السلام عليكم
الاحاديث الموضوعة على رسول الله صل الله عليه واله وسلم في فضائل ابوبكر ابن ابي قحافه المكذوبه
نقلا من كتاب تنقيح الروض الأنيق مما وضع في فضل الصديق
مِنْ طُرُقٍ عَنْ أبِي يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى السَّاجِيُّ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ ثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ هَذَا الدِّينِ كَمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ » .
قُلْتُ : وَهَذَا حَدِيثٌ شَاذٌّ ، لَمْ يَرْوِهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَرْوَانَ إلاَّ أبَا يَعْلَى السَّاجِيَّ . وَخَالَفَهُ أبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ ثَلاثَتُهُمْ قَالُوا : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ آنِفَاً .
قُلْتُ : وَيُرْوَى نَحْوُهُ مِنْ أَحَادِيثِ : حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَعَبْدِ اللهِ بْن حَنْطَبٍ . وَلا يَصِحُّ مِنْهَا كَبِيْرُ شَيْءٍ .
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=16
[ الْحَدِيثُ السَّادِسُ ] عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَزِيرِي وَخَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ، وَعُمَرُ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِي ، وَعَلِيٌّ ابْنُ عَمِّي وَأَخِي وَحَامِلُ رَايَتِي ، وَعُثْمَانُ مِنِّي ، وَأَنَا مِنْ عُثْمَانَ » .
قَالَ أبُو بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ : أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي « الْكَبِيْرِ » ، وَابْنُ عَدِيٍّ فِي « الْكَامِلِ » ، وَغَيْرُهُمَا .
قُلْتُ : أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ « الْكَبِيْرِ » ، وَابْنُ حِبَّانَ « الْمَجْرُوحِينَ »(2/230) ، وَابْنُ عَدِيٍّ « الْكَامِلِ »(6/84) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ « فَضَائِلُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ »(233) ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ « الْمَوْضُوعَاتُ »(1/404) مِنْ طُرُقٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ النَّهْدِيِّ ثَنَا كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أبُو بَكْرٍ وَزِيرِى وَالْقَائِمُ فِي أُمَّتِى مِنْ بَعْدِى ، وَعُمَرُ حَبِيبِي يَنْطِقُ عَنْ لِسَانِي ، وَأَنَا مِنْ عُثْمَانَ ، وَعُثْمَانُ مِنِّى ، وَعَلِىٌّ أَخِى وَصَاحِبُ لِوَائِى » .
وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ، وَإِسْنَادُهُ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=17
قَالَ أبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ : « كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ الزَّاهِدِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، يَرْوِى عَنِ الثَّوْرِيِّ وَمِسْعَرٍ ، رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبيِعِ النَّهْدِيُّ . كَانَ مِمَّنْ يَرْوِى عَنِ الثِّقَاتِ الأَشْيَاءَ الْمَقْلُوبَاتِ حَتَّى يَسْبَقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمِّدَ لَهَا ، أَوْ غَفَلَ عَنِ الاتِّقَانِ حَتَّى غَلَبَ عَلَيْهِ الأَوْهَامُ الْكَثِيْرَةُ ، فَكَثَرَتْ الْمَنَاكِيْرُ فِي رِوَايَتِهِ فَاسْتَحَقَّ بِهَا التَّرْكَ » .
وَقال أَبُو الْفَرَجِ : « هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ، وَكَادِحٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَرْوِى عَنِ الثِّقَاتِ الْمَقْلُوبَاتِ حَتَّى يَسْبِقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ . وَقَالَ أبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ : هُوَ كَذَّابٌ . وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ أَبِى جَعْفَرٍ فَتَرَكَهُ أَحْمَدُ . وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ » .
وَأَمَّا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ النَّهْدِيُّ الكوفِيُّ ، فقدْ تَرَكَهُ أبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَقَالَ : غَيَّرَ أَسْمَاءَ مَشَايِخَ ، قَالَهُ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي « مِيزَانِ الاعْتِدَالِ » .
وَيُرْوَي مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِسَنَدٍ أَوْهَى مِنْ سَابِقِهِ .
قَالَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ « عِلَلُ الْحَدِيثِ »(2/384/2664) : « وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الأَزْهَرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ خَبِّرْنَا بِأَفْضَلِ أَصْحَابِكَ نَتَّخِذُهُ مُعَلِّمَاً ، وَيَكُونُ لَنَا مَفْزَعَاً إِنْ كَانَ كْوَنٌ ، قَالَ : « عَلِيٌّ أَقْدَمُكُمْ سِلْمَاً ، وَأَعْظَمُكُمْ حِلْمَاً ، وَأَكْثَرُكُمْ عِلْمَاً ، قَالَ : فَسَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : « أَبُو بَكْرٍ وَزِيرِي ، وَالْقَائِمُ فِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ، وَعُمَرُ حَبِيبِي وَيَنْطِقُ عَلَى لِسَانِي ، وَأَنَا مِنْ عُثْمَانَ ، وَعُثْمَانُ مِنِّي » . قَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ كَذِبٌ ، وَلَمْ يُحَدِّثْنِي بِهِ » .
قُلْتُ : فَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ . وَالْمُتَّهَمُ بِهِ : عَمْرُو بْنُ الأَزْهَرِ الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ الواسطِيُّ ، كَانَ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ ، قَالَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : يُرْمَى بِالْكَذِبِ رَمَاهُ أبُو سَعِيدٍ الْحَدَّادِ بِالْكَذِبِ . وَقَالَ السَّعْدِيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابنُ حِبَّان : كَانَ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ وَيَأْتِى بِالْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ ، لا يَحِلُّ كِتَابَةُ حَدِيثِهِ ، وَلا ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ وَالْقَدْحِ فِيهِ
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=18
[ الْحَدِيثُ الثَّانِي عَشَرَ ] عَنٍ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى » .
قَالَ أبُو بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ : أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي « تَارِيْخِهِ » وَغَيْرُهُ .
قُلْتُ : أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ « تَارِيْخُ بَغْدَادَ »(11/384) ، وَعَنْهُ ابْنُ الْجَوزِيِّ « الْعِلَلُ الْمُتَنَاهِيَةُ »(312) قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّاهِرِيُّ أَخْبَرَنَا أبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الشَّاعِرُ ثَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ دِحْيَةَ ثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنٍ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَذَكَرَهُ .
قَالَ أَبُو الْفَرَجِ : « هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الشَّاعِرُ . وَقَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : لا يُحْتَجُّ بِقَزَعَةَ بْنِ سُوَيْدٍ . وَقَالَ أَحْمَدُ : هُوَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ » .
قُلْتُ : وَهَذَا حَدِيثٌ مَنْكَرٌ . وَلَكِنْ لا يَتَّجِهُ اتِّهَامُ أَبِي الْقَاسِمِ الشَّاعِرِ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، فَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ قَزَعَةَ ، وَهُوَ الْمُتَّهَمُ بِهِ ، وَالشَّاعِرُ بَرِئٌ مِنْ عُهْدَتِهِ ! .
وَهَذَا أيضَاً مِنَ السُّيُوطِيِّ تَقْصِيْرٌ مُتَعَمَّدٌ لِتَعْمِيَةِ حَالِ الْحَدِيثِ وَتَمْشِيَتِهِ مَعَ وُضُوحِ نَكَارَتِهِ ، إِذْ عَزَاهُ إِلَى الْخَطِيبِ ، مَعَ تَخْرِيْجِ مَنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْهُ لَهُ فِي أَشْهَرِ كُتُبِ الضُّعَفَاءِ ، وَهُوَ الْحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ! .
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=19
فَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ « الْكاملُ »(5/75) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجنْدِيسَابُورِيُّ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ ثَنَا عَمَّارُ بْنُ هَارُونَ الْمُسْتَمْلِيُّ ثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنٍ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً خَلِيلاً لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ صَاحِبَكُمْ خَلِيلاً ، وَأبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى » .
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ دِحْيَةَ ثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنٍ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ .
وَقَدْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَيْضَاً مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَزَعَةَ بْنِ سُوَيْدٍ .
