل وتم دفن سيدنا الراحل رضوان الله تعالى عليه في مرقده المعد سلفا وهنا كان يجب ان تنتهي القصة عند هذا الحد، ولكن للأسف دخل على الخط من يرى ان الاثارة هدف والفتنة مكسب فحسبي الله ونعم الوكيل حيث قام بتأجيج الحدث وتضخيمه لأسباب لا ارى انها تصب في صالح اي احد وبالذات محبي وعشاق السيد الراحل عليه الرحمة فما الذي حدث؟ ولماذا؟
واضح جدا ان جهود البعض ومن خلال طريقة صياغة الموضوع وطريقة الترويج له صحافيا ومن خلال المنشورات التي وزعت في الكويت والمقالات التي نشرت عبر صفحات الانترنت كانت ذات هدف سياسي يصب في اتجاه تشويه سمعة ايران الاسلامية وتخريب جهود مسؤوليها في ابراز الاحترام الذي يليق بفقيدنا الراحل رحمة الله عليه حيث ساء هؤلاء البعض مظاهر التقدير والتبجيل التي كانت واضحة للعيان من خلال دور التلفزيون والإذاعة والصحف في بيان مناقب السيد الراحل فضلا عن دور مكاتب المراجع وإدارة الحرم الشريف في الدعوة لحضور مأتمه رحمه الله بالإضافة للجهود على مستوى باقي المؤسسات الاخرى والتي صبت في المصب نفسه, هذا البعض الذي طالما روج للأكاذيب في مجلات الاثارة والتهريج الفكري والاثارة الطائفية ومن خلال شتم مراجع المسلمين وتحريف الكلم عن مواضعه ولوي الحقائق التاريخية والتي لم يسلم منها حتى قراء القرآن الكريم، اقول هذا البعض كان له الدور الواضح في هذه الفتنة التي اخمدها الله عز وجل.
وبالنسبة لما اثير حول تغطية الصور الزيتية في الحرم الشريف في اثناء الصلاة والتي اثارها البعض على انها موقف سياسي ونوع من انواع الاحتجاج ضد المسؤولين، اقول ان هذا الرأي يعكس قمة الجهل بالفقه الاسلامي حيث ان تصرف السيد صادق الشيرازي حفظه الله تصرف شرعي وفقهي بحت فلقد امر بجمع الصورتين فوق بعضهما للتغطية في اثناء الصلاة وذلك للكراهية من الناحية الشرعية في استقبال التصاوير في اثناء الصلاة، وبعد الانتهاء من الصلاة تم وضعهما في مكانهما السابق للعرض بصورة طبيعية.
وبالنسبة لما نشرته بعض الصحف من صور لقبر محفور في حسينية السيد الراحل رحمه الله حيث زعم انه كان مهيأ لدفن جثمانه الشريف ولكن كما يدعون ان السلطات المسؤولة دفنته في الحرم الشريف غصبا اقول والله شاهد على ما اقول انني كنت في الحسينية صباحا وقبل الخروج في مسيرة المأتم المتوجه الى حرم السيدة فاطمة رضي الله عنها ولم يكن هناك اي قبر محفور واكاد اجزم بأن الحفر قد تم مساء لاستكمال التهمة التي يراد ان تلصق بإيران بأنها بلد الاضطهاد والتعدي على حقوق الانسان ورسم صورة قاتمة عنها, وهنا لا يسعني الا ان اقول ما انصفتم هذا البلد الصديق الذي لطالما وقف مع الحق واهله وتحمل المصائب والصعاب في سبيل الحق ولعل ابرز هذه المواقف وقفته المشرفة معنا في محنتنا مع طاغية العصر جزار العراق وموقفهم النبيل مع اهلنا في لبنان وفلسطين، وكما يقول المثل المروي عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له، اذ ما مصلحة اي احد في الاعتراض على دفن عالم جليل في بيته، وما الخطورة في دفن سيد جليل او مرجع من مراجع المسلمين في بيته حتى يكون هناك اي اعتراض على ذلك، أو لم يدفن السيد النجفي المرعشي رضوان الله تعالى عليه في مدرسته وغيره كثيرون قبله، ولكن ماذا نملك عندما تفتقد المصاداقية الا ان نقول انا لله وانا اليه راجعون.
وبالنسبة لما رددوه عن ان من دفن في الحضرة الشريفة هو غير سيدنا الراحل رحمه الله او عن سقوط الجرحى واعتقال العشرات على اثر المشادة التي حصلت في الحرم فلن اعلق عليه فلا اعتقد ان القارئ الكريم يحتاج لأي جهد لاستنباط مدى التضليل المقصود من وراء هذه السخافات.
ولي كلمة اخيرة حول ما جرى من الامور في المناسبة التي اوجعت القلوب بفقد عالم كبير من علماء المسلمين اقول ما جرى من حدث وما استتبعه من اثارة اعلامية كان نكرانا للجميل من قبل فئة صغيرة ضالة لا يمثلون الا انفسهم وانها اهانة، نعم انها اهانة ولكن ليست اهانة لمسؤولي الحرم الشريف والمسؤولين الايرانيين وليست اهانة لمقام آية الله السيد محمد الشيرازي رحمة الله عليه فالكل يعلم انه ارفع منزلة من ان ينالوه بسوء، ولكنها اهانة واساءة لكل محبي وعشاق السيد الراحل، اهانة واساءة لمشاعر اناس قد ايتمهم غياب والدهم واهانة واساءة لطلاب علم فقدوا معلمهم، تلك القلة التي لا استطيع الا ان اقول غفر الله لهم فقد كادوا يؤججون فتنة لا يعلم مداها إلا الله ولكنا لله رد كيدهم.
وهنا دعوة لكل المؤمنين ولكل محبي وعشاق السيد الراحل بإدانة هؤلاء وشجب موقفهم فهذا اقل ما يمكن ان نؤديه وفاء للمرجع الفقيد رحمه الله ورسالة نوصلها لكل من ساهم معنا في ذلك البلد الصديق في اقامة شعائر العزاء على فقيدنا العزيز اننا لسنا ممن يرد الجميل بالنكران والجحود.
كاتب كويتي