إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تشبيهات الدنيا واهلها مهم جدا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تشبيهات الدنيا واهلها مهم جدا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه المنتجبين


    (تشبيهات الدنيا و اهلها)

    قد شبه بعض الحكماء حال الانسان و اغتراره بالدنيا، و غفلته عن الموت و ما بعده من الاهوال، و انهماكه في اللذات العاجلة الفانية الممتزجة بالكدورات: بشخص مدلى في بئر، مشدود وسطه بحبل، و في اسفل ذلك البئر ثعبان عظيم متوجه اليه، منتظر سقوطه، فاتح فاه لالتقامه، و في اعلى ذلك البئر جرذان ابيض و اسود، لا يزالان يقرضان ذلك الحبل شيئا فشيئا، و لا يفتران عن قرضه آنا من الآنات، و ذلك الشخص، مع انه يرى ذلك الثعبان و يشاهد انقراض الحبل آنا فآنا، قد اقبل على قليل عسل قد لطخ به جدار ذلك البئر و امتزج بترابه و اجتمعت عليه زنابير كثيرة، و هو مشغول بلطعه منهمك فيه، ملتذ بما اصاب منه، مخاصم لتلك الزنابير عليه، قد صرف باله باجمعه الى ذلك، غير ملتفت الى ما فوقه و الى ما تحته. فالبئر هو الدنيا، و الحبل هو العمر، و الثعبان الفاتح فاه هو الموت، و الجرذان الليل و النهار القارضان للعمر، و العسل المختلطة بالتراب هو لذات الدنيا الممتزجة بالكدورات و الآلام، و الزنابير هم ابناء الدنيا المتزاحمون عليها.
    و شبه بعض العرفاء الدنيا و اهلها، في اشتغالهم بنعيمها و غفلتهم عن الآخرة، و حسراتهم العظيمة بعد الموت، من فقدهم نعيم الجنة بسبب انغمارهم في خسائس الدنيا: بقوم ركبوا السفينة، فانتهت‏بها الى جزيرة فامرهم الملاح بالخروج لقضاء الحاجة، و حذرهم المقام فيها، و خوفهم مرور السفينة و استعجالها، فتفرقوا في نواحي الجزيرة، فقضى بعضهم حاجته، و بادر الى السفينة، فصادف المقام خاليا، فاخذ اوسع الاماكن و اوفقها بمراده. و بعضهم توقف في الجزيرة، و اشتغل بالنظر الى ازهارها و انوارها و اشجارها و احجارها و نغمات طيورها، ثم تنبه لخطر فوات السفينة فرجع اليها، فلم يصادف الا مكانا ضيقا، فاستقر فيه. و بعضهم، بعد التنبه لخطر مرور السفينة، لما تعلق قلبه ببعض احجار الجزيرة و ازهارها و ثمارها، لم تسمح نفسه باهمالها، فاستصحت منها جملة و رجع الى السفينة فلم يجد فيها الا مكانا ضيقا لا يسعه الا بالتكلف و المشقة، و ليس فيه مكان لوضع ما حمله، فصار ذلك ثقلا عليه وبالا، فندم على اخذها، و لم يقدر على رميها، فحملها في السفينة على عنقه متاسفا على اخذها. و بعضهم اشتغل بمشاهدة الجزيرة، بحيث لم يتنبه اولا من خطر مرور السفينة و من نداء الملاح، حتى امتلات السفينة، فتنبه اخيرا و رجع اليها، مثقلا بما حمله من احجار الجزيرة و حشائشها، و لما وصل الى شاطئ البحر سارت السفينة، اولم يجد فيها موضعا اصلا، فبقى على شاطئ البحر. و بعضهم لكثرة الاشتغال بمشاهدة الجزيرة و ما فيها نسوا المركب بالمرة، و لم يبلغهم النداء اصلا، لكثرة انغمارهم في اكل الثمار و شرب المياه و التنسم بالانوار و الازهار و التفرج بين الاشجار، فسارت السفينة و بقوا في الجزيرة من دون تنبههم بخطر مرورها، فتفرقوا فيها، فبعضهم نهشته العقارب و الحيات و بعضهم افترسته السباع، و بعضهم مات في الاوحال، و بعضهم هلك من الندامة و الحسرة و الغصة، و اما من بقي على شاطئ البحر فمات جوعا، و اما من وصل الى المركب مثقلا بما اخذه،فشغله الحزن بحفظها و الخوف من فوتها، و قد ضيق عليه مكانه، فلم يلبث ان ذبلت ما اخذه من الازهار، و عفنت الثمار، و كمدت الوان الاحجار، فظهر نتن رائحتها، فتاذى من نتن رائحتها و لم يقدر على القائها في البحر لصيرورتها جزءا من بدنه، و قد اثر فيه ما اكل منها، و لم ينته الى الوطن الا بعد احاطة الامراض و الاسقام عليه لاجل ما لم ينفك عنه من النتن، فبلغ اليه سقيما مدنفا، فبقى على سقمه ابدا، او مات بعد مدة، و اما من رجع الى المركب بعد تضيق المكان، فما فاته الا سعة المحل، فتاذى بضيق المكان مدة، و لكن لما وصل الى الوطن استراح، و من رجع اليه اولا و وجد المكان الاوسع فلم يتاذ من شي‏ء اصلا و وصل الى الوطن سالما. فهذا مثال اصناف اهل الدنيا فى اشتغالهم بحظوظهم العاجلة، و نسيانهم وطنهم الحقيقي، و غفلتهم عن عاقبة امرهم. و ما اقبح بالعاقل البصير ان تغره باحجار الارض و هشيم النبت، مع مفارقته عند الموت و صيرورته كلا و وبالا عليه .


    كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين

  • #2
    السلام عليكم
    تشبيهات رائعة فجزاك الله خيرا و أثابكَ من نعيمه دوما يا أخي الطيب الانسان الصادق...
    ربنا لاتخرجنا من هذه الدنيا حتى ترضا عنا يا كريم...
    يشعر الانسان في حالة الضراء بأن الدنيا لا تساوي عنده جناح بعوضة و أنه يتمنى لقاء الله
    لذا فهو لا يهاب الموت حينئذن..ولكن حينما يُزال و يُكشف همه و غمه و كربته ..فهل سيرى الدنيا
    بعين ثانية ؟؟ أم سيبقى على شوقه و حنينه للقاء ربه و الاستعداد للرجوع الى الوطن؟؟؟؟

    حفظكم المولى جل و علا من كل شر يارب

    أختكم بان

    تعليق


    • #3
      الدنيا جيفة ..
      ولو دامت لغيرك لما آلت اليك ..

      تعليق


      • #4
        وفقكم الله لكل خير شكرا جزيلا

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
        استجابة 1
        10 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
        ردود 2
        12 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X