قُلْتُ : فَمَدَارُ الْحَدِيثِ عَلَى قَزَعَةَ بْنِ سُوَيْدٍ الْبَاهِلِيِّ الْبَصْرِيُّ ، وَهُوَ بَيَّنُ الأَمْرِ فِي الضُّعَفَاءِ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : هُوَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِى . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِى مَحَلُّهُ الصِّدْقُ وَلَيْسَ بِالْمَتِينِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ . وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ : كَثِيْرَ الْخَطَأ فَاحِشَ الْوَهْمِ ، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ فِي رِوَايَتِهِ سَقَطَ الاحْتِجَاجُ بِأَخْبَارِهِ .
وَاخْتَلَفَ قَوْلُ ابْنِ مَعِينٍ فِيهِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْهُ : قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ ضَعِيفٌ . وَقَالَ جَعْفَرَ بْنَ أَبَانَ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : لَيْسَ بِشَيْءٍ .
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=20
وَمِمَّا دَلَّ عَلَى نَكَارَةِ الْحَدِيثِ مَا اشْتَهَرَ وَاسْتَفَاضَ أَنَّ الَّذِي كَانَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِنَّمَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ . كَمَا قَالَ إِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ « كِتَابُ المَغَازِي »(4064) : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ الحَكَمِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلِيّاً ، فَقَالَ : أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ قَالَ : « أَلا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي » .
وَقَالَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الحَكَمِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : خَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ، فَقَالَ : « أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، غَيْرَ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي » . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الإِسْنَادِ .
قُلتُ : وَهَذَا الْحَدِيثُ مُسْتَفِيضٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَعَلِيٌّ نَفْسَهُ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَالبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ، وَأَبُو سَعِيدٍ ، وَأَنَسٌ ، وَجَابِرُ بْنُ سَمُرَة ، وَحُبْشِيُّ بْن جُنَادَةَ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ ، وَغَيْرُهُمْ .
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=21
[ الْحَدِيثُ السَّابِعُ ] عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِى وَأَرْحَمُهَا ، وَعُمَرُ خَيْرُ أُمَّتِى وَأَعْدَلُهَا ، وَعُثْمَانُ بْن عَفَّانَ أَحْيَى أُمَّتِى وَأَكْرَمُهَا ، وَعَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَلَبُّ أُمَّتِى وَأَشْجَعُهَا ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتِى وَآمَنُهَا ، وَأبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِى وَأَصْدَقُهَا ، وَأبُو الدَّرْدَاءِ أَعْبَدُ أُمَّتِى وَأَتْقَاهَا ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ أَحْلَمُ أُمَّتِى وَأَجْوَدُهَا » .
قَالَ أبُو بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ : أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَضَعَّفَهُ ، وَأَخْرَجَهُ غَيْرُهُ أَيْضَاً .
قُلْتُ : وَهَذَا أيضَاً مِنَ السُّيُوطِيِّ تَقْصِيْرٌ مُتَعَمَّدٌ لِتَعْمِيَةِ حَالِ الْحَدِيثِ وَتَمْشِيَتِهِ مَعَ أنَّهُ بَيَّنُ الأَمْرِ فِي الْوَضْعِ وَالاخْتِلاقِ . فَقَدُ عَزَاهُ إِلَى ابْنِ عَسَاكِرَ ، مَعَ تَخْرِيْجِ مَنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْهُ لَهُ فِي أَشْهَرِ كُتُبِ الضُّعَفَاءِ ، وَهُوَ الْحَافِظُ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ ! .
فَقَدْ قَالَ الْعُقَيْلِيُّ « الضُّعَفَاءُ »(1/144) : « بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَمِنْ حَدِيثِهِ مَا : حَدَّثَنَا بِهِ بِشْرُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنَا بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ عَنْ ركين عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أبُو بَكْرٍ أَوْزَنُ أُمَّتِى وَأَرْجَحُهَا ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَيْرُ أُمَّتِى وَأَكْمَلُهَا ، وَعُثْمَانُ بْن عَفَّانَ أَحْيَى أُمَّتِى وَأَعْدَلُهَا ، وَعَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ وَلِيُ أُمَّتِى وَأَوْسَمُهَا ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَمِينُ أُمَّتِى وَأَوْصَلُهَا ، وَأبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِى وَأَرَقُّهَا ، وَأبُو الدَّرْدَاءِ أَعْدَلُ أُمَّتِى وَأَرْحَمُهَا ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ أَحْلَمُ أُمَّتِى وَأَجْوَدُهَا » .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَلا يُتَابَعُ بَشِيْرٌ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ ، لا يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ .
وَأخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ عَسَاكِرَ « تَارِيخُ دِمَشْقَ »(47/112) ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ « الْمَوْضُوعَاتُ »(1/29) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْعُقَيْلِيِّ بِهِ
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=22
قُلْتُ : هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ، وَإِسْنَادُهُ وَاهٍ بِمَرَّةٍ . ابْنُ صُبْحٍ ، وَابْنُ زَاذَانَ ، وَابْنُ وَاقِدٍ ثَلاثَتُهُمْ مَتْرُوكُونَ ذَاهِبُو الْحَدِيثِ . وَأَشَدُّهُمْ وَهَنَاً عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، كَانَ وَضَّاعَاً لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ . قَالَ الْبُخَارِيُّ : وَضَعَ خُطَبَةً عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ .
وَأَمَّا بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : بَيَّنُ الضَّعْفِ ، وَأَحَادِيثُهُ عَامَّتُهَا عَنِ الضُّعَفَاءِ .
وأخرجه ابْنُ الْجَوْزِيِّ « الْمَوْضُوعَاتُ »(1/29) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ بِهْرَامَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيْرٍ عن بَشِيْرِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ عِكْرَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أبُو بَكْرٍ خَيْرُ أُمَّتِى وَأَتْقَاهَا ، وَعُمَرُ أَعَزُّهَا وَأَعْدَلُهَا ، وَعُثْمَانُ أَكْرَمُهَا وَأَحْيَاهَا ، وَعَلِىٌّ أَلَبُّهَا وَأَوْسَمُهَا ، وَابْنُ مَسْعُودٍ أَمِينُهَا وَأَعْدَلُهَا ، وَأبُو ذَرٍّ أَزْهَدُهَا وَأَصْدَقُهَا ، وَأبُو الدَّرْدَاءِ أَعْبَدُهَا وَأَتْقَاهَا ، وَمُعَاوِيَةُ أَحْلَمُهَا وَأَجْوَدُهَا » .
وَقَالَ أبُو الْفَرَجِ : « هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وفِى الطَّرِيقَيْنِ جَمَاعَةُ مَجْرُوحُونَ ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ عِنْدِي بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ ، إِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ فِعْلِهِ ، أَوْ مِنْ تَدْلِيسِهِ عَنِ الضُّعَفَاءِ ، وَقَدْ خَلَّطَ فِي إِسْنَادِهِ . قَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : هُوَ ضَعِيفٌ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ »
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=23
قُلْتُ : قَوْلُهُ « وَقَدْ خَلَّطَ بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ فِي إِسْنَادِهِ » هُوَ كَمَا قَالَ ، فَقَدْ رَكَّبَهُ ابْنُ زَاذَانَ عَلَى إِسْنَادِ ثَالِثٍ .
فَقَدْ أخْرَجَهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ (969) فَقَالَ : حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثَنَا بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ ثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ سَمِعْتُهُ مِنْ بَشِيْرِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ رُكَيْنٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ مَرْفُوعَاً بِنَحْوِهِ .
وَأخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ « تَارِيخُ دِمَشْقَ »(47/112) مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنِ ابْنِ زَاذَانَ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ مَرْفُوعَاً بِهِ . كَذَا هُوَ عِنْدَهُ : عَنْ بُرْدِ .
وَالْخُلاصَةُ ، فَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ ، وَلَوَائِحُ الْوَضْعِ بِادِيَةٌ عَلَى عِبَارَاتِهِ ، لا تَخْفَى عَلَى الْمُبْتَدِئِينَ ، فَضْلاً عَنِ الْحُفَّاظِ الْمُصَنِّفِينَ
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=24
الاحاديث الموضوعة على رسول الله صل الله عليه واله وسلم في فضائل ابوبكر ابن ابي قحافه المكذوبه
نقلا من كتاب تنقيح الروض الأنيق مما وضع في فضل الصديق
مِنْ طُرُقٍ عَنْ أبِي يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى السَّاجِيُّ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ ثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ هَذَا الدِّينِ كَمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ » .
