بسم الله الرحمن الرحيم
]لايختلف السني والشيعي على مر العصور على أن عليا رضي الله عنه هو ثالث الخلفاء الراشدين بغض النظر عن مشروعية هذا الواقع المسلم به من الطرفين .
وآتيك بنصوص تدل على أن هذا التدرج كان تدرجا شرعيا ولاخيانة فيه من الصحابة رضوان الله عليهم وحاشاهم فهم تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج ابن عساكر والذهبي والسيوطي عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : ( لما قدم علي البصرة في أثر طلحة وأصحابه قام عبدالله بن الكوا وأبن عباد فقالا : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرك هذا أوصية أوصاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أم عهد عهده أليك ؟ أم رأي رأيته حين تفرقت الأمة وأختلفت كلمتها ؟
قال علي بن أبي طالب : ما أكون أول كاذب عليه وأنا أول مصدق له والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم موت فجأه ولاقتل قتلا ولو كان عندي من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك عهد ماتركت أخا تيم بن مرة - يعني أبوبكر الصديق – وعمر بن الخطاب يقومان على منبره ولقاتلتهما بيدي ولم لم أجد الا بردي هذا قال : ولقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه كل ذلك يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة فيقول : مروا أبابكر ليصلي بالناس ولقد تركني وهو يرى مكاني ولو عهد الي شيء لقمت به حتى عرضت في ذلك أمرأه من نساءه فقالت : أن أبابكر رجل رقيق اذا قام مقامك لايسمع الناس فلو أمرت عمر أن يصلي بالناس فقال لها : انكن صواحب يوسف .
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المسلمون في أمرهم فأذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولى أبابكر في أمر دينهم فولوه في أمر دنياهم فبايعه المسلمون وبايعته معهم . فكان لذلك أهلا ولم يختلف عليه منا أثنان .
فكنت أغزو أذا أغزاني وآخذ اذا أعطاني وكنت سوطا بين يديه في أقامة الحدود فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده فأشار بعمر ولم يأل فبايعه الناس فبايعته معهم وأديت الى عمر حقه وعرفت طاعته وغزوة معه في جيوشه وكنت أغزو اذا أغزاني وآخذ اذا أعطاني وكنت سوطا بين يديه في أقامة الحدود .
وكره أن ينتخب منا معشر قريش رجلا فيوليه أمر الأمة فلا يكون فيه أساءه لمن بعده الا لحقت عمر في قبره فأختار منا ستة أنا فيهم لنختار للأمة رجلا منا .
فلما أجتمعنا وثب عبدالرحمن فوهب لنا نصيبه منها على أن نعطيه مواثيقنا على أن نختار من الخمسه رجلا فنوليه أمر الأمة فأعطيناه مواثيقنا فأخذ بيد عثمان فبايعه ولقد عرض في نفسي ذلك فلما نظرت في أمري فأذا عهدي قد سبق بيعتي فبايعت وسلمت فكنت أغزو اذا أغزاني وآخذ اذا أعطاني .
فلما قتل عثمان نظرت في أمري فاذا الربقة التي كانت لأبي بكر وعمر في عنقي قد أنحلت واذا العهد لعثمان قد وفيت به واذا أنا رجل من المسلمين ليس لأحد عندي دعوى ولاطلبة فوثب فيها من ليس مثلي - يعني معاوية - لاقرابته كقرابتي ولاعلمه كعلمي ولاسابقته كسابقتي وكنت أحق بها منه قالا: صدقت .
وأخرج الأمام أحمد بمعناه
وقال رضي الله عنه في نهج البلاغه لما أريد على البيعه بعد مقتل عثمان رضي الله عنه :
دعوني وألتمسو غيري فأنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لاتقوم له القلوب ولاتثبت عليه العقول وان الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت وأعلموا اني ان أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم اصغ الى قول قائل وعتب العاتب وان تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا.
هذه وغيرها كثير من الشواهد من نصوص علي رضي الله عنه تدل بشكل قاطع على عدم وجود وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم والا كما قال أمير المؤمنين لقاتل عليها الأمة ولو بردائه رضي الله عنه .
ولايختلف اثنان عل أن عليا غزا مع الخلفاء وقضى لهم وشاركهم الحكم بل وصاهرهم .
فهذه سيرة علي بن أبي طالب مع ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين لمن أراد الحق والسلامة يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
تعليق