بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على بوابة الخلود ومرآة الوجود أبا القاسم محمد وعلى أهل بيته الغر الميامين
^^^^^
غيَّم الله سماءكم
وأسعد الله نقاءكم
وأدخل الصحة إلى أجسادكم مع كل شهيق وزفير..
خاطب الله العقل في القرأن لانه يخاطب الانسان الواعي العاقل لا الانسان المعتوه ..او المجنون ...
من هنا السببيه عنصر مهم في هذا المجال :
نظام الكون أساسه السببيَّة :اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على بوابة الخلود ومرآة الوجود أبا القاسم محمد وعلى أهل بيته الغر الميامين
^^^^^
غيَّم الله سماءكم
وأسعد الله نقاءكم
وأدخل الصحة إلى أجسادكم مع كل شهيق وزفير..
خاطب الله العقل في القرأن لانه يخاطب الانسان الواعي العاقل لا الانسان المعتوه ..او المجنون ...
من هنا السببيه عنصر مهم في هذا المجال :
قال تعالى :
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
( سورة هود : الآية "119" )
﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (87) ﴾ .
أن مشيئة الله شاءت أن يكون لكل شيءٍ سبب ،
نظام الكون أساسه السببيَّة ،
بل إن عقل الإنسان بُنِيَ على نظام السببيَّة ،
أنت لا تفهم شيئاً بلا سبب ،
كما أنك لا تفهم شيئاً بلا هدف ،
كما أنك لا تقبل التناقض هذا هو العقل ،
العقل جهاز مَعرفي ،
جهاز إدراكي ، لا يفهم إلا وفق هذه المبادئ ، وقعت في طرابلس مثلاً جريمة ، واتُهِمْ بها إنسان ، لو أثبت هذا الإنسان بالدليل اليقيني أنه كان في بيروت فهو برئ ،
لأنه لا يُعْقَل أن يكون الإنسان في طرابلس وبيروت في وقتٍ واحد ، هذا هو العقل ، هو يرفض التناقض .
العقل يرفض أن يحدث شيء بلا سبب ،
إنسان يغادر منزله ويغلق أبواب البيت ويطفئ الكهرباء ،
فإذا رجع بعد أيَّام ووجد أن الكهرباء متألِّقة لماذا يضَّطرب ؟
لماذا ينفعل ؟
لماذا يقلق ؟
لو أنه عندما عبَّر عن قلقه قالت له زوجته : أطفئ المصابيح وأطفأها ، لما انتهى مصدر قلقه لأن القضيَّة أخطر من ذلك ، القضية من دخل إلى البيت في غيابنا ؟
لا يقبل أن تتألَّق المصابيح من دون فاعل ،
هذا هو العقل ، العقل لا يقبل شيئاً من دون سبب ، لا يقبل شيئاً من دون هدف .
أساس نظام عقل الإنسان السببيَّة :
يرى الإنسان أحياناً ظواهر لا تعنيه ،
ولا تتصل بحياته إطلاقاً ، ولا تتعلَّق بكل مصالحه ؛
فقد تجد شاحنة تحمل وقوداً سائلاً ،
وتجر سلسلة من الحديد وراءها ، لماذا ؟
أنت موظَّف ليس لك علاقة بالنفط إطلاقاً ،
ولا بالشاحنات ، ولا بالميكانيك ، لماذا تبحث عن العلَّة وعن الهدف ؟
فإذا قيل لك : هذه من أجل أن تفرِّغ الصواعق ، قد تأتي صاعقة فتحرق هذه المركبة ، فإذا كان لها اتصال مع الأرض تُفَرَّغ هذه الصاعقة دون أن تتأذَّى المركبة ، فالآن فُهِم الشيء ، الإنسان أحياناً تحل مشكلته الماديَّة ، لكن لا تحل مشكلته العقليَّة .
مثلا : إذا وضعت قُرْصاً من البلور المقاوم للحرارة في إناءٍ فالحليب لا يفور ، المشكلة حُلَّت ، ضع هذا القرص في قعر الوعاء ، وأوقد النار تحته ، واذهب ، فالحليب لا يفور أبداً ، المشكلة حُلَّت ، ولكن كيف ؟ حلت عن طريق العقل ؟
فقد عرفت أن هذا القرص يجمِّع الفُقَاعات ويخرجها من مكانٍ ضيِّق باندفاعٍ شديد ، فتثقب هذه الطبقة التي هي السبب في فوران الحليب ، توضَّح الأمر .
هذا العقل أعظم منحة إلهيَّة للإنسان ،
هو أداة معرفة الله ،
خُلِقَ هذا الإنسان ، وأعطي هذه القوَّة الإدراكيَّة ليتعرَّف إلى الله بها ، فأساس نظام عقل الإنسان السببيَّة .
