تويت
السيد المسيح المفترى عليه !!!
لقد أدهشني حقا حجم الضجة المفتعلة التي صاحبت عرض المسلسل (الإسلامي) الإيراني و الذي يتكلم عن شخص السيد المسيح عليه السلام من وجهة نظر إسلامية بحتة مدعوما ببعض المصادر المسيحية كانجيل برنابا الذي يتوافق في أعمه الأغلب مع النص القرآني فيما يخص شخص السيد المسيح!!
وما لفتني أكثر هو أن تلك الضجة افتعلت في لبنان بسبب عرض قناتي المنار و الـ NBN لهذا المسلسل في حلقاته الأولى ، وهذا يدل على أن الموضوع أريد له أن يُسيس ويُحمل مالايحتمل ، فأن تأتي الاحتجاجات من الكنسية المارونية أو من على المنابر الإعلامية المسيحية الموالية لـ 14 آذار فهذا أمر غير مستغرب ولكن أن يهاجم المسلسل و من يدافع عنه من قبل مسيحيين اخرين كنا ولازلنا نعتبرهم أصدقاء وحلفاء فهنا مربط الفرس و الذين للأسف الشديد انضموا الى جوقة الشتّامين و المناوئين بوصفهم و اتهامهم بأن المسلسل به إهانة كبرى للسيد المسيح ولصليبه و لكنسيته !!!!!
وعليه أقول :
إنه وبغض النظر عن عرض المسلسل من عدمه فإن عقيدتنا كمسلمين ونظرتنا للسيد المسيح عليه السلام لم ولن تتغير فنحن لا نقول انه ــ سلام الله عليه ــ ابن الله (تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا ) ولا نعتقد بأنه صلب وقتل كي يكفر الخطايا ولكننا نقول انه نبي من أعظم الأنبياء و المرسلين الذين أرسلهم الله لهداية البشرية ونحن نؤمن بطهارة مولده و بطهارة أمه العذراء مريم ــ عليها وعلى الزهراء أفضل التحيات ــ وهذه هي نظرتنا كمسلمين لسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ، وهذه هي عقيدتنا مع احترامنا الشديد لعقائد الاخرين الذي كان يجدر بهم احترام عقيدتنا والتي لا أرى أن بها إهانة أو انتقاص من المسيحية !!
ولست أدري أين كان هؤلاء المطبلين يوم ان قامت القناة العاشرة الصهيونية ببث برنامج كوميدي مسيء يسخر من السيد المسيح (عليه السلام) شخصيا بشكل منحط و بأسلوب قذر و أين كان هؤلاء عندما طبعت دور النشر الصهيونية قصصا جنسية عن السيدة العذراء عليها السلام و التي صورتها كمومس ــ حاشاها ــ و أين كان هؤلاء من الرسوم الكاريكاتورية في المجلات و الصحف الغربية العلمانية التي دأبت على السخرية من أنبياء الله جميعا وعلى رأسهم يسوع المسيح ؟!!
هو سؤالٌ مطروح على الجميع و إجابته عندي
فبغض النظر عن اختلاف المسلمين والمسيحيين في هذه القضية أعيسى بن مريم ابن الله أم لا ؟ هل صلب أم رفع الى السماء ؟ فالمسلسل تحدث عن السيد المسيح (عليه الصلاة والسلام) بكل إجلال واحترام وقداسة وهذا مالم يلتفت اليه اصدقائنا وغير أصدقائنا من المسيحيين للأسف الشديد فأخذتهم العزة بالإثم فقط لأن المسلسل إسلامي و إيراني و لأن الممثلين كانوا على أعلى درجات الاحتراف ولأن المسلسل يبدو مقنعاً و |أخيراً و ليس آخراً لأن المحطات التي تعرضه هي المنار التابعة لحزب الله و NBN التابعة لأمل و هما محطتان شيعيتان وهنا وجه العلة فيما يخص مسيحيي 14 آذار أما من كنا نعتبرهم حلفاء فإن العصبية الدينية و التعبئة الكنسية أعمتهم فلم يفرقوا بين الخط الفاصل بين حرية معتقدهم وحرية معتقد الآخرين!!
