إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اعرف عدوك ، وفي أي صف أنت ؟!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعرف عدوك ، وفي أي صف أنت ؟!

    إعرف عدوَّك
    بسم الله الرحمان الرحيم
    اللهمَّ صلِّ على سيدنا ومولانا وحبيب قلوبنا وباعث نهضتنا من بُعث نهضة للعالمين محمَّد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين .
    أمَّا بعد .. في كل حقبة نرى فيها ثلة من الخلق المخلِص والمخلَص ينبرون بكل ثبات ، وعزيمة قلَّ نظيرهما ، لحماية حياض هذا المذهب - أعزه الله -، وصيانته من غزوات الشيطان ، التي تبثُّ الضلالات والمغالطات في قلوب بعض أبناء الشيعة - أعزهم الله - الضعيفة ، التي تكون غالبًا في غرفة الإنعاش ، ثمَّ ما تلبث حركة الشيطان لتتوسع وتتعمق ، لينبثق منها رجال يتخذون الزيف رداءًا ، والحِيَل أسلوبًا ، ليصُولوا ويجولوا في شيعة المذهب تدميرًا وتمزيقًا ، بل ويسعَون لمسخه ، لكن ﴿ يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متمٌّ نوره ولو كره المشركون ]الصف 61[ .
    ودائمًا ما كانت حركة العلماء ، تلك الثلة الطاهرة ، تصطدم بأفكارهم المنحرفة ، والتي تكون صناعة الشيطان ، فكما يلعب الوحي الإلهي دوره في نصرة الحقِّ وأهله ، كذلك فعل الشياطين مع أوليائهم ، يؤازرنهم بالمغالطات ، وينفعونهم في الاحتيالات ، وفي هذا الصدد نبَّه العليُّ الأعلى - جلَّ ذكره - على خطة الأبالسة ، وأنصارهم من الأناسي ، فقال - تعالى - : ﴿ وإنَّ الشياطينَ لَيوحون إلى أوليائهم ليُجادلوكم وإن أطعتموهم إنَّكم لمَشركون ] الأنعام ص121[ .
    وإن كان هذا الكلام ليس بالجديد ، إلا أنَّ اتساعه وعمقه في أيامنا بلغ من الشأو ما جعله عصر الضلالات بامتياز ، بل وهو ، وبلا ارتياب ، عصر انقلاب المفاهيم.
    وقد استوحيت من العبارة الأخيرة أفكارًا حقنت بها بحثي المتواضع ، وجعلت تلك العبارة عنوانًا له ، وقد وزعته - بعونه تعالى - إلى أقسام.
    أوَّلًا : أنصار الباطل . يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو حسين العاملي; الساعة 21-08-2010, 04:04 PM.

