إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الالتهاب البولي.. لماذا يصيب بعض النساء دون سواهن؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الالتهاب البولي.. لماذا يصيب بعض النساء دون سواهن؟


    الالتهابات البولية تصيب حوالي 3% من البنات في سن الدراسة و 30إلى 50% من النساء حسب أعمارهن. ونسبته في الولايات المتحدة في حدود 8ملايين حالة سنوية مع دخول , 100000امرأة إلى المستشفى بسببه، ومعاودة هذه الالتهابات بعد علاجها يصل إلى حوالي 20% من الحالات. والسبب الرئيسي لانتشار هذا المرض عالمياً بنسبة عالية يرجع إلى عدة عوامل منها تشريحي ومنها وراثي ومنها جرثومي ومنها ما يعود إلى مناعة الجسم ودفاعه ضد الجراثيم. وقابلية النساء العالية للاصابة بالالتهاب البولي تعود إلى قرب الاحليل إلى المهبل الذي يكوّن في أغلب الحالات بؤراً للجراثيم التي تصله من البراز وتمكث بدون أعراض حول فوهته وتغزو منها الاحليل والمثانة خصوصاً أثناء الجماع. وحدوث الالتهاب البولي يرتكز على فوعة الجراثيم أو شدة فعاليتها ومقاومة الجسم ضدها.

    فوعة الجراثيم
    في دراسة شاملة وحديثة عن الالتهابات البولية للدكتور "كريغر" في مجلة طبية أميركية شدد فيها على أهمية فوعة الجراثيم في تسبب التهاب المثانة والكلى. فلكل جرثومة خصائصها التي تسمح لها بغزو الأنسجة والتعلّق بغشاوة الخلايا وإحداث التهاب شديد فيها. فأغلب الجراثيم التي تسبب الالتهابات البولية موجودة في الأمعاء في حالة طبيعية وعند البراز تغزو بعض هذه الجراثيم فوهة المهبل منتظرة الفرصة السانحة لتتغلغل داخل الأحليل والمثانة وفي بعض الأحيان تصل إلى الكلية نفسها.
    ولتستطيع القيام بهذا العمل عليها أن تملك بعض المواد اللاحقة التي تدعى "أدهيزين" ADHESINS الموجودة في شعيرات تبرز على سطح غشاوة الجرثومة وتساعدها على الالتصاق بخلايا المثانة والاحليل والكلية. وهذه هي المرحلة الأولى في عملية الالتهاب. وبعض تلك الجراثيم لها خصائص أخرى كالأشعار الخاصة بالالتهاب الكلوي ومقاومة خاصة ضد بعض المواد والكيماويات التي قد تسبب إتلافها وجينات مُساعدة لعملية الالتصاق ومواد كيماوية تساعدها على غزو الأنسجة. والعامل الجيني مهم أيضاً لفوعة الجراثيم إذ أن هنالك "جزراً إمراضية" داخل الجراثيم وفي كروموزماتها التي تساعد على انتشار العوامل الفوعية بين الجراثيم نفسها. فخلاصة هذا البحث أن لفوعة الجراثيم أهمية خاصة للتغلب على مقاومة الجسم في حالات الالتهاب البولي "غير المعقد" كالتهاب المثانة والكلية البسيط، وأما عوامل الجسم الدفاعية فأهميتها أكبر في الالتهابات المعقدة كما سنشرحه لاحقاً.

    دفاع المريض ضد الالتهابات
    ولحصول الالتهاب البولي يجب على الجراثيم أن تتغلب على الدفاع المتين في جسم المريضة الذي يحاول ابادتها ومنعها من غزو الأنسجة وإحداث الالتهاب. فهنالك مميزات خاصة تزيد خطر حدوث الالتهاب وتؤدي إلى فشل المعالجة، ومنها تشريحية ووظيفية وسلوكية، وتشمل على تشوهات في إحصائيات في الكلى أو المجاري البولية والانسداد في الاحليل أو الحالب وحويضة الكلية والمثانة الصبية المنشأ وغيرها. فطريقة علاجها تختلف عن الوسائل العلاجية المتبعة في علاج الالتهابات غير المعقدة أو البسيطة.
    والسؤال المهّم هو: لماذا يصيب الالتهاب البولي بعض النساء دون سواها وما هي العوامل المنسوبة إلى المريضة نفسها التي تساعد على حدوث هذا الالتهاب؟ تطرقت عدة دراسات عالمية لهذا الموضوع لشرح قابلية بعض الأجسام للغزو الجرثومي ومقاومة الآخرين ضده، خصوصاً أن حوالي 30% من النساء عالمياً قد أصيبت بهذا الالتهاب وحوالي 35% من النساء تشتكي منه سنوياً وتزيد نسبته كل سنة مع تقدم العمر، وقد دونت حوالي 8ملايين حالة في الولايات المتحدة سنوياً من العوامل المعروفة العامل الجيني الذي يزيد عدد مستقبلات الجراثيم على خلايا غشاوة الجهاز البولي ويساعد على التصاقها والعوامل السلوكية مثل الجماع خصوصاً مع عدة رجال واستعمال وسائل لمنع الحمل كمبيد النطاف والرفال المطلي بمبيد النطاف وحبوب منع الحمل وحجاب عنق الرحم. وأما العوامل الأخرى التي كانت تعتبر ذات أهمية كبرى في تسبب هذه الالتهابات مثل عدم شرب السوائل بكثرة وعدم التبول لفترات طويلة أو قبل أو بعد المجامعة، أو التأخير في التبول عند الشعور بالحاجة إليه واستعال المغاطس أو البانيو للاستحمام والدحسة في المهبل والنضح والسراويل الداخلية المصنوعة من القطن.. فقدبينت دراسة جديدة أنها بدون أهمية
    في حصول الالتهاب البولي إذ قورنت هذه العوامل عند 228امرأة تشكو من تكرار الالتهابات البولية و 253امرأة لم تصب بأي التهاب ولكن هناك جدلاً حول هذه الخلاصة. وأظهرت هذه الدراسة أن تناول عصير "كرنبيري" يومياً قد يساعد على مقاومة الالتهاب.
    وأما بالنسبة إلى العوامل التشريحية فقد تبين أن كلما قلت المسافة ما بين الاحليل والشرج أو فوهة المهبل والشرج زادت نسبة الالتهابات البولية.

