كنت أتصفح تاريخ الطبري
وإذا شاهدت فضائل ابن آكلت الأكباد منها
لا يشبع، ويقول: والله ما أترك الطعام شبعاً؛ ولكن إعياء.
ومنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير ملتي " ، فطلع معاوية.
ومنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه " .
ومنه الحديث المرفوع المشهور أنه قال: " إن معاوية في تابوت من نار في أسفل درك منها ينادي: يا حنان يا منان، الآن وقد عصيت قبل وكنت كن المفسدين.
ومنه انبراؤه بالمحاربة لأفضل المسلمين في الإسلام مكاناً، وأقدمهم إليه سبقا، وأحسنهم فيه أثراً وذكراً؛ علي بن أبي طالب، ينازعه حقه بباطله، ويجاهد أنصاره بضلاله وغواته، ويحاول ما لم يزل هو أبوه يحاولانه، من إطفاء نور الله وجحود دينه، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
يستهوى أهل الغباوة، ويمون على أهل الجهالة بمكره وبغيه، الذين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر عنهما، فقال لعمار: " تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار " ، مؤثراً للعاجلة، كافراً بالآجلة، خارجاً من ربقة الإسلام، مستحلاً للدم الحرام، حتى سفك في فتنته، وعلى سبيل ضلالته ما لا يحصى عدده من خيار المسلمين الذابين عن دين الله والناصرين لحقه، مجاهداً لله، مجتهداً في أن يعصي الله فلا يطاع، وتبطل أحكامه فلا تقام، ويخالف دينه فلا يدان.
ج 6 ص 16 .
الكتاب : تاريخ الرسل والملوك
المؤلف :
الطبري
عدد الأجزاء :
10
مصدر الكتاب :
موقع الوراق
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
طبعاً سند هذا الفضائل صحيح
طبعاً سند هذا الفضائل صحيح
تعليق