تغارون على عائشة ولا تغارون على الزهراء وأمير المؤمنين عليهما السلام
لست هنا للحديث عن الاحتفال الذي أقيم بمناسبة وفاة عائشة بنت أبي بكر، وما حدث أو ذكر فيه، ولست في مقام الحديث عن ردة فعل أبناء السنة فعدم قبولهم بهكذا شيء أمر طبيعي وإن كانت ردة فعلهم أكبر من اللازم بحيث تتجاوز المواقع والمنتديات الدينية لتشمل الصحف وبقية وسائل الإعلام ويخصص له المقالات والكتابات والمحاضرات والندوات وغيرها لكن كل ذلك يمكن فهم أسبابه، ولكنني هنا أتناول جانبا من ردود الفعل الشيعية من ناحية النوع والكم إذ لم نعتد على ردات فعل منهم بهذه الكيفية القوية والدؤوبة وكأن الواحد منهم يريد ان يقول: اشهدوا لي عند الأمير، علماً بأنني لم أجد في كل ما قرأت من بيانات ردا علمياً واحدا وكل ماذكر يبقى كلاما انشائيا وصراخا وكلاما للعواطف وافضل ما طرحوه هو البعد عن الفحش في القول والعمل، لذا مازلنا ننتظر أن يطرحوا ردودا علمية ترد على ما ورد في ذلك الاحتفال الذي أقام الدنيا ولم يقعدها كي نكون على دراية أكبر وقدرة على التعامل مع هكذا أمر.
ردة الفعل الشيعية هذه أثارت عندي نقاط عدة، منها: ..
* ان اغلب المستنكرين لم نشاهد منهم حراكا تجاه الكثير من التطاولات التي حدثت تجاه أهل البيت عليهم السلام، وحتى لو صدر من احدهم استنكارا لوجدته عاما لا يتناول شخصا او فئة صريحة بتطاولها فيوجه الكلام لها
* بعضهم اشتهر باستقباله ولقاءه اشد متطرفيهم وآخرهم البريك الذي القى قبل لقاءه وربما اثناء لقاءه به محاضرات ضد الطائفة والمذهب! ولم يستنكر ويرد عليه كما فعل في هذه القضية
* اغلب المستنكرين لم نشاهدهم يشنوا الحملات تجاه ذلك الذي رفع راية الاحتفال بيوم عاشوراء في الكويت في محرم الماضي ، وان صدر منهم فمجرد ليقول اصدرت بيان ويكون كالعاده سطحيا ضعيفا عاما
* اغلب المستنكرين لم يقفوا موقفا حازما تجاه علي الأمين حينما ظهر على قناة المستقلة في رمضان هذا العام واخد ينكر ثوابتنا وعقائدنا!!
* اغلب المستنكرين اقاموا مراسم ومجالس العزاء والتأبين لمحمد حسين فضل الله الذي شكك في أغلب أو كل عقائدنا وثوابتنا إن لم تكن كلها، والذي اصدر المراجع والفقهاء والمجتهدين فتاويهم وقالوا كلمتهم بضلاله وانحرافهم ومروقه عن المذهب حتى انه لا يوجد مرجع او فقيه عادل موثوق نعاه ببيان وان كنا نرى ان هذه الخطوة غير كافية وغير مقبوله!! ولم نجد في سيرة أغلبهم ردودا علمية أو مواقف حاسمة من المذكور أعلاه خلال حياته.
* لا نرى من هؤلاء المستنكرين حملات قوية صلبة جريئة بنفس ما هم عليه الآن تجاه شتم المخالفين خصوصا الوهابية لإمام زماننا عجل الله فرجه سبا صريحا لا لبس فيه وبأبشع الألفاظ والأساليب ، أليس هو إمامكم ومن تقتدون؟ فلم لا تتصدون لهم بكل قوة، يا ترى لو وجه احد هؤلاء لهم او لآبائهم وامهاتهم شيئا بسيطا مما يوجهونه لمولانا الحجّة لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ... ما لكم كيف تحكمون
* جميع المستنكرين لم يشنوا حملة ويجمعلوا كلمتهم كما يفعلون الآن حينما قامت الوهابية من خلال مواقعهم ومنتدياتهم وغرف البالتوك وغيرها بوصفهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بـ "الديّوث" والعياذ بالله !!!
* جميع المستنكرين لم نجدهم متحدين واخذتهم الغيرة ووقفوا أمام الوهابية وحركوا المشاعر والعواطف وهيجوها واستنكروا وحاربوا وأصروا وطالبوا ، وذلك عندما قام الوهابية من خلال مواقعهم ومنتدياتهم وغرف البالتوك وغيرها حينما شككوا بشرف السيدة الزهراء عليها السلام ، أم أن العرض والشرف والغيرة على الرسول صلى الله عليه وآله لا تكون إلا بالغيرة على عائشة فقط أما السيدة الزهراء فذاك أمر عادي أو يترك طمعا في الوحدة الإسلامية وخوف الفتنة!
بعد كل هذا يحق لنا أن نتسائل :
على من تغارون؟ وبمن تقتدون؟ وما مكانة عائشة بنت أبي بكر لديكم؟
منقول
تعليق