إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ملك اليمين ؟ قراءة في فقه دليلها من كتاب الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملك اليمين ؟ قراءة في فقه دليلها من كتاب الله

    ملك اليمين : قراءة في فقه دليلها بعيداً عن رجم الخراصين

    السلام عليكم
    مقدمة :

    إن هذا الموضوع قد ورد ذكره في كتاب الله 14مرة فهو ليس بدعة من بدع المبتدعين .ـ وكتاب الله للمؤمنين بكتاب الله طبعاً هو صالح حتى قيام الساعة وبالتالي فالأحكام التي وردت فيه هي كذلك .ـ ومن يرى أن ملك اليمين كان في عصور السالفين ولم يعد له أثراً في زماننا هذا فهو ضعيف البصيرة وما عليه إلا أن يتفكر وينظر في واقع الحياة حتى يرى هذا الأمر .ـ


    الآيات التي ورد فيها ذكر ملك اليمين :

    )
    وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ /النساء3

    ( وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً{22} حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً{23} وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً{24} وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{25} يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{26} / النساء

    )
    وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً / النساء36

    )
    وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ / النحل 71


    قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ{3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ{4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7} / المؤمنون


    إِلَّا الْمُصَلِّينَ{22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{23} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{26} وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ{27} إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ{28} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{29} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{30} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{31} / المعارج

    )
    وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ / النور 31

    )
    وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ /النور33

    )
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ / النور 58

    )
    ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ / الروم 28

    )
    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً /الأحزاب 50

    )
    لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً / الأحزاب 52

    )
    لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً / الأحزاب 55


    قبل أن أتناول فهمي لدليل ( ملك اليمين ) من كتاب الله أرى أنه لابد لي من التمهيد له بتوضيح المفاهيم الآتية :
    النكاح :
    هناك خلط في المفاهيم في دليل هذه الكلمة ( النكاح )
    فمن الناس من يرى أن دليل هذه الكلمة هو الفعل الجنسي بين ذكر وأنثى بالغين بصرف النظر إن كان بموجب عقد شرعي ( زواج شرعي ممن يحل للإنسان الزواج منهم ) أم بدونه ( فاحشة ـ زنا ـ بغاء ـ سفاح ... الخ ) .
    وكي نتبين الدليل الصحيح لهذه الكلمة ( النكاح ) فلا أرى من مرجع صادق يمكننا أن نرجع إليه ليبين لنا الأمر سوى كتاب الله سبحانه ذلك لأن هذا الكتاب المبارك أنزل بلسان عربي مبين لا عجمة فيه ، ففيه البلاغ المبين وآيات الشرع التي وردت فيه محكمة لا تقبل التأويل .
    ومن هذا المنطلق سنقوم بترتيل الآيات التي وردت فيها كلمة ( نكح ومشتقاتها ) ومن ثم نقرأ ونعقب بما نتج لدينا من فهم وفقه لدليلها .

    {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }البقرة221
    {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }البقرة230

    {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة232

    {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }النساء3

    {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً }النساء22

    {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25

    {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً }النساء127

    {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }النور32

    {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ }القصص27

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً }الأحزاب49

    {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب50
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً }الأحزاب53

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الممتحنة10

    {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }البقرة235

    {وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة237
    {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً }النساء6

    {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور33

    {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور60

    سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ{2} الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ{3} / النور

    إن المتدبر للآيات التي أوردناها أعلاه والتي ورد فيها ذكر كلمة ( نكح ومشتقاتها ) سيتضح له بما لايدع مجالا للشك بأن :
    النكاح : هو رابطة شرعية أحلها الله سبحانه تنشأ بين ذكر وأنثى بالغين ( رجل وامرأة ) ليسوا من المحارم غايتها العيش المشترك وحفظ الفرج ( الإحصان الموضوعي ) بإشباع شهوة الجنس لدى كلا الطرفين إضافة لما قد ينتج عنها من إنجاب ذرية وأمور حياتية أخرى ... الخ .
    وللنكاح هذا كتاب يسمى كتاب النكاح ( أنظر الآية 235 / البقرة ) وهو عقد له أشراطه تسمى ( عقدة النكاح ) ( راجع الآيات 235 ، 237 / البقرة ) ولا يحل هذا الكتاب حتى يستوفي العقد أشراطه وأهمها :
    ـ اللقاء والتعارف بين الطرفين .
    ـ القبول والرضى المتبادل بين الطرفين وبالأشراط التي يشترطانها على بعضهما البعض دون أن يتعديا حدود الله .
    ـ دفع الأجر مقدماً .
    ـ الشهود والإشهار .
    والنكاح ضده الطلاق الذي يحدث نتيجة الإخلال بأشراط كتاب النكاح ( عقدة النكاح )

