بسم الله الرحمن الرحيم
قال عثمان الخميس في كتابه " كشف الجاني " صفحة 86- 87 وهو يرد على الدكتور محمد التيجاني السماوي بخصوص الحديث النبوي الشريف : ( من سبّ علياً فقد سبني ... ) :
أقول :
حكمه على هذا الحديث بأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله هو رجم بالغيب ، وبدون علم ولا دليل ، ونوع مضادة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بدفع ما هو صحيح وثابت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله في حقه ، والعلل الثلاث التي ذكرها الخميس لا تفيد لامنفردة ولا مجتمعة اليقين بعدم صدوره من رسول الله صلى الله عليه وآله ، أو العلم بوضعه ، كيف وهي علل واهية واهنة باطلة كما سنبين ذلك فيما يأتي ، بل حتى لو كان في سند الحديث من هو متهم بالكذب فما دام الحديث لا ينافي آيات القرآن المجيد أو الثابت المتواتر أو المستفيض من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله أو المعلوم بالضرورة من الشريعة أو قطعي العقل فلا يصح أن نحكم بوضعه أو كذبه لمجرد وجود كذاب في سنده لأن الكاذب يصدق أحياناً كما هو معلوم ، إلاّ يدعي عثمان الخميس بأن له اتصالاً بالغيب وأنه أعلم من هذا الطريق أن النبي صلى الله عليه وآله لم يتفوه بهذا الحديث وعليه حينها أن يثبت لنا ذلك .
1- أما قوله أن أبا اسحاق مدلس مشهور وقد عنعن ولم يصرح بالسماع فجوابه : أن أبا إسحاق صرّح في إحدى روايتي الحاكم بالسماع ، وأنه سمع الحديث من أبي عبد الله الجدلي ، ففي المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 130 حديث رقم: (4616)
2- أما قوله بأن محمد بن سعد العوفي ضعفه الخطيب والذهبي فجوابه أن محمد بن سعد العوفي لم ينفرد برواية هذا الحديث عن يحيى بن أبي بكير بل شاركه في الرواية عنه إمام الحنابلة أحمد بن حنبل كما في مسنده في ج 6 ص 323 حديث رقم : 26791
ورواه أحمد بن حنبل بنفس السند في كتابه ( فضائل الصحابة 2/594 حديث رقم : 1011 ) ، وتابع أحمد بن حنبل ومحمد بن سعد العوفي في رواية هذا الحديث الشريف عن يحيى بن أبي بكير شيخ النسائي ( العباس بن محمد ) كما في السنن الكبرى ج 5 ص 133 حديث رقم : 8476
3- أما زعمه أنا أبا عبد الله الجدلي شيعي جلد وأن هذا الحديث في نصر بدعته ، فمردود لأن أبا عبد الله الجدلي ثقة وما دام الرجل ثقة فلازمه قبول حديثه وتصحيح روايته لأنه غير متهم بالكذب ، ولم يخبرنا عثمان الخميس ما هي البدعة التي اتصف بها أبو عبد الله الجدلي ، فالتشيع لأهل البيت عليهم السلام لا يعد بدعة ولا المتشيّع مبتدعاً فالرسول صلى الله عليه وآله هو الذي وجه الأمة إلى مشايعة علي وأهل بيته وولايتهم ومتابعتهم ، فلا ندري ما هي البدعة التي اتصف بها الجدلي حتى يكون هذا الحديث الشريف : ( من سب علياً فقد سبني ) ناصراً لها .
وبهذا تكون العلل الثلاث التي ذكرها عثمان الخميس غير قادحة في صحة الحديث وإخراجه من مرتبة الصحيح إلى الحسن فضلاً عن إخراجها له إلى الضعيف أو المكذوب .
