بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
لطالما كتب إخوتنا المخالفين في منتدياتهم أنه لاتوجد آية محكمة في الإمامه وكلما أتيناهم بآية قالوامن المتشابهات وهنا بحثي في آية فيها ذكر للإمامه فهي آية محكمة يعلم مدلولها من ظاهرها والأدهى من هذا ذكر أنها من الأصول !!!
وسأعرض من كتب الفريقين فهما يوصلانا لنتيجة واحده وهي أن هنالك إمامه وأنها من الله عزوجل نبدآ على بركة الله
قال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (12) سورة يــس
لاحظ أن الله أحصى علم كل شيئ في إمام مبين ننتقل الآن لتفاسيركم
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
{وقوله: وكُلَّ شَيْء أحْصَيْناهُ فـي إمام مُبِـينٍ يقول تعالـى ذكره: وكل شيء كان أو هو كائن أحصيناه، فأثبتناه فـي أمّ الكتاب، وهو الإمام الـمبـين. وقـيـل: مُبـين، لأنه يبـين عن حقـيقة جميع ما أثبت فـيه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفـيان، عن منصور، عن مـجاهد فـي إمامٍ مُبِـينٍ قال: فـي أمّ الكتاب.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِـي إمامٍ مُبِـينٍ كلّ شيء مـحصيٌّ عند الله فـي كتاب.
حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: وكُلَّ شَيْء أحْصَيْناهُ فِـي إمام مُبِـينٍ قال: أمّ الكتاب التـي عند الله فـيها الأشياء كلها هي الإمام الـمبـين. }
فكل علم أحصاه الله في علي عليه السلام والأئمه من بعده ولايشك أحد أن عليآ أعلم من كل الصحابه
ففي تفاسيركم الإمام المبين هي أم الكتاب ، ستقول لي نتجاوز عنكِ ونقول سلمنا بأن الإمام علي إمام مبين أين بقية الأئمة !! ، سأقول لك ننتقل الآن لقول الله تعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب وأخر متشابهات ... ) آل عمران 7 .
فالآيات المحكمات هن أم الكتاب
والأم في اللغة تعني: الاصل والاساس والجذر والمنبع والمنبت لكل شيء يضم اليه جميع ما يليه
فالإمامة هنا تعتبر من الأصول بدلالة كلام الله عزوجل
فعلي وبقية الأئمة عليهم السلام آيات الله التي هن أم الكتاب
فالله عزوجل أعطاهم الإمامه وأحصى الله فيهم علم كل شيئ والذي يدلك أن الله أحصى علم كل شيئ
في الإمام المبين بمعنى في أم الكتاب وأنه عليآ هذه الروايات وان وردت بطرقنا لكن تعضد تفاسيركم
عن محمد بن علي بن جعفر عن الرضا (ع) قال ابو عبد الله (ع) وقد تلى هذه الاية (وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ) قال علي بن ابي طالب . البرهان /ج25/ح3
وفي البرهان للبحراني بسنده عن ابي عبد الله (ع) قال : لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاء امير المؤمنين حتى جلس عند راسه فقال رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة فرفع زيد راسه اليه فقال : وانت جزاك الله خيرا يا امير المؤمنين فوالله ما علمتك الا بالله عليما وفي ام الكتاب عليا حكيما ...الحديث –البرهان /ج25/ح6. وقد روي النص نفسه عن الاصبغ بن نباته وفيه قوله : وانك في ام الكتاب لعلي حكيم .
** فالإمام علي عليه السلام هو المبين
كما في رواية انس بن مالك : ان النبي ( ص ) قال لعلي ( ع ) : " أنت تبين لامتي ما اختلفوا فيه بعدي " قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
وذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : أنا والله الإمام المبين ، ابين الحق من الباطل ، وورثته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تفسير القمي 2 / 212 .
في أصول الكافي بسنده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ) ـ قال : أمير المؤمنين والائمة ( عليهم السلام ) ـ ( وأخر متشابهات ) ـ قال : فلان وفلان ـ ( فاما الذين في قلوبهم زيغ ) ـ اصحابهم وأهل ولايتهم ـ ( فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) أمير المؤمنين والائمة ( عليهم السلام ) نقلا عن تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي 1 / 312 .