    وعود إلى الآيات الثلاث الأولى من مطلع سورة النور والتي هي :

    سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ{2} الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ{3} / النور

    إنني وبعد ما قدمته من فهم وفقه لدليل كلمة ( النكاح ) سنداً على ما ورد في كتاب الله أدعو للنظر والتدبر في الحكم الذي ورد في الآية الثالثة من سورة النور .
    فلقد أسيئ فهم هذا الحكم من قبل الكثيرين من الفقهاء ومن غيرهم من المفكرين وما زال الكثيرون منهم يحرفون هذا الحكم عن مقصده لسبب جوهري وهو أنهم ظنوا أن النكاح هو فعل جنسي محض بصرف النظر إن كان حلالاً أم حراماً .
    ولو عدنا لكتاب الله واستقرأنا الأمر جيداً لتبين لنا بأن أية علاقة جنسية محرمة لم يتم توصيفها بكلمة ( نكح ومشتقاتها ) بل جاء توصيفها بالفاحشة سواء كانت باطنة أم ظاهرة ( زنى ) أو بالبغاء أو السفاح .
    والحكم الذي بينته الآية 3 / النور هو حكم جد هام وعلى المحاكم الشرعية وولاة الأمر التقيد التام به وإلا فهم بذلك يتعدون حدود الله .
    هذا الحكم مضمونه :
    ـ حرمة نكاح المؤمنين من الذين أثبتت عليهم فاحشة الزنى بالبينة والدليل .
    ـ إلزام هؤلاء الزناة عندما يبتغون النكاح ( الذي هو كما عرفناه زواج شرعي ) بأن ينكحوا من أمثالهم فقط الذين هم :
    زانٍ عازب ، زانية عازبة ، زانٍ متزوج ، زانية متزوجة .

    نعود بعد هذا لنتبين دليل الإحصان من كتاب الله وذلك فيما يتعلق بالفروج وحفظها .
    المحصنات والمحصنين :
    ما نراه أن الإحصان سواء كان للرجل أو المرأة لا يكون إلا بحالتين اثنتين :
    ـ الإحصان الذاتي ( العفة ) :
    وهذا يكون ) للعازبين أو المطلقين أو الأرامل( بحيث لايسمحون ولا يبيحون لأنفسهم بأن تهتك حرمة فروجهم من الغير ( فاحشة ظاهرة أو باطنة ـ بغاء ـ سفاح( .
    ـ الإحصان بالنكاح الذي شرعه الله .
    حيث يمكن هنا في مثل هذه الحالة لهم إشباع شهواتهم الجنسية بالحلال وهذا ما بينته الآيتان ( 5 / المؤمنون ، 30 / المعارج ) اللتانتشيران إلى مؤمنين ( رجالا ونساء( قد اقترنوا برباط يحلل لهم حفظ الفرج وإشباع شهواتهم الجنسية من خلال النكاح ( هذا يعني كما نقول بأنهم متزوجون ) وبالتالي فهم ليسوا بحاجة لإشباع هذه الغريزة من خلال السفاح او البغاء أو الفاحشة بشقيها ذلك لأنهم مكتفون موضوعياً .