لقد نفحت و اشتدت الرائحة الصليبية المتعصبة والحاقدة على أمة الإسلام و هنا أريد أن أضع النقاط على الحروف فعندما أقول الصليبيين الحاقدين على الاسلام و أهله فأعني هنا ما أسميه أنا (الوهابية المسيحية السلفية المتطرفة) والذين كذبوا على السيد المسيح كما كذب اتباع بني أمية على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).
وتاريخ السلفية المسيحية الذين رفعوا الصليب لا لينشروا ثقافة الحب والتسامح التي جاء بها السيد المسيح عليه السلام بل لينشروا ثقافة القتل والهمجية و الإبادة وتاريخ الكنسية الكاثوليكية في العصور الوسطى تاريخُ أسود مليء بالفظاعات وبالجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية فعدا عن الحروب التي شنتها الممالك الأوروبية على المشرق الإسلامي بمباركة وتأييد الكرسي البابوي وما صاحب تلك الحملات من مجازر و جرائم بشعة ارتكبت باسم المسيح ،هذا ناهيك عن الجرائم التي ارتكبتها الكنسية الكاثوليكية بحق البروتستانت وهم مسيحيون مثلهم أبيدت مناطق بأسرها بتهمة (الهرطقة) و التي تعني انحرافا ولو بسيطا عن المعتقدات الرسمية للكنسية الكاثوليكية !!
إن هؤلاء الصليبيين الظلاميين القابعين في أقبية العصور الوسطى والذين لازالوا ينهلون من التاريخ الدموي الإجرامي للكنسية التي أسميها أنا بالكنسية الرومانية لا المسيحية وذا كانوا يظنون أن التاريخ ينسى فهم واهمون فلا زالت مأساة المورسكيين وهم المسلمون الأندلسيون من أهالي إسبانيا و ما فعلته بهم محاكم التفتيش الصليبية والتي نكلت بهم بأبشع الطرق وحشية وهمجية وبربرية فلقد تفنن الكاردينال مندوسيه بابتكار أساليب الذبح والسلخ و قطع الأعضاء البشرية لمن تثبت عليه تهمة (الإســـلام) ولم تفرق محاكم التفتيش بين رجل وامرأة وشيخ وطفل لا بل إن المرأة الحامل كانت لها الأولوية في القتل لأنها وببساطة ستنجب فردا مسلما سيضاعف عدد المسلمين ولهذا فهي أولى بالقتل من غيرها !!!
نعم أيها السادة الكرام إن كرادلة الكنسية الصليبية هم مجرمون وسفاحون و قتلة و إن باباوات الكنسية ما هم إلا رؤساء مافيات و مصاصي دماء قتلوا الملايين من البشر كي يستولوا على الثروات و الأموال باسم المسيح و المسيح منهم براء .
إنني لا أرى فرقاً بين الصليبية المسيحية و السلفية الوهابية فكلاهما وجهان لعملة واحدة وما يثير انتباهي حقا هو الحملة المسعورة التي شنها أتباع الديانتين الوهابية والصليبية على السواء ضد المسلسل الإيراني العظيم ..
سيبقى الإسلام المحمدي العلوي الأصيل أروع ديانة متسامحة متعايشة مع الاخر وتاريخ المسلمين الشيعة المؤمنين الملتزمين بالمذهب الشريف قولاً وعملاً خير دليل وشاهد على التسامح رغم القمع والاضطهاد الذي مورس ضدنا إلا أننا لا نعامل الاخرين بالمثل إطلاقاً .
إنني ومن هذا المنطلق أدعوا الإخوة المسيحيين من الشرفاء إلى نبذ التعصب الصليبي الذي لم يجر علينا جميعا سوى الويلات فكما أننا كمسلمين حقيقيين ننبذ السلفية الوهابية التكفيرية و نمقتها و نحاربها بشتى الوسائل فعليهم ينبذو السلفية المسيحية الصليبية و اخر ما أقوله في هذا المقام : انشودة المسيح رسالة حرة . . . على الأرض السلام و بالناس المسرة....
تعليق