طرق حديث كتاب الله وسنتي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال السيد كمال الحيدري دام ظله ما معناه : طرق الحديث كلّها ساقطة سنداً ، واهية متناً ، منكرة مضموناً ، لا يحلّ الاحتجاج بها ؛ وإليكم البحث فيه وفي طرقه كالآتي ..
الطريق الأوّل : عمر بن عوف
وحدثني عن مالك ، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما : كتاب الله وسنة نبيه ) ([1]).
وقال شارح الموطأ ، ابن عبد البر الاندلسي : حدثنا الحنيني ، عن كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال رسول الله : تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه([2]).
وفيه كثير بن عبد الله ؛ قال ابن معين : ليس بشيء . وقال الشافعي وأبو داود : ركن من أركان الكذب ([3]).
الطريق الثاني : ابو هريرة
قال الحاكم النيسابوري : أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ([4]). ورواه بنفس السند واللفظ الامام الدارقطني في سننه ([5]) .
أقول : وهذا فيه صالح بن موسى الطلحي وهو من أركان النكارة والوهن والسقوط. قال البخاري : منكر الحديث([6]) . وقال النسائي : متروك([7]) . وقال ابو حاتم : منكر الحديث جداً عن الثقات .
هذا علاوة على اضطرابه (=الطلحي) في روايته فلا نعرف كيف رواه الطلحي وبأيّ صيغة ؛ فقد أخرجه الخطيب بلفظ آخر هكذا ..
قال الخطيب : أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل ، قال حدثنا أحمد بن كامل القاضي ، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، قال حدثنا محمد بن عبيد يعني المحاربي ، قال حدثنا صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال سيأتيكم عني أحاديث مختلفة فما جاءكم موافقا لكتاب الله وسنتي فهو مني وما جاءكم مخالفا لكتاب الله تعالى وسنتي فليس مني([8]).
وبنفس سند الخطيب ولفظه اخرجه ابن عدي في الكامل عن رسول الله مثله ... ([9]) . والأدهى من ذلك قأنّ موسى بن صالح الطلحي رواه في مسند البزار : كتاب الله ونسبي ، وليس : وسنّتي . وسيأتي في آخر البحث .
والاضطراب –باتفاق أهل العلم- يوجب ضعف الحديث حتّى لو صحّ السند ، ولقد اتضح أنّه ساقط أيّما سقوط .
([1]) موطأ مالك 2 : 899 .
([2]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (ابن عبد البر) 14 : 384 .
([3]) ميزان الاعتدال (الذهبي) 3 : 402 .
([4]) مستدرك الحاكم 1 : 93 . سنن الدارقطني 4 : 159 .
([5]) سنن الدارقطني 4 : 159 .
([6]) ميزان الاعتدال (الذهبي ) 2 : 301 .
([7]) ضعفاء النسائي : رقم 298 .
([8]) الكفاية في علم الرواية (الخطيب ) : 470 .
([9]) الكامل في الضعفاء 4 : 69 .
تعليق