    ============

    وللموضوع تتمة

  • #2
    تابع: ملك اليمين ؟ قراءة في فقه دليلها من كتاب الله

    تتمة الموضوع
    ـ الإحصان بالنكاح الذي شرعه الله .
    حيث يمكن هنا في مثل هذه الحالة لهم إشباع شهواتهم الجنسية بالحلال وهذا ما بينته الآيتان ( 5 / المؤمنون ، 30 / المعارج ) اللتانتشيران إلى مؤمنين ( رجالا ونساء( قد اقترنوا برباط يحلل لهم حفظ الفرج وإشباع شهواتهم الجنسية من خلال النكاح ( هذا يعني كما نقول بأنهم متزوجون ) وبالتالي فهم ليسوا بحاجة لإشباع هذه الغريزة من خلال السفاح او البغاء أو الفاحشة بشقيها ذلك لأنهم مكتفون موضوعياً .
    المحصنات من النساء :
    سوف نثبت السياق الذي ورد فيه هذا البيان كي يستبين لنا الأمر :
    ( وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً{22} حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً{23} وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً{24} وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{25} يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{26} / النساء


    ما نراه من خلال السياق أن المحصنات من النساء في مطلع الاية 24 / النساء قد شملتهم محارم النكاح واستثنى منهن (إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )
    ومن ذلك نفهم أن المقصود بهن : النساء اللواتي حفظن فروجهن من خلال النكاح ( النساء المتزوجات ، اللواتي على قيد رجال )
    والسؤال الذي يطرح علينا هنا :
    إذاً فمن هن ملك اليمين اللواتي استثنين بالقول (إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) ؟
    والجواب :
    بالطبع لسن من اللواتي أحصن وحفظن فروجهن بالنكاح ( لسن متزوجات زواجاً شرعياً ) بصرف النظر عن وضعهن الاجتماعي ( حرائر ، إماء ، فتيات )
    فمن هن إذاً في مثل هذا الموضع ؟
    ما أراه هنا أن هذا البيان يعالج قضية هامة جرت سابقاً في عصر الرسول وقد تجري في أي عصر ، إنهن سبايا الحروب التي تجري بين المؤمنين والكافرين او المشركين بسبب الاعتداء الذي يقوم به هؤلاء على المؤمنين وشرعهم ومنهاجهم وأوطانهم ... الخ رغم أن المؤمنين لم يبادروا بالاعتداء عليهم بل كانوا سلماً لهم طالما كان هؤلاء سلماً لهم .
    فسبايا الحرب هذه من النساء سواء كن قبل الحرب متزوجات من رجال من قومهن مشركين أو كافرين اعتدوا ظلماً على المؤمنين أو كن عازبات في ديار قومهن قبل الحرب فهؤلاء النسوة السبايا طالما وقعوا في الأسر على إثر حرب ظالمة قام بها قومهن هن بحكم المطلقات من أزواجهن إن كن محصنات بالنكاح منهم وقد أحل الله سبحانه للمؤمنين نكاحهن إن ارتضوا ورأوا فيهن أنهن قد كفرن بما قام به قومهن وتبن لله توبة نصوح وآمنّ بشرع ومنهاج المؤمنين ، وما يدفعني لهذا الفهم أن الله سبحانه لم يحل للمؤمنين نكاح الكافرين أو المشركين حسب البيانات الآتية :
    {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }البقرة221
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الممتحنة10

    نأتي بعد الذي قدمناه لنتبين حلال النكاح :

    حلال النكاح :
    لقد بينت الآية 24 / النساء حلال النكاح للمؤمنين بعدما ذكر في مطلعها وفي الآية التي سبقتها محارم النكاح بالقول :
    وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً{24} / النساء
    ومن ذلك نفهم أن حلال النكاح للرجال للمؤمنين هو :
    ـ النساء المؤمنات ( من أمة رسول الله محمد ) المحصنات بالعفة ( إحصان ذاتي ) .
    ـ النساء من الذين أوتوا الكتاب ( الكتابيات ) المحصنات بالعفة ( إحصان ذاتي ) .

