بسمه تعالى
روى أحمد في المسند عن علي عليه السلام ( صححه أحمد شاكر في تحقيقه للمسند والألباني في صحيح الجامع ) آخذ منه موضع الشاهد : " لبعث الله رجلا من أهل بيتي " وفي لفظ آخر للحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه : " حتى يبعث فيه رجلا مني ".
وأخرج أبو داود والترمذي : " لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي".
قال شيخهم الهالك ابن عثيمين في شرح العقيدة السفارينية ص451:
" هذا المهدي يُبعث في آخر الزمان إذا ملئت الأرض ظلما وجوراً ، ونُسي فيها الحق ، وصار المظلوم لقمة للظالم ، وانتشرت الفوضى ، فحينئذ يبعث الله هذا الرجل إماماً مصلحاً للخلق ، مبيناً للحق. "
قال تعالى في أنبيائه : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ } ( سورة البقرة – 213 )
وقال تعالى كذلك : {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} (59) سورة القصص
وقال تعالى كذلك : {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ} (74) سورة يونس
وقال تعالى في حق موسى عليه السلام : {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} (103) سورة الأعراف
وقال تعالى في حق نقباء بني إسرائيل : {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا } (12) سورة المائدة
وقال تعالى في حق طالوت الملك : {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ( سورة البقرة – 247 ).
وقال تعالى في حق غراب أرسله الله في مهمة تكوينية ليعلّم قابيل كيف يواري سوءة أخيه : {فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ} (31) سورة المائدة
أقول\
كلمة "يبعث" لا تستخدم في القرآن إلا لذوي المناصب الإلهية المنصّبين والمعيّنين من قبل الله تعالى كالأنبياء والمرسلين والنقباء وطالوت الملك المبعوثين بعثا تشريعيا، أو جنود الله وملائكته وعذابه المبعوثين بعثا تكوينيا كطير الأبابيل وغراب قابيل، وقد استخدمه رسول الله (ص) للإمام المهدي (ع) ، فعلى ماذا تدل ؟؟ هل إمامة المهدي (عليه السلام) بإختيار من الله أم شورى الناس ؟؟
وقد ذكر ابن قدامة المقدسي الحنبلي وأقره ابن عثيمين في شرح لمعة الاعتقاد ص99، من أن الخلافة الشرعية تحصل بواحد أمور من ثلاثة:
الأول: النص عليه من الخليفة السابق كما في خلافة عمر.
الثاني: اجتماع أهل الحل والعقد سواء معينين من الخليفة السابق كما في خلافة عثمان، أم غير معينين كما في خلافة أبي بكر وعلي.
الثالث: القهر والغلبة كما في خلافة عبد الملك بن مروان حين قتل ابن الزبير وتمت الخلافة له.
أقول \
فهل يمكن أن نضيف أمراً رابعا وهو بالتنصيص والاختيار من قبل الله عز وجل نفسه لا من الخليفة السابق كما في خلافة وإمامة المهدي عليه السلام ؟؟!!
وإن جاز الأمر لخاتم الأئمة لما منعتموها لأول الأئمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ؟؟!!
إن بعث الإمام المهدي عليه السلام هو بعث خلافة كبرى وإمامة عظمى !!
فقد أخرج ابن ماجة: "فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلح ، فإنه خليفة الله المهدي".
قال أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. (الصحيح المسند من فضائل أهل البيت – باب فضائل المهدي – لأم شعيب الوادعية).
وأخرج البخاري: " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم " ، إمامكم فسّرت هنا بالمهدي عليه السلام.
فهو بعث ملك وسلطنة للأرض ليقيم القسط والعدل فيها وإمامة كبرى للمسلمين وخلافة عظمى عن الله عزوجل.
هذه النصوص تدلّ على أن المهدي سلام الله عليه خليفة من نوع آخر، لا من نوع الخلفاء الذين التزم أهل السنة والجماعة بصحة خلافتهم وصحة إمامتهم وأنهم خلفاء هدى وسمّوهم الخلفاء الراشدين واختصّوا بثلاثة منهم تقدّموا على مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه.
هذه الكلمة: «حتى يبعث الله»، معنى ذلك أن قيام المهدي سلام الله عليه وظهوره بإرادة مباشرة من الله سبحانه وتعالى، كما جاءت كلمة بعث للتعبير عن إرسال الرسول في آيات كثيرة من القرآن، لا للدّلالة على أن المهدي سلام الله عليه رسول بعد رسول الله، بل للدّلالة على أن العمل عملٌ مباشر قام به الله سبحانه وتعالى.
فهو إمام قدّر الله سبحانه وتعالى له الإمامة أي إمامته إمامة إلهية، لا إمام اخترناه فرضي الله لنا ما اخترنا بخيرتنا نحن، لان كلمة يبعث تدلّ عليها، وظهور المهدي ظهورٌ إلهي يعني ظهوراً بأمر خاص من الله سبحانه وتعالى، ومثل هذا الإمام لا يكون إلاّ من جنس أئمتنا نحن الامامية. كما أن أحاديث المهدي عندهم فيها نص، هذا النص يؤكد بصورة قاطعة أن المهدي (عليه السلام) ليس من جنس الخلفاء الذين استخلفوا على هذه الأمة بعد وفاة نبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنما هو إمامٌ إلهي (خليفة الله). وهذا لا ينسجم إلاّ مع رأي الامامية في الإمامة.