قُلْتُ : وَهَذَا حَدِيثٌ شَاذٌّ ، لَمْ يَرْوِهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَرْوَانَ إلاَّ أبَا يَعْلَى السَّاجِيَّ . وَخَالَفَهُ أبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ ثَلاثَتُهُمْ قَالُوا : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ آنِفَاً .
قُلْتُ : وَيُرْوَى نَحْوُهُ مِنْ أَحَادِيثِ : حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَعَبْدِ اللهِ بْن حَنْطَبٍ . وَلا يَصِحُّ مِنْهَا كَبِيْرُ شَيْءٍ .
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=16
[ الْحَدِيثُ السَّادِسُ ] عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَزِيرِي وَخَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ، وَعُمَرُ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِي ، وَعَلِيٌّ ابْنُ عَمِّي وَأَخِي وَحَامِلُ رَايَتِي ، وَعُثْمَانُ مِنِّي ، وَأَنَا مِنْ عُثْمَانَ » .
قَالَ أبُو بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ : أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي « الْكَبِيْرِ » ، وَابْنُ عَدِيٍّ فِي « الْكَامِلِ » ، وَغَيْرُهُمَا .
قُلْتُ : أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ « الْكَبِيْرِ » ، وَابْنُ حِبَّانَ « الْمَجْرُوحِينَ »(2/230) ، وَابْنُ عَدِيٍّ « الْكَامِلِ »(6/84) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ « فَضَائِلُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ »(233) ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ « الْمَوْضُوعَاتُ »(1/404) مِنْ طُرُقٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ النَّهْدِيِّ ثَنَا كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أبُو بَكْرٍ وَزِيرِى وَالْقَائِمُ فِي أُمَّتِى مِنْ بَعْدِى ، وَعُمَرُ حَبِيبِي يَنْطِقُ عَنْ لِسَانِي ، وَأَنَا مِنْ عُثْمَانَ ، وَعُثْمَانُ مِنِّى ، وَعَلِىٌّ أَخِى وَصَاحِبُ لِوَائِى » .
وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ، وَإِسْنَادُهُ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=17
قَالَ أبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ : « كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ الزَّاهِدِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، يَرْوِى عَنِ الثَّوْرِيِّ وَمِسْعَرٍ ، رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبيِعِ النَّهْدِيُّ . كَانَ مِمَّنْ يَرْوِى عَنِ الثِّقَاتِ الأَشْيَاءَ الْمَقْلُوبَاتِ حَتَّى يَسْبَقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمِّدَ لَهَا ، أَوْ غَفَلَ عَنِ الاتِّقَانِ حَتَّى غَلَبَ عَلَيْهِ الأَوْهَامُ الْكَثِيْرَةُ ، فَكَثَرَتْ الْمَنَاكِيْرُ فِي رِوَايَتِهِ فَاسْتَحَقَّ بِهَا التَّرْكَ » .
وَقال أَبُو الْفَرَجِ : « هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ، وَكَادِحٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَرْوِى عَنِ الثِّقَاتِ الْمَقْلُوبَاتِ حَتَّى يَسْبِقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ . وَقَالَ أبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ : هُوَ كَذَّابٌ . وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ أَبِى جَعْفَرٍ فَتَرَكَهُ أَحْمَدُ . وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ » .
وَأَمَّا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ النَّهْدِيُّ الكوفِيُّ ، فقدْ تَرَكَهُ أبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَقَالَ : غَيَّرَ أَسْمَاءَ مَشَايِخَ ، قَالَهُ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي « مِيزَانِ الاعْتِدَالِ » .
وَيُرْوَي مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِسَنَدٍ أَوْهَى مِنْ سَابِقِهِ .
قَالَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ « عِلَلُ الْحَدِيثِ »(2/384/2664) : « وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الأَزْهَرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ خَبِّرْنَا بِأَفْضَلِ أَصْحَابِكَ نَتَّخِذُهُ مُعَلِّمَاً ، وَيَكُونُ لَنَا مَفْزَعَاً إِنْ كَانَ كْوَنٌ ، قَالَ : « عَلِيٌّ أَقْدَمُكُمْ سِلْمَاً ، وَأَعْظَمُكُمْ حِلْمَاً ، وَأَكْثَرُكُمْ عِلْمَاً ، قَالَ : فَسَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : « أَبُو بَكْرٍ وَزِيرِي ، وَالْقَائِمُ فِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ، وَعُمَرُ حَبِيبِي وَيَنْطِقُ عَلَى لِسَانِي ، وَأَنَا مِنْ عُثْمَانَ ، وَعُثْمَانُ مِنِّي » . قَالَ أَبِي : هَذَا حَدِيثٌ كَذِبٌ ، وَلَمْ يُحَدِّثْنِي بِهِ » .
قُلْتُ : فَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ . وَالْمُتَّهَمُ بِهِ : عَمْرُو بْنُ الأَزْهَرِ الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ الواسطِيُّ ، كَانَ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ ، قَالَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : يُرْمَى بِالْكَذِبِ رَمَاهُ أبُو سَعِيدٍ الْحَدَّادِ بِالْكَذِبِ . وَقَالَ السَّعْدِيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابنُ حِبَّان : كَانَ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ وَيَأْتِى بِالْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ ، لا يَحِلُّ كِتَابَةُ حَدِيثِهِ ، وَلا ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ وَالْقَدْحِ فِيهِ
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=18
[ الْحَدِيثُ الثَّانِي عَشَرَ ] عَنٍ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى » .
قَالَ أبُو بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ : أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي « تَارِيْخِهِ » وَغَيْرُهُ .
قُلْتُ : أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ « تَارِيْخُ بَغْدَادَ »(11/384) ، وَعَنْهُ ابْنُ الْجَوزِيِّ « الْعِلَلُ الْمُتَنَاهِيَةُ »(312) قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّاهِرِيُّ أَخْبَرَنَا أبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الشَّاعِرُ ثَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ دِحْيَةَ ثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنٍ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَذَكَرَهُ .
قَالَ أَبُو الْفَرَجِ : « هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الشَّاعِرُ . وَقَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : لا يُحْتَجُّ بِقَزَعَةَ بْنِ سُوَيْدٍ . وَقَالَ أَحْمَدُ : هُوَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ » .
قُلْتُ : وَهَذَا حَدِيثٌ مَنْكَرٌ . وَلَكِنْ لا يَتَّجِهُ اتِّهَامُ أَبِي الْقَاسِمِ الشَّاعِرِ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، فَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ قَزَعَةَ ، وَهُوَ الْمُتَّهَمُ بِهِ ، وَالشَّاعِرُ بَرِئٌ مِنْ عُهْدَتِهِ ! .
وَهَذَا أيضَاً مِنَ السُّيُوطِيِّ تَقْصِيْرٌ مُتَعَمَّدٌ لِتَعْمِيَةِ حَالِ الْحَدِيثِ وَتَمْشِيَتِهِ مَعَ وُضُوحِ نَكَارَتِهِ ، إِذْ عَزَاهُ إِلَى الْخَطِيبِ ، مَعَ تَخْرِيْجِ مَنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْهُ لَهُ فِي أَشْهَرِ كُتُبِ الضُّعَفَاءِ ، وَهُوَ الْحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ! .
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=19
فَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ « الْكاملُ »(5/75) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجنْدِيسَابُورِيُّ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ ثَنَا عَمَّارُ بْنُ هَارُونَ الْمُسْتَمْلِيُّ ثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنٍ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً خَلِيلاً لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ صَاحِبَكُمْ خَلِيلاً ، وَأبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى » .
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ دِحْيَةَ ثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنٍ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ .
وَقَدْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَيْضَاً مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَزَعَةَ بْنِ سُوَيْدٍ .