    {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }المائدة5

    ونعود لنستقرأ دليل البيان الوارد في الآية 24 / النساء والذي ورد فيه القول (فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ ) .
    لقد وقع لبس في فهم دليل هذا البيان من قبل الكثيرين مثلما وقع ذلك من خلط ولبس في دليل كلمة النكاح ، فقد ذهب البعض أن ذلك يعني ما يسمونه حالياً ( زواج المتعة أو باقي المسميات التي ابتدعها وأفتى بها فقهاء المذاهب الإسلامية )
    ولو تدبرنا هذا القول جيداً لوجدناه يشمل حلال النكاح جميعه بصرف النظر عن الوضع الاجتماعي او الطبقي للمرأة التي يحل للمؤمن أن ينكحها ، فهو يبين نكاحاً ( زواجاً مشروعاً ) وطالما قلنا نكاحاً فللنكاح كتابه وأشراطه التي سماها كتاب الله عقدة النكاح ، فهو لم يحدد نوعاً مخصصاً من النكاح ( كأن يكون مشروطاً بمدة وأجل ) ومع ذلك يقول البيان ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) وذلك يعني أن أوجه الاستمتاع من قبل الرجل بمن سينكحها متعددة وتختلف حسب سويات وقدرات كليهما وليست محصورة بالفعل الجنسي ( المس) وقد لا يكون الفعل الجنسي أحد أوجه هذا الاستمتاع ومع كل هذا فعلى الرجل الذي ينكح امرأة أن يدفع لها أجراً مقدماً (وليس صداقاً أو نحلة فهذا يخص الأرملة التي فقدت زوجها ولديها أولاد قاصرين ) لقاء نكاحه لها وحسب الأوجه المتعددة في الحياة التي سيستمتع بها من خلال نكاحه لها وهذا يكون كله بالتراضي بين الطرفين وقد اسقط الجنحة عن هذا النكاح فيما لو تنازلت الزوجة عن بعض أجرها المدفوع بالتراضي وسياق البيان الآتي يوضح ذلك :
    ..... فما اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }النساء24
    ونخلص بعد ما قدمناه من قول في هذا الصدد إلى أن البيان 24 / النساء لا يشير إلى نوع محدد من النكاح وبالتالي فليس المقصود من هذا البيان ( نكاح التمتع : النكاح الذي غايته فقط إشباع الشهوة الجنسية ) رغم أنه يشمله ويشمل غيره كذلك مثل ( الانجاب ، تربية الأولاد ، الأعمال المنزلية ، رعاية زوج مريض أو مسن أو معاق ....... الخ )


    ملك اليمين :
    نحن هنا نحاول فهم دليل القول ( ملك يمين ) وحيث أن الآيات التي أوردناها سابقاً والتي تتحدث عن نكاح المؤمنين والتي أحلت للرجل المحصن المؤمن النكاح من :
    ـ إما امرأة محصنة مؤمنة .
    ـ أو ملك يمين .
    ففي مثل هذه الحالة نفهم أن ملك اليمين هي إمرأة ( أنثى بالغة ) بصرف النظر حالياً عن وضعها المادي والاجتماعي .
    ولنا هنا أن نسأل :
    طالما أن ملك اليمين في مثل هذه الحالة التي نناقشها هي إنسان قبل كل شيء فما الذي يمكن للرجل أن يملك من أمرها ؟
    والجواب : بالطبع وبحكم العقل ليس نفسها فالنفس هي ملك خالقها وربها وهو الله سبحانه .
    وكذلك ليس جسمها فجسمها من مكونات نفسها والجسم كما النفس ليس سلعة أو متاع يباع ويشرى من قبل المخلوقين والله سبحانه لم يشرع الرق ولا العبودية ولا النخاسة بين الناس .
    ولم يبق لنا في مثل هذه الحالة سوى القول :
    أن يمتلك الرجل أسباب ومقاليد العيش من كسب ورزق ( يوفر الطعام والملبس والمأوى ... الخ ) لتلك المرأة
    وبالتالي فملك اليمين من النساء هن :
    1 ـ سبايا الحرب التي فصلنا في توضيحها سابقاً .
    2 ـ العاملات بأجر لدى أرباب العمل ( سواء كان العمل زراعي صناعي ... الخ )
    3 ـ اليتامى اللواتي قام بتربيتهن رجال ليسوا من محارمهن .
    4 ـ الإناث اللواتي بعد سن الفطام تربوا لدى أسر أخرى (رغم أن والديهم على قيد الحياة ) حتى بلغوا سن النكاح وهذه الأسر من غير أهلهن ولا تدخل في دائرة محارمهن .
    وبالمجمل فهن من الطبقة الاجتماعية المستضعفة جراء وضعها الاجتماعي والمادي معاً .