  • #2

    تعليق


    • #3
      تابع =
      عصر انقلاب المفاهيم
      القسم الأوَّل : أنصار الباطل .
      ربما اصطدَمت بهم ، تكلمتَ معهم ، أسررتَ إلى بعضهم ، وأسروا إليك ، لكنَّك لم تكن تعلم بهم ، ولا بزيفهم .
      فإذا قرَّرنا في قرارة أنفسنا أن نُحدِث فرقا في حياتنا ، لابُدَّ من كشف هؤلاء ، والوقوف على خطرهم ، وتعريبهم عن أصدقائنا الحقيقين ، وذلك بكشف وجوههم المصطنعة ، عبر سمات يتقلبون بها ، فكما لكلِّ حركة مميزات تَمِيزها عن غيرها ، فإنّ لحركة الباطل علامات لا تنفك عنها ، ومن أبرزها ، وليس آخرها ، النفاق .
      وقد ذكروا للنفاق تعاريف كثيرة ، إلا أنَّ ما يعينينا هو كلمتين فقط ، تلخصان المشهد النفاقي ، وهو أن النفاق إظهار الإيمان وإضمار الكفر ، وقد أشار إليهم تعالى ، فقال :﴿ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنَّا وإذا خلَوا إلى شياطينهم قالوا إنَّا معكم إنَّما نحن مُستهزئون ] البقرة 14[.
      وهنا يحضر السؤال الأبرز ، وهو إن كان يُضمِر الكفر ، فكيف لي التنبه له ولخطره ؟ .
      إنَّ هذا السؤال هو من أشدّ الأسئلة عمقًا وأكثرها تعقيدًا ، فقد يعتقد البعض أنَّ الهروب من فتنهم ، وألاعيبهم ، هو بالشيء السهل ، وما ذلك إلا لخبرتهم الضئيلة في معارك الفتن ، بالإضافة إلى غياب الرحمة المهدوية عن سماء قلبه ، فلا تهطل عليه أمطار الرحمة ، لتنتشله إلى بر الأمان ، ولا يخرج شطؤه حتى يآزره ويستغلظ ، ويستوي على سوقه ، ولا يغيظ الكفار ، بل يكون أداة في أيديهم ، يستعملونه في مآربهم ، والرجل لا يدري !! .
      لكن كان هناك وعد من آل بيت الرسول - صلى الله عليه وآله - بأنَّ القرآن الكريم هو الكفيل بإخراجكم من الفتن ، وفي الصحيح عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله - عليه السلام - عن آبائه - عليهم السلام - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - ( في حديث ) : ( إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن - إلى أن قال : - ومن جعله أمامه
      قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ) ] وسائل الشيعة ب 3من أبواب قراءة القرآن ح3[،وها نحن نتبع قولهم ، ونلجأ إلى الكتاب المقدس ، علنا نلتمس نورًا .
      إنّ الكتاب المقدس لم يغفل عن هذه ( الشلة ) ، بل أبان خطرهم ، وكشف لنا كيفية فضحهم ، وذلك بملاحظة خِصال قريبة منهم ، ومنها :
      أوَّلًا - الكذب ، فإنَّها علامة شديدة اللصوق بهم ، بل إنَّها تسري في عروقهم ، كسريان الدم ، يقول - تعالى - :﴿ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ] محمد 29 و30[ ، نعم هي خصلة لحن القول ، أي الكذب .
      قد تظنُّ أنَّ الكلام صار إلى تعقيد ، فليس كلُّ من كذب كان منافقًا ، فإنَّ الكلام أعمُّ من المدعى ؟!! .
      نعم كلُّ لفظ بطبيعته يأخذ مجالًا عامًا ، تتشبث به مواضيع مختلفة ، ولعله لو أراد المرء أن يجمعها كلها في موسوعة لأمكن ، جاعلًا عنوانها الكذب .
      لكن مهلًا ومهلًا ، فالكلام أدقُّ ممَّا يُظنُّ ، فإنَّ الكذب في الموسوعة النِفاقية له مجال واحد ، هو كلُّ ما يَصبُّ في بِركة الانحراف العقائدي .
      ودائمًا في مرحلة دراسة السلوك الإنساني ، يُركَّز كثيـرًا على السمات المشتركة ، لأنَّها تكشف النقطة المركزية في هذا الإعصار الهائج ، فتكشف نقاط الضعف والقوة .
      ويمكن للثائر على أهل الباطل أن يكون شديد الملاحظة ، بحيث يركِّز على هذه النقاط النفاقيَّة المشتركة ، فيكشف زيفهم وحِيَلهم ، ومن هذه السمات المشتركة التي تظهر في شخصية المنافق :
      1 - اتخاذه موقف الحيادي في القضايا العقائدية .
      2 - ادعاؤه أن بعض الضروريات لا بد من التأمل بها .
      3 - استعماله الجانب العاطفي .
      4 - التردد في الموقف ما بين مؤيد ومعارض .
      5 - التهرب عندما ( يحشر في الزاوية ) .
      هذا التأملات في شخصية المنافق وغيرها تكشف لك إذا كان صاحبك صاحب عقيدة وقلب سليم ، أو أنَّ الشيطنة قد أخذت من قلبه مأخذًا عظيمًا ، فمثلًا لو كان هناك انفجار عقائديّ ، وكان قد هزَّ النفوس ، وزَلزل معتقادات الناس الحقّة ، في أي صف تراه يكون ؟!!.
      وبعبارة أخرى ، إنَّ كشْفَ نفاق أهل السوء عبر كذبهم ليس بالأمر السهل ، إذ إنَّ رداء النفاق يَحُول دون التوصل لذلك ، فلا تراهم يكذبون علانية ، بل يتسترون بذلك ، ابتغاء الوصول إلى أهدافهم الدنيئة ، لذا فإنَّ هذه النقاط الخمسة - التي ذكرناها آنفًا - وغيرها ، هي الميزان في وسمهم بالكذب وعدمه ، حتى نتمكن من تصنيفهم - بعد الاختبار - في زمرة أهل النفاق أو لا .
