ان الامر بمحبة امير المؤمنين عليه السلام ونصرته دون غيره وان كان ميزةً ومنقبة وفيه دلالة على انه لا يفارق الايمان والطاعة ، الا انه ليس المقصود في حديث الغدير لأسباب كثير ة ،سأقتصر على بعضها وباختصار :

1 - ان المحبة لأمير المؤمنين عليه السلام مأمور كل مسلم قبل الغدير بفترة طويلة ، وذلك في فتح خيبر - كأحدى المناسبات

وليس اولها - حيث قال الرسول صلى الله عليه وآله لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله - او قال - يحب الله ورسوله )

البخاري ج 3 / ص 1086 ح 2812 باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وآله ، وص 1357 ح 3499 باب مناقب

علي بن ابي طالب ، ثم اعطاها لأمير المؤمنين عليه السلام فهل بعد هذا يحتاج النص على الحب ؟!

2 - ان الحكمة لا تتناسب مع ايقاف الجموع الكثيرة ( مائة الف او يزيدون ) في هجير الحر لا لشيء الا لأن يقول من كان يحبني

فليحب علي ، بل لا بد ان يكون لأمر مهم للغاية وخطير ومصري ، خاصة وان هذا المكان مفترق طرق ومحل تفرّق الكثير من

المسلمين وربما كانت هذه آخر كلمة يسمعونها من النبي الاعظم صلى الله عليه وآله .

3 - إن مقتضى التمهيد الذي اعتمده الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله من ذكر ولاية الله ثم ولايته ان تكون ولاية امير المؤمنين

عليه السلام من نفس الصنف وبنفس المعنى والعكس صحيح ، فهل يا ترى يريد الرسول صلى الله عليه وآله أن يقول من كان

يحب الله فليحبني ومن كان يحبني فليحب علياً ؟!!

ونظير هذا ما ورد في آية الولاية او التصدق وهي قوله تعالى ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون

الزكاة وهم راكعون ) فالولاية واحدة وتم العطف عليها فولاية الرسول صلى اله عليه وآله من ولاية الله وبنفس معناها وهكذا ولاية

الذين آمنوا والذي يُقصد به امير المؤمنين عليه السلام .