    الفتيات المؤمنات وجه من وجوه ملك اليمين :
    لقد أوضح البيان الآتي جوانب هامة من دليل ملك اليمين وهن الفتيات المؤمنات بالقول :
    {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25

    الجوانب التي بينها البيان أعلاه :
    ـ دليل كلمة ( الفتى ، الفتاة )
    إن الفتيات اللواتي يشير إليهن البيان ليس المقصود بهن الشابات الفتيات كما يخيل لنا بسبب كثرة استعمال هذه الكلمة في كلامنا اليومي بل إن دليل كلمة ( فتى ومشتقاتها ) يحمل بعداً آخر يمكننا تبينه من خلال ترتيل الآيات التي وردت فيها كلمة ( فتى أو مشتقاتها ) حيث سيتضح لنا أن دليل هذه الكلمة :
    كل من تربى بعد سن الفطام لدى أناس ليسوا والديه ( رغم أن والديه هم على قيد الحياة ) وبقي تحت رعايتهم حتى بلغ سن النكاح ( غدا رجلا أو امرأة ) ومثالنا على ذلك :
    ـ فتية الكهف .
    ـ يوسف وتربيته في بيت عزيز مصر ، وكذلك الفتيان اللذان دخلا معه السجن .
    ـ ابراهيم وتربيته في بيت آزر .
    ـ موسى وتربيته في بيت فرعون .
    ـ فتى موسى وصاحبه والذي يقال أنه يوشع بن نون .

    كما أوضح هذا البيان أمران آخران هما :
    عقوبة الوقوع في الفاحشة :
    المتدبر لليبان أعلاه يجد فرقاً في ( العذاب ) في حال الإتيان بفاحشة مبينة من قبل الفتيات المؤمنات اللواتي أحصن بالنكاح من رجل مؤمن محصن حيث خفض العذاب إلى نصف ما تعذب به المرأة المحصنة المؤمنة في حال إتيانها بفاحشة مبينة ، وهذا يستدعي منا معرفة السبب الموجب لذلك .
    وما نراه أنه التكافؤ بين الشريكين في الإيمان(العقل والفهم والفقه والتدبر وإطاعة شرع الله ) فوصف المحصنات بالمؤمنات ليس محصوراً بــ ) الإيمان بالله ) إذ أن كلا الطرفين سواء المحصنات أم ملك اليمين قد وصف بــ ( المؤمنات ) لكن الآية توضح سويات في هذا الإيمان بالقول)وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ( وتؤكد ذلك في حال إتيان الفاحشة من قبل ملك اليمين التي أحصنت بالزواج من محصن مؤمن بالقول ( فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ( .
    نستخلص من ذلك أن الإيمان الذي تشير إليه هذه الآية إضافة للشرط الأساس الذي تبينه الآية :
    )
    وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }البقرة221

    هو التصديق المتبادل بين طرفي الزوجية ( الوثوق والطمأنينة وتكافؤ العقل والفهم والمنطق والفقه .... الخ (


    وكمثال على التصديق والوثوق بين طرفين هذا الخطاب في الاية :
    (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) يوسف17


    وأضرب مثالا على ذلك :
    مؤمن محصن ( إحصان ذاتي ، عفة ) قد وصل لمرتبة علمية عالية في العقل والفهم والفقه والتدبر والإمكانات المادية قد تزوج ( نكح)امرأة لحسنها دون أن يراعي فرق السويات بينهما ودون أن يتأكد من إمكانية ارتقاء هذه المؤمنة للسوية التي هو عليها كي يتم التصديق بينهما والوثوق والطمأنينة خلال عيشهما المشترك كزوجين فقد يفاجأ وهذا هو الأرجح بما لم يكن يتوقعه بأنه ورغم رباط الزوجية الذي جمعه وزوجه هذه أنه يعيش في واد وهي تعيش في واد آخر وقد تتحول هنا حياته إلى جحيم لا يطاق ولا حل أمامه في مثل هذا الوضع البائس إلا الطلاق .