4- هذا الحديث صححه جماعة من أهل العلم السنيين منهم الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 3/130 حديث رقم : 4615 ، والذهبي في تلخيص المستدرك ، قال أبو عبد الله ، عبد السلام بن محمد بن عمر علوش معلقاً على حديث الحاكم النيسابوري في هامش صفحة 87 من المجلد 4 من المستدرك على الصحيحين طبعة دار المعرفة ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى 1418هـ - 1998م : ( أخرجه الإمام أحمد في " المسند " (6/323 ، ووثق رجاله في " المجمع " (9/130 ) ، وقد أخرجه الطبراني في معاجمه الثلاثة ، وأبو يعلى بلفظ مقارب عن أبي عبد الله عن أم سلمة بسند رجاله رجال الصحيح عند الطبراني كما في " المجمع " (9/130 ) ، وصححه الذهبي في " تلخيصه " من هذا الوجه ... ) .
ومرّ عليك تصحيح الشيخ شعيب الأرنؤوط للحديث بسند أحمد في مسنده .
فكيف بعد هذا يصح لعثمان الخميس أن يدّعي كذب هذا الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويزعم بأنه غير ثابت عند أهل السنة ؟
قال عثمان الخميس في كتابه " كشف الجاني " صفحة 86- 87 وهو يرد على الدكتور محمد التيجاني السماوي بخصوص الحديث النبوي الشريف : ( من سبّ علياً فقد سبني ... ) :
( قلت : وهذا أيضاً كذب على رسول الله (ص) ، فإن الحديث غير صحيح ولا ثابت عند أهل السنة فقد أخرجه الحاكم في مستدركه 3/121 .
وفيه ثلاث علل :
1- أبو إسحاق السبيعي مدلس مشهور وقد عنعن ولم يصرح بالسماع .
2- محمد بن سعد العوفي ضعفه الخطيب والذهبي وقال الدارقطني لا بأس به .
3- أبو عبد الله الجدلي ثقة إلاّ أنه شيعي جلد ، وهذا الحديث في نصرة بدعته .
وقد تقرر عند علماء الحديث أن المبتدع إذا روى حديثا في نصرة بدعته رد وإن كان ثقة .
فهل مثل هذا الحديث يقال عنه ثابت عند أهل السنة؟ )
وفيه ثلاث علل :
1- أبو إسحاق السبيعي مدلس مشهور وقد عنعن ولم يصرح بالسماع .
2- محمد بن سعد العوفي ضعفه الخطيب والذهبي وقال الدارقطني لا بأس به .
3- أبو عبد الله الجدلي ثقة إلاّ أنه شيعي جلد ، وهذا الحديث في نصرة بدعته .
وقد تقرر عند علماء الحديث أن المبتدع إذا روى حديثا في نصرة بدعته رد وإن كان ثقة .
فهل مثل هذا الحديث يقال عنه ثابت عند أهل السنة؟ )
أقول :
حكمه على هذا الحديث بأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله هو رجم بالغيب ، وبدون علم ولا دليل ، ونوع مضادة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بدفع ما هو صحيح وثابت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله في حقه ، والعلل الثلاث التي ذكرها الخميس لا تفيد لامنفردة ولا مجتمعة اليقين بعدم صدوره من رسول الله صلى الله عليه وآله ، أو العلم بوضعه ، كيف وهي علل واهية واهنة باطلة كما سنبين ذلك فيما يأتي ، بل حتى لو كان في سند الحديث من هو متهم بالكذب فما دام الحديث لا ينافي آيات القرآن المجيد أو الثابت المتواتر أو المستفيض من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله أو المعلوم بالضرورة من الشريعة أو قطعي العقل فلا يصح أن نحكم بوضعه أو كذبه لمجرد وجود كذاب في سنده لأن الكاذب يصدق أحياناً كما هو معلوم ، إلاّ يدعي عثمان الخميس بأن له اتصالاً بالغيب وأنه أعلم من هذا الطريق أن النبي صلى الله عليه وآله لم يتفوه بهذا الحديث وعليه حينها أن يثبت لنا ذلك .
1- أما قوله أن أبا اسحاق مدلس مشهور وقد عنعن ولم يصرح بالسماع فجوابه : أن أبا إسحاق صرّح في إحدى روايتي الحاكم بالسماع ، وأنه سمع الحديث من أبي عبد الله الجدلي ، ففي المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 130 حديث رقم: (4616)
قال الحاكم : ( حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان ، حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التيمي ، حدثنا جندل بن والق ، حدثنا بكير بن عثمان البجلي ، قال سمعت أبا إسحاق التميمي يقول : ( سمعت ) أبا عبد الله الجدلي يقول : حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي (ص) فسمعتها تقول يا شبيب بن ربعي فأجابها رجل جلف جاف لبيك يا أمتاه قالت يسب رسول الله (ص) في ناديكم ؟ قال وأنى ذلك قالت فعلي بن أبي طالب قال إنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا قالت فإني سمعت رسول الله (ص) يقول من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى ) .
