بسمه تعالى..
ذكر صاحب عيون التواريخ وغيره، أن المأمون مر يوما على زبيدة أم الأمين، فرآها تحرك شفتيها بشيء لا يفهمه، فقال لها: يا أماه أتدعين علي لكوني قتلت ابنك وسلبته ملكه؟فقالت: لا والله يا أميرالمؤمنين.
قال فما الذي قلته؟
قالت: يعفيني أميرالمؤمنين..
فألح عليها وقال لا بد أن تقوليه، قالت: قلت قبح الله الملاححة. قال: وكيف ذلك؟
قالت: لأني لعبت يوما مع أميرالمؤمنين الرشيد بالشطرنج على الحكم والرضا، فغلبني.. فأمرني أن أتجرد من أثوابي وأطوف القصر عريانة...
فاستعفيته فلم يعفني، فتجردت من أثوابي وطفت القصر عريانة، وأنا حنقة عليه ثم عاودنا اللعب فغلبته، فأمرته أن يذهب إلى المطبخ، فيطأ أقبح جارية وأشوهها خلقة فاستعفاني عن ذلك فلم أعفه، فنزل لي عن خراج مصر والعراق.. فأبيت..
وقلت: والله لتفعلن نلك فألححت عليه وأخذت بيده وجئت به إلى المطبخ،فلم أر جارية أقبح ولا أقذر ولا أشوه خلقة من أمك مراجل...
فأمرته أن يطأها فوطئها فعلقت منه بك، فكنتُ سببا لقتل ولدي وسلبه ملكه...
فولى المأمون وهويقول: لعن الله الملاححة..
أي التي ألح عليها حتى أخبرته بهذا الخبر.
( 1/ 74 حياة الحيوان الكبرى للدميري)
تعليق