    نعود بعد الذي قدمناه من فهم لدليل ملك اليمين لنتناول موضوع النكاح من ملك اليمين .
    ولنا هنا أن نسأل :
    1
    ـ هل البيان) أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) الوارد في الآية 6 / المؤمنون و 30 / المعارج يقصد به الزوج ( نقول لكل من طرفي الزوجية هذا زوج هذه وهذه زوج هذا ) ؟
    والجواب لايقصد به الزوج بدليل ما سبقه من قول في نفس الآية ) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ( .


    2
    ـ الآية 5 / المؤمنون والاية 30 / المعارج تتحدثان عن المؤمنين ( رجالا ونساء( الحافظين لفروجهم والحفاظ عليها بشكل عام لا يكون إلا بإحدى طريقتينكما بينا سابقاً :
    ـ الإحصان الذاتي ( العفة ) .

    ـ الإحصان بالنكاح الذي شرعه الله .
    لكن مضمون الآيتان يشير إلى حفظ الفروج من خلال النكاح حسب البيان الذي يتبعهما وهو :
    {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }
    والمتدبر لهذا البيان سيستنتج بأنه يمكن للمؤمنين حفظ فروجهم بالنكاح بإحدى طريقتين لكن دون الجمع بينهما بدليل ورود (أَوْ ) بين الحالتين.
    1 ـ أزواجهم .
    2 ـ أو ما ملكت أيمانهم .
    ولو كان الجميع بين الحالتين مشروعاً لوردت الصيغة هكذا(إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ و مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ )
    ومن ذلك نخلص إلى الحكم الآتي :
    شرع الله سبحانه للمحصنين المؤمنين ( رجالا ونساء ) النكاح من محصنين مؤمنين ( نساء ورجالا ) أو من ما ملكت أيمانهم من المؤمنين ( رجالا ونساء ) ولم يشرع الجميع بين هاتين الحالتين معاً .
    وهذا يدعونا لاستنباط الأحكام الآتية :
    1
    ـ أحلّ الله سبحانه للمؤمنين المحصنين إحصان ذاتي ( عفة ) سواء منهم ( العازب أو الأرمل أو المطلق ـ العازبة أو الأرملة أو المطلقة ) أن ينكحوا من المؤمنين المحصنين إحصان ذاتي ( عفة ) هذه الأصناف ( عازب عازبة أرمل أرملة مطلق مطلقة ) .

    2 ـ أو ان ينكحوا مما ملكت أيمانهم ( ولا يجوز الجمع بين الحالتين كما بينا سابقاً فإما امرأة محصنة مؤمنة أو ملك يمين )
    3 ـ أحل الله سبحانه للرجال المذكورين في البند ( 1 ) النكاح من واحدة فقط فإما مؤمنة محصنة أو ملك يمين وذلك سنداً على البيان الآتي : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }النساء3
    3 ـ استثنى البيان 3 / النساء
    من هذا العدد الرجال المحصنين بالنكاح وفتح سقف العدد حتى أربعة ضمن شرط : أن يكون النكاح من نساء محصنات ( إحصان عفة ) بسبب ترملهن لوفاة أزواجهن وذلك بغية حمايتهن ورعاية أبنائهن القاصرين ، وأن يكون الرجل الذي يرغب بالنكاح وبالتراضي من مثل هؤلاء النسوة لديه القدرة والاستطاعة والإمكانات المادية لذلك وإلا فليكتفي بواحدة التي هي زوجه الأصل سواء كانت ( مؤمنة محصنة أو ملك يمين ) .

    في الختام أرجو من الله سبحانه أن يكون وفقني في تبيان هذا الأمر
    وفوق كل ذي علم عليم
    والسلام عليكم .
    =============
    ملاحظة للأخوة الذين يرغبون في متابعة الحوار حول هذا الموضوع فيمكنهم متابعته عبر هذا الرابط :
    http://arab-rationalists.com/forums/...ead.php?t=3016

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X