لا تعتبين
فلي عندك ألف عتاب
فلا تلوميني لأن شكوى الحب عذاب
وردي إلي لومك دون اكتئاب
لا تعتبين
واصفحي عني لأنني نشارة أخشاب
فذريني كالأثير أتطاير كورق اللبلاب
أبيعك قلبي واشتري الحلم وأسراري العذاب
لا تعتبين
يا ريحانتي فعقلي يموج بالأفكار
وهناك أسرى اللب وأواني الأسحار
فاعتبي ولكني رهينة عندك بلا فرار
لا تعتبين
أناجيك بالقبل ولثم الأثغار
أن تسمحي لطفل يديك بالإكبار
واتركي النغم لحبي يعزف الأوتار
لا تعتبين
لم العتب وأحلام الصغار
لم الجهل وأنت قنديل كل الأنوار
لم ولم فكثيرات لم لأنها دون جار
لا تعتبين
هناك في قلبي أنغام مشنوقات
اتركي لي أعذارا وأسبابا معدودات
العتاب اسم كأسماء المشهورات
لا تعتبين
أمي أناديك بأحلى رسم بالوجنات
بأحلى ربيع بالجنات
بأحلى عطر وعسل النحلات
لا تعتبين
لأن الومض سريع كشعلة الجمرات
ولأنني فانية كباقي الموجودات
لا تعتبين لأن البدر يبدد الظلمات
لا تعتبين
لأني كسيح مثل كف الميزان
أحترق دنيا بلا كي ولا نيران
بلا عون ولا أهل ولا جيران
لا تعتبين
ألتمس الصفح لأن العشب يصبح عيدان
والعتب قديم سيصبح في كف النسيان
والندم توبة ستكون من عمل الوجدان
لا تعتبين
لأنك امرأة ما زلت من أعز الخلان
طاهرة كطهر ونقاء الأكفان
وكشجر الغاب وسحر الأفنان
لا تعتبين
لأن رمل الشواطيء عاتبت المطر
فلام الغيث رمل القفار فلم تعد تنبت الشجر
لدا فأنا مهما عتبت فلا ألوم القدر
لا تعتبين
فحنين السواقي يسقي الزهر
وينادي لها في الليل شعاع القمر
لتزهر بالورد ويحلو السمر
لا تعتبين
من سيناديك في الحلم ومن وراء الستر
من سيحمل عنك وزر الدنيا وعقود الدر
من فمن أكون إلا كمثل مياه البحر
لا تعتبين
فالآن لن يفيد العتاب لكل العصور
لأختنق بالزفرات بين كهف الصخور
أو أفرح كفراش الزهر وعرس القصور
لا تعتبين
دعيني أكمل قصتي وأروي حكايات الأنين
دعيني أناديك بأسمى كلمة سمعتها من سنين
أمي وهل هناك غيرها بقلبي الدفين
لا تعتبين
متى تعلمين بأنك أصفح من قوم الأمين
متى تدركين بأنك ما زلت فؤادي المكين
لو تعلمين بأنك حبي ....لن تعتبين