بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
بين أم المؤمنين عائشة ومعاوية :
وجدنا في معاوية خصما لدودا لعلي ، حاربه في حياته ، ولم ينس اللعن عليه بعد مماته ( 172 ) ، ووجدنا أم المؤمنين أيضا تحارب عليا في حياته ، وتسجد لله شكرا عندما يبلغها نبأ وفاته ، ثم تنشد :
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالاياب المسافر
ووجدناها احتجب عن الحسنين ( 173 ) ، وهما من ذرية زوجها ، وإذا لاحظنا ما رواه اليعقوبي ، وأبو الفرج ، نرى أن الخصومة قد امتدت بينها وبين بني هاشم ، وجمعت بينها وبين بني أمية عامة ، ومعاوية خاصة ، إلى آماد بعيدة .
روى اليعقوبي ( 174 ) وقال : إن الحسن بن علي عندما أحضر أوصى إلى أخيه الحسين ، وقال له : إن أنا مت فادفني مع رسول الله ، فما أحد أولى بقربه مني إلا أن تمنع من ذلك ، فلا تسفك فيه محجمة دم ، فلما توفي وأخرج نعشه يراد به قبر رسول الله
وفي مقاتل الطالبيين : ركبت أم المؤمنين بغلا واستنفرت بني أمية : مروان بن الحكم ومن كان هناك منهم ومن حشمهم ، وقيل في ذلك : فيوما على بغل ويوما على جمل
وفي تاريخ اليعقوبي : ركب مروان بن الحكم وسعيد بن العاص ، فمنعا من ذلك ، وركبت عائشة بغلة شهباء ، وقالت : بيتي ولا آذن فيه لاحدن فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فقال : يا عمة ! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الاحمر ، أتريدين أن يقال : يوم البغلة الشهباء ، فرجعت ، واجتمع مع الحسين ابن علي جماعة من الناس ، فقالوا له : دعنا وآل مروان ، فوالله ما هم عندنا إلا كأكلة رأس ، فقال : إن أخي أوصاني ألا أريق فيه محجمة دم ، فدفن الحسن في البقيع .
هذه الخصومة المشتركة قد قربت بين أم المؤمنين ومعاوية وجعلتها موضع
( 172 ) راجع ما سبق من أمر حجر في الصفحات 327 330 من هذا الكتاب ، وسيأتي بتفصيل أوفى ان شاء الله .
( 173 ) راجع قبله ص 205 207 من هذا الكتاب .
( 174 ) اليعقوبي في ذكر وفاة الحسن 2 / 200 ، ومقاتل الطالبيين ص 75 ، وتذكرة خواص الامة ص 122 ، وفي روضة الاوائل لابن شحنة ، بهامش ابن الاثير 11 / 133 ولفظه : وكان أوصى أن يدفن عند جده صلى الله عليه وآله فمنعت من ذلك عائشة . ( * )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
بين أم المؤمنين عائشة ومعاوية :
وجدنا في معاوية خصما لدودا لعلي ، حاربه في حياته ، ولم ينس اللعن عليه بعد مماته ( 172 ) ، ووجدنا أم المؤمنين أيضا تحارب عليا في حياته ، وتسجد لله شكرا عندما يبلغها نبأ وفاته ، ثم تنشد :
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالاياب المسافر
ووجدناها احتجب عن الحسنين ( 173 ) ، وهما من ذرية زوجها ، وإذا لاحظنا ما رواه اليعقوبي ، وأبو الفرج ، نرى أن الخصومة قد امتدت بينها وبين بني هاشم ، وجمعت بينها وبين بني أمية عامة ، ومعاوية خاصة ، إلى آماد بعيدة .
روى اليعقوبي ( 174 ) وقال : إن الحسن بن علي عندما أحضر أوصى إلى أخيه الحسين ، وقال له : إن أنا مت فادفني مع رسول الله ، فما أحد أولى بقربه مني إلا أن تمنع من ذلك ، فلا تسفك فيه محجمة دم ، فلما توفي وأخرج نعشه يراد به قبر رسول الله
وفي مقاتل الطالبيين : ركبت أم المؤمنين بغلا واستنفرت بني أمية : مروان بن الحكم ومن كان هناك منهم ومن حشمهم ، وقيل في ذلك : فيوما على بغل ويوما على جمل
وفي تاريخ اليعقوبي : ركب مروان بن الحكم وسعيد بن العاص ، فمنعا من ذلك ، وركبت عائشة بغلة شهباء ، وقالت : بيتي ولا آذن فيه لاحدن فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فقال : يا عمة ! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الاحمر ، أتريدين أن يقال : يوم البغلة الشهباء ، فرجعت ، واجتمع مع الحسين ابن علي جماعة من الناس ، فقالوا له : دعنا وآل مروان ، فوالله ما هم عندنا إلا كأكلة رأس ، فقال : إن أخي أوصاني ألا أريق فيه محجمة دم ، فدفن الحسن في البقيع .
هذه الخصومة المشتركة قد قربت بين أم المؤمنين ومعاوية وجعلتها موضع
( 172 ) راجع ما سبق من أمر حجر في الصفحات 327 330 من هذا الكتاب ، وسيأتي بتفصيل أوفى ان شاء الله .
( 173 ) راجع قبله ص 205 207 من هذا الكتاب .
( 174 ) اليعقوبي في ذكر وفاة الحسن 2 / 200 ، ومقاتل الطالبيين ص 75 ، وتذكرة خواص الامة ص 122 ، وفي روضة الاوائل لابن شحنة ، بهامش ابن الاثير 11 / 133 ولفظه : وكان أوصى أن يدفن عند جده صلى الله عليه وآله فمنعت من ذلك عائشة . ( * )
تعليق