تويت
الإمام المهدي(عليه السلام) في القرآن والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الهداة الميامين
اعتقد المسلمون بمختلف مذاهبهم ومشاربهم منذ فجر الرسالة الإسلامية وإلى اليوم بصحة ما بشّر به النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) من ظهور رجل من أهل بيته عليهم السلام في آخر الزمان يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً, يقول ابن خلدون بهذا الخصوص اعلم أنّ المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مرّ الأعصار: أنّه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت، يؤيد الدين، ويُظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى المهدي), وقال احمد أمين المصري وقد أحصى ابن حجر الأحاديث المروية في المهدي فوجدها نحو الخمسين)، وقال معبرا عن رأي أتباع مدرسة الصحابة فأما أهل السُنّة فقد آمنوا بها أيضاً), حتى ان هذا الاعتقاد شمل أولئك المتعصبين جدا في معارضة العقائد التي يؤمن بها اتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وبذلوا كل مالديهم من اجل إبطالها وإخفاء وتأويل ما يدل عليها في كتب اتباع مدرسة الصحابة من المسلمين كابن تيمية ومن تبعه, فمثلا يقول عثمان الخميس الباحث السلفي المعاصر: (لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ذكر المهدي، فمنها ما أخرجه الإمام أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي، اسمه اسمي،واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض عدلا ". وجاء كذلك عند أبي داود من قول النبي صلى الله عليه وسلم:" المهدي من عترتي،من ولد فاطمة " وجاء كذلك عند أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم:" المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليله " . وجاء كذلك عند أحمد المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ويملك سبع سنين.(
وجاء عند مسلم تنبيه على المهدي، من قول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعال صلِ لنا، فيقول: لا، بعضكم على بعض أمراء، تكرمه الله هذه الأمة ".)إلى أن يقول ولذلك قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى عن هذه الأحاديث "في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر" التي أمكن الوقوف عليها – منها خمسون حديثا فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر،وهي متواترة بلا شك أو شبهة) ، انتهى كلامه.
وليس هذا التسليم المطلق إلا لكثرة ما ورد في قضية الإمام المهدي (عليه السلام)في القرآن الكريم وأوضح منه ما ورد في السنة النبوية الشريفة ,فقد ورد فيه في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تشير إلى قضية الإمام المهدي(عليه السلام) اخترنا بعضها لوضوحها في المطلوب وللاختصار وهي:
1ـ قوله تعالى: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الاَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُـمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون)
2ـ قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين).
3ـ قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَْرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون)َ.
وقد دلت الروايات الشريفة من طريق أهل البيت (عليهم السلام) بوضوح على أن مثل هذه الآيات وردت في الإشارة إلى الإمام المهدي (عليه السلام) ومن يريد الإطلاع فليرجع إلى التفاسير والكتب الروائية.
وأما الأحاديث الشريفة فهي كثيرة جدا ومتواترة عند أتباع مدرسة الصحابة كما عرفت فضلا عما هو عند مدرسة أهل البيت, وقد ذكرنا بعضا منها في البحث السابق وما تقدم من هذا البحث, وهنا نكتفي بذكر بعض النماذج التي توافق عقيدة مدرسة أهل البيت في أن الإمام المهدي (عليه السلام) هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام):
1ـ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله عز وجل ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله، من أيّ ولدك ؟ قال: من وَلَدي هذا. وضرب بيده على الحسين).
2ـ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبضعته الزهراء سلام الله عليها وهو في مرض وفاته: (ما يبكيك يا فاطمة، أما علمت أنّ الله اطّلع إلى الأرض إطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلك، فأوحى إليّ فأنكحته إيّاك واتّخذته وصيّاً، أما علمت أنّكِ بكرامة الله إيّاك زوّجك أعلمهم علماً، وأكثرهم حلماً، وأقدمهم سلماً. فضحكت واستبشرت، فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يزيدها مزيد الخير، فقال لها: ومنّا مهدي الأمة الذي يصلّي عيسى خلفه، ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدي الأمة).
3ـ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يخرج المهدي من ولد الحسين من قبل المشرق، لو استقبلته الجبال لهدمها واتّخذ فيها طرقاً.
وهذا الحديث كما في المصادر عن نعيم بن حمّاد، والطبراني، وأبي نعيم، والمقدسي صاحب كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر.
والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الهداة الميامين
اعتقد المسلمون بمختلف مذاهبهم ومشاربهم منذ فجر الرسالة الإسلامية وإلى اليوم بصحة ما بشّر به النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) من ظهور رجل من أهل بيته عليهم السلام في آخر الزمان يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً, يقول ابن خلدون بهذا الخصوص اعلم أنّ المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مرّ الأعصار: أنّه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت، يؤيد الدين، ويُظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى المهدي), وقال احمد أمين المصري وقد أحصى ابن حجر الأحاديث المروية في المهدي فوجدها نحو الخمسين)، وقال معبرا عن رأي أتباع مدرسة الصحابة فأما أهل السُنّة فقد آمنوا بها أيضاً), حتى ان هذا الاعتقاد شمل أولئك المتعصبين جدا في معارضة العقائد التي يؤمن بها اتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وبذلوا كل مالديهم من اجل إبطالها وإخفاء وتأويل ما يدل عليها في كتب اتباع مدرسة الصحابة من المسلمين كابن تيمية ومن تبعه, فمثلا يقول عثمان الخميس الباحث السلفي المعاصر: (لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ذكر المهدي، فمنها ما أخرجه الإمام أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي، اسمه اسمي،واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض عدلا ". وجاء كذلك عند أبي داود من قول النبي صلى الله عليه وسلم:" المهدي من عترتي،من ولد فاطمة " وجاء كذلك عند أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم:" المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليله " . وجاء كذلك عند أحمد المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ويملك سبع سنين.(
وجاء عند مسلم تنبيه على المهدي، من قول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعال صلِ لنا، فيقول: لا، بعضكم على بعض أمراء، تكرمه الله هذه الأمة ".)إلى أن يقول ولذلك قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى عن هذه الأحاديث "في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر" التي أمكن الوقوف عليها – منها خمسون حديثا فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر،وهي متواترة بلا شك أو شبهة) ، انتهى كلامه.
وليس هذا التسليم المطلق إلا لكثرة ما ورد في قضية الإمام المهدي (عليه السلام)في القرآن الكريم وأوضح منه ما ورد في السنة النبوية الشريفة ,فقد ورد فيه في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تشير إلى قضية الإمام المهدي(عليه السلام) اخترنا بعضها لوضوحها في المطلوب وللاختصار وهي:
1ـ قوله تعالى: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الاَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُـمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون)
2ـ قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين).
3ـ قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَْرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون)َ.
وقد دلت الروايات الشريفة من طريق أهل البيت (عليهم السلام) بوضوح على أن مثل هذه الآيات وردت في الإشارة إلى الإمام المهدي (عليه السلام) ومن يريد الإطلاع فليرجع إلى التفاسير والكتب الروائية.
وأما الأحاديث الشريفة فهي كثيرة جدا ومتواترة عند أتباع مدرسة الصحابة كما عرفت فضلا عما هو عند مدرسة أهل البيت, وقد ذكرنا بعضا منها في البحث السابق وما تقدم من هذا البحث, وهنا نكتفي بذكر بعض النماذج التي توافق عقيدة مدرسة أهل البيت في أن الإمام المهدي (عليه السلام) هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام):
1ـ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله عز وجل ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله، من أيّ ولدك ؟ قال: من وَلَدي هذا. وضرب بيده على الحسين).
2ـ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبضعته الزهراء سلام الله عليها وهو في مرض وفاته: (ما يبكيك يا فاطمة، أما علمت أنّ الله اطّلع إلى الأرض إطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلك، فأوحى إليّ فأنكحته إيّاك واتّخذته وصيّاً، أما علمت أنّكِ بكرامة الله إيّاك زوّجك أعلمهم علماً، وأكثرهم حلماً، وأقدمهم سلماً. فضحكت واستبشرت، فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يزيدها مزيد الخير، فقال لها: ومنّا مهدي الأمة الذي يصلّي عيسى خلفه، ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدي الأمة).
3ـ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يخرج المهدي من ولد الحسين من قبل المشرق، لو استقبلته الجبال لهدمها واتّخذ فيها طرقاً.
وهذا الحديث كما في المصادر عن نعيم بن حمّاد، والطبراني، وأبي نعيم، والمقدسي صاحب كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر.
والحمد لله رب العالمين.