مرَّة ثانية : أنت لا تفهم شيئاً بلا سبب ،
ولا تفهم شيئاً بلا هدف ،
أحد العلماء الغربيين آمن وكان أحد أسباب إيمانه بالله البقرة ، قال : هذا الحليب الذي تعطيه البقرة ، تعطي كمية حليب أضعافاً مضاعفة عما يحتاجه وليدها ،
يحتاج وليدها إلى كيلوين من الحليب في اليوم ، وهي تعطينا أربعين كيلواً ،
معنى ذلك أن هذا الحليب خُلِق من أجل الإنسان ،
إن الذي خلق البقرة هو الذي خلق الإنسان ، وهذا هو الغذاء الكامل ، ولا بد أن يتوفر للإنسان مما يفيض عن حاجة وليدها .
لو فكَّر الإنسان عن طريق نظام التغذية ، أو عن طريق مبدأ الغاية ،
أو عن طريق مبدأ عدم التناقض لوصل إلى الله عزَّ وجل ،
فعندما تقتني سيارة ، وتكون في أقصى مكان في العالم ، وتحتاج سيارتك قطعة من الشركة الصانعة ، هذه القطع تأتي إلى بلدك بعد حين ، تضعها في المكان المناسب ، فما دام المصنع واحداً فالقياسات كلها واحدة .
طبيب يدرس الطب في أمريكا ،
والدواء مصنَّع في كندا ،
والمريض في اليابان يأخذ هذا الدواء فيسكن ألمه ،
لولا أن بنية الأشخاص في العالم واحدة ، مكان الأجهزة واحد ، مكان الشرايين واحد ، مكان الأعصاب واحد ،
ليس هناك معنى لتدريس الطب فيالعالَم هناك وحَدَة وهناك تباين ، من حيث البُنية هناك تطابق تام بين كل البشر ،
لو أن شركة صنعت مليون سيارة ، فكل الأجهزة وقطع الغيار واحدة في أي مكان فإذا اشتريت منه تأتي في المكان الصحيح لأن الصانع واحد ، فالقياسات كلها واحدة ، إذاً قضية مبدأ السببيَّة ، ومبدأ الغائيَّة وعدم التناقض ، هذه بُنية العقل البشري .
ربنا جلَّ جلاله من حينٍ إلى آخر عن طريق المعجزات يعطِّل الأسباب أو يُلغيها :
لماذا خلق الله في هذا العقل البشري نظام السببيَّة ؟
من أجل أن تصل إليه ،
لو أن عقلك يقبل شيء من دون سبب لقبل الكون من دون إله ،
لو أن نظام العقل يقبل أن يوجد شيء بلا سبب من باب أولى أن تقبل هذا الكون من دون إله ،
لكن لأن عقلك لا يقبل شيئاً من دون سبب إذاً أنت لا تقبل الكون من دون مكوِّن ، ولا خَلْقَاً من دون خالق ،
ولا نظاماً من دون منظِّم ،
ولا حكمةً من دون مُحْكِم ،
ولا علماً من دون عالِم ،
هذا الذي أراده الله عزَّ وجل ،
إذاً كل شيء له سبب .
لكن هناك منزلق خطير وهو : أن تظن أن السبب هو خالق النتيجة ،
استغنيت عن الله عزَّ وجل ، فهذا المبدأ من أجل أن تصل إلى الله ،
لكن يمكن أن ينحرف الإنسان فيؤلِّه السبب ،
إذا ألَّه السبب استغنى عن المسبِّب ،لذلك فإن ربنا جلَّ جلاله من حينٍ إلى آخر عن طريق المعجزات يعطِّل الأسباب
، أو يُلغي الأسباب ،
السبب موجود ولا توجد نتيجة ،
أو هناك نتيجة بلا سبب ،
سيدنا عيسى عليه السلام كانت ولادته معجزة ،
من أمٍ بلا أب ،
معنى ذلك أن السبب يرافق النتيجة ولا يخلقها ،
مشكلة العالَم في كلمتين ؛
فريقٌ في الغرب ألَّه الأسباب فأشرك ،
وفريقٌ في الشرق لم يأخُذ بالأسباب فعصى ،
الغربيِّون أخذوا بالأسباب وألَّهوها فعبدوها من دون الله ، ظنوا أنهم إذا كانوا أقوياء إذاً فالمستقبل لهم ولم يعبؤوا بالدين ،
عصوا ، وفجروا ، وظلموا ، وطغوا ، وبغوا ، لأن معهم قوَّة ، القوَّة سبب ، والسبب له نتيجة السيطرة ، فلماذا طاعة الله عزَّ وجل ؟ وفي الشرق من توكَّل تواكلاً غير شرعي ، لم يأخذ بالأسباب ، فوقع في معصية عدم الأخذ بالأسباب :
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً(83)إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً(84)فَأَتْبَعَ سَبَباً(85)﴾ .
(سورة الكهف)
ولئلا نقع في وادي المعصية حينما لا يؤخذُ بالأسباب ، القضيَّة الكبرى في وجود سيدنا عيسى هي خلقه من دون أب ، ليعلمنا الله عزَّ وجل أن السبب ليس هو الخالق ، الخالق هو الله .
يتبع إن شاء الله
تعليق