وأخرج أبو داود والترمذي : " لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي".
قال شيخهم الهالك ابن عثيمين في شرح العقيدة السفارينية ص451:
" هذا المهدي يُبعث في آخر الزمان إذا ملئت الأرض ظلما وجوراً ، ونُسي فيها الحق ، وصار المظلوم لقمة للظالم ، وانتشرت الفوضى ، فحينئذ يبعث الله هذا الرجل إماماً مصلحاً للخلق ، مبيناً للحق. "
قال تعالى في أنبيائه : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ } ( سورة البقرة – 213 )
وقال تعالى كذلك : {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} (59) سورة القصص
وقال تعالى كذلك : {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ} (74) سورة يونس
وقال تعالى في حق موسى عليه السلام : {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} (103) سورة الأعراف
وقال تعالى في حق نقباء بني إسرائيل : {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا } (12) سورة المائدة
وقال تعالى في حق طالوت الملك : {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ( سورة البقرة – 247 ).
وقال تعالى في حق غراب أرسله الله في مهمة تكوينية ليعلّم قابيل كيف يواري سوءة أخيه : {فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ} (31) سورة المائدة
أقول\
كلمة "يبعث" لا تستخدم في القرآن إلا لذوي المناصب الإلهية المنصّبين والمعيّنين من قبل الله تعالى كالأنبياء والمرسلين والنقباء وطالوت الملك المبعوثين بعثا تشريعيا، أو جنود الله وملائكته وعذابه المبعوثين بعثا تكوينيا كطير الأبابيل وغراب قابيل، وقد استخدمه رسول الله (ص) للإمام المهدي (ع) ، فعلى ماذا تدل ؟؟ هل إمامة المهدي (عليه السلام) بإختيار من الله أم شورى الناس ؟؟
وقد ذكر ابن قدامة المقدسي الحنبلي وأقره ابن عثيمين في شرح لمعة الاعتقاد ص99، من أن الخلافة الشرعية تحصل بواحد أمور من ثلاثة:
الأول: النص عليه من الخليفة السابق كما في خلافة عمر.
الثاني: اجتماع أهل الحل والعقد سواء معينين من الخليفة السابق كما في خلافة عثمان، أم غير معينين كما في خلافة أبي بكر وعلي.
الثالث: القهر والغلبة كما في خلافة عبد الملك بن مروان حين قتل ابن الزبير وتمت الخلافة له.
أقول \
فهل يمكن أن نضيف أمراً رابعا وهو بالتنصيص والاختيار من قبل الله عز وجل نفسه لا من الخليفة السابق كما في خلافة وإمامة المهدي عليه السلام ؟؟!!
وإن جاز الأمر لخاتم الأئمة لما منعتموها لأول الأئمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ؟؟!!
إن بعث الإمام المهدي عليه السلام هو بعث خلافة كبرى وإمامة عظمى !!
فقد أخرج ابن ماجة: "فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلح ، فإنه خليفة الله المهدي".
قال أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. (الصحيح المسند من فضائل أهل البيت – باب فضائل المهدي – لأم شعيب الوادعية).
وأخرج البخاري: " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم " ، إمامكم فسّرت هنا بالمهدي عليه السلام.
فهو بعث ملك وسلطنة للأرض ليقيم القسط والعدل فيها وإمامة كبرى للمسلمين وخلافة عظمى عن الله عزوجل.
هذه النصوص تدلّ على أن المهدي سلام الله عليه خليفة من نوع آخر، لا من نوع الخلفاء الذين التزم أهل السنة والجماعة بصحة خلافتهم وصحة إمامتهم وأنهم خلفاء هدى وسمّوهم الخلفاء الراشدين واختصّوا بثلاثة منهم تقدّموا على مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه.
هذه الكلمة: «حتى يبعث الله»، معنى ذلك أن قيام المهدي سلام الله عليه وظهوره بإرادة مباشرة من الله سبحانه وتعالى، كما جاءت كلمة بعث للتعبير عن إرسال الرسول في آيات كثيرة من القرآن، لا للدّلالة على أن المهدي سلام الله عليه رسول بعد رسول الله، بل للدّلالة على أن العمل عملٌ مباشر قام به الله سبحانه وتعالى.
فهو إمام قدّر الله سبحانه وتعالى له الإمامة أي إمامته إمامة إلهية، لا إمام اخترناه فرضي الله لنا ما اخترنا بخيرتنا نحن، لان كلمة يبعث تدلّ عليها، وظهور المهدي ظهورٌ إلهي يعني ظهوراً بأمر خاص من الله سبحانه وتعالى، ومثل هذا الإمام لا يكون إلاّ من جنس أئمتنا نحن الامامية. كما أن أحاديث المهدي عندهم فيها نص، هذا النص يؤكد بصورة قاطعة أن المهدي (عليه السلام) ليس من جنس الخلفاء الذين استخلفوا على هذه الأمة بعد وفاة نبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنما هو إمامٌ إلهي (خليفة الله). وهذا لا ينسجم إلاّ مع رأي الامامية في الإمامة.

والحمد لله رب العالمين
تعليق