قُلْتُ : فَمَدَارُ الْحَدِيثِ عَلَى قَزَعَةَ بْنِ سُوَيْدٍ الْبَاهِلِيِّ الْبَصْرِيُّ ، وَهُوَ بَيَّنُ الأَمْرِ فِي الضُّعَفَاءِ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : هُوَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِى . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِى مَحَلُّهُ الصِّدْقُ وَلَيْسَ بِالْمَتِينِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ . وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ : كَثِيْرَ الْخَطَأ فَاحِشَ الْوَهْمِ ، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ فِي رِوَايَتِهِ سَقَطَ الاحْتِجَاجُ بِأَخْبَارِهِ .
وَاخْتَلَفَ قَوْلُ ابْنِ مَعِينٍ فِيهِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : ثِقَةٌ . وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْهُ : قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ ضَعِيفٌ . وَقَالَ جَعْفَرَ بْنَ أَبَانَ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : لَيْسَ بِشَيْءٍ .
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=20
وَمِمَّا دَلَّ عَلَى نَكَارَةِ الْحَدِيثِ مَا اشْتَهَرَ وَاسْتَفَاضَ أَنَّ الَّذِي كَانَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِنَّمَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ . كَمَا قَالَ إِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ « كِتَابُ المَغَازِي »(4064) : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ الحَكَمِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلِيّاً ، فَقَالَ : أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ قَالَ : « أَلا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي » .
وَقَالَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الحَكَمِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : خَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ، فَقَالَ : « أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، غَيْرَ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي » . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الإِسْنَادِ .
قُلتُ : وَهَذَا الْحَدِيثُ مُسْتَفِيضٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَعَلِيٌّ نَفْسَهُ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَالبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ، وَأَبُو سَعِيدٍ ، وَأَنَسٌ ، وَجَابِرُ بْنُ سَمُرَة ، وَحُبْشِيُّ بْن جُنَادَةَ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ ، وَغَيْرُهُمْ .
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=21
[ الْحَدِيثُ السَّابِعُ ] عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِى وَأَرْحَمُهَا ، وَعُمَرُ خَيْرُ أُمَّتِى وَأَعْدَلُهَا ، وَعُثْمَانُ بْن عَفَّانَ أَحْيَى أُمَّتِى وَأَكْرَمُهَا ، وَعَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَلَبُّ أُمَّتِى وَأَشْجَعُهَا ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتِى وَآمَنُهَا ، وَأبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِى وَأَصْدَقُهَا ، وَأبُو الدَّرْدَاءِ أَعْبَدُ أُمَّتِى وَأَتْقَاهَا ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ أَحْلَمُ أُمَّتِى وَأَجْوَدُهَا » .
قَالَ أبُو بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ : أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَضَعَّفَهُ ، وَأَخْرَجَهُ غَيْرُهُ أَيْضَاً .
قُلْتُ : وَهَذَا أيضَاً مِنَ السُّيُوطِيِّ تَقْصِيْرٌ مُتَعَمَّدٌ لِتَعْمِيَةِ حَالِ الْحَدِيثِ وَتَمْشِيَتِهِ مَعَ أنَّهُ بَيَّنُ الأَمْرِ فِي الْوَضْعِ وَالاخْتِلاقِ . فَقَدُ عَزَاهُ إِلَى ابْنِ عَسَاكِرَ ، مَعَ تَخْرِيْجِ مَنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْهُ لَهُ فِي أَشْهَرِ كُتُبِ الضُّعَفَاءِ ، وَهُوَ الْحَافِظُ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ ! .
فَقَدْ قَالَ الْعُقَيْلِيُّ « الضُّعَفَاءُ »(1/144) : « بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَمِنْ حَدِيثِهِ مَا : حَدَّثَنَا بِهِ بِشْرُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنَا بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ عَنْ ركين عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أبُو بَكْرٍ أَوْزَنُ أُمَّتِى وَأَرْجَحُهَا ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَيْرُ أُمَّتِى وَأَكْمَلُهَا ، وَعُثْمَانُ بْن عَفَّانَ أَحْيَى أُمَّتِى وَأَعْدَلُهَا ، وَعَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ وَلِيُ أُمَّتِى وَأَوْسَمُهَا ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَمِينُ أُمَّتِى وَأَوْصَلُهَا ، وَأبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِى وَأَرَقُّهَا ، وَأبُو الدَّرْدَاءِ أَعْدَلُ أُمَّتِى وَأَرْحَمُهَا ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ أَحْلَمُ أُمَّتِى وَأَجْوَدُهَا » .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَلا يُتَابَعُ بَشِيْرٌ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ ، لا يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ .
وَأخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ عَسَاكِرَ « تَارِيخُ دِمَشْقَ »(47/112) ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ « الْمَوْضُوعَاتُ »(1/29) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْعُقَيْلِيِّ بِهِ
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=22
قُلْتُ : هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ، وَإِسْنَادُهُ وَاهٍ بِمَرَّةٍ . ابْنُ صُبْحٍ ، وَابْنُ زَاذَانَ ، وَابْنُ وَاقِدٍ ثَلاثَتُهُمْ مَتْرُوكُونَ ذَاهِبُو الْحَدِيثِ . وَأَشَدُّهُمْ وَهَنَاً عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، كَانَ وَضَّاعَاً لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ . قَالَ الْبُخَارِيُّ : وَضَعَ خُطَبَةً عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ .
وَأَمَّا بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : بَيَّنُ الضَّعْفِ ، وَأَحَادِيثُهُ عَامَّتُهَا عَنِ الضُّعَفَاءِ .
وأخرجه ابْنُ الْجَوْزِيِّ « الْمَوْضُوعَاتُ »(1/29) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ بِهْرَامَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيْرٍ عن بَشِيْرِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ عِكْرَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أبُو بَكْرٍ خَيْرُ أُمَّتِى وَأَتْقَاهَا ، وَعُمَرُ أَعَزُّهَا وَأَعْدَلُهَا ، وَعُثْمَانُ أَكْرَمُهَا وَأَحْيَاهَا ، وَعَلِىٌّ أَلَبُّهَا وَأَوْسَمُهَا ، وَابْنُ مَسْعُودٍ أَمِينُهَا وَأَعْدَلُهَا ، وَأبُو ذَرٍّ أَزْهَدُهَا وَأَصْدَقُهَا ، وَأبُو الدَّرْدَاءِ أَعْبَدُهَا وَأَتْقَاهَا ، وَمُعَاوِيَةُ أَحْلَمُهَا وَأَجْوَدُهَا » .
وَقَالَ أبُو الْفَرَجِ : « هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وفِى الطَّرِيقَيْنِ جَمَاعَةُ مَجْرُوحُونَ ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ عِنْدِي بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ ، إِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ فِعْلِهِ ، أَوْ مِنْ تَدْلِيسِهِ عَنِ الضُّعَفَاءِ ، وَقَدْ خَلَّطَ فِي إِسْنَادِهِ . قَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : هُوَ ضَعِيفٌ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ »
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=23
قُلْتُ : قَوْلُهُ « وَقَدْ خَلَّطَ بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ فِي إِسْنَادِهِ » هُوَ كَمَا قَالَ ، فَقَدْ رَكَّبَهُ ابْنُ زَاذَانَ عَلَى إِسْنَادِ ثَالِثٍ .
فَقَدْ أخْرَجَهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ (969) فَقَالَ : حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثَنَا بَشِيْرُ بْنُ زَاذَانَ ثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ سَمِعْتُهُ مِنْ بَشِيْرِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ رُكَيْنٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ مَرْفُوعَاً بِنَحْوِهِ .
وَأخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ « تَارِيخُ دِمَشْقَ »(47/112) مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنِ ابْنِ زَاذَانَ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ مَرْفُوعَاً بِهِ . كَذَا هُوَ عِنْدَهُ : عَنْ بُرْدِ .
وَالْخُلاصَةُ ، فَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ ، وَلَوَائِحُ الْوَضْعِ بِادِيَةٌ عَلَى عِبَارَاتِهِ ، لا تَخْفَى عَلَى الْمُبْتَدِئِينَ ، فَضْلاً عَنِ الْحُفَّاظِ الْمُصَنِّفِينَ
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=2060&pageID=24
تعليق