      فمن لا يدافع عن عقائد الدين ، ومن يحايد أمام شبهات الآخرين ، ومَن يسخفّ بقضية عقائديَّة ، عبر تناولها عاطفيًّا ، ليتسنى له تكذيبها ، ومَن ومَن إلخ ، فإنّه شخص لمَّا يدخل الإيمان - بعد - في قلبه ، إذ التمذهب بالمذهب الصحيح يفترض العمل الدؤوب لحمايته ، فليس الجهاد مقصورًا على الواقع الخارجي ، بحمل السلاح ضدَّ العدو الظاهري ، بل يتعداه إلى الواقع العقائدي ، بحمل القلم ، وبالكلمة وبكل ما يملكه الإنسان ، ضد العدو الخفي ، وهو الجهل والنفس والشيطان ، وفي هذا الصدد يقول - تعالى - : ﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ] العنكبوت 69[.
      ثانيًا : خيانة الأمانة ، وهي من أشدِّ الخِصال تنفيرًا ، لأنَّها تضرب جدار الثقة بين أبناء المجتمع الواحد ، وتطيح بوهج الطيبة والإلفة فيه ، ولكي يستطيع الإنسان تحمل الأمانة ، وتأديتها إلى أهلها ، كما أمرنا الله - عزَّ وجل - بذلك ، فقال :﴿إنَّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ] النساء 58[ ، يجب أن يملك فؤادًا فيه شيء من الطيبة والإلفة ولو بأدنى درجاتها ، وهذا غالبًا ما يفتقده المنافق .
      لذا كان التنقير على ملفات خيانة الأمانة ، وملاحظتها تفصَّيلًا ، يشكِّل قناة كبيرة للوصول إلى هذه الورقة المحروقة في شخصية المنافق .
      ولا نذهب بعيدًا إذا قلنا : إن أداء الأمانة إلى أهلها حق الأداء ، هي
      من الخصال التبشرية الأكثر تأثيرًا في شخصية الأنبياء ، وهذا ما لاح في الرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله - حيث عُرِفَ بأنَّه الصادق الأمين .
      وإذا دخلنا أكثر في جلباب الموضوع ، وكشفنا اللثام عن غوامض أسراره ، فلا بُدَّ من توسيع ( البيكار ) ليشمل الأمانة العظمى ، والخطر الأدهى ، وهو أمانة الرسالة ، ففي الحديث عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال : ( إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذلك أنَّ الأنبياء لم يورِّثوا درهمًا ولا دينارًا ، وإنَّما ورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ شيئًا منها فقد أخذ حظًّا وافرًا ، فانظروا عِلْمكم هذا عمَّن تأخذونه فإنَّ فينا أهل البيت في كل خلَف عدولًا ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتهال المبطلين ، وتأويل الجاهلين )] بصائر الدرجات ص30 منشورات الأعلمي لبنان [ .
      وعليه فإن حفظ الأمانة الرسالية هي الميزان الذي يعرِّب علماء السوء والدنيا عن علماء الخير والآخرة ، ولإن كان خطر الجاهل المنافق ليس سهلًا إلا أنَّ خطر العالم المنافق أدهى وأشد ، فالعالم كالسفينة إن هلك هلك خلق كثير .
      لذا فإنَّ قدرتنا على التنبه لهذا الأمر يلعب دورا كبيرا في تحديد مسارنا ، إما أن نكون مع أهل الباطل أو أهل الحق .
      وقد أثبتت التجارب أن اتخاذ فلانًا خليلًا أو إمامًا يُعطِّل المعارضـة في
      كيان الإنسان ، ويَحُول دون اهتدائه لو كان على باطل ، قال - تعالى - في شأن الخليل والصديق : ﴿ يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ]الفرقان 28،29[ ، وقال - تعالى - في تأثير الصحبة على حَرْفِ الإنسان عن مسار الإيمان : ﴿ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنَّا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ] البقرة 76[.
      إذا عرفنا هذا ، فإنّ النقطة التي يمكن أن تكشف لنا إذا كان هذا الرجل من أنصار الحق أو الباطل هي تصرف العالم السوء مع ما تسالمت وأجمعت عليه الطائفة ، فإن كان هذا الرجل يوافق إجماع الطائفة عقائديا وفِقهيا فلا غبار عليه ، وإلا لو كان يخالفها بشكل متكرر فإنَّه في ضلال مبين .
      ما يهمُّنا من هذا كله قدرتنا على كشف هذه الخصلة فيهم ، وهذا التحري الدقيق وخصوصًا لهذه الخصلة وسابقتها كان قد دعا آل النبي - صلى الله عليه وآله - شيعتهم إلى ملاحظتها ، ففي الحديث عن الإمام الجواد عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : ) لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ، انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة .) ] وسائل الشيعة كتاب الوديعة ب1 ح8[
      الخلاصة ، إنَّ النفاقَ هو إحدى العلامات التي نستدل بها على كون هذا الإنسان من أنصار الباطل ، ويمكن لنا كشف - كما ذكرنا - بملاحظة خصلتي الكذب والاستهانة بتحمل الأمانة .
      يتبع
      وأخيرا أشكر المشارك حمزة على مشاركته اللطيفة
      والسلام

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X