معنى اللوح المحفوظ هو ام الكتاب فيكون الإمام المبين هو ام الكتاب
يقول الشيخ البراك :
اللوح المحفوظ هو أم الكتاب، وهو الكتاب المبين، وهو كتاب الأقدار، قال الله تعالى: ((بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ)) (سورة البروج :22 ,23) .
وقال تعالى: ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)) (سورة الزخرف:4) .
وقال تعالى : ((أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ )) (سورة الحج :70) .
وقال تعالى: ((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)) (سورة الحديد: 22) .
وروى مسلم في صحيحه (2653) عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)) .
وهذا الكتاب مطابق لعلم الله السابق، وعلمه بالأشياء مطابق لما هي عليه ومعلوماته لا تتغير عما علمه، وقد قرن سبحانه وتعالى بين علمه وكتابه في آيات من القرآن، قال تعالى: ((وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)) (سورة فاطر: 11) .
وقال تعالى: ((أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ )) (سورة الحج :70) .
وما في هذا الكتاب هو تقدير عام لكل ما هو كائن إلى يوم القيامة، وهناك تقديرات خاصة منها:
- ما يختص بآدم وذريته .
كما جاء في حديث احتجاج آدم وموسى، حيث قال آدم: ((أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء، وقربك نجياً، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق ؟ قال موسى : بأربعين عاماً)) . صحيح البخاري (3409)، وصحيح مسلم (2652).
- ومنها ما يختص بكل فرد من بني آدم .
كالتقدير الذي يكون عند نفخ الروح في الجنين، وهذه التقديرات لا تتعارض مع التقدير العام .
وأما قوله تعالى: ((يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ )) (الرعد : 39) ، فقد اختلف المفسُرون في متعلق المحو والإثبات :
فقيل : المراد بذلك الشرائع ما يُحْكِِمُ الله منها وما ينسخ،
وقيل: المراد صحف الأعمال التي في أيدي الملائكة، وكل ما يكون من محو وإثبات في الشرائع أو صحف الملائكة قد سبق به علم الله وكتابه الأول.
وعلى هذا فالصواب :
أن اللوح المحفوظ لا تغيير فيه، وما سبق في علمه وكتابه أنه كائن لا بد أن يكون كما علمه سبحانه وتعالى بالأسباب التي قدَّرها، فالقدر شامل للأسباب والمسببات، ويدخل في ذلك الكون كله، وما يجري فيه من صغير وكبير، بما في ذلك أفعال العباد طاعاتهم ومعاصيهم ((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)) (سورة الطلاق: 12)) .
والله أعلم ,,,
الشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله-
وقال الطبري فيها (وقوله ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) يقول تعالى ذكره: وكل شيء كان أو هو كائن أحصيناه، فأثبتناه في أم الكتاب، وهو الإمام المبين. وقيل ( مُبِينٌ ) لأنه يبين عن حقيقة جميع ما أثبت فيه.)
روى الحافظ سليمان (القندوزي) الحنفي (بإسناده المذكور) عن الحسين بن علي قال، لمّا نزلت هذه الآية:
(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ). قالوا: يا رسول الله هو التوراة، أو الإنجيل أو القرآن؟ قال: (صلى الله عليه وآله وسلّم): لا.
فأقبل إليه أبي، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم):
(هذا هو الإمام الذي أحصى الله فيه علم كلِّ شيء) (1).
وأخرج الحافظ القندوزي ـ نفسه أيضاً ـ عن عمّار بن ياسر ،
قال: كنت مع أمير المؤمنين سائراً فمررنا بوادٍ مملوءة نملاً، فقلت: يا أمير المؤمنين، ترى أحداً من خلق الله يعلم عدد هذا النمل؟ (قال): نعم يا عمار، أنا أعرف رجلاً يعلم عدده، وكم فيه ذكر وكم فيه أنثى (فقلت): مَنْ ذلك الرجل؟ (فقال): يا عمار، أقرأت في سورة (يس).(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ). (فقلت): بلى يا مولاي، (فقال): أنا ذلك الإمام المبين (2).
وهنا آية محكمة في الولاية :
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة/55).
ــــــــــــــ
(1). ينابيع المودّة/ ص77.