2- أما قوله بأن محمد بن سعد العوفي ضعفه الخطيب والذهبي فجوابه أن محمد بن سعد العوفي لم ينفرد برواية هذا الحديث عن يحيى بن أبي بكير بل شاركه في الرواية عنه إمام الحنابلة أحمد بن حنبل كما في مسنده في ج 6 ص 323 حديث رقم : 26791
قال أحمد بن حنبل : ( حدثنا يحيى بن أبى بكير ، قال : حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن عبد الله الجدلي قال دخلت على أم سلمة فقالت لي : أيسب رسول الله (ص) فيكم ؟ قلت : معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها ، قالت سمعت رسول الله يقول : من سب عليا فقد سبني ) قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : ( إسناده صحيح )
ورواه أحمد بن حنبل بنفس السند في كتابه ( فضائل الصحابة 2/594 حديث رقم : 1011 ) ، وتابع أحمد بن حنبل ومحمد بن سعد العوفي في رواية هذا الحديث الشريف عن يحيى بن أبي بكير شيخ النسائي ( العباس بن محمد ) كما في السنن الكبرى ج 5 ص 133 حديث رقم : 8476
قال النسائي : ( أخبرنا العباس بن محمد قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على أم سلمة فقالت : أيسب رسول الله (ص) فيكم ؟ فقلت : سبحان الله أو معاذ الله ، قالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : من سب عليا فقد سبني ) .
3- أما زعمه أنا أبا عبد الله الجدلي شيعي جلد وأن هذا الحديث في نصر بدعته ، فمردود لأن أبا عبد الله الجدلي ثقة وما دام الرجل ثقة فلازمه قبول حديثه وتصحيح روايته لأنه غير متهم بالكذب ، ولم يخبرنا عثمان الخميس ما هي البدعة التي اتصف بها أبو عبد الله الجدلي ، فالتشيع لأهل البيت عليهم السلام لا يعد بدعة ولا المتشيّع مبتدعاً فالرسول صلى الله عليه وآله هو الذي وجه الأمة إلى مشايعة علي وأهل بيته وولايتهم ومتابعتهم ، فلا ندري ما هي البدعة التي اتصف بها الجدلي حتى يكون هذا الحديث الشريف : ( من سب علياً فقد سبني ) ناصراً لها .
وبهذا تكون العلل الثلاث التي ذكرها عثمان الخميس غير قادحة في صحة الحديث وإخراجه من مرتبة الصحيح إلى الحسن فضلاً عن إخراجها له إلى الضعيف أو المكذوب .
4- هذا الحديث صححه جماعة من أهل العلم السنيين منهم الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 3/130 حديث رقم : 4615 ، والذهبي في تلخيص المستدرك ، قال أبو عبد الله ، عبد السلام بن محمد بن عمر علوش معلقاً على حديث الحاكم النيسابوري في هامش صفحة 87 من المجلد 4 من المستدرك على الصحيحين طبعة دار المعرفة ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى 1418هـ - 1998م : ( أخرجه الإمام أحمد في " المسند " (6/323 ، ووثق رجاله في " المجمع " (9/130 ) ، وقد أخرجه الطبراني في معاجمه الثلاثة ، وأبو يعلى بلفظ مقارب عن أبي عبد الله عن أم سلمة بسند رجاله رجال الصحيح عند الطبراني كما في " المجمع " (9/130 ) ، وصححه الذهبي في " تلخيصه " من هذا الوجه ... ) .
ومرّ عليك تصحيح الشيخ شعيب الأرنؤوط للحديث بسند أحمد في مسنده .
فكيف بعد هذا يصح لعثمان الخميس أن يدّعي كذب هذا الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويزعم بأنه غير ثابت عند أهل السنة ؟
تعليق