    العلاج
    وقبل مناقشة المعالجة الحديثة والمبتكرة لتلك الالتهابات البولية التي قد تطرقنا إليها في افتتاحية سابقة في جريدة الرياض، علينا ذكر الوسائل الجديدة تحت البحث للوقاية منها وتشمل بعض المواد الطبيعية والتلقيح والمواد المشوشة للجراثيم. ومن أهم المواد الطبيعية عصير "كرنبيري" وعصير "بلوبيري" التي تزيد حموضة البول في المثانة وتمنع التصاق الجراثيم إلى غشاوتها وقد تخفض نسبة الاصابة بالالتهاب البولي. وأما بالنسبة إلى استعمال طريقة التشويش على الجراثيم المسببة للإلتهاب يتم حقن نوع من الجراثيم غير المؤذية في المهبل تحول دون حصول أي التهاب في البول. وأما استعمال طريقة التلقيح فقد استعملت في دراسات مبدئية بشكل تحميلة توضع في المهبل أو حبوب تؤخذ من الفم مصنوعة من أهم أنواع الجراثيم المسببة للإلتهاب المقتولة وكانت النتائج الأولية مشجعة إذ أنها سببت ارتفاعاً في درجة المناعة وانخفاض هام في نسبة الالتهابات البولية.

    معالجة الالتهابات البولية
    العوامل التي تعرض بعض النساء إلى فشل علاجهن أو عودة الالتهاب البولي بعد العلاج فهي تختلف حسب أعمارهن.. فاللواتي لم يتجاوزن بعد سن اليأس فأهم هذه العناصر إصابتهن بالتهاب بولي في أيام الطفولة أو إصابة أمهاتهن بالالتهاب البولي والمجانسة واستعمال مبيد النطاف. وأما النساء اللائي تجاوزن سن اليأس فمن أهم المخاطر قلة تركيز الهرمون الانثوي خصوصاً في المهبل والاحليل والمثانة، اصابات ماضية بالالتهاب البولي، السلسل البولي، هبوط المثانةفي المهبل والاحتفاظ بكمية كبيرة من البول في المثانة بعد التبويل.
    وأما العوامل المهمة لدى النساء العجائز الموجودات في المصحات أو المأوى فهي التمييل والسلس البولي والعلاج بالمضادات الحيوية والتشويش الفكري.
    وقبل المعالجة من المستحسن تصنيف الالتهابات البولية إلى عدة أنواع، منها الالتهابات غير المعقدة ومنها التهاب المثانة والكلية التي لا تستدعي عادة أية تحاليل متقدمة أو أشعة للجهاز البولي أو تنظير المثانة والاحليل والالتهابات المعقدة التي تسبب تشوهات في المجاري البولية، وضيقاً في الحالب أوالاحليل وعدم القدرة على تفريغ البول من المثانة نتيجة انسداد وعوامل عصبية المنشأ والتي تستدعي فحصاً شاملاً والمعالجة الطبية أو الجراحية لكل سبب مع استعمال المضادات الحيوية لمدة طويلة. وأعراض التهاب المثانة مألوفة وتشمل الحرقان والألم أثناء التبول مع تكراره والإلحاح بتفريغ المثانة والألم في الحوض وفوق عظم العانة والبيلة الدموية.
    فعلاج هذا الالتهاب البسيط وغير المعقد قد يتم حتى بدون اللجوء إلى مزرعة للبول باستعمال مضادات حيوية خاصة للالتهاب لمدة 3أيام. وأما إذا ما عاد الالتهاب بعد استكمال العلاج فإنه من الأفضل زرع البول للتحري عن نوع الجرثومة وحساسيتها لبعض المضادات الحيوية أو كما ينصح بعض الاخصائيين باستعمال المضاد الحيوي مجدداً بدون زرع البول كلما حصل التهاب. ولكن الخطر في تلك المعالجة هي أن العوارض البولية قد لا يكون سببها الالتهاب بل أمراض أخرى قد تكون خطيرة مثل السرطانة اللابدة والالتهاب الخلالي للمثانة والالتهابات المهبلية والتشوهات البولية وغيرها التي قد تعطي ذات الأعراض ويُهمل علاجها. وأما إذا عاد الالتهاب أكثر من 3مرات خلال السنة برغم نجاح علاجه الأولي، ونسبته قد تصل إلى حوالي 30% من الحالات. فأفضل النتائج في معالجته تتم باستعمال جرعة مخفضة من المضاد الحيوي يومياً ومن بعدها ثلاث مرات في الأسبوع، وفوراً بعد المجامعة لمدة ستة أشهر تقريباً. وهذه الطريقة أفضل من استعمال المضاد الحيوي عند الطلب كلما حصل التهاب بولي. ومن المستحسن استعمال لصقات جلدية أومرهم الهرمون الانثوي لبعض النساء اللائي تجاوزن سن اليأس عدة أسابيع لمنع عودة