(2). ينابيع المودّة/ ص77
اللهم صل على محمد وآل محمد
لطالما كتب إخوتنا المخالفين في منتدياتهم أنه لاتوجد آية محكمة في الإمامه وكلما أتيناهم بآية قالوامن المتشابهات وهنا بحثي في آية فيها ذكر للإمامه فهي آية محكمة يعلم مدلولها من ظاهرها والأدهى من هذا ذكر أنها من الأصول !!!
وسأعرض من كتب الفريقين فهما يوصلانا لنتيجة واحده وهي أن هنالك إمامه وأنها من الله عزوجل نبدآ على بركة الله
قال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (12) سورة يــس
لاحظ أن الله أحصى علم كل شيئ في إمام مبين ننتقل الآن لتفاسيركم
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
{وقوله: وكُلَّ شَيْء أحْصَيْناهُ فـي إمام مُبِـينٍ يقول تعالـى ذكره: وكل شيء كان أو هو كائن أحصيناه، فأثبتناه فـي أمّ الكتاب، وهو الإمام الـمبـين. وقـيـل: مُبـين، لأنه يبـين عن حقـيقة جميع ما أثبت فـيه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفـيان، عن منصور، عن مـجاهد فـي إمامٍ مُبِـينٍ قال: فـي أمّ الكتاب.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِـي إمامٍ مُبِـينٍ كلّ شيء مـحصيٌّ عند الله فـي كتاب.
حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: وكُلَّ شَيْء أحْصَيْناهُ فِـي إمام مُبِـينٍ قال: أمّ الكتاب التـي عند الله فـيها الأشياء كلها هي الإمام الـمبـين. }
فكل علم أحصاه الله في علي عليه السلام والأئمه من بعده ولايشك أحد أن عليآ أعلم من كل الصحابه
ففي تفاسيركم الإمام المبين هي أم الكتاب ، ستقول لي نتجاوز عنكِ ونقول سلمنا بأن الإمام علي إمام مبين أين بقية الأئمة !! ، سأقول لك ننتقل الآن لقول الله تعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب وأخر متشابهات ... ) آل عمران 7 .
فالآيات المحكمات هن أم الكتاب
والأم في اللغة تعني: الاصل والاساس والجذر والمنبع والمنبت لكل شيء يضم اليه جميع ما يليه
فالإمامة هنا تعتبر من الأصول بدلالة كلام الله عزوجل
فعلي وبقية الأئمة عليهم السلام آيات الله التي هن أم الكتاب
فالله عزوجل أعطاهم الإمامه وأحصى الله فيهم علم كل شيئ والذي يدلك أن الله أحصى علم كل شيئ
في الإمام المبين بمعنى في أم الكتاب وأنه عليآ هذه الروايات وان وردت بطرقنا لكن تعضد تفاسيركم
عن محمد بن علي بن جعفر عن الرضا (ع) قال ابو عبد الله (ع) وقد تلى هذه الاية (وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ) قال علي بن ابي طالب . البرهان /ج25/ح3
وفي البرهان للبحراني بسنده عن ابي عبد الله (ع) قال : لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاء امير المؤمنين حتى جلس عند راسه فقال رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة فرفع زيد راسه اليه فقال : وانت جزاك الله خيرا يا امير المؤمنين فوالله ما علمتك الا بالله عليما وفي ام الكتاب عليا حكيما ...الحديث –البرهان /ج25/ح6. وقد روي النص نفسه عن الاصبغ بن نباته وفيه قوله : وانك في ام الكتاب لعلي حكيم .
** فالإمام علي عليه السلام هو المبين
كما في رواية انس بن مالك : ان النبي ( ص ) قال لعلي ( ع ) : " أنت تبين لامتي ما اختلفوا فيه بعدي " قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
وذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : أنا والله الإمام المبين ، ابين الحق من الباطل ، وورثته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تفسير القمي 2 / 212 .
في أصول الكافي بسنده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ) ـ قال : أمير المؤمنين والائمة ( عليهم السلام ) ـ ( وأخر متشابهات ) ـ قال : فلان وفلان ـ ( فاما الذين في قلوبهم زيغ ) ـ اصحابهم وأهل ولايتهم ـ ( فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) أمير المؤمنين والائمة ( عليهم السلام ) نقلا عن تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي 1 / 312 .
