وسبب اخر قد يكون أن حكومة الأعرابيان و بني أمية و العباس حاولوا ترسيخ نظرية أنهم هم شعب الله المختار و أن الناس خدام لهم فحاولوا أن يحقروا من الأخرين ...
وقد حاول الأعرابي الثاني تحريف معاني القرآن الكريم بزعمه أن قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ» نزل في العرب خاصة! أي أن أكرم العرب عند الله هو أتقاهم، لا أن أكرم الناس عند الله هو أتقاهم! وذلك لأن العرب حتى لو لم يكونوا متقين فهم أكرم من غيرهم من القوميات الأخرى! أخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب في تفسير هذه الآية قوله: «هي مكية وهي للعرب خاصة! الموالي أي قبيلة لهم وأي شعاب»؟! (كنز العمال للمتقي الهندي ج2 ص507 عن ابن مردويه) بهذا كان عمر يستحقر غير العرب ويعتبرهم كاللقطاء الذين لا قبيلة لهم ولا شعوب! ساخراً بقوله: «الموالي - أي غير العرب - أي قبيلة لهم وأي شعاب»؟! ولهذا قام عمر بمنع زواج العربيات من غير العرب بدعوى أنهن ذوات أحساب وليس غير العرب بأكفاء لهن! مع إن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) قال: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه» سواءً كان عربياً أو غير عربي، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
تعليق