    التهاباتهن البولية.
    وأما بالنسبة إلى التهاب الكلية غير المعقد والمعالجة الحديثة تميل إلى العلاج خارج المستشفى بالمضادات الحيوية التي تؤخذ من الفم لمدة أسبوعين بدون إجراء فحوصات وأشعة متقدمة إذا ما كان الالتهاب خفيفاً وغير حاد.
    وأما في حال وجود التهاب شديد مع ارتفاع درجة الحرارة وآلام شديدة في الخاصرة والبطن وارتعاش وغثيان أو قيء وصعوبة في التبول فيمكن - حسب بعض الاخصائيين - علاجها بالمضادات الحيوية في الوريد في غرفة الطوارئ وإرسالها إلى البيت بدون إدخالها إلى المستشفى وإكمال العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الفم لمدة أسبوعين إلى 4أسابيع، وابدال المضادات إذا لزم الأمر حسب نتيجة مزرعة البول وحساسية الجراثيم لها. وإذا لم تتجاوز المريضة لهذا العلاج بعد فترة 24إلى 48ساعة فيجب إجراء تحاليل مخبرية إضافية وأشعة بالصبغة أو صوتية أو مقطعية للجهاز البولي واستبدال العلاج بعلاج أكثر فعالية. واختيارنا الشخصي في هذه الحالات هي إدخال المريضة إلى المستشفى وإجراء فحص سريري ومخبري شامل وأشعة صوتية للجهاز البولي ومعالجتها بالمضادات الحيوية في الوريد لمدة 48ساعة إلى 72ساعة ومن ثم بالفم حسب نتائج المزرعة واخراجها من المستشفى إلى البيت بعد أن يتم الشفاء وتزيل عنها الأعراض وارتفاع الحرارة.

    خلاصة
    الالتهاب البولي مرض شائع يصيب الملايين من النساء عالمياً ويعود بعد العلاج بنسبة حوالي 30% من الحالات. عوارض التهاب المثانة مؤلمة ومزعجة ومعروفة ولكن هذا الالتهاب غير المعقد الذي يحصل عادة بعد الجماع لا يشكل أي خطر على المريضة ويعالج بنجاح مرتفع جداً بالمضادات الحيوية لمدة 3أيام. وأما التهاب الكلية غير المعقد والبسيط فمعالجته تتم حسب حدّته وشدة أعراضه أما في غرفة الطوارئ ومنها في البيت وأما في إدخال المريضة المستشفى واجراء التحاليل والفحوصات الشاملة على الجهاز البولي ومعالجتها بالمضادات الحيوية في الوريد ومن ثم عن طريق الفم لبضعة أسابيع بعد خروجها من المستشفى. وفي حال وجود التهابات بولية معقدة فيجب عندئذ إجراء التحاليل المخبرية والأشعة لاكتشاف سبب الالتهاب والتأكيد عن عدم وجود خراج في الكلية أو تشوهات أخرى في الجهاز البولي تستدعي معالجتها طبياً أو جراحياً. والوقاية من هذه الالتهابات المتكررة لدى بعض النساء تتم باستعمال المضادات الحيوية المخفضة الجرعة لمدة شهر واستعمال الهرمون الانثوي بعد سن اليأس لبضعة أسابيع وتشجيعهن على شرب عصير "الكرنبيري" وافراغ المثانة الكامل عند التبول ومعالجة سلسهن البولي.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 05-09-2020, 11:35 AM
ردود 5
203 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 26-08-2020, 09:02 PM
ردود 5
276 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 26-08-2020, 10:37 AM
ردود 4
126 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 06-09-2019, 12:55 PM
ردود 7
390 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-10-2013, 08:48 PM
ردود 14
14,195 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X