معنى اللوح المحفوظ هو ام الكتاب فيكون الإمام المبين هو ام الكتاب
يقول الشيخ البراك :
اللوح المحفوظ هو أم الكتاب، وهو الكتاب المبين، وهو كتاب الأقدار، قال الله تعالى: ((بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ)) (سورة البروج :22 ,23) .
وقال تعالى: ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)) (سورة الزخرف:4) .
وقال تعالى : ((أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ )) (سورة الحج :70) .
وقال تعالى: ((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)) (سورة الحديد: 22) .
وروى مسلم في صحيحه (2653) عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)) .
وهذا الكتاب مطابق لعلم الله السابق، وعلمه بالأشياء مطابق لما هي عليه ومعلوماته لا تتغير عما علمه، وقد قرن سبحانه وتعالى بين علمه وكتابه في آيات من القرآن، قال تعالى: ((وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)) (سورة فاطر: 11) .
وقال تعالى: ((أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ )) (سورة الحج :70) .
وما في هذا الكتاب هو تقدير عام لكل ما هو كائن إلى يوم القيامة، وهناك تقديرات خاصة منها:
- ما يختص بآدم وذريته .
كما جاء في حديث احتجاج آدم وموسى، حيث قال آدم: ((أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء، وقربك نجياً، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق ؟ قال موسى : بأربعين عاماً)) . صحيح البخاري (3409)، وصحيح مسلم (2652).
- ومنها ما يختص بكل فرد من بني آدم .
كالتقدير الذي يكون عند نفخ الروح في الجنين، وهذه التقديرات لا تتعارض مع التقدير العام .
وأما قوله تعالى: ((يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ )) (الرعد : 39) ، فقد اختلف المفسُرون في متعلق المحو والإثبات :
فقيل : المراد بذلك الشرائع ما يُحْكِِمُ الله منها وما ينسخ،
وقيل: المراد صحف الأعمال التي في أيدي الملائكة، وكل ما يكون من محو وإثبات في الشرائع أو صحف الملائكة قد سبق به علم الله وكتابه الأول.
وعلى هذا فالصواب :
أن اللوح المحفوظ لا تغيير فيه، وما سبق في علمه وكتابه أنه كائن لا بد أن يكون كما علمه سبحانه وتعالى بالأسباب التي قدَّرها، فالقدر شامل للأسباب والمسببات، ويدخل في ذلك الكون كله، وما يجري فيه من صغير وكبير، بما في ذلك أفعال العباد طاعاتهم ومعاصيهم ((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)) (سورة الطلاق: 12)) .
والله أعلم ,,,
الشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله-
وقال الطبري فيها (وقوله ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) يقول تعالى ذكره: وكل شيء كان أو هو كائن أحصيناه، فأثبتناه في أم الكتاب، وهو الإمام المبين. وقيل ( مُبِينٌ ) لأنه يبين عن حقيقة جميع ما أثبت فيه.)
روى الحافظ سليمان (القندوزي) الحنفي (بإسناده المذكور) عن الحسين بن علي قال، لمّا نزلت هذه الآية:
(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ). قالوا: يا رسول الله هو التوراة، أو الإنجيل أو القرآن؟ قال: (صلى الله عليه وآله وسلّم): لا.
فأقبل إليه أبي، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم):
(هذا هو الإمام الذي أحصى الله فيه علم كلِّ شيء) (1).
وأخرج الحافظ القندوزي ـ نفسه أيضاً ـ عن عمّار بن ياسر ،
قال: كنت مع أمير المؤمنين سائراً فمررنا بوادٍ مملوءة نملاً، فقلت: يا أمير المؤمنين، ترى أحداً من خلق الله يعلم عدد هذا النمل؟ (قال): نعم يا عمار، أنا أعرف رجلاً يعلم عدده، وكم فيه ذكر وكم فيه أنثى (فقلت): مَنْ ذلك الرجل؟ (فقال): يا عمار، أقرأت في سورة (يس).(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ). (فقلت): بلى يا مولاي، (فقال): أنا ذلك الإمام المبين (2).
وهنا آية محكمة في الولاية :
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة/55).
ــــــــــــــ
(1). ينابيع المودّة/ ص77.
(2). ينابيع المودّة/ ص77
تعليق